كم عدد القتلى في الحرب العالمية الثانية

كم عدد القتلى في الحرب العالمية الثانية
كم عدد القتلى في الحرب العالمية الثانية

الحرب العالميّة الثانية

بعد انتهاء الحرب العالميّة الأولى في عام 1918م، نشأت حالة من عدم الاستقرار والقلق بين الدول الأوروبيّة في جميع مناحي الحياة، مما مهّد الطريق لنشوب صراع دولي جديد وعلى مستوى عالمي، فنشبت الحرب العالميّة الثانية في العام 1939م، بعد أن تضعضعت ألمانيا وأصبحت غير مستقرة اقتصاديًا وسياسيًا وتجاريًا، وبعد الاستياء الكبير الذي عانت منه الدول نتيجة معاهدة فرساي وشروطها القاسية، كل ذلك أدى لسطوع نجم أدولف هتلر وحزبه النازي الاشتراكي، فوقع أدولف هتلر وحزبه النازي اتفاقية لإعادة إعمار البلاد مع اليابان وإيطاليا؛ ليعزز من ميوله وسيطرته في قدرته على امتلاك العالم بأسره والقضاء على الجنس اليهودي في ألمانيا.

سعى هتلر إلى تسليح ألمانيا سرًا، كما أنشأ تحالفات ضد الدول الأخرى، وأرسل قواته بعد ذلك لاحتلال النمسا، كما توسّع كثيرًا وزحف إلى الدول المجاورة لألمانيا واحتلها، وقد كانت بولندا من بين الدول التي غزاها، فكان غزو هتلر لبولندا عام 1939م هو القشة التي قصمت ظهر البعير، وذلك لأن بولندا مدعومة من الدول العظمى؛ كفرنسا وبريطانيا اللتان ضمنتا سلامة أراضيها ضد أي عدوان خارجي وعندما غزا أدولف هتلر بولندا في اليوم الأول من الشهر التاسع لعام 1939م، دفع ذلك فرنسا وبريطانيا لإعلان الحرب على ألمانيا بعد يومين من غزوها لبولندا، وفي تلك الأثناء بدأت الحرب العالميّة الثانية، والتي استمرت حوالي 6 سنوات وراح ضحيتها ملايين البشر من العسكريين والمدنيين والأطفال الأبرياء وآلاف المشردين وملايين الجرحى والإعاقات، والتي لا تزال آثارها ماثلة حتى وقتنا الحالي، إذ دُمرت البيوت والأراضي والممتلكات العامة والخاصة، وسنتحدّث في هذا المقال عن عدد قتلى وخسائر الحرب العالميّة الثانيّة.[١]


عدد القتلى في الحرب العالميّة الثانية

في العام 1945م وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، ناقش الرئيس الأمريكي تسوية النزاع مع ألمانيا عن طريق تقسيمها لأربع مناطق تسيطر عليها الولايات المتحدة والدول العظمى، وأما بالنسبة لليابان، حليفة ألمانيا، فقد قررت الولايات المتحدة استخدام السلاح النووي وإطلاق أول قنبلة ذرية على مدينتي ناغازاكي وهيروشيما، فأعلنت اليابان استسلامها وقبولها بشروط الدول الكبرى ولكن بعد أن خلّفت تلك القنابل الذريّة ملايين القتلى والجرحى والإعاقات.[١]

لم تكن الحرب العالمية الثانية حدثًا عاديًا بسبب الخسائر البشرية والمادية الضخمة الناتجة عنها، بل كانت من أكثر الحروب دمويّة على مر التاريخ الإنساني، وكانت الأكثر مأساوية من حيث عدد القتلى من البشر فقد شارك في الحرب ما يزيد عن 100 مليون شخص موزعين على 30 دولة ومقسّمين إلى تحالفين هم حلف المحور والحلفاء، وكان عدد قتلى الحرب العالميّة الثانية الإجمالي بحسب تقدير الخبراء ما بين 70 إلى 85 مليون، أي ما يقارب 3% من نسبة عدد السكان في تلك الفترة، والمثير للدهشة في هذه الحرب أن عدد المدنيين الذين قتلوا يزيد على عدد العسكريين، فبينما وصل عدد القتلى المدنيين إلى 55 مليون مدني، كان عدد القتلى العسكريين 25 مليون عسكري، وتوفي غالبية المدنيين جراء المجاعات والأمراض والقصف المباشر لهم، وجاء ترتيب الدول من حيث عدد القتلى كالتالي، إذ احتل الاتحاد السوفييتي العدد الأكبر من الضحايا:[٢]

  • الاتحاد السوفييتي: كان للاتحاد السوفييتي النصيب الأكبر في عدد القتلى، والذي بلغ حوالي 27 مليون قتيل ما بين مدني وعسكري، كما كان عدد الإصابات في الاتحاد السوفييتي حوالي 14 مليون إصابة.
  • الصين: بلغ عدد القتلى في الصين حوالي 20 مليون شخص، كان منهم 3.75 مليون عسكري و 18.19 مليون مدني.
  • ألمانيا: حلّت ألمانيا في المرتبة الثالثة من حيث عدد القتلى فكان عددهم 7.4 مليون شخص ما بين عسكري ومدني.
  • بولندا: بلغ عدد القتلى فيها 6 ملايين شخص.
  • اليابان: بلغ عدد القتلى فيها 3.1 مليون شخص أغلبهم من المدنيين.
  • الهند: وصل عدد قتلى الحرب فيها إلى 2.2 مليون شخص.
  • وغوسلافيا: وصل عدد قتلى الدولة اليوغسلافيّة إلى 1.7 مليون شخص.
  • فرنسا: قُدّر عدد القتلى فيها حوالي 600,000 شخص.
  • إيطاليا: وقد بلغ عدد القتلى فيها 514,000 شخص.
  • كوريا: وصل عدد القتلى فيها إلى 533,000 شخص.
  • المجر: بلغ فيها عدد القتلى حوالي 464,000 شخص.
  • الولايات المتحدة الأمريكيّة: وقدّر عدد قتلاها من المدنيين والعسكريين بحوالي 419,400 شخص.
  • تشيكوسلوفاكيا: وصل عدد قتلى الحرب فيها إلى 355,000 شخص.
  • هولندا: وكان عدد قتلى الدولة الهولنديّة حوالي 210,000 شخص.
  • بلجيكا: وصل عدد قتلاها إلى 88,000 شخص.
  • الدنمارك: وصل عدد قتلى الحرب فيها إلى 6,000 شخص.
  • البرازيل: بلغ عدد القتلى فيها حوالي 2,000 شخص.
  • سويسرا: كان عدد القتلى فيها لا يتعدّى 100 شخص.


نتائج الحرب العالمية الثانية

بالرغم من الخسائر الكبيرة جدًا التي لحقت بجميع الأطراف، إلا أن البعض يرى أن نشوب الحرب العالمية الثانية كان أمرًا لا مفر منه ويعود ذلك للعديد من الأسباب الكثيرة التي اجتمعت لنشوبها، بالإضافة إلى رغبة ألمانيا في تحقيق الانتصار بعد الهزيمة التي أُلحقت بها والقرارات الظالمة في حقها من الدول الأخرى، ومن أهم نتائج الحرب ما يأتي:[٣]

  • وضع معاهدة للسلام، ساهمت بالقضاء على النازية والفاشية وهزيمة دول المحور.
  • خسارة دول المحور لأراضيها، ودفعت تعويضًا لدول الحلفاء عن الخسائر التي لحقت بهم نتيجة الحرب.
  • تقسيم ألمانيا إلى أربعة أجزاء تسيطر عليها بريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، ومن ثم قُسّمت ألمانيا لدولتين الغربية والشرقيّة.
  • احتلال النمسا عن طريق الدول العظمى.
  • استخدام الأسلحة الذرية لأول مرة لتدمير مدينتي هيروشيما وناغازاكي في اليابان.
  • ظهور روسيا كدولة عظمى بدأت تسيطر على المناطق المجاورة لها من أوروبا، وتثبيت نظامها الشيوعيّ في تلك الدول والمناطق التي تخضع لسيطرتها.
  • إلقاء القبض على عدد كبير من النازيين والفاشيين الألمان، والذين عقدت لهم محاكمات علنيّة، إذ أُعدم عدد كبير منهم على ما اقترفوه من جرائم وحشية خلال تلك الحرب الطاحنة.
  • إعادة بناء أوروبا من الدمار الذي حل بها جراء الحرب، إذ وضعت الدول خطة مارشال لإنقاذ الاقتصاد الأوروبي وإخراجه من الأزمة التي أثقلت كاهله، إذ تلقّت العديد من الدول الأوروبيّة مليارات الدولارات لإعادة إعمار الدمار الذي خلّفته الحرب وراءها.
  • موافقة القوى العظمى؛ وهي الولايات المتحدة، وبريطانيا، والاتحاد السوفييتي، على إنشاء هيئة الأمم المتحدة لتحل محل عصبة الأمم للسلام وحل النزاعات الدولية.
  • تقسيم برلين إلى مدينتين؛ برلين الشرقية وبرلين الغربية.
  • احتلال النمسا من قبل الحلفاء.
  • نشوب الحرب الباردة بعد تقسيم أوروبا إلى قسمين؛ أوروبا الديمقراطيّة وأوروبا الشيوعيّة.
  • سيطرة الروس على بلدان أوروبا الديمقراطيّة وتثبيت الحكومات الشيوعيّة هناك.
  • بناء جدار برلين عن طريق الروس لمنع المواطنين من الفرار للخارج.
  • ظهور قوى جديدة في العالم على حساب فرنسا وبريطانيا وهما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي.
  • انتشار المشاكل الاجتماعية والاقتصاديّة في العديد من الدول؛ بسبب الدمار الذي لحق بالدول المهزومة؛ كارتفاع معدلات الوفاة، وزيادة معدلات الفقر، والبطالة، والجريمة.


