ما هي الدول العربية التي استعمرتها ايطاليا

ما هي الدول العربية التي استعمرتها ايطاليا
ما هي الدول العربية التي استعمرتها ايطاليا

الاستعمار الإيطالي

بدأت أُولى حركات الاستعمار الإيطالي في عام 1869، من خلال السيطرة على مساحة من الأرض على البحر الأحمر، لم تكن هذه المساحة كبيرة إلا أنها تُعد خطوة جريئة في تاريخ إيطاليا نظرًا لأن تأسيس الدولة الإيطالية كان في عام 1861 أي قبل بداية الاستعمار ب 8 سنوات، وكانت أول خطوة من خطوات الاستعمار الإيطالي السيطرة على عاصمتها المستقبلية روما من الولايات البابوية في عام 1870، لكن بعد أن استولت فرنسا على تونس التي كانت خاضعة لحكم الإمبراطورية العثمانية في عام 1882، ازدادت رغبة الإيطاليين بالتوسعة والانتشار، إذ اعتقد الإيطاليون أنهم يمتلكون الحق في احتلال تونس وذلك يعود إلى عدد سكانها الإيطالي الكبير، لذا بعد خسارة تونس بدأت دوافع تنافسية تظهر على الإيطاليين وقاموا بأول احتلال استعماري عسكري إيطالي في عام 1885 لمدينة مصوع الواقعة على البحر الأحمر، وأُنشئت أول مستعمرة إيطالية في إريتريا عام 1890.[١]

وقد كانت إيطاليا واحدة من الدول الأوروبية التي لديها مستعمرات في إفريقيا خلال الفترة الحديثة، استمر من عام 1890 إلى عام 1941، وشمل الاستعمار الإيطالي في أفريقيا كلًا من ليبيا وإثيوبيا وإريتريا والصومال، انتهى الاستعمار الإيطالي في إفريقيا بوفاة الزعيم الإيطالي بينيتو موسوليني وانهيار النظام الفاشي وهزيمة إيطاليا في الحرب العالمية الثانية، كان لنصف قرن من الاستعمار الإيطالي آثار طويلة المدى على المواقف تجاه العرق والعنصرية في كل من إيطاليا ومستعمراتها سنتحدث عن هذا لاحقًا.[٢]


ما هي الدول العربية التي استعمرتها إيطاليا

تقسم فترة الاستعمار الإيطالي إلى قسمين: الأول بدأ من عام 1890 وتمثل بالاستعمار الإيطالي لإريتريا، ثم توسع ليصل كلًا من ليبيا والصومال وانتهى بغزو واحتلال إثيوبيا، أما الفترة الثانية بدأت حوالي عام 1937، عندما اكتمل احتلال إثيوبيا وأصبحت السياسة العنصرية الفاشية أكثر وضوحًا وتطرفًا،[٢]وفيما يلي سنتحدث عن استعمار إيطاليا لكل من ليبيا والصومال:

استعمار ليبيا

في 3 تشرين الأول من عام 1911 غزت إيطاليا ليبيا واحتلتها من الإمبراطورية العثمانية، إذ هاجم الإيطاليون طرابلس لتحرير ليبيا وتطلعوا إلى استعمارها نظرًا لقربها من إيطاليا وتمتعها بموقع جغرافي مثالي على ساحل البحر الأبيض المتوسط، إذ يُعد هذا الساحل ممرًا سهلًا للوصول إلى المستعمرات الأخرى وكذلك لأهميته في التجارة، كما أن إيطاليا أصبحت مزدحمة بالسكان وكان هنالك حاجة لتوطين مستعمرات إيطالية جديدة في ليبيا، وساهمت وفرة الموارد الطبيعية في ليبيا في استعمارها من قِبل الإيطاليين ومنها اكتشاف النفط الذي كان موردًا طبيعيًا غنيًا.[٣]

وقد تمثل شكل الاستعمار الإيطالي لليبيا بأنه كان قصيرًا، وأنفقت الحكومة الإيطالية في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي مبالغ كبيرة على تطوير المدن والطرق والمستعمرات الزراعية للمستوطنين الإيطاليين، وكانت أكثر الجهود التي تطمح إيطاليا لتنفيذها هي برنامج الهجرة الإيطالية المسمى بالاستعمار الديموغرافي الذي أطلقه الزعيم الفاشي بينيتو موسوليني في عام 1935، ونتيجة لهذه الجهود ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية استقر حوالي 150,000 إيطالي في ليبيا وشكلوا ما يقارب خمس إجمالي سكان البلد.[٤]

استعمار الصومال

في عام 1889 استعمر الإيطاليون منطقة الإقليم الواقعة جنوب الصومال، وأُطلق على هذه المنطقة اسم أرض الصومال الإيطالية، وفي فترة حكم موسوليني غزت إيطاليا الحبشة المعروفة الآن بإثيوبيا وكان ذلك عام 1935 في محاولة لاستعمارها، وقد أدانت عصبة الأمم المتحدة هذا الإجراء ولكن لم يتم فعل الكثير لمنعه أو تحرير إثيوبيا من الاستعمار الإيطالي، في 3 آب 1940 غزت القوات الإيطالية أرض الصومال البريطانية من إثيوبيا ونجحت في احتلال الأراضي في كانون الثاني عام 1942 عندما شنت بريطانيا حملة من كينيا بهدف تحرير أرض الصومال البريطانية وإثيوبيا التي تحتلها إيطاليا وغزو أرض الصومال الإيطالية.

وبحلول شباط 1942 استولي على معظم أرض الصومال الإيطالية من قبل البريطانيين، وفي آذار استعيدت أرض الصومال البريطانية من الساحل بمساعدة القوات الوطنية الصومالية، بعد توقف الأعمال العدائية في نهاية الحرب العالمية الثانية، وجعلت الأمم المتحدة المشكّلة حديثًا من أرض الصومال الإيطالية السابقة محمية لإيطاليا في عام 1949، وقد أعطى البريطانيون مقاطعة أوجادين إلى حكومة إثيوبيا التي أعيد تأسيسها والتي حافظت أيضًا على سيطرتها على أرض الصومال البريطانية حتى الاستقلال في عام 1960، وفي 1 تموز 1960 حصلت أرض الصومال الإيطالية على استقلالها ووحدت على الفور أرض الصومال البريطانية والتي حصلت على الاستقلال قبل خمسة أيام في 26 حزيران 1960 وشكّلت جمهورية الصومال.[٥]


آثار الاستعمار الإيطالي للدول العربية

خضعت دول إفريقيا بما فيها الصومال للاستعمار الإيطالي واستعمارات أُوروبية أُخرى في ذات الفترة الزمنية، وتمثلت آثار الاستعمار بما يلي:[٢]

  • ركزت السياسة الإيطالية على تعزيز المجد والهيبة الدولية الشاملة لإيطاليا بدلاً من الفوائد الاقتصادية التي يمكن اكتسابها من المستعمرات.
  • لم يكن الاستعمار الإيطالي مسترشدًا بالدوافع الدينية لتحويل السكان الأصليين إلى المسيحية.
  • تشكلت الإمبريالية الإيطالية من خلال المذاهب الفاشية للحكم والسياسة الاجتماعية والتي أثرت على طرق إدارة ومعالجة السكان الأفارقة الأصليين.
  • أجبرت التجربة الاستعمارية الإيطالية الإيطاليين على مواجهة وجود غير الأوروبيين داخل الإمبراطورية الإيطالية، إذ أدى وجود الأفارقة السود إلى قيام بعض الإيطاليين ببناء تسلسلات هرمية عنصرية يقف فيها الإيطاليون والأوروبيون الآخرون في القمة والعرب وشمال إفريقيا في الوسط والأفارقة السود في الأسفل من حيث الحقوق والامتيازات.

بينما تمثلت آثار الاستعمار الإيطالي على ليبيا بما يلي:[٣]

  • أنفقت الحكومة الإيطالية الكثير من الوقت والموارد لبناء وإدارة المدارس في جميع أنحاء البلاد، كان هذا مهمًا لنشر اللغة الإيطالية والثقافة الإيطالية، كما قدمت إيطاليا المدارس الابتدائية والثانوية والتجارية من أجل مواصلة التعليم، كان للتقدم في التعليم العالي والتدريب تأثير مباشر على الصناعة والتنمية الحديثة في ليبيا.
  • كانت هناك فوائد لاستعمارها؛ فكان من الممكن الوصول إلى التكنولوجيا الحديثة بسبب وجود ميناء بحري مفتوح ، مما أدى لاحقًا إلى حكومة ثرية، كما جلب نقل السلع والخدمات خارج البلاد عائدات ضخمة إلى ليبيا، أدى الاستثمار الحكومي في النقل والتعليم والإسكان والطب إلى تحسين حياة المواطنين الليبيين.
  • من عيوب الاستعمار أن معظم الأراضي غير صالحة للاستخدام لأنها في الغالب صحراء، هذا ما جعل الموانئ البحرية مكتظة بالسكان مما زاد الجريمة والجوع.
  • لم يرغب الليبيون الأصليون في التعرف على ثقافة إيطاليا ولا يريدون نشر لغتهم مما أدى إلى انقسام بين الناس، كما لعب الفساد والجشع دورًا في زيادة عائدات إنتاج النفط وقد أدى ذلك إلى الكراهية والعنف في البلاد مما أدى إلى عدم استقرار البلاد وتهديد الحكومة.


مَعْلومَة

تقع إيطاليا جنوب وسط أوروبا، وإلى الشمال تفصل جبال الألب إيطاليا عن فرنسا وسويسرا والنمسا وسلوفينيا، كما أن إيطاليا محاطة بالبحر الأبيض المتوسط تحديدًا بالبحر الأدرياتيكي في الشمال الشرقي والبحر الأيوني في الجنوب الشرقي والبحر التيراني في الجنوب الغربي والبحر الليغوري في الشمال الغربي، وبالتالي فإن أيطاليا تشكل شبه جزيرة تبرز عميقًا في البحر الأبيض المتوسط.

وتحتوي إيطاليا على أكثر المناظر الطبيعية تنوعًا وسحرًا على الأرض وتوصف بناءً على شكلها على الخريطة بأنها دولة على شكل حذاء، من أبرز ما يميزها وجود جبال الألب على قمتها والتي تُعد من أكثر الجبال وعورة في العالم، وأعلى نقاط إيطاليا هي على طول مونتي روزا التي تمتد لتبلغ القمم في سويسرا وعلى طول مونت بلانك التي تمتد لتصل إلى قمم الجبال في فرنسا، وتطل جبال الألب الغربية على مناظر طبيعية لبحيرات جبال الألب ووديان منحوتة جليدية تمتد إلى نهر بو وبييمونتي، كما توجد سلسلة جبال الأبينيني Apennine والتي تمتد بالقرب من روما لتغطي العرض الكامل لشبه الجزيرة الإيطالية تقريبًا، أما في جنوب روما تتميز جبال الأبينيني بكونها ضيقة ويحيط بها سهول ساحلية واسعة، كما أن الجبال في المنطقة السفلية تُعد شبه برية، إذ تضم عددًا كبيرًا من أنواع الحيوانات النادرة منها الخنازير البرية والذئاب والدببة، كما أن جبال أبينين الجنوبية غير مستقرة من الناحية التكتونية؛ إذ تتميز بوجود العديد من البراكين النشطة.[٦]


المراجع

  1. "Italian Colonial Rule", oxfordbibliographies,6-5-2016، Retrieved 6-6-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Africa: Italian Colonies", encyclopedia,12-5-2020، Retrieved 6-6-2020. Edited.
  3. ^ أ ب Amber Norman, " The Colonial Times Of Libya"، weebly, Retrieved 6-6-2020. Edited.
  4. "Libya", britannica, Retrieved 7-6-2020. Edited.
  5. bruce berry (11-11-2017), "Italian Somaliland"، crwflags, Retrieved 6-6-2020. Edited.
  6. Clara M. LovettJohn LarnerMartin ClarkChristopher John WickhamJohn FootJames M. Powell (3-6-2020), "Italy"، britannica, Retrieved 6-6-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :