محتويات
أهمية النفط
ما يزال يملك النفط أهميةً كبيرةً تزداد كل يوم لدوره الكبير في قيام الصناعات وتغير طرق الإنتاج منذ اكتشاف النفط واستخراجه في القرن الماضي، ويسمى الذهب الأسود؛ نظرًا لقيمته في دعم الاقتصاد، وهو عبارة عن سائل أسود يمتاز بكثافته وقدرته السريعة على الاشتعال، ويستخرج من باطن الأرض، إذ يكون مزيجًا تُفصل مكوناته لاحقًا، ويستخدم لإنتاج الطاقة وإنتاج الوقود للمركبات، ويدخل في تركيب الكثير من الصناعات الهامة، كما أصبحت تقاس القوة الاقتصادية للدول بما تملكه من احتياطي النفط، ووقعت الكثير من النزاعات العسكرية لغايات السيطرة على حقول النفط في العالم، ويتغير سعره عالميًا من يوم لآخر وفق تسعيرات ومعايير عالمية محددة اعتمادًا على سعر التكلفة لإنتاج البرميل الواحد وكمية الطلب عليه، وبحسب الإحصائيات فإن إنتاج النفط يقل مع مرور الوقت؛ بسبب الاستهلاك اليومي الكبير لملايين البراميل والاعتماد عليه أكثر من المصادر الأخرى[١].
اكتشاف النفط
لقد اكتشف الصينيون النّفط في عام 600 قبل الميلاد، ونقلوه في خطوط أنابيب مصنوعة من الخيزران، ويعد اكتشاف الكولونيل دريك للنفط في ولاية بنسلفانيا في عام 1859 م واكتشاف سبيندل توب في ولاية تكساس في عام 1901 م ممهدًا الطريق لاقتصاد النفط الجديد، إذ كان البترول أكثر قدرة على التكيف ومرونة من الفحم، بالإضافة تكرير الكيروسين من الخام الذي يوفر بديلاً موثوقًا وغير مكلفًا نسبيًا لـ "زيوت الفحم" وزيوت المصابيح التي تعمل بالوقود، وتجاهلوا مُعظم المُنتجات الأخرى، وظهر النفط كمصدر مفضل للطاقة مع التقدم التكنولوجي في القرن العشرين، وكان المصباح الكهربائي والسيارة المحرك الرئيسي لهذا التحول، إذ نمت ملكية السيارات والطلب على الكهرباء كثيرًا، ومعها زاد الطلب على النفط، وتجاوزت مبيعات البنزين مبيعات الكيروسين بحلول عام 1919 م، وأثبتت السفن والشاحنات والدبابات التي تعمل بالنفط والطائرات العسكرية في الحرب العالمية الأولى أن دور النفط ليس فقط مصدرًا استراتيجيًا للطاقة، ولكن رصيدًا عسكريًا حاسمًا، وحُرق الغاز الطبيعي قبل العشرينات من القرن العشرين الذي أُنتج مع النفط كمنتج ثانوي للنفايات، وبدأ استخدام الغاز كوقود للتدفئة الصناعية والسكنية والطاقة في النهاية، وأصبح الغاز الطبيعي منتجًا ثمينًا في حد ذاته.[٢].
استخراج النفط
يمر النفط بمراحل عديدة قبل أن يصبح جاهزًا للاستخدام، وتبدأ هذه المراحل بعمليات الحفر والتنقيب لاستخراجه ويحتاج أربع مراحل أساسية لذلك، وفيما يأتي توضيحها[٣]:
- مرحلة حفر الآبار التي تحتوي على النفط بجهاز الحفر الذي يتكون من أجزاء عدة مثل؛ عمود الحفر وبرج الحفر والمثقاب والسائل الذي يضخ لآبار النفط.
- مرحلة تبطين البئر بعد وصول عمليات الحفر إلى أعماق محددة بمواد فولاذية تثبت في البئر لمنع تهدمه، أو تسرب المياه الجوفية لبئر النفط.
- مرحلة تفجير البئر بعد التأكد من وجود النفط داخل الطبقات الصخرية، تستخدم كمية من المتفجرات لدخول أنبوب الحفر في عمقين مختلفين، ويتدفق النفط من داخل البئر للأنبوب.
- مرحلة التحكم بكمية التدفق من النفط بأنبوب يصل برأس البئر الذي يحتوي صمامات للتحكم بكمية النفط المتدفقة أو ما يُسمّى التّعبئة.
استخدامات النفط
يحظى النفط ومشتقاته بدور هام للغاية في الحياة اليومية للشعوب، إذ إنه يستخدم في العديد من الصناعات، وفيما يأتي ذكرها[٤]:
- صناعة الألياف الصناعية، والبلاستيك، والأدوية، والمبيدات الحشرية.
- توليد الطاقة الكهربائية، والطاقة اللازمة لحركة وسائل النقل بعد حرق الوقود.
- إنتاج الآلات، ووسائل النقل، ومواد البناء.
- إنتاج الزيوت المعدنية، والمستحضرات التجميلية، والصناعات البتروكيميائية.
البلدان المنتجة للنفط
يعد قطاع النفط قطاعًا حيويًا لمختلف بلدان العالم سواء كانت بلدانا منتجة ومصدرة أو موردة له، ويبلغ متوسط معدل الإنتاج اليومي من النفط حسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أكثر من 80 مليون برميل في عام 2018 م، وتستأثر خمس دول كبرى منتجة للذهب الأسود بإنتاج ما يقارب نصف الإنتاج العالمي من النفط الخام ومشتقاته، وفيما يأتي ذكرها[٥]:
- الولايات المتحدة الأمريكية: تعد أكبر دولة منتجة للنفط في العالم، إذ يبلغ متوسط إنتاجها في اليوم حوالي 18 مليون برميل، وهو ما يمثل 18% من الإنتاج العالمي، وتحتل هذه الدولة المرتبة الأولى عالميًا منذ أكثر من ست سنوات بعد أن تجاوزت روسيا لتحتل المرتبة الثانية سنة 2012 م، ثم واصلت تقدمها لتصل المرتبة الأولى وتبعد السعودية سنة 2013 م، ويعود الفضل في ارتفاع الإنتاج الأمريكي من النفط إلى ارتفاع الإنتاج في تكساس وداكوتا الشمالية.
- المملكة العربية السعودية: تعد السعودية ثاني دول العالم إنتاجًا للنفط بمعدل 12.42 مليون برميل في اليوم، أي ما يعادل تقريبا 12% من إجمالي الإنتاج العالمي، كما تعد الدولة الوحيدة العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط من بين الخماسي الأعلى إنتاجًا له، وقطاع البترول هو الركيزة الأساسية للاقتصاد السعودي، إذ يمثل حوالي 42٪ من الناتج المحلي للبلاد، كما تأتي 90% من عائدات الصادرات منه، وهو يوفر للدولة 87% من إيرادات المملكة.
- روسيا: تراجع ترتيب روسيا في مقدمة الدول المنتجة للنفط، لكنها تظل ضمن المجموعة بمتوسط إنتاج يتجاوز 11 مليون برميل في اليوم، وهو ما يعادل 11% من إجمالي الإنتاج العالمي، وظل محافظًا على مكانته في اقتصاد البلاد وقوتها رغم التغييرات التي شهدها قطاع النفط سواء بخصخصته في السنوات الأولى وانهيار الاتحاد السوفييتي أو إعادة تأميمه، وتعد الحقول الواقعة غرب سيبيريا من أبرز مناطق الإنتاج في روسيا.
- كندا: تعد رابع الدول المنتجة للنفط، إذ بلغ متوسط إنتاجها 5.27 مليون برميل يوميًا سنة 2018 م، أي ما يعادل 5% من الإنتاج العالمي، ومن المنتظر أن يشهد الإنتاج ارتفاعًا كبيرًا في المستقبل، وتتوزع مناطق الإنتاج الكبرى على مناطق ألبرتا والحوض الغربي لكندا وحقول المحيط الأطلسي.
- الصّين: تُعدّ الصين من بين البلدان الكبرى المنتجة للنفط بحوالي 4.82 مليون برميل يوميًا سنة 2018 م، ولكن إنتاجها ذلك لا يكفي حاجاتها، إذ تستهلك هذه الدولة متوسط 12.79 مليون برميل يوميًا.
المراجع
- ↑ "The importance of oil in our world today", csmonitor, Retrieved 01-12-2019. Edited.
- ↑ "History of Oil", ektinteractive, Retrieved 01-12-2019. Edited.
- ↑ "THE SEVEN STEPS OF OIL AND NATURAL GAS EXTRACTION", cred, Retrieved 01-12-2019. Edited.
- ↑ "7 Important Uses For Crude Oil And Why It Matters", biblemoneymatters, Retrieved 01-12-2019. Edited.
- ↑ "The World's Top Oil Producers of 2019", investopedia, Retrieved 01-12-2019. Edited.