آثار حلب الشهباء

آثار حلب الشهباء
آثار حلب الشهباء

مدينة حلب

مدينة حلب هي إحدى المدن الرئيسية في سوريا، وتقع المدينة في الناحية الشمالية من الجمهورية السورية في آخر طريق الحرير الذي يصل بين بلاد آسيا الصغرى وبلاد ما بين النهرين، وعلى طول سكة حديد إسطنبول بغداد، وترتبط بالسكك الحديدية إلى دمشق وبيروت أيضًا.

وتعد من أكبر المدن في الشمال السوري، والديانة الرسمية فيها هي الديانة الإسلامية، أما لغة سكانها فهي اللغة العربية، وتكوين حلب الديني والعرقي مشابه لتكوين سوريا ككل وغالبية السكان من المسلمين السنة، إضافةً إلى وجود أعداد كبيرة من العلويين والمسيحيين، وأغلب سكانها من العرب وأقليات من الشركس، والأرمن، والتركمان، والأكراد.

أُسس مجتمع أرمني كبير في حلب عندما استقر حوالي 50،000 لاجئ أرمني هناك في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وتقع المدينة تحديدًا في الجزء الشمالي الغربي من البلاد على مفترق من الطرق التجارية الهامة، إذ تقع على بُعد حوالي 50 كم جنوب الحدود التركية السورية، وعلى بُعد حوالي 100 كم عن البحر الأبيض المتوسط من جهة الغرب وعن نهر الفرات من جهة الشرق.

تقع حلب على هضبة مرتفعة يصل ارتفاعها إلى حوالي 400 متر عن سطح البحر، وتعد مدينة حلب واحدة من أكثر المناطق خصوبة في دولة سوريا، إذ تغطي حقول القمح والبساتين والسهل الجنوبي للمدينة، وهي من المناطق التي توجد فيها المياه الجوفية بكثرة، وتتمتع مدينة حلب بمناخ شبه القاري وشبه جاف حار، ويكون فصل صيف طويلًا وفصل الشتاء ممطرًا وقصيرًا.

وتشتهر المدينة بأنها من أهم المدن الصناعية بالمنطقة، ومن الصناعات الرئيسية في حلب؛ نسج الحرير والطباعة القطنية وصناعة الصابون والأصباغ وتصنيع الجلود الكبيرة والصوف وتصدير الفواكه المجففة والمكسرات، وتعد المدينة المركز الرئيسي للمناطق الزراعية المحيطة، والتي تنتج القمح والقطن والشعير والخضروات والفواكه والسمسم، وتشتهر بإنتاج الفستق الحلبي، الذي يُصدَّر لأغلب دول العالم.[١]


آثار مدينة حلب الشهباء

من أبرز معالم آثار مدينة حلب الشهباء هي القلعة التي تعود للقرون الوسطى، والمسجد الكبير الذي يعود للقرن الثاني عشر، والعديد من المدارس التي يرجع تاريخها إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر.

تعد قلعة حلب الأثرية واحدة من أكبر وأقدم القلاع في العالم، ومن أهم الآثار التي توجد في مدينة حلب التي ترتفع فوق الأسواق والمساجد والمدارس في المدينة القديمة التي يحيط بها السور القديم، وتشير القلعة إلى القوة العسكرية العربية من القرن الثاني عشر إلى القرن الرابع عشر، وتحتوي القلعة على بقايا المساجد والقصور الإسلامية، وتحتوي أيضًا على بقايا من المباني المسيحية من القرن السادس، والجدران والبوابات التي تعود إلى القرون الوسطى، والمساجد والمدارس المتعلقة بتطوير المدينة الأيوبية والمملوكية في ذلك الوقت، وعلى العديد من المساجد وقصور التي بُنيت خلال الفترة العثمانية.

وتدل المدينة المسورة التي نشأت حول القلعة على تخطيط الشوارع اليونانية الرومانية القديمة بالمدينة، أما خارج الجدران فإنها تحتوي على العديد من المعالم، ومنها حي باب الفرج الذي يقع في الشمال الغربي من المدينة، والمنطقة الجديدة في الشمال.[٢]

ومن الآثار الهامة أيضَا في المدينة؛ مدرسة الفردوس والذي يعني اسمها الجنة، وتقع على مسافة قريبة من أسوار مدينة حلب التي تعود للقرون الوسطى في الحي المعروف باسم المقامات، ويعود بناء المدرسة إلى الملكة ضيفه خاتون زوجة السلطان الأيوبي الملك الظاهر غازي خلال فترة الحكم من عام 1236 إلى 1242، وهي واحدة من أبرز الرعاة المعماريين في التاريخ السوري بعد أن أنشأت أوقافًا كبيرة ومؤسسات خيرية بالمنطقة، ونظرًا لموقع المدرسة خارج أسوار المدينة، فقد تطور كبنية قائمة بذاتها على شكل مستطيل يحيط بفناء داخلي مربع، ويتميز المبنى بواجهة مصنوعة من ألواح حجرية أنيقة، ومن القباب الإحدى عشرة للمبنى التي ترتفع حول محيطها.[٣]


تسمية حلب الشهباء

يرتبط اسم حلب باللغة العربية بمعدن الحديد أو النحاس باللغات الأمورية، لأنها كانت مصدرًا رئيسيًا لهذه المعادن في العصور القديمة، ومع ذلك فإن كلمة حلب في الآرامية تعني أبيض، وربما تشير إلى رواسب الرخام والتربة البيضاء التي توجد في المنطقة، ويوجد مصطلح آخر يقترح كثيرًا هو أن كلمة حلب تعني أعطى الحليب، وهي تتعلق بتقليد قديم قدمه البطريرك العبري إبراهيم، إذ كان يقدم حليبًا للمسافرين أثناء انتقالهم في جميع أنحاء المنطقة، وورد أيضًا أن لون الأبقار التي كانت عند البطريرك العبري إبراهيم آشين هو الشهيب حسب التسمية في ذلك الوقت، ومن هنا جاء سبب تسمية مدينة حلب قديمًا بمدينة حلب الشهباء.[٤][١]


تاريخ مدينة حلب

حسب التاريخ القديم لمدينة حلب فإنها احتُلّت من أوائل الألفية الثانية قبل الميلاد، ونمت المدينة في عهد الأسرة الحاكمة الأمورية، حتى أُطيح بها من قبل الحثيين، ويوثق هذا الحدث في أرشيف الحثيين في وسط الأناضول وفي أرشيفات ماري على الفرات.

وقد بقيت المدينة تحت سيطرة الحثيين حتى عام 800 قبل الميلاد، إلى أن غزاها الآشوريون، وبعد ذلك غزاها الفارسيون وبقيت تحت سيطرة الإمبراطورية الفارسية حتى الاستيلاء عليها من قبل الإغريق في عام 333 قبل الميلاد، وأطلق عليها سلوقس نيكاتور اسم بيرويا، وبقيت المدينة تحت سيطرة الإمبراطورية اليونانية حتى عام 64 قبل الميلاد عندما غزا الرومان سوريا.

وكانت حلب جزءًا من الإمبراطورية الرومانية الشرقية أو البيزنطية قبل أن تسقط ويحكمها العرب في عهد خالد بن الوليد في عام 637 م، وفي القرن العاشر، استعادت الإمبراطورية البيزنطية السيطرة على المدينة لفترة وجيزة من عام 974 إلى عام 987 إلى أن عادت المدينة تحت سيطرة المسلمين مرة أخرى، وحاصرها الصليبيون مرتين في عام 1098 وعام 1124، ولكن المدينة لم تسقط وبقيت تحت الحكم الإسلامي.

وفي 9 أغسطس 1138 دمر زلزال كبير مدينة حلب والمنطقة المحيطة بها، ومات ما يقدر بنحو 230,000 شخص، مما يجعله رابع أكبر زلزال في التاريخ المسجل، إذا كانت هذه الأرقام دقيقة، وخضعت المدينة لسيطرة صلاح الدين الأيوبي، ثم الأسرة الأيوبيّة من عام 1183 إلى أن استولى عليها المغول في عام 1260، وبعد ذلك عادت إلى السيطرة الإسلامية في عام 1317، وأصبحت جزءًا من الإمبراطورية العثمانية في عام 1517، وبقيت حلب عثمانية حتى انهيار الإمبراطورية، وخضعت المدينة للحكم الاستعماري الفرنسي إلى أن حصلت سوريا على استقلالها في عام 1946.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب "Aleppo", britannica, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  2. "Ancient City of Aleppo", unesco, Retrieved 2019-11-27. Edited.
  3. "Madrasa al-Firdaws", archnet, Retrieved 2019-11-27. Edited.
  4. ^ أ ب "Aleppo", newworldencyclopedia, Retrieved 2019-11-27. Edited.

فيديو ذو صلة :