كنيسة القيامة
تعدّ كنيسة القيامة إحدى أعرق كنائس بيت المقدس، تقع داخل أسوار مدينة القدس القديمة في فلسطين المحتلة في حي النصارى، بنيت فوق الجلجلة أو باللغة الآرامية الجلجثة، وتعدّ من أهم المواقع المسيحية في العالم، وأحد أهم مواقع الحج المسيحي منذ القرن الرابع، وتعدّ مثلًا حيًا قائمًا على التسامح والتعايش الديني بين المسلمين والمسيحيين لقرون طويلة، فمفتاح الكنيسة بيد عائلة مسلمة من مدينة القدس. [١]
تقع في الجزء الغربي من مدينة القدس، وأحد مواقع الحج المسيحي التي يزورها المسيحيون في كل عام، سميت كنيسة القيامة بهذا الاسم نسبة إلى قيامة المسيح من بين الأموات، وذلك حسب المعتقد المسيحي، والذي كان في اليوم الثالث من موته وهو يوم الأحد، فأمر الملك قسطنطين بتنظيف المكان وبناء الأساسات لكنيسة القيامة، فوق صخرة الجلجلة، إضافة إلى أنها حاليًا تصنف كرابع البطريركيات الرسولية الشرقية.[٢]
من بنى كنيسة القيامة
بنيت كنيسة القيامة عام 325، وقد استغرق بناؤها 11 عامًا، بأمر من الملكة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير، ويعود تأسيسها إلى العهد البيزنطي، إذ أمر فسطنطين المعماري يدعى زنوبيوس بالبدء في بنائها، وتضم أربعة ركائن معمارية أساسية وهي؛ الفناء والساحة المكشوفة والبازيليكا والقبر المقدس، وهي تجمع كبير لكثير من الكنائس وتخص جميع الطوائف المسيحية وتجمعهم.[٣]
وصف كنيسة القيامة
تعدّ من الكنائس الكبيرة الفسيحة ذات البناء الضخم المرتفع، تتميز بالزخرفة الجميلة والنقوش والرخام الملون وخاصة الأحمر والصور التي تملأ الجدران والفسيفساء التي تحمل كل صورة منها قصة منذ ميلاد المسيح إلى موته وصلبه، إضافة إلى أنه يوجد فيها دير للرهبان الذين يخدمون الكنيسة وأعمال الترميم وفتح أبوابها، ويقع على يمين الكنيسة دير يسمى دير مار إبراهيم، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى التقليد المسيحي الذي يقول أن إبراهيم كان سيذبح ابنه إسماعيل على الصخرة الموجودة داخل الدير، إضافة إلى شجر الزيتون الذي يقال أنه تعلق الجدي الذي ضحى به سيدنا ابراهيم على أحد فروعها، وبئر كبير تحت الدير.
وتتميز الكنسة بواجهتها التي تغطيها أبراج للأجراس الصليبية، والذي هدم نصفها وأعاد ترميمها صلاح الدين الأيوبي باستخدام مادة الطوب (القرميد)، ثم الفسيفساء، ودير الأرمن الذي يوجد داخله حجر دائري الشكل تعلوه قبة ويسمى "حجر الثلاث مريمات" أو "بنات حنا"، ثم قبة القبر المقدس، التي بناها الملك قسطنطين، تعرضت لكثير من أعمال الترميم والصيانة وآخرها كان عام 1997.
وقبر الخلاص أو القبر المقدس، والذي يقع في منتصف الكنيسة، مزين بشمعدانات ضخمة ويقع تحت القبة المقدسة مباشرة، إذ إن القبة تعرضت إلى حريق كبيرعام 1808 أدى إلى تلف جزء كبير منها، ثم أعاد الرومان ترميمها عام 1810.
والحجر الطيب الذي يتميز بلونه الأحمر والشمعدانات الكبيرة والمصابيح، ثم كنيسة الإهانات، ومغارة الصلبان، والتي كان يعتقد أنها بئر ماء قديم ومهجور، إلى أن أمرت الملكة القديسة هيلانة التنقيب فيها ووجدوا فيها ثلاثة صلبان ومنهم صليب المسيح الأصلي الذي صلب عليه في ذلك الوقت.
وأما خارج أسوار الكنيسة، فنجد أمامها مباشرة مسجد "مسجد عمر بن الخطاب"، الذي بُني في عهد صلاح الدين الأيوبي وذلك عام 1216، لتخليد ذكرى صلاة عمر بن الخطاب أثناء دخوله لبيت المقدس عند فتحها. [٤][٥]
المراجع
- ↑ "Church of the Holy Sepulchre, Jerusalem", Sacred Destinations, Retrieved 2019-8-9. Edited.
- ↑ ""القيامة".. كنيسة بالقدس مفتاحها بيد مسلمين"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-9. بتصرّف.
- ↑ "كنيسة القيامة"، القدس ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-9. بتصرّف.
- ↑ "كنيسة القيامة"، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-9. بتصرّف.
- ↑ حنا عيسى (2017-3-23)، "تاريخ كنيسة القيامة"، دنيا الوطن، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-9. بتصرّف.