محتويات
الجودة في التعليم العالي
التعليم الجيد هو التعليم الذي يهتم بكافة الجوانب، فيُركز على مهارات التواصل الاجتماعي والعاطفي والعقلي والجسدي والمعرفي للمُتلقي، دون التمييز بين مُتعلم وآخر حسب الجنس أو العرق أو اللون أو الوضع الاجتماعي أو الاقتصادي أو حتى الموقع الجغرافي، فالتعليم الجيد يجعلك أكثر جاهزية للحياة وليس للامتحان، ويُعنى مفهوم الجودة في التعليم بإخراج أفراد ومتعلمين قادرين على التأقلم مع بيئتهم ومجتمعاتهم فيكونون فاعلين فيها أكثر، الأمر الذي يجعل المجتمعات أكثر ازدهارًا، ويمكنك اختصار مبدأ الجودة في التعليم بالركائز الرئيسية الثلاثة التالية: المعلم الكفؤ، الأدوات التعليمية المتطورة والمهنية، وأخيرًا البيئة الآمنة الداعمة.[١]
تُدرك الدول في العالم الآن أن نجاحها الاقتصادي يتأثر بشكل مباشر وكبير بجودة أنظمتها التعليمية، والشركات والمؤسسات العاملة تعرف أن الموارد البشرية من أكثر العوامل فعالية فيما يخص عملية الإنتاج وذلك لأن رأس المال البشري يُعبّر عن المعرفة والمهارات والقدرات الإبداعية والصفات الأخلاقية للأفراد في المجتمع. في السنوات الماضية، كانت مؤسسات التعليم تتعرض لشتى أنواع الضغوطات ومن عدة جهات وذلك لأنهم نظروا لها كمورد اقتصادي بحت، أما الآن فيمكنك ملاحظة أن نظرة صناع السياسة إلى مؤسسات التعليم العالي تغيرت، فتُعامل هذه المؤسسات الآن على أنها ضرورية لضمان إنتاج المعرفة من خلال البحث والابتكار والتعليم المستمر للقوى العاملة إلى جانب كونها "محركات اقتصادية" تدر المال، وتزداد أهمية سياسة التعليم العالي المتعلقة بالجودة في التعليم العالي في جداول الأعمال الأوروبية والوطنية؛ إذ إن الإدراك الواسع لكون التعليم العالي هو المحرك الرئيسي لزيادة القدرة التنافسية الاقتصادية يعزز سعي الدول للاهتمام بالمعرفة والتعليم العالي والعمل على تطويره وتقديمه بشكل عالي الجودة، وتحاول البلدان الآن رفع مستوى مهارات التوظيف لديها وذلك للحفاظ على مكانها في ظل هذه البيئة التنافسية العالمية، إلى جانب معرفتها بأن هذا الاهتمام بالتعليم العالي وجودته سيحسن من الوضع المعرفي للمجتمه بأكمله.[٢]
معايير الجودة في التعليم العالي
ارتفع الطلب الآن على المؤسسات والجامعات التي تقدم برامج التعليم العالي وخاصة في المنطقة العربية، وذلك لاعتباره مفتاح النجاح الفردي والوطني في خلق اقتصاد عالمي قوي ومترابط، والعديد من المؤسسات والبرامج الأكاديمية تحاول تلبية هذا المطلب؛ أي توفير برامج للتعليم العالي وتحاول أيضًا أن توفر هذه البرامج بجودة عالية، ومع ذلك، فإن معايير التعليم العالي ليست موحدة في العالم أو حتى في الوطن العربي، ويعود سبب اختلاف هذه المعايير إلى حقيقة أنه لا توجد طرق مقبولة بشكل عام لقياس جودة التعليم العالي، إذ تختلف البرامج التعليمية بشكل كبير في النهج والأهداف والقدرات، الأمر الذي يجعل من الصعب توحيد معايير الجودة ولكن في الوقت نفسه يساهم هذا التباين في استقلال المؤسسات، ويعزز التنوع والابتكار والمنافسة، ويزيد من فرصة الطلاب من ذوي الاهتمامات والقدرات والأهداف المختلفة في حصولهم على برنامج تعليمي يناسبهم.
وفي الغالب يستعان بأكثر من نهج أو معيار لتقييم الجودة ولتوفير المعلومات عن مدى فعالية نظام تعليمي ما، ويكون ذلك من خلال أنواع مختلفة من الاعتماد، ويُقترح الاعتماد أحيانًا من قبل الحكومات، وأحيانًا أخرى من قبل الهيئات الخاصة غير الحكومية، يتضمن هذا الاعتماد مجموعة من المعايير أو المضامين التي يجب أن تلبيها المؤسسة أو البرنامج على الأقل في الحد الأدنى، لتحقيق الجودة في نظامها التعليمي العالي، وهناك نوعان أساسيان من الاعتماد قد ترغب بمعرفتهما وهما:[٣]
- الاعتماد الآلي أو المتخصص: وهو الأكثر شيوعًا في العالم العربي ويتناول فقط برامج أكاديمية محددة، وغالبية البلدان تتبع معايير محلية وطنية لتقييم جودة التعليم العالي لديها، إلا أن الاعتماد أو التقييم الدولي مهم وبدأت الدول تتجه لاستخدامه، وذلك كونه يلبي معايير جودة أعلى، وبالتالي يزيد من الفرص المتعلمين في الحصول على فرص عمل أفضل أو الالتحاق ببرامج معتمدة، وخاصة إذا كان اعتمادك يتبع هذه الاعتمادات الدولية في تقييم جودة الجامعة التي تخرجت منها.
- الاعتماد المؤسسي: باختلافاته الكثيرة من حيث الشكل والمكان والمعايير المطبقة، فإنه لا يتعلق بالتميز الأكاديمي، وبدلاً من ذلك، فإن طبيعة الاعتماد المؤسسي هي ما يُلزم الجامعة أو المؤسسة التعليمية بتخطي المتطلبات الدنيا للتعليم، ويعد الاعتماد المؤسسي متساهلًا تقريبًا كونه الطريقة الوحيدة لاستيعاب تنوع المؤسسات الأكاديمية في أي دولة أو مجموعة.
أهمية ضمان الجودة في مؤسسات التعليم العالي
تعرف سلفًا أهمية التعليم في حياتك ودوره في رفعة المجتمع، لذا من الضروري ضمان جودة العملية التعليمة عمومًا والتعليم العالي، وتكمن أهمية ضمان جودة هذه العملية في:[٤]
- الارتقاء بالعمليّة التعليمية، وزيادة الكفاءة التدريسية لدى الطاقم التعليمي والطلاب.
- تطوير وتحسين النظام الإداري، بحيث يصبح واضحًا في تبليغ المهام والمسؤوليات الموكلة لكل جهة.
- طمأنة أولياء أمور الطلبة ومتابعة بلاغاتهم، ومحاولة إرضائهم، مما يُقلّل من حجم الشكاوى.
- خلق بيئة عمل متعاونة ومتفاهمة بين كل أطرافها.
- التأكد من اللجوء للحلول الفعالة والتي تقلل المشكلات لا زيادتها ومفاقمتها.
- زيادة قيمة الصرح التعليمي بين المؤسسات والبرامج التعليمية الأخرى، وتمكينها لتكون قادرةً على المنافسة على الصعيدين: المحلي، والخارجي، وتفعيل دور المعلمين والمواهب الموجودة في قطاع التعليم للاستفادة من خبراتهم ومهاراتهم.
مَعْلومَة
بالحديث عن جودة التعليم العالي مفهومه وأهميته، قد يخطر ببالك التساؤل عن الجودة كمفهوم، فالجودة كمصطلح تمثل مطابقة شيء أو شخص ما لمعايير معينة، لذا قد يهمك التعرف إلى الخبير والمستشار فيليب ب.كروسبي؛ إذ يُعد فيليب أسطورة في مجال الجودة، فهو الذي روّج لمفهوم "اللاعيوب"، وهو يعني خلو المنتج أو أي كان من أي عيب وعرّف الجودة بكونها مطابقة المواصفات، وقد عمل كمدرس بعد انتهاء خدمته العسكرية وشغل مناصب كثيرة من التدريب والإدارة وأسس شركته الخاصة، بعدها بدأت الشركات العامة والخاصة بالاعتراف به في العالم باعتباره "المعلم" لإدارة الجودة، وفيلسوف الأعمال والمبتكر الذي غير الطريقة التي تسعى بها المؤسسات لتحقيق كفاءة وموثوقية وربحية أكبر، ويعّد كتابه الأول بعنوان "الجودة مجانًا" أشهر كتبه وذلك لكونه لعب دورًا كبيرًا في بدء ثورة الجودة في الولايات المتحدة وأوروبا.[٥]
المراجع
- ↑ Sean Slade (22-2-2016), "What Do We Mean by a Quality Education?"، huffpost, Retrieved 20-6-2020. Edited.
- ↑ Adina-Petruta Pavel, "The Importance of Quality in Higher Education in an Increasingly Knowledge-Driven Society"، repec, Retrieved 20-6-2020. Edited.
- ↑ Chester D. Haskell (8-2-2019), "Measuring Quality in Higher Education Is a Tricky Proposition"، al-fanarmedia, Retrieved 20-6-2020. Edited.
- ↑ Jonathan Nelson (25-6-2015), "The Importance of Quality Education"، economics21, Retrieved 20-6-2020. Edited.
- ↑ "PHILIP CROSBY", asq, Retrieved 20-6-2020. Edited.