كيف يؤثر العمل في المنزل على صحتك

كيف يؤثر العمل في المنزل على صحتك
كيف يؤثر العمل في المنزل على صحتك

العمل من المنزل

قد يعد العمل من المنزل مريحًا لك ولأغلب الموظفين، إذ يوفر لك أريحية في ساعات الدوام، وتستطيع العمل من المكان الذي تفضله كبلكونة منزلك مثلًا، ويرفع هذا العمل من معنوياتك ويشجعك على إنجاز المهمات والوصول إلى الأهداف بكفاءة عالية وبالوقت المناسب، إذ يرى البعض أن العمل في البيئة المكتبية أمر موتّر ومزعج بسبب وجود الكثير من الموظفين، وسبب في التشتيت عن العمل لكثرة الاجتماعات أو الأسئلة التي يطرحها الزملاء باستمرار، وقد لجأت أغلب الشركات لتطبيق نظام العمل في المنزل بعد جائحة كورونا، الأمر الذي ألزم العديد من الموظفين تجربة العمل من المنزل ومحاولة التأقلم معها.[١]


كيف يؤثر العمل من المنزل على صحة الإنسان؟

طبيعة العمل من المنزل قد تحمل العديد من المشاكل النفسية والجسدية على صحتك، إليك بعض ما ذكره الخبراء من مشاكل غير متوقعة قد تواجهك عند العمل من المنزل:[٢]

  • الإرهاق: ستحاول قدر المستطاع أن تحدد وقت عملك في المنزل كما كنت تعمل في مكتبك، لكنك ستجد نفسك تعمل وقتًا أطول من المحدد لإنجاز عملك وتحقيق أهدافك وتزيد من وقت استراحاتك وهذا ما يقود إلى الشعور بالتعب والإرهاق.
  • الأكل الانفعالي: إذا كنت تعمل من المنزل فأنت أكثر عرضة للتوتر بسبب ظروف الحياة كتعليم أطفالك وأداء واجباتك اتجاه شريك حياتك والقلق حيال الجانب المادي، هذا الضغط والتوتر يقودك إلى ما يسمى بالأكل الانفعالي، أي تناول طعام بكمية أكبر وبسعرات عالية، مثل: الوجبات السريعة والكربوهيدرات، وستشعر بأنك أقل فعالية من المعتاد وتبدأ بالتوقف عن ممارسة الرياضة التي كانت جزءًا من يومك.
  • الشعور بالوحدة: نحن نطور من أنفسنا و شخصياتنا عندما نحظى بدرجة من التواصل الاجتماعي المباشر يوميًا، والوحدة الاجتماعية تساهم في الوصول إلى مشاعر من الاكتئاب والحزن، ويجب أن تحرص على التواصل مع الأشخاص الآخرين بانتظام.
  • مشاكل في علاقتك مع شريك حياتك: في حال كان كلاكما يعمل من المنزل، فأنتم تقضون وقتًا أطول معًا مقارنة فيما إذا كنتم تعملون بالمكتب، وهذا القرب قد يتحول إلى شيء من التوتر الذي قد يؤدي إلى منازعات واختلافات عدة.
  • مشاكل في الظهر والرقبة والأكتاف: عملك من المنزل يؤدي إلى جلوسك بوضعيات غير صحية ومزعجة وغير متوازنة، فقد تواجه شدًا عضليًا في رقبتك وظهرك وأكتافك.


فوائد العمل من المنزل

يوجد العديد من الفوائد للعمل من المنزل، إليك عزيزي الرجل أهمها:[٣]

  • مرونة مكان العمل: عندما تعمل من المنزل فأنت لا تحتاج إلى مكتب أو كرسي مخصص للعمل، تستطيع استخدام سريرك، طاولة المطبخ، سيارتك، أرجوحتك أو حتى الذهاب للمقهى المفضل لديك لإنجاز عملك.
  • ادخار نقودك: سترى على الفور الفرق في حسابك البنكي عندما تتوقف عن إنفاق النقود على تنقلات العمل وشراء ملابس وأحذية مناسبة للعمل، ولا تنسَ أيضًا توفير نقودك التي تنفقها على الطعام الذي يحتاجه جسمك لإكمال يوم عملك الشاق والطويل، لكن عندما تعمل من المنزل يمكنك إحضار أي شيء من الثلاجة وتناوله.
  • المرونة في وقت العمل: إذا كنت كاتب محتوى أو مطور مواقع على سبيل المثال، فأنت لا تحتاج لبدء العمل على الساعه الثامنة صباحًا لإتمامه وتسليمه قبل انتهاء الوقت، ويمكنك إنجاز كل ذلك وقبل انتهاء الوقت المخصص من خلال تنظيم جدولك وتحديد أولوياتك، وتستطيع أيضًا التحكم بوقت استراحتك وبالنشاط الذي ستؤديه في هذه الاستراحة كلعب البيانو، وأخذ قيلولة أو مشاهدة التلفاز.
  • تصبح أكثر استقلالية: عدم وجود زملائك حولك عندما تريد الاستفسار عن شيء ما يجعلك أكثر استقلالية وأكثر قدرة على التعلم الذاتي، وستجد نفسك تطور من مهارات البحث عن ما تحتاجه وأنك مستعد لإيجاد ما تبحث عنه، ولا تزال قادرًا على السؤال وعلى طلب المساعدة، ولكن معظم الوقت ستجد نفسك تبحث على محرك البحث جوجل أو تتفقد موقع الشركة الذي من المحتمل أن يمتلك إجابات على تساؤلاتك.


