العيد عند المسلمين
العيد في اللّغة هو كل ما يعود ويتكرر باستمرار ويُظهر فيه النّاس احتفالًا و سرورًا وفرحًا، وقد خصّ الله -سبحانه وتعالى- عباده المسلمين بعيدين خلال السّنة، وهما عيد الأضحى وعيد الفطر، حيث عيد الأضّحى يُدعى بالعيد الكبير، وهو في اليوم العاشر من ذي الحجّة، أمّا عيد الفطر فيأتي بعد صيام المسلمين ثلاثين يومًا من أيام شهر رمضان، وما يُميّز العيدين أنّه يسبق وقت دخولهما وقت صيام للمسلمين، والعيد هو يوم فرحة عند المسلمين وبهجة وسرور، فيحتفل المسلمون به ويُظهرون مشاعر الفرحة والسّرور وشكر الله على نعمه، ولا توجد أيّة أعياد أخرى في الشّريعة الإسلاميّة غير هذين العيدين، أمّا ما يُحتفل به على مدار السّنة من أعياد؛ كعيد الأم، وعيد الحب، وعيد الشّجرة وغير ذلك فهو ليس من الدّين في شيء ويُحرّم الاحتفال به، فعن أنس بن مالك قال:
== (قدم النبيُّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ المدينةَ ولهم يومانِ يلعبونَ فيهما، فقال: قد أبدلَكُم اللهُ تعالى بهما خيرًا منهما: يومَ الفطرِ والأضحى) == [فتح الباري لابن حجر| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح]
سنن العيد وآدابه
- الصّيام، لقد حرّم الله -سبحانه وتعالى- صيام يوم العيد؛ لأنّه يوم فرحة وتعظيم لشعائر الله، واستجابة لأمره في إظهار مشاعر الفرح و الاحتفال.
- الصّلاة، صلاة العيد سنّة مؤكدة عن الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم-، فليس له عيد من ترك صلاة يوم العيد، فمن الأفضل للمسلّم حضور صّلاة العيد وأدائها في وقتها؛ لما لها من خير وبركة يعودان على المسلم.
- الأكل قبل الخروج للصّلاة، فمن السّنة تناول التّمر قبل الذّهاب إلى صلاة العيد، والحكمة من ذلك الإيذان بدخول العيد، والتّشديد على حُرمة صيام يوم العيد، فعن أنس بن مالك عن الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (كان رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- لا يغدو يومَ الفطرِ حتى يأكلَ تمراتٍ وعن أنسٍ قال: ( ويأكلهنّ وِترا ) [شرح السنة | خلاصة حكم المحدث: صحيح]
- إظهار الفرح، وهو نوع من التّعظيم لشعائر الله تعالى، وهو من سُنن العيد؛ لأنّ النّفس البشريّة مجبولة على حب الفرح والسّرور.
- التّزيّن والتّطيّب، فمن السّنة الشّريفة الاغتسال والتّطيّب ولبس أجمل الثّياب وأحسنها حتّى يستشعر المسلم المعنى الحقيقي للعيد.
- التّكبير، فهو سنّة ثابتة عن الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم-، فيسنّ التّكبير من ليلة العيد إلى وقت دخول صلاة العيد إيذانًا ببدء دخول وقت العيد، والتّكبير ليس مقصورًا على المساجد، إنّما يكون التّكبير في البيوت، والأسواق، وفي السّاحات، وغير ذلك.
- التّهنئة بالعيد، فهي من الأمور التي تنشر المحبة والمودّة والتآلف بين أفراد المسلمين، ولم يرد لفظ معين في السّنّة النبويّة الشّريفة للتّهنئة بالعيد، فمن الممكن أن يقول المسلم لأخيه المسلم عيدك مبارك، أو أعاده الله علينا باليمّن والخير والبركات، فكان الصّحابة -رضوان الله عليهم- إذا رجعوا من صلاة العيد يُهنؤون بعضهم بدخول العيد عليهم.
المراجع