اثر البيئة على الإنسان

اثر البيئة على الإنسان
اثر البيئة على الإنسان

أثر الإنسان على البيئة

يؤثر النشاط البشري على البيئة منذ آلاف السنين، منذ أن مشى الإنسان العاقل على الأرض لأول مرة، إذ يعتقد العلماء أن "الطبيعة البكر"، أو النظم الإيكولوجية التي لم يمسها التدخل البشري، لم تعد موجودة، فأثرت الحضارة الإنسانية والتكنولوجيا على البيئة وغيرت كوكبنا إلى الأبد، وذلك بسبب الزيادة في أعداد السكان، فكان الاكتظاظ السكاني البشري مصدر قلق للعلماء،[١] إذ أصبح هذا الاستمرار في الزيادة يؤدي إلى أضرار جسيمة على البيئة، كالاستهلاك والاستغلال المفرط للموارد، والتلوث البيئي، وإزالة الغابات، مما يؤدي إلى الاحترار العالمي وفقدان التنوع البيولوجي، إذ يتبع البشر العديد من الإجراءات التي تساهم في بيئة ضارة وملوثة من خلال حرق الوقود الأحفوري باستخدام مجموعة متنوعة من المصادر، مثل؛ الكهرباء، والسيارات، والطائرات، والتصنيع أو تدمير الغابات، فوصف العلماء البشرية بأنها طاعون على الأرض، يجب السيطرة عليها.

فكلما زاد عدد السكان يزيد الاستهلاك البشري للنباتات واللحوم، مما يؤدي إلى مزيد من فقدان التنوع البيولوجي وزيادة انبعاثات الغازات الدفيئة، فدائمًا ما نقرأ عن أثر الإنسان على البيئة وفي الغالب ما تكون تلك الآثار سلبية؛ فالإنسان هو الذي يلوّث ويدمّر ويغيّر مسار البيئة والطبيعة فينشر البشر التلوث في كل مكان، من خلال القمامة التي تقدر بملايين الأطنان والتي يطرحها على الطرقات، ويضخها في الغلاف الجوي كل عام، فمن الواضح أن التلوث والنفايات لا مفر منهما في حياتنا، كما لا ننسى مشكلة الاحتباس الحراري فهو أكبر سبب للتأثير على البيئة من خلال زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون، إذ ساهمت هذه الزيادة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في زيادة متوسط درجة حرارة الكوكب بدرجة كاملة تقريبًا،[٢] وفي هذا المقال سنتعرَّف على آثار البيئة على الإنسان، لكن يجب معرفة أنَّ البيئة لا يُقصد بها مكان أو زمان بل هي كل ما يحيط بالإنسان من ماء وهواء، وتربة، وكائنات حية وجمادات ومظاهر بيئية كالريح، والمطر، والجفاف والعلاقات المتبادلة بين كل هذه العناصر.[٣]


أثر البيئة على الإنسان

تؤثر البيئة على صحة الإنسان بشتى الطرق، فبعد دراسة العلاقة بين صحة الإنسان والبيئة، ووفقًا لما قالته منظمة الصحة العالمية، يموت أكثر من ثلاثة ملايين طفل لم يتجاوز سن الخامسة لأسباب متعلقة بالبيئة، وثبت أن المخاطر البيئية تؤثر على صحة الإنسان، إما عن طريق تعريض الناس لعوامل ضارة، كالمياه والهواء الملوث، أو عدم توفر مرافق الصرف الصحي الملائمة، فيهدد هذا الخطر الإنسان بصورة مباشرة أو بصورة غير مباشر.

كما أن لتغير المناخ المستمر تأثيرًا كبيرًا على صحة الإنسان، فهذا التغير يؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض، والوفيات الناجمة عن النتائج الصحية الحساسة للمناخ، مثل أحداث الحرارة الشديدة، والفيضانات، والجفاف والحرائق إضافة إلى التعفن والغبار الذي قد يزيد من مشكلة الحساسية والربو لدي العديد من الأشخاص، والدخان المنتشر في البيئة نتيجة التدخين داخل الأماكن المغلقة ودخان المصانع والسيارات التي تحتوي على المواد الكيماوية التي قد تسبب السرطانات المختلفة في الجسم، ناهيك عن المواقد والمدافئ سيئة التهوية التي تُساهم في زيادة خطر الإصابة بمرض سرطانات الرئة، إضافة إلى أن مادة الفورمالديهايد المستخدمة في بناء المنازل تُهيج العين والأنف والحنجرة، وتزيد من الصفير والسعال، وتسبب الإعياء والطفح الجلدي والحساسية الشديدة وربما السرطان.[٤]