كيف تحافظ على صحتك أثناء العمل من المنزل؟

هناك عدة أساليب يمكنك اتباعها للمحافظة على صحتك أثناء العمل من المنزل، إليك بعضها:[٤]

  • لا تجلس، قف: جلوسك لأكثر من 6 ساعات يوميًا يزيد خطر الموت بنسبة 40 بالمئة، هذا يعود لمخاطر أمراض الجهاز العضلي والهيكل العظمي وتصلب الشرايين التي قد تصيبك، لذا، من الجيد حصولك على مكتب يساعدك على بقائك واقفًا مما يزيد من نشاطك العقلي وقدرتك على التركيز.
  • تناول طعامًا صحيًا: استغل فرصة العمل من المنزل بأن تجعل طعامك صحيًا ومتوازنًا أكثر، إذ تستطيع تحضير وجبات صحية طازجة كل يوم، وتوقف عن أكل الشوكولاتة ورقائق الشيبس و الآيس كريم وابدأ بتناول الفواكه والمكسرات، وحاول الابتعاد عن الوجبات السريعة قدر الإمكان.
  • حافظ على تواصلك الاجتماعي: احرص على خروجك من المنزل على الأقل مرة يوميًا، واذهب في جولة أو لتناول الغذاء بمكان عام وقابل بعض الأصدقاء، فمن المهم المحافظة على تواصك الاجتماعي وبقائك جزءًا من المجتمع.
  • استرخِ: يساعد الاسترخاء على التقليل من الشعور بالتوتر وعلى التركيز على الأشياء المهمة في حياتك، وإذا كنت جديدًا على ممارسة الاسترخاء؛ فهناك بعض التطبيقات التي صممت لمساعدتك.
  • الالتزام بروتين يومي: العمل من المنزل يجعل يومك خاليًا من الخطط اليومية، لكن على المدى البعيد سيفضل جسمك وعقلك لو أن هنالك روتينًا يوميًا محددًا وخططًا يجب إنجازها، ومثال على روتين يومي، اشرب كوبًا من عصير الليمون أول شيء في الصباح ثم اذهب في جولة قصيرة وتناول وجبة فطور صحية بعد ذلك، هذا يجعلك مستعدًا بشكل مثالي لهذا اليوم، واعمل حتى الغداء وتناول وجبة ثم اذهب في نزهة على الأقدام، هذا سيصنع لك روتينًا يوميًا محددًا ويجعلك مفعمًا بالحيوية ويساعدك على التركيز.
  • مرونة مكان العمل: يمكن أن يصبح العمل من مكتبك الصغير في المنزل كل يوم مملًا وربما محبطًا بعض الشيء، عليك بتغيير الموقع؛ إذ يمكنك العمل من مقهى هادئ من حين لآخر، جرب الذهاب إلى المكتبة أو إحضار مشروب والعمل من الحديقة، وسيُبقي ذلك عقلك مركّزًا ومتحمسًا وسعيدًا.
  • حافظ على حياتك الخاصة: لا يمكنك العمل من سريرك المريح طوال اليوم؛ إذ تصبح مساحتك الخاصة ومساحة عملك واحدة؛ فيصعب على دماغك أن يسترخي؛ لذلك حاول إبقاء عملك في مكان منفصل عن مساحتك الخاصة.


إجراءات بسيطة لتحسين عملك في المنزل

هنالك العديد من الإجراءات البسيطة التي تساعدك على تحسين إنتاجيتك عند العمل من المنزل، إليك بعضها:[٥]

  • ابدأ مبكرًا: إحدى الطرق للعمل من المنزل بشكل منتج هو الاستيقاظ باكرًا والبدء فورًا بإنجاز مهامك؛ إذ إن البدء بالعمل أول شيء في الصباح هو الأساس لإحراز تقدم على مدار اليوم.
  • تظاهر وكأنك تذهب إلى المكتب: افعل كل الأشياء التي كنت ستفعلها لو أنك ستذهب للعمل في المكتب، اضبط المنبه وأاصنع القهوة وارتدِ ملابس جميلة.
  • اختر مساحة عملك: فقط لأنك لا تعمل في مكتب لا يعني أنك لا تستطيع امتلاك مكتب وكرسي مريحين، بدلًا من العمل في غرفتك أو على الأريكة وهي الأماكن المخصصة لقضاء وقت فراغك، عليك تخصيص مكان في منزلك للعمل يكون هادئًا وغير ممل كاستخدام مكتب مطل على حديقة أو على بحيرة.
  • لا تبق في المنزل: هل مكتبك في المنزل لا يساعدك على الإنجاز؟ خذ العمل المراد إنجازه واخرج من المنزل، واذهب إلى مقهى أو مكتبة أو مكان عام، من الممكن أن يساعدك ذلك على تحسين إنتاجيتك وإنجاز عملك بسهولة.


