أول من بنى القدس

أول من بنى القدس

هي عاصمة دولة فلسطين المحتلة، تقع وسط البلاد، تبعد عن العاصمة الأردنية عمان 80 كيو متر إلى الناحية الغربية، وعن العاصمة السورية دمشق 290 كيلو متر إلى الناحية الجنوبية الغربية، وعن العاصمة اللبنانية بيروت 388 كيلو متر إلى الناحية الجنوبية، وهو موقع استراتيجي قريب من البحر المتوسط والبحر الميت والبحر الأحمر على حد سواء، وهي مدينة تاريخية في القدس، وعليه فإنها محط أطماع المستعمرين.^[١]

يعد اليبوسيون أول من سكن القدس وبنى فيها، وهم بطن من بطون القبائل العربية الكنعانية التي هاجرت من شبه الجزيرة العربية، واختاروا السكن في مدينة القدس، فقد رحل الكنعانيون عن الجزيرة على شكل جماعات منفصلة، فأقامت كل جماعة في منطقة معينة، فمنهم من اختار الجبال، ومنهم من اختار السهول، فعاشوا متفرقين في أنحاء مختلقة، ثم أسست كل جماعة مدينة خاصة لها ومن بينها مدينة يبوس أو القدس، بالإضافة إلى شكيم، وبيت شان، ومجدو، وغيرها، وظلت كل مدينة مستقلة عن الأخرى، ثم اتحد السكان مع بعضهم البعض وأسسوا كيانًا عظيمًا، وتجدر الإشارة إلى أن يبوس كانت تشتهر بزراعة العنب والزيتون، وصناعة معدني النحاس والبرونز، كما عرفوا تدجين الحيوانات، واستخدام الخشب في صناعة السفن والقوارب والسلاح والثياب وغير ذلك، وهذا ما يعرف باسم الحضارة فعليًا، ثم ظهر من بينهم ملوك عظام ساهموا في بناع القلاع والحصون والأسوار الطينية حول المدينة، ومنهم ملكي صادقي وأول من بنى وأسس القدس كمدينة فكانت له سلطة على من جاوره وهذا سبب لقبه كاهن الرب الأعظم، ومما ساعد على نشوء مدينة القدس وحضارتها موقعها الاستراتيجي على طريق التجارية.^[٢]

بنو إسرائيل في القدس

عندما خرج بنو إسرائيل من مصر نظروا إلى أرض كنعان، فأعجبوا بما فيها من خيرات، فأرادوا امتلاكها بدعوى أنها الأرض التي وعدهم الله بها، وهكذا شعر الكنعانيون بالخطر فطلبوا العون من المصريين، ومما جاء في رسائل تل العمارتة أن أحد رجال السلطة المحلية في القدس أرسل إلى فرعون مصر تحتمس الأول سنة 1550 رسالة يطلب العود من شر ما سماهم الخبيري أو الحبير، وحاول بنو إسرائيل دخول فلسطين من الناحية الجنوبية ثم رجعوا لأن فيها قومًا جبارين، فرجعوا إلى سيدنا موسى وتطاولوا عليه بالرد، فحكم عليهم الله جل وعلا بالتيه في صحراء سيناء 40 سنة، وتوفي خلال ذلك سيدنا موسى، فيما تولى يوشع بن نون قيادة بني إسرائل، فعبر بهم نهر الأردن، ثم احتل أريحا بعد حصار 6 أيام وارتكب فيها جرائم بشعة لم ينجُ منها حجر ولا بشر ولا شجر، وهكذا توالت سيطرتهم على بعض المدن الكنعانية التي لقت ما لقته سابقتها، فيما تجهز أهل مدينة القدس لبني إسرائيل ولم يتمكن يوشع من إخضاع سكانها فمات قبل احتلالها بفضل تحصيناتها الدفاعية المتية، ثم تولى أمر بني إسرائيل يهودا وأخوه شمعون، لكنهم لم ينتصروا على الكنعانين بل غادروا المدينة خاسرين منهزمين.^[٢]

أحداث مهمة في القدس

فيما يلي نذكر فبعض الأحداث الهامة التي حدثت في القدس:

• في الألف الثالث قبل الميلاد سكنها الكنعانيون وسموها أورسالم أي مدينة السلام أو مدينة الإله ساليم.
• في القرن السادس الميلادي سيطر عليها المصريون.
• عام 1000 قبل الميلاد أو 977 حكمها النبيان داوود وابنه سليمان عليهما السلام مدة 73 سنة، وبنوا فيها قصرًا وبعض الحصون.
• عام 586 قبل الميلاد احتلها ملك بابل نبوخد نصر وسبى أهلها إلى بابل.
• عام 333 قبل الميلاد سيطر عليها الإسكندر الأكبر، ثم خلفه من بعده المقدونيون والبطالمة.
• عام 63 قبل الميلاد سيطر عليها الرومان وصارت جزءًا من إمبراطوريتهم.
• عام 395 انقسمت الإمبراطورية الرومانية مما فتح المجال أمام الفرس لاحتلالها وقد حققوا ذلك خلال الفترة الممتدة بين عامي 614-628.
• عام 628 بسط الرومان سيطرتهم عليها من جديد.
• عام 636 وصل الفتح الإسلامي إليها على يد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب والقائد أبي عبيدة عامر بن الجراح، علمًا أنها شهدت زيارة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم سنة 621 خلال رحلة الإسراء والمعراج، ومن هنا اتخذت المدينة طابعًا إسلاميًا بحتًا فشهدت نهضة في كل الميادين، ومن الحضارات الإسلامية التي تعاقبت عليها: الأمويين والعباسيين والفاطميين والعثمانيين.
• عام1917 سيطرت عليها بريطانيا ومنحت اليهود الحق في إقامة وطن قومي لهم فيها حسب مخرجات وعد بلفور.
• عام 1948 انتهى الانتداب ليحل محله الاحتلال الإسرائيلي وإعلان المدينة عاصمًة لهم.^[١]

أبرز معالم القدس

إن مدينة عظيمة وتاريخية مثل القدس يصعب حصر معالمها في مجرد فقرة من مقال، بل إن مجلدات وكتب بأكملها لا تفي بحقها، وإنما نحن هنا بصدد التعداد على سبيل المثال لا الحصر^[٣]:

• المسجد الأقصى: هو ثاني أقدم مسجد في الأرض بعد المسجد الحرام في مكة، بناه الخليفة عمر بن الخطاب، وهو أولى القبلتين.
• مسجد قبة الصخرة: يقع في البلدة القديمة، وهو جزء من منطقة الحرم القدسي، تشير إلى المكان الذي عرج منه النبي المصطفى إلى السماء العليا في رحلة الإسراء والمعراج.
• كنيسة القيامة: من اقدم كنائس المسيحيين على مستوى العالم، تقع في حارة النصارى في البلدة القديمة، بنتها السيدة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين، علمًا أنها شهدت ترميمات وتعديلات ومراحل إعادة بناء عديدة فالبناء الحالي بناه الفرنجة في القرن الثاني عشر الميلادي.
• كنيسة جميع الأمم: بنيت في الموقع الذي صلى فيه السيد المسيح عليه السلام صلاته الأخيرة، وتعد إحدى أجمل الكنائس، وقد سميت بهذا الاسم لأنها مساهمة من 16 دولة.

المراجع

1. ^ ^{أ ب} "القدس"، الجزيرة، 6-11-2014، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2019. بتصرّف.
2. ^ ^{أ ب} "القدس عبر التاريخ"، وكالة وفا، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2019. بتصرّف.
3. ↑ "مدينة القدس"، وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2019. بتصرّف.