محتويات
الحضارة الإسلامية في العالم
كل الديانات السماوية التي انتشرت؛ المسيحية واليهودية والإسلام أحدثت تغييرات كبيرة لشتى الحضارات في العالم، حتى وإن لم تكن تلك الحضارات قد تبنت هذا الدين الجديد أو اتبعته أو اتبعت تعاليمه الدينية الجديدة، ولكن الأثر الأكبر كان من الحضارة الإسلامية فقد قامت النهضة في أوروبا بعدما كانت راكدةً في عصور الظلام وهي العصور الوسطى، بعدما أتى الدين الإسلامي وبعث رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام بالإسلام، فقد بدأت أوروبا في تطور ملحوظ، فبعدما أتى نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام مؤسسًا لدين جديد وإيمانٍ جديد، كانت توجد المساحات الشاسعة من أراضي شبه الجزيرة العربية الزراعية المهمشة منذ مئات السنين، وقد كانت جبالها جبالًا شبه قاحلة، وتوجد فيها بعض من المدن المتناثرة، ومن أهم تلك المدن؛ مدينة مكة المكرمة.
وبعد وفاة نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام، كانت رسالته قد وصلت لمئآت الآلاف من الناس، وكان قد علّم الآلاف من المسلمين الدين الإسلامي الدين الحق، وقدم لهم الإرشادات الهامة كي يحسنوا حياتهم، لكي ينهضوا بحياة مجتمعية وحضارية كبيرة، وفي العصرالمتوسط المسمى بعصر الظلام الأوروبي انغمست الدول الأوروبية بالهمجية والتخلف، وقد تطور المسلمون كثيرًا آنذلك وتفوقوا على كل الدول في العالم في شتى الأمور من علوم ورياضيات وحرف يدوية وحضارية وحكم وفنون وفلك وغيرها العديد من العلوم والحرف.[١]
العلوم التي تميز بها المسلمون
تميّز المسلمون بمختَلَف العلوم، وفيما يأتي أهمها:[٢]
- الطب: فما زالت كتب الطب الإسلامية تدرَّس في جامعات أوروبا وفرنسا حتى وقتنا الحالي، مثل: "القانون في الطب" لابن سينا، وكتاب "الحاوي" للرازي، وكتاب "الكليات في الطب" لابن رشد، وكتاب "التيسير" لابن زهر.
- الرياضيات: فقد اكتشف المسلمون الصِّفر وبذلك أحدثوا ثورة في عالم الرياضيات كما كان الفضل لهم باكتشاف نظرية الأعداد.
- الجغرافيا: فقد أنجز العالم المسلم الأدريسي أول خريطة للعالم وصف بها الأماكن والطرق، وبالتالي كانت انطلاقة علم الخرائط من المسلمين.
- التجارة: اشتُهر المسلمون ببراعتهم في التجارة والملاحة وقد اخترعوا لذلك البوصلة والاسطرلاب والخرائط واشتهروا ببناء السفن ونقلوا كل هذه الاكتشافات للعالم وما زالت تسمى بمسمياتها العربية.
الجدول الزمني للحضارة الإسلامية
أنشئت إمبراطورية في ما يقارب العام 700 ميلاديًا، وقد كانت إمبراطورية كبيرة جدًا ومهيمنة، وقد استطاعت أن تصل لهيمنتها من بعد الغزوات والمعارك والفتوحات التي شنتها ضد الدول المجاورة، إلا أنها في العام 1000 ميلاديًا بدأت تتراجع وتتفكك من وحدتها، وسرعان ما استعادت هيمنتها وقوتها وعادت قوية، وقد استمرت قوتها لما يقارب الألف عام، وفي تلك الأثناء أصبحت الدولة الإسلامية في أوج نهضتها، وقد ضُمّ إليها العديد من الشعوب المختلفة، وقد استوعبت الكثير من ثقافات الشعوب الأخرى، وبنيت المدن العظيمة، وأقيمت الشبكات التجارية الواسعة، وقد زاد تقدمها يومًا بعد يوم، إذ إنها اشتهرت بعلمائها من مختلف المجالات وأطبائها، ومهندسيها وفنانيها وأدبائها، فقد كان عنصر تلك الإمبراطورية العظيمة هو دين الإسلام، وقد كان هذا الدين ظاهرًا في ممارسات المسلمين سياسيًّا واجتماعيًّا وفي تفاصيل حياتهم كلها، فإن هذا الدين العظيم هو دين التوحيد لكل الأشخاص من كل الملل ولكل الديانات. [٣]
بداية الحضارة الإسلامية
في العام 622 ميلاديًّا قاد إمبراطور بيزنطى يُعرف بهرقل الإمبراطورية البيزنطية كي تتوسع أكثر من حدود قسطنطينية، وقد شنّ حملاتٍ عديدة ضد الشعب الساساني، فقد كان الساسانيون يستولون على أجزاء كبيرة جدًا منذ مئات السنين من الشرق الأوسط، ومنه كانت مدينة دمشق ومدينة القدس، وقد كان الهدف من الحملة طرد الشعب الساساني كي يعود حكم المسيحيين للأراضي المقدسة.
وفي تلك الأثناء بعث الله تعالى النبي محمد صلّى الله عليه وسلم بدين التوحيد، وصار يعظ الناس ويدعوهم لتوحيد الله تعالى، وقد بدأ من الجزيرة العربية في نشر الإسلام خضوعًا لأمر الله تعالى، وقد كان النبي محمد عليه الصلاة والسلام مؤسسًا لأكبر إمبراطورية في التاريخ وهي الإمبراطورية الإسلامية.
