محتويات
ما الفرق بين المدينة والقرية؟
خُلق البشر جميعًا ليعيشوا ضمن مجتمعات مُختلفة، تحكمهم مجموعة من الآراء والمعتقدات والعادات والتقاليد السياسيّة والاقتصاديّة والفكريّة أيضًا، لكن في العصور القديمة، بدأت حياة الأفراد من المُجتمعات البدويّة الطبيعيّة، فمنهم من بحث عن الحيوانات ليصطادها، ومنهم من بحث عن الفاكهة والأطعمة الأخرى، وهكذا إلى أن تكونت المجموعات البشرية في مناطق معينة تعتمد على الزراعة كالأرياف والقرى، ومناطق أخرى تعتمد على الخدمات كالمدن، لكن مع مرور الوقت ظهرت المجتمعات القرويّة والمدنيّة، فانقسمت إلى مكانيين جغرافيين مُختلفين، وهُما المدينة الموجودة في المراكز الحضريّة من البلاد، والقرية الواقعة في الأماكن الريفيّة، فأصبحت القريّة مجموعة صغيرة من المستوطنات التي يقطنها عدد قليل من المواطنين في مساحة صغيرة جدًا، مُقارنةً بالمستوطنات البشريّة التي احتلت المساحات الكبيرة من الدّولة وهي المدينة،[١]وفيما يأتي بعض الفروقات بين المدينة والقرية:
الفرق بين المدينة والقرية من حيث المفهوم
ونظرًا لوجود العديد من المُجتمعات المُختلفة، لم يعد هناك تعريفًا ثابتًا للمُدن والقُرى، لكن يُمكن تعريف المدينة بأنّها أحد المناطق الحضريّة التي تتمتّع بالحكم الذاتيّ، وتتميّز بمساحتها الجغرافيّة الواسعة، كما يُشار إلى المدينة بأنّها مركز سكاني دائم نسبيًا وعالي التنظيم، يحظى بأهمية أكبر من القرية، وبالنّسبة للأنشطة السائدة بين سُكانها، فتغلب فيها الأنشطة المتنوّعة كالاقتصاد على الأنشطة الزراعيّة، بالإضافة إلى أنّ سُكانها أكثر حضريّة، وفيها يتّخذ النوّاب أو المسؤولون المُنتَخبون بعض القرارات نيابةً عن المواطنين، ومن الأمثلة على المُدن الحضرية هي مدينة عمّان والقاهرة ونيويورك وغيرها من المُدن التي قد ترى فيها الصّفات التي ذكرناها سابقًا.[٢]وتُطلِق المدينة قوانين محليّة لسُكّانها، على اختلاف القرية التي يرعاها مجلس الرعيّة التّابع للمدينة، ولا نُنكر أنّ جميع الأراضي والمرافق ووسائل النقل والسّكن وأنظمة الصّرف الصحيّ الموجودة في المدينة أكثر تعقيدًا وعددًا من تلك الموجودة في القرية، إذ تتميّز القُرى بوجود أعداد قليلة من المتاجر التي تفي بالغرض، وتقضي حاجات سُكّانها الغذائيّة والعمليّة.[١]
يُمكن تعريف القرية بأنّها تنظيم قروي أو مستوطنة صغيرة موجودة في منطقة ريفيّة من البلاد، كما عرف بعض الجُغرافيين القريّة بأنّها منطقة تحوي عدد سكان يتراوح بين 500-2500 نَسمة، يتجمّعون حول نقطة مركزيّة مُعيّنة ضمن مساحة مُحدّدة تُسمّى بالسّاحة الخضراء أو ساحات عاديّة، أمّا القُرى في وقتنا الحاضر، فلم يعد سُكّانها يُمارسون الأنشطة الأوّلية كما السابق، بل يبحثون عن المهن الأخرى نتيجة العولمة وتغيّر الثقافات، وغيرها من العوامل التي أثّرت على مُجتمعات القُرى وبالأخص شبابها، إذ صار لفظ القُرى يُطلق على بعض المناطق القروية الواقعة ضمن المناطق الحضريّة الكُبرى، والأمر الأغرب من هذا، هو هروب بعض سُكّان المدينة إلى القرى، ليعملوا بها ويسكنونها، وهذا ما يُسمّى بالهروب الحضريّ أو استعمار الضواحيّ، وفي النهاية، اكتسبت القرية سُلطة سياسيّة رسميّة.[٣]
الفرق بين المدينة والقرية من حيث المزايا
- مزايا العيش في المدينة: في حال جرّبت العيش في المدينة، فإنّك ستلاحظ وجود العديد من الإيجابيات التي يُمكنك الاستمتاع بها خلال معيشتك، فيما يلي سنسرد لك بعضًا منها:[٤]
- وجود مرافق تعليميّة وصحيّة وخدمات عامّة على أعلى مستوى وأفضل من حيث الرّعاية والاهتمام.
- فرص اقتصاديّة وعمالية أكثر، نتيجة توافر الشركات الكبيرة والصغيرة، بالإضافة إلى وجود المُنظّمات التجارية التي توفّر فرص العمل.
- فُرص للتعرّف على المزيد من الأشخاص من مُختلف الثقافات والأجناس.
- توافر وسائل النّقل العام والخاص من سيّارات وحافلات أجرة، كما أن هذه الوسائل تكون مُتاحة لجميع سُكّان المدينة في جميع الأوقات.
- مُتعة التسوّق في المراكز التجاريّة، بالإضافة إلى التمتّع بالأماكن المُخصصة لأغراض الترفيه، مثل المطاعم والملاهي والنوادي ودورالسينما وغيرها الكثير.
- كثرة الجامعات والكليّات التي تؤهلك للاستفادة من مزايا التعليم العالي.
- مزايا العيش في القرية: ينعُم أهل القريّة في العديد من الإيجابيّات المُريحة والمُهدّئة للأعصاب، فيما يلي سنوضح لك بعضًا منها:[٤]
- بيئة خالية من المُلوّثات، ولو وُجدت فإن نسبتها تكون قليلة جدًا.
- مُجتمع مليء بالمواد الغذائيّة الطازجة والصحيّة كالخضراوات والفواكه، بالإضافة إلى التلذّذ بلبن الأبقار والحليب والزّبدة، وتنوع الأطباق التقليدية المعروفة في الرّيف.
- معيشة هادئة ومُريحة خالية من ضجيج المركبات والأزمات المرورية.
- التفاعل والود والتّواصل المُستمر بين سُكان القرية.
- طبيعة خلّابة مُريحة لسُكان المنطقة.
- بيئة زراعيّة تتناسب مع طبيعة المواطنين الذين تربّوا على الزراعة والأنشطة الريفيّة، بالإضافة إلى طُرق العيش التقليدية البسيطة.
- يُمارس سكان القرى ما يكفي من أنشطة الترفيه التي تناسبهم، كالمشي تحت المطر، واللعب في الحقول الخضراء، وتناول الأطعمة الطازجة من على الأشجار مباشرة.
قد يُهِمُّكَ: ما سلبيات العيش في كل من المدن والقرى؟
بالرغم من مزايا كل من المدن والقرى للعيش، إلا أن لكلتاهما العديد من السلبيات، تعرف عليها فيما يلي:[٤]
- سلبيات العيش في المدن: ومن أبرزها ما يأتي:
- حياة مُزدحمة من جميع الجّهات، عدا عن التلوّث البيئي الناتج عن الغبار والأوساخ في الأجواء، فهي بيئة غير صحيّة لسُكّانها لأنّهم لا يسطيعون رؤية السماء صافية، ولا يتنفسون الهواء النقي.
- الازدحام المُروري الكبير نظرًا لوجود أعدادا كبيرة من السُكّان.
- مساحات صغيرة جدًا للعيش، إذ لا يتمتّع السُكان بالمنازل الكبيرة والواسعة والبعيدة عن بعضها البعض.
- مساحات صغيرة جدًا من الأراضي الخضراء الجذّابة على عكس ما هو موجود في القُرى.
- قلّة التنوّع في الأطعمة الطبيعيّة، وكثرة الاعتماد على تناول الوجبات السريعة والدسمة.
- انعدام الحياة الاجتماعيّة بين السُكّان، فهم من ذوي الاهتمام بمواقع التواصل الاجتماعي، وأكثر التجمّعات تحدث بينهم في الحفلات والمُناسبات الاجتماعية والعُطلات.
- سلبيات العيش في القرية: ومن أبرزها ما يأتي:
- مُجتمع يُعاني من نقص الرعاية الصحيّة والتعليم.
- قلة الفرص الاقتصاديّة في المجتمع.
- قلّة وسائل النقل في أغلب المناطق القروية، إذ إنّ القيادة على شوارع القُرى تكون صعبة أحيانًا لأنّها غير مؤهلة لذلك.
- قلة توافر أماكن الترفيه، وعدد المتاجر فيها قليل جدًا ومحدود.
- عدم توافر الجامعات والكليّات التي تؤهل سُكانها للدخول في مرحلة التعليم العالي، فهم مُضطرون للذهاب للمُدن لاجتياز تلك المرحلة.
المراجع
- ^ أ ب "Difference Between Village And City", differencebetween, Retrieved 26/12/2020. Edited.
- ↑ "Difference Between a City and a Town: Defining Places", grammar.yourdictionary, Retrieved 26/12/2020. Edited.
- ↑ "Village", nationalgeographic, Retrieved 26/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت Priyanki Baruah (14/9/2020), "Difference between village life and city life | Social, Economical & Facilities", planningtank, Retrieved 27/12/2020. Edited.