أهم المعارك التي حدثت خلال الحرب العالمية الثانية

فيما يأتي جدول يوضح أهم هذه المعارك، بالإضافة إلى تاريخها والجهات المتحاربة فيها:[٤]

أسم المعركة الأطراف المتحاربة ملاحظات
معركة ستالينغراد القوات الألمانية والاتحاد السوفيتي هي حملة عسرية ألمانية على الاتحاد السوفيتي للاستيلاء على مدينة ستالينغراد في الأعوام 1942م و 1943م.
معركة ميدواي القوات الأمريكية واليابانية تمكنت القوات البحرية الأمريكية في عام 1942م بصد الهجوم الياباني وألحقت الضرر بالأسطول الياباني.
معركة العلمين الألمانية والإيطالية مقابل القوات البريطانية حدثت المعركة على الأراضي المصرية عام 1942م.
القنبلة الذرية ونهاية الحرب القوات الأمريكية واليابانية ألقت القوات الأمريكية قنبلتين ذريتين على مدينتيّ هيروشيما وناغازاكي أدت لمقتل حوالي 35 ألف مدني ياباني ونهاية الحرب العالمية الثانية.


آثار الحروب على المجتمع

تؤثر الحرب على المجتمع بأكمله وعلى البيئة المحيطة بها، كما تؤثر على الصحة النفسيّة والعقليّة للسكان لما يشاهدونه من صور خراب ودمار، ومن أكثر المتأثرين بالحرب هم النساء والأطفال، إذ تحدث العديد من الانتهاكات بحق هاتين الفئتين خاصة، فغالبًا ما تتعرّض النساء للاغتصاب الجماعي والقتل والإبادات الجماعيّة إذا رفضن الامتثال للأوامر، عدا عن رؤية الصور المرعبة والمشاهد المخيفة والتي تبقى عالقة في الذهن طوال العمر مسببة العديد من الأمراض النفسيّة والعقلية للسكان.

وقد تعاني النساء في الحرب من نقل الأمراض الجنسية والحمل غير المرغوب فيه وما يترتب عليه من وصمة عار، كما تؤدي الحرب لنزوح وهجرة الكثير من السكان وما يترتب عليه من مهمات شاقة في كيفية توفير المأكل والمشرب والملبس للعائلات والأطفال، وتؤدي الحرب لتدمير البنية التحتية والشوارع والمطارات، وإلى تزايد عدد النساء الأرامل والأطفال الأيتام نتيجة فقدان رب العائلة في الحرب، وتستمر آثار الحرب لسنوات طويلة حتى بعد انتهائها مسببة العديد من المشاكل النفسيّة والصحيّة والعقليّة على السكان خاصة النساء والأطفال.[٥]


المراجع

  1. ^ أ ب "World War II", history, Retrieved 21-10-2019. Edited.
  2. "World War Two Casualties By Country 2019", worldpopulationreview, Retrieved 21-10-2019. Edited.
  3. "Results and Aftermath of World War II", english-online, Retrieved 21-10-2019. Edited.
  4. "الحرب العالمية الثانية"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019. بتصرّف.
  5. "Effects of war: moral knowledge, revenge, reconciliation, and medicalised concepts of “recovery”", ncbi, Retrieved 19-11-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :