محتويات
الحضارة الإسلامية
تستند الحضارة الإسلامية إلى قيمة التعليم الذي أكد عليه القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت الحضارة الإسلامية في الماضي مزيجًا من مجموعة واسعة من الثقافات، وتتألف من الحكومات والبلدان التي تمتد من شمال إفريقيا إلى المحيط الغربي للمحيط الهادئ، ومن آسيا الوسطى إلى إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، نشأت الدولة الإسلامية الواسعة وحققت الوحدة في القرنين السابع والثامن الميلادي، وقامت بالعديد من الفتوحات في العديد من الدول، وتفككت في القرنين التاسع والعاشر لكنها ولدت من جديد وأعيد تنشيطها مرارًا وتكرارًا لأكثر من ألف عام، وطوال هذه الفترة نهضت الدول الإسلامية وسقطت في العديد من المرات، واستوعبت واحتضنت الثقافات والشعوب الأخرى، وبنت مدن عظيمة وأنشأت شبكة تجارية واسعة، وحققت تقدمًا كبيرًا في الفلسفة والعلوم والقانون والطب والطب والفن والهندسة والتكنولوجيا.
ولا يخفى على أيِّ دارسٍ للتاريخ المكانة التي وصلت لها الحضارة الإسلامية خاصةً في القرون الوسطى، إذ لاقت ازدهارًا كبيرًا في الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية التي كانت تعتمد اعتمادًا كبيرًا على تعاليم الدّين الإسلامي، وبسبب الفتوحات الإسلامية التي وصلت إلى أقصى الأرض فقد نشر المسلمون حضارتهم وثقافتهم في شتّى أرجاء العالم، ومن البلدان التي وصلها المسلمون أثناء الفتوحات واستقرّوا فيها هي أوروبا، وقد كانت في ذلك الوقت بأسوأ أحوالها بعد خروجها من حروب كثيرة دمّرتها اقتصاديًا وثقافيًا، لذا نرى تأثير المسلمين وحضارتهم هناك واضحًا.[١]
أثر الحضارة الإسلامية على الغرب
منذ أن نشأ الإسلام وظهر وانتشر في جميع أجزاء العالم تقريبًا أصبحت الطوائف والأديان الأخرى متأثرة بثقافة وعادات الإسلام والعرب، وكانوا على اتصال وثيق بالإسلام والمسلمين، كما وتأثرت الحضارة الغربية بالحضارة العربية الإسلامية إلى حدّ كبير، إذ أنها أثرت على الغرب بالعديد من المجالات التي ساعدتهم على النمو والازدهار بشتى بحور العلوم والتكنولوجيا والرياضيات والطب والكيمياء والتي لم يكن لدى الغرب سوى معرفة ضئيلة وقليلة عن هذه الموضوعات، وقد أثرت الحضارة الإسلامية أيضًا على أوروبا والغرب، إذ أن العرب المسلمون قدموا أساسيات المعرفة وطرق الحفاظ عليها من الضياع.[٢] ولقد كان للإسلام تأثير عالمي عميق منذ تأسيسه في القرن السابع، وهو ما يُعرف بالعصر الذهبي للإسلام، والذي استمر تقريبًا بين القرن الثالث عشر وحتى منتصف القرن الثامن عشر، كما كان العالم الإسلامي مركز النشاط الفكري وكانت بغداد بمثابة عاصمة للفلاسفة وعلماء الرياضيات.[٣]
مجالات تأثير الحضارة الإسلامية على الغرب
كما ذكرنا سابقًا أن الحضارة الإسلامية كان لها التأثير الهام والقوي على الغرب في العديد من المجلات، ومن أهم هذه المجالات التي تأثّر فيها الغرب بالحضارة الإسلامية هي كما يلي:[٣]
- الرياضيات: يعد علم الرياضيات من أهم المجالات التي أثرت على الغرب وعلومهم، وبالرغم من أن الأرقام التي نستخدمها هي بالأصل أرقام هندوسية إلا أن النظام الرمزي الذي انتشر في جميع أنحاء العالم والشرق الأوسط كان من قبل عالم الرياضيات الخوارزمي، فقد ألّف الخوارزمي العديد من الكتب المهمة بالرياضيات ومن ضمنها طرق حلّ المعادلات التربيعية والخوارزميات والجبر والعديد من علوم الرياضيات.
- اللغة العربية: انتشرت اللغة العربية في جميع أنحاء العالم بسبب حركة التجارة العالمية التي كان يقودها العرب المسلمين والفتوحات الإسلامية أيضًا، ولأن العالم الإسلامي كان يعد مركز الفلسفة والعلوم والرياضيات والعديد من المجالات خلال فترة العصور الوسطى، فقد انتشرت العديد من الأفكار والمفاهيم العربية في جميع أنحاء أوروبا والعالم، وقد كان من الضروري على غير العرب فهم اللغة العربية حتى يتمكنوا من التعامل بالتجارة العربية.
- الفلك: ترجع أهمية دراسة الفلك وعلومه عند المسلمين بسبب الحاجة إلى التوجه لمكة المكرمة أثناء الصلوات اليومية لأنها قبلتهم، فاحتاج المسلمون إلى طريقة دقيقة لتحديد موقعهم الجغرافي بكل دقة، لذلك وجد العلماء المسلمون حلاً لذلك من خلال الأبحاث الفلكية التي قاموا بها، كما قام علماء الفلك المسلمين وبمساعدة من ترجمات الأعمال العلمية اليونانية بما في ذلك كتابات بطليموس باكتشافات مهمة وعديدة باستخدام أدوات مختلفة، بما في ذلك الأرباع والمراصد، فقد طور ابن الشاطر نظرية الكواكب ودرس نصف قطر مدار عطارد، وكان عصر الإسلام الذهبي للعلوم دقيقًا جدًا في النتائج التي توصل إليها حتى أن ثلثي النجوم المعروفة لها أسماء عربية.
- الطب: للمفكر الفارسي ابن سينا والمعروف باسم أبو الطب العديد من المساهمات الكبيرة في مجال الفلسفة والرياضيات وخاصةً الطب، ويعد كتابه العربي شريعة الطب مؤثرًا ومهمًا جدًا، فقد استخدمه الأطباء وطلاب الطب لمئات السنين، ويصف ابن سينا بهذا الكتاب كيفية عزل مرضى الحجر الصحي جيدًا لتجنب انتشار المرض، ومعايير لاختبار الدواء الجديد بطريقة صحيحة، وخلال فترة العصور الوسطى كان الأطباء المسلمون أول من استخدم الأنتيمون في الطب، إضافةً إلى ذلك فقد طورت المستشفيات، واستكشفت الممارسات الجراحية.
أشهر العلماء المسلمين
مع وجود هذا الكم الهائل من العلوم التي برع بها المسلمين، فلا بد من أنها لم تظهر من فراغ بل يوجد من بذل أقصى جهوده من أجل الوصول إلى نظرية وعلم وحقيقة، وهنا سنقدم لك أبرز العلماء المسلمين الذين غيروا نظام الكون بعلومهم:[٤]
- الخوارزمي 780- 850: عالم الرياضيات المسلم الذي وضع النظام الشامل للأرقام باستخدام الأرقام من 0-9، وهو من وضع نظام الجبر في العمليات الرياضية والذي نشأ بسبب الحاجة إلى حلّ مشكلة دينية تتعلق بنظام تقسيم الميراث، والمعادلات التي ساعدت في حلّ العديد من المشاكل اليومية.
- جابر بن حيان 721- 815: هو عالم كيمياء إيراني، سعى جاهدًا بأن يصنع الذهب من المعادن الأخرى، كان أول شخص يركب المادة المذيبة للذهب وهي أكوا ريجيس، والماء الملكي وهو مزيج متقلب من حمض الهيدروكلوريك وحمض النيتريك، وهو أول من استخدم عملية التقطير في مخبره وذلك بواسطة قوارير رمزية من الزئبق.
- ابن النفيس 1213- 1288: هو جراح من دمشق، وكان يطلق عليه اسم أبو فسيولوجيا الدورة الدموية، حدد ابن النفيس العبور الرئوي وهو ما يعني أن الدم يدخل إلى القلب في الأذين الأيمن ويخرج عن طريق البطين الأيمن ويصل إلى الرئتين لينتج الأكسجين للجسم ثم يعود ويمر من خلال الأذين الأيسر للقلب ويُعاد توجيهه إلى الجسم.
- ابن سينا 980 - 1037: والملقب بأبو الطب، قدم ابن سينا العديد من المساهمات المهمة في تخصصات الفيزياء والبصريات والفلسفة والطب، وقد كتب كتاب قانون الطب وهو كتاب كان يستخدم لتعليم الطلاب في أوروبا حتى القرن السادس عشر، وقد حدد أن الخلايا العصبية هي المسؤولة عن نقل إشارات الألم.
المراجع
- ↑ K. Kris Hirst (30-4-2018), "Islamic Civilization Timeline and Definition"، thoughtco, Retrieved 15-11-2019. Edited.
- ↑ "Islamic Civilization And Its Impact On Western Civilization Essay", cram,17-10-2016، Retrieved 15-10-2019. Edited.
- ^ أ ب Jose Maldonado (27-6-2018), "The Impact of Islam on World Society"، sciencing, Retrieved 15-11-2019. Edited.
- ↑ "Top 10 ancient Arabic scientists", cosmosmagazine,6-1-2011، Retrieved 15-11-2019. Edited.