أين تقع مدينة بيت لحم

موقع بيت لحم

تُعدّ مدينة بيت لحم إحدى المدن الفلسطينية العريقة المحتلة، وتقع على بعد 8 كيلومتر من جنوب العاصمة الفلسطينية القدس، اعتبرت مدينة بيت لحم موقع ميلاد يسوع المسيح عليه السلام، إذ تحدها من الجهة الغربية مدينة بيت جالا، ومن الشمال مدينة القدس وقرية سور باهر، ومن الشرق مدينة بيت ساحور، ومن الجنوب قرية إرطاس، وبرك سليمان، وقرية الخضر، والجدير بالذكر أن مدينة بيت لحم ترتفع عن الأرض حوالي 800 متر عن مستوى سطح البحر، ويبلغ عدد سكّانها حوالي 16.313 نسمة.[١] وتشير رسائل تل العمارنة إلى أن تسمية بيت لحم يرجع إلى اسم مدينة جنوب القدس، كما عرفت أيضًا باسم بيت إيلو لاهاما، أي بيت الإله لاهاما أو لاخاما، وهو إله القوت والطعام عند الكتعانيين، إذ كانت تعني عند الآراميين بيت الخبز، ومن هنا جاءت تسمية بيت لحم.[٢]


تاريخ بيت لحم

ضمّت المملكة الأردنية الهاشمية الضفة الغربية في عام 1950 ميلاديًا، واحتلتها إسرائيل عام 1976 ميلاديًا، إذ تحتوي مدينة بيت لحم على الكثير من دور العبادة كالمساجد والكنائس، إضافةً إلى المؤسسات الدينية، وكانت مدينة بيت لحم مدينة مسوّرة في عهد الملك داوود الّذي ولد فيها، إذ تعاقب على حكم هذه المدينة اليونانيون، والرومان، والعرب المسلمون، كما احتلّها الصليبيون في الحلملة الصليبية الأولى فترة 1096 وإلى 1099 ميلاديًا، ثم استردها الأتراك العثمانييون وضمّوها إلى مملكتهم، كما سيطر الأتراك على المنطقة كاملةً في القرن السادس عشر وحتى القرن العشرين، إذ سقطت المملكة في عام 1917 ميلاديًا تحت أيدي القوات البريطانية بقيادة الفريق أدموند هنري هاينمان إبّان الحرب العالمية الأولى، وأصبحت بيت لحم جزءًا من المملكة الأردنية الهاشمية في عام 1950 ميلاديًا، وبحلول عام 1967 ميلاديًا، احتلت إسرائيل الضفة الغربية كاملةً بما فيها مدينة بيت لحم.[١]

وتعد مدينة بيت لحم مدينة كنعانية، إذ سكنها الكنعانيّون حوالي 200 سنة قبل الميلاد، كما توالت عليها العديد من القبائل والجماعات والغزاة، إذ تعرضت هذه المدينة مع بقية المدن الفلسطينية إلى الغزو البابلي، والفارسي، والأشوري، والإغريقي، والروماني، والبيزنطي، كما أعيد بناؤها من قبل الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول، بعد ذلك دخلت المدينة تحت الحكم الإسلامي بعد الفتوحات الإسلامية الّتي شهدتها فلسطين وبلاد الشّام أجمع، إذ عاش أبناء الديانتين المسيحية والإسلامية في هذه المدينة بروح التسامح والتعاون والإخاء، كما سمحت بيت لحم بممارسة كافة الشعائر الدينية للديانتين دون تدخل، ودخلت المدينة تحت الحكم الصليبي، ثم استعاد المسلمون مدينة بيت لحم من الصليبيين بقيادة صلاح الدين الأيوبي بعد معركة حطّين.[٣]

