كنيسة المهد
تعدّ كنيسة المهد إحدى أهم المواقع الدينية والتاريخية لجميع مسيحيي العالم، إذ يُعتقد أنها مسقط رأس المسيح، وهي واحدة من أقدم الكنائس المسيحية، وتحظى بأهمية كبيرة عند المسيحيين والمسلمين أيضًا.
بنيت كنيسة المهد في عام 326 بعد الميلاد بتكليف من قسطنطين الكبير ووالدته سانت هيلانة، ولقد بنيت فوق كهف اليسوع في مدينة بيت لحم في فلسطين، تعرضت عبر الزمن للكثير من الأعمال التخريبية مثل؛ الحرق والتدمير والزلازل.
تعد كنيسة المهد إحدى أشهر الوجهات لكل من المسيحيين والمسلمين، وهي من أكثر مناطق فلسطين زيارةً، ويبلغ عدد زوارها من الحجاج المسيحيين سنويًا الملايين، أدرجت الكنيسة في عام 2012م إلى قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو لأهميتها التاريخية للبشرية.
ما تزال الكنيسة حتى يومنا هذا قيد الاستخدام، تتميز بتصميماتها المعمارية الرائعة التي نجت عبر العصور، وتُسيطر عليها ثلاث طوائف مسيحية، هي الكنيسة الأرمنية والكاثوليكية والكنيسة الأرذكسية اليونانية، أثرت الزيادة السكانية في بيت لحم على الكنيسة سلبيًا بسبب التلوث البيئي، كما أضعفت مياه الأمطار سقفها على مر السنين، ولذلك فقد وضعت الكنيسة على قائمة المراقبة لأكثر من 100 موقع معرض للخطر في عام 2008م، وتدار اليوم من أربع طوائف مسيحية وتشارك لجنة استشارية اختارها مسؤولون فلسطينيون في إدارة الكنيسة، واستثمرت الحكومة الفلسطينية ملايين الدولارات في ترميمها من أجل الحفاظ على أصالتها.[١]
سبب تسمية كنيسة المهد بهذا الاسم
أطلق على كنيسة المهد هذا الاسم، نسبة إلى المهد الذي هو السرير الذي يجهز للطفل الرضيع بهدف النوم فيه، ويُراد به مهد السيد المسيح عليه السلام، فبحسب الاعتقادات الدينية والتاريخية أن كنيسة المهد الأولى قد بنيت فوق الكهف الذي ولدت فيه مريم العذراء السيد المسيح عليه السلام، وقد أحاطت نهاية الكنيسة الشرقية المثمنة بالكهف، ولذلك فقد أخذت الكنيسة تسميتها نسبة إلى مهد المسيح.[٢]
تاريخ كنيسة المهد
إنّ كنيسة المهد أقدم كنيسة في الأرض المقدسة، بدأ بناؤها في عام 326م، والكنيسة الحالية بنيت في عهد الإمبراطور البيزنطي جستيان، ففي عام 529م ثار السامريون وأصيبت الكنيسة بأضرار بالغة، وأرسل بطريرك القدس القديس ساباس إلى جستيان ليساعده، فهدم المهندس المعماري الذي أرسله الإمبراطور الكنيسة وبنى مكانها الكنيسة الحالية، وغطت التربة الجديدة أرضية الفسيفساء التي بنيت في عام 326م.
لما جاء الصليبيون في القرن الثاني عشر قاموا ببناء دير وصومعة حول الجانب الشمالي من الكنيسة، وبين عامي 1165م و1169م نفذ مشروع ترميم آخر للكنيسة بالتنسيق بين الإمبراطورية البيزنطية ومملكة الفرنجة، وجرت الكثير من التعديلات على جميع أنحاء الكنيسة، وغطت العديد من الجدران والأرضيات بالرخام والفسيفساء والصدف، كما غطى الرخام والفسيفساء جدران الكهف، وأخذ المدخلان شكلهما الحالي.