تأثير الممارسات الصحية مع البيئة على الإنسان

تؤثّر البيئة على الإنسان تأثيرًا كبيرًا، حتّى أنَّها تُساهم في بناء شخصيته وطباعه، ويمكن للممارسات الصحية في البيئة أن تخلص الإنسان من بعض الأمراض من خلال التواصل مع الطبيعة، فالطبيعة ليست معجزة للأمراض، لكن من خلال التفاعل معها وقضاء الأوقات الكافية فيها تتحقق فوائد عدة، كالشعور بالسعادة والصحة الجيدة، وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الأمراض الجسدية أو اضطرابات الصحة العقلية، كالاكتئاب والقلق، فإن التفاعل والانسجام مع الطبيعة يمكن أن يساعد هؤلاء الأشخاص على التحكم في مشاعرهم وأمراضهم أو حتى الشفاء منها، إلى جانب استخدام الأدوية التقليدية.

ووفقًا للدراسات التي أُجريت على العديد من الأشخاص المصابين بأنواع محددة من الأمراض، اتضح أن عدد الأشخاص الذين أبلغوا عن صحتهم بأنها "ممتازة" زاد بنسبة 30 ٪، وهذا التحسن في الصحة حصل نتيجةً للتغيير في الطبيعة، مما يعني أننا بحاجة إلى الطبيعة باستمرار، كما أظهر الأطفال الذين يتفاعلون مع العالم الطبيعي تطورًا في احترام الذات، وزادت نسبة إبداعهم من خلال منحهم فرصة لممارسة الرياضة واللعب والاكتشاف، كما ساهمت الطبيعة في بعض الحالات في التأثير بتهدئة الأعصاب والمساعدة على التركيز، إذ إن التعرض للطبيعة يمكنه أن يقلل من ارتفاع ضغط الدم، ويساعد الجهاز التنفسي على العمل جيدًا، ويقلل من أمراض القلب والأوعية الدموية، كما أنها تزيد الحيوية وتحسن المزاج، وتساعد في الصحة العقلية من خلال التقليل من القلق واستعادة قدرة الانتباه والصحة العقلية.

وقد ثبت أن الشعور بجزء من الطبيعة يحفز الإنسان على الرضا عن الحياة، وتزيد من حيويته وسعادته، فأصبحت توجد حاجة ماسة للمشاركة اليومية مع الطبيعة كجزء من أسلوب حياة صحي، فمجرد المشي في الغابة أو التنزه على الشاطئ في صباح مشمس يمكن أن يوقظ مشاعر السعادة والسلام، وأثبت علم النفس البيئي هذه الحقيقة، وأشارت العديد من الدراسات أن الطبيعة تُحفز في إنتاج البروتينات المضادة للسرطان، من خلال المشي المتكرر أو الرحلات إلى البرية، كما يساعد هذا النشاط المرضى في مكافحة الأمراض الطرفية، وعلى الرغم من أن هذا البحث مستمر، فإن هذا الاقتراح قوي بما يكفي لإثبات فوائد الوجود في الهواء الطلق.[٥]


تدمير غابات الأمازون

دمر الإنسان عُشر ما تبقى من برية الأرض خلال 25 سنة الماضية، فقُضيَ على ما تبقى من الحياة البرية على الأرض في حال استمراره بأعماله المضرة والمدمرة للبيئة، فأكبر مثال على هذا الدمار الذي أحدثته البشرية هو غابة الأمازون، فإن فقدان آخر ملاذ آمن في العالم لن يكون مجرد كارثة بالنسبة للأنواع المهددة بالانقراض ولكنها أيضًا تساهم في تغيير المناخ للأسوء، لأن هذه الغابات تخزن كميات هائلة من الكربون، بالإضافة إلى وجود أنواع متعددة من الحيوانات التي تقنط بهذه الغابات والتي تصبح مهددة بالانقراض في حال استمرت هذه الأعمال البشرية الكارثية.[٦]


المراجع

  1. "HOW DO HUMANS AFFECT THE ENVIRONMENT?", onlinedegrees, Retrieved 2019-11-17. Edited.
  2. "10 Ways Humans Impact the Environment", interestingengineering,2016-4-6، Retrieved 2019-11-17. Edited.
  3. "environment", businessdictionary, Retrieved 2019-11-17. Edited.
  4. "5 WAYS YOUR ENVIRONMENT IMPACTS YOUR WELLBEING", vikasayoga, Retrieved 2019-11-17. Edited.
  5. Jeremy Coles (2016-6-20), " How nature is good for our health and happiness"، bbc.com, Retrieved 2019-10-23. Edited.
  6. "Humans have destroyed a tenth of Earth's wilderness in 25 years – study", theguardian, Retrieved 2019-10-23. Edited.

فيديو ذو صلة :