موقع الدار البيضاء في المغرب
إن الدار البيضاء أكبر مدن المغرب وعاصمتها الاقتصادية، وثالث أكبر المدن الإفريقية بعدد السكان بعد القاهرة ولاغوس، أخذت اسم كازبرانكا من البرتغاليين بعد أن وجدوا فيها بيوتًا بيضاء في القرن السادس عشر، ثم سماها الإسبان بكازبلانكا، وبالمقابل الاسم الأمازيغي أنفا يعني الدار البيضاء، مما أدخل علماء التاريخ في حيرة من أمرهم بتكذيب الرواية الإسبانية والبرتغالية أو أن المسميين جاءا صدفة.[١]
تقع الدار البيضاء بمنطقة شاوية على ساحل المحيط الأطلسي، وتبعد عن العاصمة الرباط مسافة 95 كلم، ويتميز موقعها بوقوعه في منتصف خط الإنتاج الصناعي بين الجرف الأصفر جنوبًا والقنيطرة شمالًا، ويمتد عمق المدينة إلى 60 كلم من الساحل، ويتجاوز عدد سكان المدينة 5 مليون نسمة ما نسبته 12% من سكان المغرب، وتعمل 60% من اليد العاملة في المدينة بقطاع الصناعة، فالمدينة قطب تجاري وصناعي بارز لرفد اقتصاد المغرب؛ إذ تحتضن المدينة 60% من معامل وشركات المغرب، وتتنوع الصناعات فيها مثل: صناعة السيارات، الصناعات الغذائية والصناعات الإلكترونية، وبورصة الدار البيضاء تُصنف كثالث بورصة في إفريقيا بعد بورصة جوهانسبيرغ والقاهرة، وفي المدينة مطار كبير هو مطار محمد الخامس الدولي وفيها قاطرات الترام وميناء بحري ضخم.[١][٢]
تاريخ الدار البيضاء
تاريخ الدار البيضاء يعود لقرابة 3 آلاف عام؛ إذ اكتشفت آثار تعود للفينيقيين والرومان والبربر الذي سكنوا فيها، كما جعل القرطاجيون المدينة مركزًا تجاريًا مهمًا قبل أن تدمره القوات الرومانية، وفي القرون الوسطى اتخذها البورغواطيون الأمازيغ كعاصمة لهم، وقد سموا المدينة (أنفا)؛ أي الدار البيضاء في عام 768م، لكن توجد مصادر تاريخية ترجح أن الأمازيغ الزناتيين هم من بنوا المدينة، وفي العصور المتوسطة استخدمها المرينيون كمركز للتجار البحرية والقرصنة خاصة على السفن البرتغالية، فاستولى البرتغاليون والإسبان على المدينة ودمروها كاملة في عام 1486م انتقامًا من عمليات القرصنة، وأهملت المدينة لبعض الوقت حتى محاولة البرتغاليين في عام 1515م بناء قلعة كبيرة محصنة فيها، لكن المرينيين هجموا على البرتغاليين ومنعوهم من بناء القلعة وأوقعوا فيهم هزيمة قاسية.[١][٢]
تدمرت المدينة في زلزال لشبونة عام 1755م، وأعيد بناء وإحياء المدينة في عهد الدولة العلوية وقت حكم السلطان سيدي محمد بن عبد الله الذي استمرت ولايته من عام 1757م-1790م، ورجعت للمدينة مكانتها الاقتصادية والسياسية الهامة بعد فرض الضرائب على قبائل الشاوية من قبل السلطان، وأطلق عليها رسميًا الاسم الإسباني كازبلانكا، وتحولت المدينة مع الوقت لمركز جذب تجاري وحرفي لمُدن المغرب العربي بفضل قبائل الشاوية والدكالة، وحوالي سنة 1830م نمت التجارة كثيرًا مع دول أوروبا في عهد السلطان العلوي الحسن الأول، وفي فترة الاحتلال الفرنسي للمغرب أصبحت المدينة مركزًا تجاريًا رئيسيًا ومهمًا لفرنسا؛ إذ استغلت فرنسا الثروات المغربية وكانت تصدرها للخارج عن طريق ميناء الدار البيضاء.[١][٢]
في عام 1907م أصبحت المدينة مركزًا لمقاومة الاستعمار الفرنسي؛ إذ فُجرت البارجة الفرنسية كاليلي في سواحل الدار البيضاء، وكان من أشهر رجال المقاومة ابن المدينة محمد بن محمد الزرقطوني، وفي عام 1943م في عهد الملك محمد الخامس عقد في المدينة مؤتمر دولي نوقشت فيه قرارت الحرب العالمية الثانية، واستقل المغرب في عام 1956م ومنذ ذلك الوقت شهدت كازبلانكا الكثير من التطور المعماري والتكنولوجي.[١][٢]
السياحة في الدار البيضاء
تتميز الدار البيضاء بجمالها الطبيعي والمعماري، وتحتوي المدينة على الكثير من المعالم والآثار المميزة، ومن أشهر معالم الدار البيضاء ما يلي:[٣]
- مسجد الحسن الثاني: وهو أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين في المملكة العربية السعودية، بدأ العمل في بنائه عام 1987م وافتتح في عام 1993م، شُيد المسجد فوق الماء، وتبلغ ارتفاع مئذنته 210 مترًا، ويتسع المسجد لـ 25 ألف مُصلٍ داخله، ولـ 80 ألف مصلٍ في باحاته.
- المدينة القديمة: وهي مجموعة من المباني التاريخية كساحة لا كوميدي، وقبة سيدي بو سمارة، ومنارة الحنك والصقالة، ويحيط بالمباني الأسوار القديمة للمدينة التاريخية.
- حي الأحباس: وقد شُيد الحي لحماية السكان في فترة الحروب، وللحي بعد ثقافي وتاريخي عميق يتمثل بأقواسه المبنية على الطريقة العربية الإسلامية مع خلط جميل بالهندسة الأوروبية.
- كورنيش عين الذياب: يمتد الشارع على طول شاطئ الدار البيضاء، ويعد واجهة بحرية مميزة مليئة بالمسابح والمطاعم والفنادق، ويصان الكورنيش ويطور باستمرار لمواكبة التطورات العمرانية الحديثة.
- شارع محمد الخامس: يجمع هذا الشارع الفنون الهندسية المختلفة، ففيه يظهر الفن العربي الإسلامي المعماري، والهندسة الفرنسية، والفن المعماري الأمازيغي والفن الحديث، ويعود تاريخ هذا الشارع لأكثر من قرن.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج Gloria Lotha (22-02-2019), " Casablanca "، britannica, Retrieved 20-08-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث مُحرري المعرفة، "الدار البيضاء"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 20-08-2019. بتصرّف.
- ↑ مُحرري الجزيرة، "الدار البيضاء"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 20-08-2019. بتصرّف.