عُدل على أجراء من الكنيسة مع مرور الزمن، فلقد حفر الفرنسيسكان في عام 1470م مقطعًا للوصول إلى الكهف من كنيسة سانت كاترين، ولقد أثبتت الحفريات التي قام بها الأب فارينا الفرنسيسكاني بين عامي 1962م و1964م أنّ الكهوف كانت مسكونة بالناس بين عامي 700 و787 قبل الميلاد، وأنها سكنت مرة أخرى في زمن السيد المسيح وحتى عام 333م، فلقد وجد فيها 35 مقبرة.
في الكنيسة قبور تعود للقديس يوسابيوس كريمونا خليفة القديس جيروم، وتوجد مقابر مشتركة بين القديسين بولا والأيوستوشيوم، ويوجد أيضا قبر القديس جيروم، وعند الصعود من الكهوف ينتهي بك المطاف في كنيسة سانت كاترين التي بناها الفرنسيسكان في عام 1882م، وفي عام 1834م عانت الكنيسة من أضرار وخيمة نتيجة الزلزال، وكانت أخشاب سطح المبنة تتعفن وكانت مياه الأمطار تتسرب إلى الكنيسة وتحدث بها أضرارًا كبيرة.
في أيلول 2010م جرى اتفاقٌ تاريخيٌ لترميم سقف الكنيسة تحت رعاية السلطة الفلسطينية، وفي عام 2011م أدرجت الكنيسة في قائمة التراث العالمي، وفي عام 2013م بدأ إجراء الإصلاحات في الكنيسة، ويقدر أن الترميمات لم تكتمل حتى عام 2019م، وفي عام 2019م أزيلت كنيسة المهد من قائمة الخطر في التراث العالمي.[٣][٤]
مَعْلُومَة
تطورت المسيحية منذ نشأتها للعديد من الطوائف مع مجموعة واسعة من المعتقدات والتناقضات المشتركة، وتنافست هذه الطوائف في بناء الكنائس الكبيرة والمزخرفة، ومن أكبر الكنائس في العالم:[٥]
- كاتدرائية القديس بطرس: تعد كاتدرائية سانت بيتر البابوية في مدينة الفاتيكان أكبر كنيسة في العالم، وقد صممها فناني عصر النهضة مثل؛ كارلو ماديرنو ومايكل أنجلو وجيان لورينزو، ويعتقد أنّ كنيسة القديس بطرس هي مكان دفن تلميذ يسوع والبابا الأول الرسول بطرس، والكنيسة هي مركز الإيمان الكاثوليكي، كما أنّها المكان الذي يدفن فيه الباباوات، وتتميز الكنيسة ببنية معمارية معقدة فريدة في شكل صليبي، وتغطي هذه الكنيسة مساحة 15160 متر مربع.
- باسيليكا الضريح الوطني للسيدة أباريسيدا: تقع كنيسة المزار الوطني لسيدة أباريسيدا في البرازيل، وتعد ثاني أكبر كنيسة في العالم بمساحة 12000 متر مربع، ويوجد للكنيسة مساحة كافية لوقوف السيارات وتتسع لـ 4 آلاف حافلة و6 آلاف سيارة.
- كاتدرائية ميلانو: تقع كاتدرائية ميلانو في مدينة ميلانو الإيطالي، واستغرق بناء هندستها المعمارية 6 قرون، وهذه الكاتدرائية هي الأكبر في إيطاليا، وثالث أكبر كنيسة على مستوى العالم، وتغطي الكاتدرائية مساحة 11700 متر مربع.
المراجع
- ↑ "Church Of The Nativity - Birthplace Of Jesus In Bethlehem, Palestine", worldatlas, Retrieved 2020-7-22. Edited.
- ↑ "Birthplace of Jesus: Church of the Nativity and the Pilgrimage Route, Bethlehem", unesco, Retrieved 2020-7-22. Edited.
- ↑ "Church of the Nativity, Bethlehem", atlastours, Retrieved 2020-7-22. Edited.
- ↑ "Church of the Holy Nativity", wmf, Retrieved 2020-7-22. Edited.
- ↑ "The Biggest Churches in the World", worldatlas, Retrieved 2020-7-22. Edited.