نزل الوحي جبريل على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بآيات الله تعالى في العام 615 ميلاديًّا، وقد أسس فيما بعد مجتمعًا كاملًا من أتباع نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام في مدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، وقد كان عليه السلام من قبيلة قريش التي تعدّ من أقوى القبائل في مكة، ولها مكانتها بين العرب والقبائل آنذاك، إلا أن عائلة الرسول عليه السلام كانوا من أشد الأعداء والخصوم له، وقد عدّوه ساحرًا ومخادعًا، وفي العام 622 ميلادًيًّا، وبعد اشتداد الأذى الذي كان يتعرض إليه من أعداء الإسلام، هاجر النبي محمد عليه السلام من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وهاجر معه آنذاك كل من آمن به وبدين التوحيد، وقد تولى النبي محمد عليه السلام السلطة السّياسية والدينية، وفي العام 632 ميلاديًّا، توفي نبي الله محمد عليه السلام، وقد كانت وفاته حزينة جدًا ومؤلمة على أصحابه والمسلمين جميعًا، ودفن في المدينة المنورة في غرفة زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها، وقد استلم الخلافة من بعده صديقه الخليفة الراشدي الصحابي أبو بكر الصديق، وبعد وفاة أبو بكر رضي الله عنه تولى الخلافة الصحابي عمر بن الخطاب، وبعد وفاة عمر تولى الخلافة الصحابي عثمان بن عفان، وبعد وفاة عثمان تولى الخلافة الصحابي علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وأرضاهم جميعًا.[٣]
أثر الحضارة الإسلامية في إسبانيا
ضمت الحضارة الإسلامية في الدولة الإسبانية الكثير من الأمور التي وضعت بصمتها العميقة في القارة الأوروبية وجزيرة أيبيريا، وفي العام 711 ميلاديًّا، ازدهرت إسبانيا كثيرًا، وخاصةً ثقافيًّا في العهد الإسلامي، إضافةً إلى العديد من التطورات التي شهدتها في مختلف العلوم، وقد أنشئت مدارس عديدة، منها المدارس الطبية والتقنية، وأنشئت مكتبات كثيرة، مما أدى إلى انتشار الكتب وبيعها وازدهار الثقافة والأدب والفنون، إضافةً إلى تشييد العديد من الأبنية الإسلامية التي تمتعت بالزخارف الإسلامية المميزة، وعلى إثر ذلك اتُّخذت مدينة قرطبة عاصمة حضارية لإسبانيا والعالم الغربي.
وقد أسست العديد من المستشفيات والمصانع، وبنيت العديد من المراصد الفلكية، إضافة إلى تعليم مختلف التخصصات الأدبية والعلمية، فقد كانت مدينة قرطبة آنذاك ملاذًا لكل من يبحث عن العلوم والمعرفة من مختلف انحاء العالم، وقد انتشرت المدارس والمستشفيات أيضًا في مختلف الدول الإسبانية كغرناطة وتوليدو وغيرها من المدن الإسبانية، وقد كان الطلاب يأتون من مختلف أنحاء أوروبا ويتنافسون في الحصول على مقاعد في الجامعات الإسلامية، وقد اشتهرت مدينة توليدو بترجمة العديد من من الكتب من اللغة العربية إلى اللغة اللاتينية وقد ترجمت الكثير من الأعمال الهامة للفلاسفة الكبار أمثال أفلاطون وجالين، وترجمت أيضًا مخطوطات ابن سينا وابن الطفيل والفارابي وغيرهم من الفلاسفة العظماء، إضافةً إلى ترجمة الكثير من مخطوطات ابن سينا والرازي الطبية، إذ إنها دُرّست في مختلف جامعات أوروبا وقد كان تعلمها إجباريًّا.[٤]
وقد تعلم سكان أوروبا من المسلمين الأساسيات الرئيسية للنظافة، فقد كان الأمراء والملوك في الدول الأوروبية لا يستحمون ولا يغتسلون إلا نادرًا، بسبب برودة الطقس هناك، وكانت حينها رائحة الناس في مدن أوروبا كريهة جدًا لا تُطاق أبدًا، وبعدما شاهدوا المسلمين بأن نظافتهما واجبة لإتمام الوضوء والصلاة خمس مراتٍ في اليوم، وقد قدم الأندلسي أبو الحسن علي بن نافع المزيلات لرائحة العرق، وقد أسس المسلمون المضخات التي تضخ المياه، وأدخل الماء الذي يتدفق من خلال القنوات الخاصة بالري وبعض الاستعمالات الثانية إلى الأندلس التي تعدّ إسبانيا حاليًّا من خلال المسلمين، إضافةً إلى إنشاء دورات المياه التي تضم الماء البارد والساخن، وأماكن الاستحمام.[٥]
المراجع
- ↑ "The Impact of Islam on World Civilization", bahaiteachings, Retrieved 21ـ10ـ2019. Edited.
- ↑ "The Impact of Islam on World Society", sciencing, Retrieved 21ـ10ـ2019. Edited.
- ^ أ ب "Islamic Civilization Timeline and Definition", .thoughtco, Retrieved 21ـ10ـ2019. Edited.
- ↑ "Islamic Civilization in Spain - a Magnificient Example of Interaction and Unity of Religion and Science.", ncbi.nlm.nih, Retrieved 21ـ10ـ2019. Edited.
- ↑ "Contributions of Islamic Civilization to the Modern World", islamicity, Retrieved 21ـ10ـ2019. Edited.