وبحلول عام 1517 ميلاديًا، دخلت مدينة بيت لحم تحت الحكم العثماني، إذ طورها العثمانيون وحولوها إلى مركز لجذب الحجّاج القادمين من أوروبا، إذ انعكست مردوداتها المادية على الوضع الاقتصادي للمدينة بصورة ملحوظة، إذ أدى هذا الأمر إلى ازدهار الصناعة مثل صناعة الصوف، والخزف، والصابون وغيرها من الأصناف الّتي تشتهر بها بيت لحم آنذاك، وبعد ذلك بدأت المملكة العثمانية بالتفاني، إذ أصبح الوضع الاقتصادي في المدينة سيء، الأمر الّذي دفع الكثير من أبناء المدينة بالهجرة إلى خارجها، وبعد هزيمة تركيا في الحرب العالمية الأولى، اتخذها الإنجليز مركزًا لضرب الثوّار الفلسطينيين المقاومين للاحتلال الإنجليزي والعصابات الصهيونية، وبعد توقيع اتفاقية الهدنة بين الكيان الصهيوني والدول العربية وهي مصر والأردن ولبنان وسوريا في عام 1949 ميلاديًا، ضُمّت بيت لحم إلى الأردن، لكن في عام 1967 وقعت المدينة تحت الاحتلال الإسرائيلي وفقًا لاتفاقية أوسلو، ثم نقلت السلطات المدنية في المدينة إلى يد السلطة الوطنية الفلسطينية في عام 1993 ميلاديًا، وكان تسليمها الرسمي في عام 1995 ميلاديًا، والجدير بالذكر أن الشهرة العالمية لبيت لحم جاءت من خلال ميلاد السيد المسيح عليه السلام فيها.[٣]


أبرز المعالم السياحية في بيت لحم

تحتوي مدينة بيت لحم على العديد من المعالم الجذّابة، ومنها:[٢]

  • كنيسة المهد: تُعد هذه الكنيسة من أقدم الكنائس في العالم، إذ أصبحت المسيحية هي الديانة الرسمية للدولة الرومانية الشرقية في عهد الإمبراطور قسطنطين في عام 324 ميلاديًا، إذ أمرت والدته هيلانة في عام 335 ميلاديًا ببناء كنيسة المهد في نفس المكان الّذي ولد فيه السيد المسيح عيسى عليه السلام في مدينة بيت لحم، كما تضم الكنيسة كهف ميلاد المسيح عليه السلام، وأرضيات رخامية بيضاء اللون، ويزيّن الكهف أربعة عشر قنديلًا فضيًا، والعديد من صور وأيقونات القديسين، وانتهى بناء الكنيسة في عام 339 ميلاديًا، إذ جاء النمط البازلكي من نمط مقتبس من المعابد الرومانية.
  • مغارة الحليب: تقع في الجنوب الشرقي من المكان الّذي أرضعت فيه مريم العذراء طفلها يسوع عليه السلام عندما كانت مختبئة من جنود هيرودس أثناء توجهها إلى مصر، ويقال أن بعض من قطرات حليب ميرم العذراء قد سقطت على صخرة مما أدى إلى تحوّل لون الصخرة إلى الأبيض.
  • دير ابن عبيد: بني في عام 600 ميلاديًا، يقع هذا الدير في الجهة الشرقية من قرية العبيدية، والّتي تبعد حوالي 9 كيلومترات عن بيت لحم، إذ يقال أن الرجال الحكماء استراحوا فيه بعد أن حذّرهم الله في الحلم من العودة إلى هيرودوس.
  • دير مار سابا: بنى هذا الدير القديس سابا اليوناني في عام 482 ميلاديًا، إذ يطل على وادي قدرون، ويبعد 11 كيلومترًا من دير بن عبيد، إذ يحافظ الدير على نفس نمط الحياة الّذي كان سائدًا في عهد قسطنطين.


المراجع

  1. ^ أ ب بيير سيمون لابلاس، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوع للنشر والتوزيع، صفحة 378. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "بيت لحم"، wafa، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "تاريخ بيت لحم"، bethlehem، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :