محتويات
أين تقع المئذنة الملوية
تقع المئذنة الملوية في مدينة سامرّاء في الجهة الغربية منها، وتحديدًا في محافظة صلاح الدين شمال العراق، بُنيت عام 237 هجريًا عندما قرر الخليفة العباسي المُعتصم بالله الخروج من بغداد والانتقال إلى مدينة سامراء في المنطقة الشرقية من نهر دجلة في منطقة القاطول، وأقام فيها هو وجنوده، وعندها أمر ببناء المئذنة لإنعاش اقتصاد المدينة بعد أن أثّرت عليها مضايقات الأتراك بالتقليل من الحياة في مدينة سامراء، فكانت أكبر مئذنة في العالم الإسلامي في ذلك الوقت، إذ تقع المئذنة الملوية بجانب المسجد الكبير على مسافة 27 مترًا تقريبًا من جداره الشمالي بالقرب من سدّ الثرثار على جانبه الغربي، وسميت سامراء بهذا الاسم لعدة أقاويل منها أن سام بن نوح عليه السلام هو من بنى المدينة فسميت سام راه، ومنها أن من يراها يسُّر فأطلقوا عليها اسم سُر من رأى ومنها أخذ اسم المدينة سامراء.[١]
تصميم المئذنة الملوية
بنيت المئذنة الملوية بأمر من المتوكل بالله الخليفة العباسي في عام 237 هجري لتكون أكبر وأجمل مسجد للمسلمين في العالم الإسلامي في ذلك الوقت، فهي على شكل أسطواني حلزوني، وتتكون من قاعدة مربعة مكوّنة من مربعين، يبلغ ارتفاع المربع الأول 3 أمتار، والمربع الثاني منها 1.20 متر، أما عن أضلاع المربع الأول فيبلغ طول الضلع 33 مترًا، وأضلاع المربع الثاني أصغر من الأول بقليل. يرتفع بناء أسطواني على المربعين يبلغ خمسة أدوار على شكل حلزوني ملوي يلفه درج على طول البناء، عرضه 2 م يصل لأعلى المئذنة بطريقة تمثل عكس دوران عقارب الساعة، وتمثل المئذنة آخر بناء دائري ولها سبع نوافذ، فيها يقف المؤذن لرفع الآذان وسُمي بالجاون، ويُرى من أعلى البناء نهاراً عند وقوفه لرفع الآذان وليلًا عند صعوده السلالم وبيده مصدر للضوء، كما ويلف الدرج قطع خشبية ليتمسك بها الأشخاص الصاعدين لقمة المئذنة الملوية، كما ويجدر الذكر بأن اتجاه المئذنة الملوية بُنيت بطريقة هندسية متقدمة جدًا عن البناء في ذلك الوقت، فالمئذنة بُنيت باتجاه القبلة بطريقة دقيقة جدًا.[٢]
أهمية المئذنة الملوية والحفاظ عليها
استقطبت المئذنة الملوية السياح والزائرين من العالم العربي لجمال المدينة وللصلاة والتعبد في المسجد المجاور للمئذنة ولزيارة الصرح التاريخي العظيم، فهي من المعالم التراثية المهمة في العراق، فقد كان وجهة رئيسية لزائري العراق ولمدينة سامراء، إذ أن المدينة تحتوي على قصور العباسيين منها قصر الجوسق الخاقاني الذي احتفظ بجماله وتاريخه، لكن المئذنة تعرضت للكثير من الهجمات فيما سبق وتضررت كثيرًا من قبل هولاكو، ثم رُممت في وقت لاحق، أما في وقتنا الحالي فهي مهددة بالسقوط لما تعرضت له من أضرار خلال الحرب في العراق، وبعد أحداث العنف بين السنة والشعية بعد تدمير مرقدين للشيعة في تلك المنطقة، كما وأحالت الحرب والحصار القائم على العراق لسنواتٍ طويلةٍ من ترميمها والعناية، وقد وُضعت الآن على قائمة المباني التاريخية الحمراء المُهددة بالانهيار[٣]
المراجع
- ↑ omar selim (11-7-2014)، "سر من رأى"، draftsman، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2019. بتصرّف.
- ↑ مناف العبيدي (31-5-2015)، "المئذنة الملوية في سامراء.. تعاند الزمن وتقف لتذكّر بمجد العباسيين "، aawsat، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "عمرها أكثر من ألف عام.. ملوية سامراء قاومت هولاكو وتعاني الإهمال"، aljazeera، 2-5-2019، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2019. بتصرّف.