الضغط النفسي في العمل

يمكن أن يعزى الضغط النفسي والتوتر في العمل من المنزل إلى حاجتك للعمل على مدار الـ 24 ساعة، فتجد نفسك تفتح جهازك وتبدأ بالعمل كل ما فكرت في ما يجب عليك إنجازه، وهذا بدوره يجعلك تعيش في حالة من التوتر والقلق الدائم وأنه عليك الكثير لتنجزه، إضافة إلى تفويتك الجانب الاجتماعي في العمل، كالتفاعل مع الزملاء وإنشاء الصداقات وغيره، مما يجعلك تشعر بالقليل من الوحدة، كما يسبب العمل من المنزل الاكتئاب؛ إذ قد تشعر بالملل دون وجود مكتبك المفضل أو الزملاء من حولك، وقد تشعر بأنك لا تنجز بالقدر المراد كما لو كنت في مكتبك؛ إذ إن القلق والتوتر والوحدة بسبب العمل من المنزل يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب.[٦]


كورونا والصحة النفسية: كيف تحافظ على سلامتك العقلية في العزل الانفرادي؟

لقد غير الوباء الروتين اليومي لمعظم الناس فقد أدى إلى إغلاق المدارس وحضانات الأطفال وأصبح على الموظفين العمل من المنزل، مما جعل معظم الناس في حالة من التوتر، إذ لا يمكنك الاجتماع مع أحبائك وأصدقائك ولا يمكنك الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أو ممارسة العديد من الأنشطة الممتعة التي تساعدك على تخفيف التوتر، لحسن الحظ، هناك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتحسين صحتك العقلية والمحافظة عليها أثناء الحجر الصحي وبعده:[٧]

  • مكن نفسك: انظر إلى الحجر الصحي على أنه فرصة لقراءة المزيد من الكتب، تعلم مهارة جديدة أو سجل في دورات مجانية عدة.
  • ابحث عن مهارات التأقلم: فكر في الاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها لإدارة الضغوط التي تواجهها، وابحث عن طرق للاسترخاء، والمتعة، والاستمتاع بالحياة مثل أخذ حصة يوغا ومشاهدة فيلم مضحك أو ممارسة التمارين الرياضية مع الأصدقاء.
  • تواصل مع الآخرين: أجرِ مكالمة فيديو أسبوعية مع أحد أفراد أسرتك وابق على اتصال مع الآخرين، حتى في الأوقات التي قد لا تشعر فيها أن لديك الكثير لتقوله، تواصل وقل مرحبًا.
  • ابق نشطًا: النشاط البدني يحسن مزاجك وصحتك العقلية، ابحث عن بعض التمارين التي يمكنك القيام بها من المنزل فالنشاط البدني هو وسيلة قوية لمكافحة مشاكل الصحة العقلية.


مَعْلومَة

العمل من المنزل يجعلك أكثر إنتاجية مقارنةً بالعمل من المكتب؛ إذ يمكنك إنجاز أكثر مما هو مطلوب منك وقبل المواعيد النهائية المحددة، ويعود السبب إلى أنك توفر الوقت الضائع على التنقل وتركز بشكل أكبر على عملك عندما لا يقاطعك زملاء العمل، وتزداد كفاءة وفاعلية الموظفين عن بُعد ثلاث مرات إذا تلقوا تغذية راجعة وملاحظات من مدرائهم بضع مرات في الشهرعلى الأقل، ويحتاج الموظف عن بعد إلى اهتمام وتقدير أكثر مما كان يحتاجه خلال العمل من المكتب، فهو يواجه ظروفًا ومشاكل جديدة تحتاج دائمًا إلى الدعم، فكلما كان المدراء يقدرون الظروف الاستثنائية التي تواجه الموظف عن بعد، زادت إنتاجيته وحماسه للعمل عن بعد براحة وحرية أكثر.[٨]


المراجع

  1. "What is Remote Work?", myworkdrive, Retrieved 10-8-2020. Edited.
  2. Michael Martin (27-3-2020), " 20Unexpected Health Problems When Working From Home"، eatthis, Retrieved 20-7-2020. Edited.
  3. Adda Birnir, "10 Reasons Working Remotely Is Even Better Than You Thought it Was"، themuse, Retrieved 20-7-2020. Edited.
  4. Denise Mai (19-5-2020), "Remote Work: The Surprising Effects On Our Health"، digitalnomadsoul, Retrieved 20-7-2020. Edited.
  5. Erik Devaney, "How to Work From Home: 20 Tips From People Who Do It Successfully"، hubspot, Retrieved 20-7-2020. Edited.
  6. "What are the Psychological Effects of Working from Home?", weworkremotely, Retrieved 20-7-2020. Edited.
  7. Amy Morin (4-5-2020), "These are the biggest mental health problems caused by quarantine, and 6 things you can do to prevent them"، businessinsider, Retrieved 21-7-2020. Edited.
  8. Adam Hickman (1-5-2020), " 5Facts About Engagement and Remote Workers"، gallup, Retrieved 21-7-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :