التربية من أجل التنمية المستدامة

التنمية المستدامة

يُطلق مصطلح التنمية المستدامة على دمج الاعتبارات البيئيّة بالتخطيط التنموي، ويُعد النمو الاقتصادي، وحماية البيئة والتطور الاجتماعي من أبعاد التنمية المستدامة، وتُعد التنمية المستدامة نموذجًا شاملًا للأمم المتحدة كما جاء تقرير لجنة برونتالند 1333 "التنمية التي تلبّي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها الخاصة".[١]


التربية من أجل التنمية المستدامة

تُعد التربية من أجل التنمية المستدامة بأبعادها الاجتماعية، والاقتصادية، والبيئية والتوعوية التحدي الأكبر في هذا القرن، وتُعد هذه التوعية الضمان للأجيال الحالية والقادمة من أجل الحفاظ على الموارد بما يفيد الإنسان بمختلف مكونات شخصيته وأبعادها، وقد أشارت اليونسكو إلى أن مصطلح التعليم من أجل التنمية المستدامة يُعبر عما يأتي:[١]

  • تعليم يساعد الدارسين على اكتساب ما يلزم من مهارات وقيم ومعارف وتقنيّات لضمان تنمية مستدامة.
  • "تعليم يجعل المواطنين يتحملون مسؤوليّاتهم، ويُشجع على إبداء الرأي، ويُمكن جميع الأفراد والجماعات من التمتّع بكل حقوقهم إلى جانب قيامهم بجميع واجباتهم.
  • تعليم يُيسر للجميع الانتفاع بمختلف مستوياته أيًا كان السياق الاجتماعي؛ البيئة العائليّة والمدرسيّة وبيئة مكان العمل وبيئة الجماعة.
  • تعليم يضمن تفتُّح كل شخص تفتّحًا متوازنًا.
  • تعليم يدخل في منظومة التعليم مدى الحياة.


علاقة سلوك الطلاب بالتنمية المستدامة

يرتبط سلوك الطلاب فيما يمارسوه في حياتهم اليومية مع القضايا المتعلقة بالاستدامة، إذ توجد علاقة قوية بين الاستدامة مع ما تعلموه في المدرسة وطريقة تطبيق هذه المعرفة من قبل المجتمع، ويجد الطلاب في المدينة موقعًا حقيقيًا لتطبيق ما اكتسبوه من معرفة، وهذا يزيد ثقة الطلاب بالمعرفة واختبار ما اكتسبوه منها، كما يوفر للطلاب تفهمًا واضحًا لدورهم في الحياة المجتمعية، ويُساهم في ضبط سلوكهم وتحقيق التنمية المستدامة.[٢]


التعليم والتنمية المستدامة

يُعد حق التعليم للجنسين أحد الأهداف الإنمائية للألفية، كما يؤكد تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المتعلق بالتنمية البشرية على أن التنمية المستدامة لا يمكن أن تقتصر في البعدين السياسي والاقتصادي، بل يجب مراعاة الأبعاد الاجتماعية، والثقافية، والإيكولوجية، والروحية والإنسانية، وهذا يجعل دور التعليم حاسمًا بقدر أكبر.

يعدّ القضاء على الجوع، والفقر، وتعزيز العدل بين الجنسين وتوفير التعليم للجميع وزيادة المستويات التعليمية للشباب بعض الأهداف التي تُساعد في رأي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على المُضي صوب تحقيق أشكال من التنمية المستدامة، ويُعد التعليم أحد العوامل المؤثرة على عمليات النمو والتنمية الاقتصادية، إذ يعدّ إسهام التعليم في التنمية من أهم القضايا الجوهرية التي عالجها علماء التربية والاقتصاد، وقد تركز اهتمام الباحثين على العلاقة بين التنمية والتعليم وأثرها على النمو الاقتصادي ودور القوى العاملة المدربة في ذلك، ويتحدد دور التعليم ومؤسساته في عمليات التنمية والنمو الاقتصادي بأساليب متعددة، إذ إنه بمقدور التعليم أن يقوم بدور أساسي في التحول إلى مجتمعات أكثر استدامة وذلك عن طريق التنسيق مع مبادرات المجتمع المدني والقطاع الخاص والمبادرات الحكومية، إذ إن التعليم يصوغ القيم ووجهات النظر، ويساهم كذلك في تطوير وتنمية المفاهيم، المهارات والأدوات التي يمكن استخدامها في خفض أو إيقاف الممارسات غير المستدامة، ولا ينحصر دور التعليم في مجال الاستدامة في جانبه الإيجابي، فمن الممكن أن يعزز ممارسات غير مستدامة وذلك من خلال الإسراع في تآكل معارف السكان الأصليين وطرق معيشتهم ذات الاستدامة النسبية والاستهلاك المفرط للموارد، ولذلك قد يتطلب الأمر تكييف التعليم وتحويله ليؤثر بطريقة إيجابية، فالتنمية المستدامة عن طريق التعليم هي العمليات التي توجه بمقتضاها الجهود لكل من الحكومة والأهالي لتحسين الأحوال الاجتماعية، والاقتصادية والثقافية في المجتمعات المحلية وذلك لمساعدتها على الاندماج في حياة الأمم، والمساعدة في تقدمها بأفضل ما يمكن، وتتضمن التنمية بمفهومها العام تطوير الأرض، والمجتمعات والمدن، وكذلك الأعمال التجارية، والاقتصاد، والأنشطة والمشروعات واستهلاك الموارد، وما يرافق ذلك من الزيادة في عمليات الإنتاج في مختلف المجالات.[٣]


الصحة والتنمية المستدامة

يُعد الالتزام بمنع وفيات حديثي الولادة والأطفال والتي يمكن تجنبها خلال العقد القادم من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، إذ إنه بتحقيق هذا الهدف لن يوجد بلد يزيد فيه معدل الوفيات من الأطفال حديثي الولادة إلى أكثر من 12 وفاة لكل ألف ولادة بحلول سنة 2030 أي ما يُعادل ربع المعدل الحالي في بعض أجزاء منطقة جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى.

للتغلب على هذا التحدي فإنه توجد حاجة لاستثمارات كبيرة في البنية التحتية والتخطيط في مجال الرعاية الصحية، ولعل تشجيع زيادة استخدام اثنين من الموارد المتوفرة بسهولة وهي الرضاعة الطبيعية ولقاحات الأمهات أفضل الطرق فعالية لتخفيض وفيات الرضع.

تبدأ حماية الأطفال من الوفاة المبكرة قبل ولادتهم، وذلك عن طريق تطعيم المرأة ضد الأمراض الشائعة مثل الإنفلونزا مما يُساهم في إنتاج الأجسام المضادة التي تقضي على الفيروسات وتعزز الدفاعات الطبيعية ضد أساليب تطور المرض، وعندما تصبح المرأة حاملًا فإن تلك البروتينات الحمائية تنتقل لطفلها عن طريق المشيمة.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب "الدليل التربوي حول التربية البيئيّة والتربية من أجل التنمية المستدامة"، anfasse، اطّلع عليه بتاريخ 2010-6-22. بتصرّف.
  2. "التعليم من اجل التنمية المستدامة"، envirocitiesmag، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-22.
  3. "التعليم من أجل التنمية المستدامة"، alwatannews، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-22.
  4. "الأهداف الصحية والتنمية المستدامة"، albayan، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-22.

فيديو ذو صلة :