محتويات
الأخلاق في الفلسفة
لطالما كانت الفلسفة علمًا من العلوم المهمة منذ قديم الزمان، والتي حاولت تفسير النظريات والطبيعة الاجتماعية للإنسان، فمن خلالها يمكن للبشرية أن تفهم ذاتها بصورة فضلى مما يمكنها من التقدم في كافة مجالات الحياة، وتعد الأخلاق موضوعًا فلسفيًا مهمًا لفت انتباه الحكماء والفلاسفة منذ القدم، إذ يتضمن مجال الأخلاق في الفلسفة تنظيم مفاهيم السلوك الصحيح وتمييزه عن السلوك الخاطىء والدفاع عنه والتوصية بفعله، وقد قسّم الفلاسفة الأخلاق إلى ثلاث نظريات جدلية؛ أما الأولى فهي الأخلاق المعيارية، والثانية هي الفلسفة، والثالثة هي الأخلاق التطبيقية، وقد حاولت الفلسفة البحث عن إجابات شافية حول أسئلة تدور عن المصطلحات الأخلاقية ذاتها، وبالتالي الوصول إلى المعايير الأخلاقية الصائبة مما يعمق العادات الجيدة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان، ويعرفه بالواجبات المطلوبة منه والتي ينبغي أن يتحمل مسؤوليتها، وكذلك عواقب سلوكه تجاه الآخرين، كما تمتد الفلسفة الأخلاقية لمناقشة قضايا عامة مهمة مثل؛ إجهاض الأطفال والحرب النووية وعقوبة الإعدام وقتل الإنسان وقتل الحيوان وغيرها.[١]
فروع الفلسفة الأخلاقية
تُعرف الفلسفة الأخلاقية بأنها الدراسة العقلانية للمعنى في محاولة لتبرير الادعاءات الأخلاقية، مما يمكّن الإنسان من إطلاق الحكم المؤكد على السلوك الصادر من الآخرين أو من نفسه، فمثلًأ حين يوصف شخص ما بأنه (كسول) فلا بد أنّك صنفت الكسل كصفة خاطئة في تلك الشخصية، وسنبيّن لكَ فيما يلي فرع الفلسفة الأخلاقية الرئيسة التي يعتمد عليها ذلك المقياس:[٢]
- الفلسفة الاعتيادية التي تحمل معانٍ واضحة ومحددة بحيث تتجنب الغموض وتركز على معرفة طبيعة الادعاءات الأخلاقية وكونها عواطف فردية أو اختراعات اجتماعية أو أوامر إلهية وغيرها.
- الأخلاق المعيارية، والتي ركّزت منذ فجر التاريخ على وضع معيار أخلاقي واحد يحدد مفهوم الصواب والخطأ لدى الإنسان وآثار ذلك على سلوكه، ومن أهم تلك المعايير؛ الأنانية الأخلاقية، النسبية الأخلاقية، مبدأ المنفعة وضرورة إيمانويل كانت الحتمية.
- الأخلاق التطبيقية، والتي تستند إلى المعايير الأخلاقية الرفيعة للحكم على كافة القضايا المجتمعية، وتحاول اتخاذ المناقشات كأسلوب أساسي للوصول إلى حلّ أو رأي نهائي حولها، وتوجد العديد من القضايا المعاصرة التي تناولها هذا النوع من الفلسفة الأخلاقية مثل؛ الإرهاب والزواج المثلي والمواد الإباحية والحرب وغيرها.
تاريخ الفلسفة الأخلاقية
تُعرف الفلسفة بالشكل البسيط بالحكمة، ولهذا فقد مُررت في العصور الأولى من التاريخ عن طريق قولها بالفم من الشيوخ إلى الآباء فالأبناء، وعندما انتشر العلم وتعلم الإنسان القراءة والكتابة أُستخدمت الكلمة المكتوبة، وبدأ الإنسان بوضع معتقداته الأخلاقية لتشكل أول دليل تاريخي حول الأخلاق، وفي الشرق الوسط تعد مصر من أولى الدول التي اهتمت بالفلسفة الأخلاقية؛ وذلك من خلال العثور على كتابات من مدرسة الأخلاقيات التي تشتمل على مجموعة من المبادئ كانت تعلم للطلبة والأبناء حينها، وتتركز تلك النصائح على كفية العيش بسلام وسعادة وتجنب المشاكل غير الضرورية قدر الإمكان، بالإضافة إلى التركيز على أخلاقيات أخرى أكثر عمومًا مثل التعامل النزيه بين الحاكم والمحكوم، والسعي إلى الإعمار والازدهار، والتواضع عند الحديث مع الآخرين، والجدير بالذكر أن تاريخ الفلسفة الأخلاقية ركّز على أن المبادئ ليست من أعمال الأخلاق بالمعنى الفلسفي، مما يعني أنه لا يجب البحث عن مبادئ تحاول فهم منهج الأخلاق، فلتأخذ العدالة على سبيل المثال، فعلى الرغم من قيمتها العليا والمهمة إلا أنه لا يوجد تفصيل لمفهومها أو معيار ثابت لما هو عادل وغير عادل، مما يعني أن فطرة الإنسان تلعب دورًا كبيرًا في تحديد ذلك في المجتمع.[٣]
الفلسفة الأخلاقية في الفكر الإسلامي
لطالما التقت الفلسفة بالدين في العديد من المحاور وتقاطعت معه، وبالمثل فإنها تنافرت معه، ولكن ذلك لا يمنع أبدًا أن هنالك العديد من المحاور التي ينظر إليها الدين من زاوية أخرى في الفلسفة، وفيما يلي سنتناول الفلسفة الأخلاقية في الفكر الإسلامي على شكل نقاط فيما يلي:[٤]
- الدافع الأساسي الذي يحرّك المسلم للالتزام بالمنهج القويم الذي يساعده على العيش مع الآخرين في المجتمع كوحدة واحدة.
- ينظر الإسلام إلى الأخلاق الفلسفية بعدد من المبادئ والمعايير مثل: الإنسان هو كائن حيّ متحرك بالإرادة، وهو حامل للقيم، ويعمل بموجب ما يعتقده من فلسفات وعقائد، ويسعى في أعماله وسلوكه طبقًا لما يوازي معتقداته، كما يرى أن الإنسان هو الأصل في قيام الحضارات وتحطمها؛ وذلك بمكوناته العقدية الفلسفية ودوافعه السلوكية.
- عندما يحيط الإنسان بالجوانب الأخلاقية للفلسفة كلها فسيكون قادرًا على الحكم بقدر من الدقة والصحة على مدى استمرارية الحضارة الإسلامية ورسوخها.
- القيم الأخلاقية الإسلامية ثابتة ولم تتغير، ولكن المسلمين هم الذين تغيروا، مما يستوجب عليهم تعديل سلوكهم بحثًا عن ذاتهم من جديد.
مَعْلومَة
في السطور التي سبقت هذه الفقرة أتينا على ذكر الفيلسوف المعروف إيمانويل كانت، وإذا كنتَ تجهله وتتساءل عن سيرته الذاتية، فهذه السطور ستجيب عن تساؤلاتك:[٥][٦]
- وُلد إيمانويل كانت في تاريخ 22 من شهر إبريل عام 1724م في روسيا، وتوفي في تاريخ 12 ن فبراير عام 1804م.
- هو فيلسوف ألماني معروف وضع نظريات شاملة في مجال المعرفة والأخلاق وعلم الجمال، بحيث أثرت على الكثير من الفلاسفة في الوقت اللاحق.
- يعد كانت من أهم مفكري عصر التنوير، بل يمكن القول بأنه واحد من أبرز مفكري كلّ العصور، فقد ساهمت أعماله إلى ولادة توجه جديد إلى جانب أعمال رينيه ديكارت وفرانسيس بيكون وغيرهم.
- أثرت والدة كانت عليه كثيرًا بسبب ذكائها الحاد، فعلى الرغم من أنه قضى جزءًا كبيرًا من طفولته وحيدًا، إلا انه لمع في مجال الفلسفة.
- من أبرز الكتب والأعمال التي كتبها إيمانويل كانت: الإجابة عن الأسئلة، نقد قوة الحكم، نقد العقل الصافي، أسس ميتافيزيقا الأخلاق، الدين داخل حدود مجرد سبب.
المراجع
- ↑ "Ethics", iep.utm, Retrieved 2020-6-20. Edited.
- ↑ "What is Moral Philosophy?", srjcstaff, Retrieved 2020-6-20. Edited.
- ↑ "The History Of Western Ethics", britannica, Retrieved 2020-6-20. Edited.
- ↑ "مقدمة في الأخلاق بين الفلاسفة وعلماء الإسلام", الألوكة, اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-20. بتصرّف.
- ↑ "Immanuel Kant", britannica, Retrieved 2020-6-20. Edited.
- ↑ "ould you begin by saying a little bit about who Kant was?", fivebooks, Retrieved 2020-6-20. Edited.