العناق
إذا كنت تبحث عن طريقة رائعة لتقوية جهاز المناعة لديك، وتقليل التوتر، وتحسين نومك، وحتى المساعدة في علاج الاكتئاب، فأنت بحاجة للتفكير في المعانقة، فالعناق ليس له آثار جانبية ولا يتطلب وصفة طبية، والأفضل من ذلك أنه مجاني ويمكنكَ تقديمه واستلامه في أيّ مكان وفي أي وقت![١]
في الواقع يمكننا وصف المُعانقة بأنّها مصافحة من القلب؛ إذ يخلق هذا الفعل البسيط طاقة جيدة تُعطي شعوراً بالرّاحة لك ولمتلقيها،[٢]فعندما تتلقى عناقًا، فإنّ جسمك يطلق هرمونات جعلك تشعر بمزيد من الهدوء والاسترخاء، وتقل نسبة التوتر لديك، إذ تعمل تلك الهرمونات على المركز العاطفي للدماغ، وتعزز مشاعر الرضا لديك، وتقلل من قلقك، وتعزز مشاعر التفاني والثقة والارتباط بينك وشريكك.
فوائد العناق الصّحية
تظهر العديد من الدراسات أنّ الاتصال البشري الإيجابي من خلال العناق له العديد من الفوائد الصحية العقلية والجسدية. إذا كنت ترغب بالقيام بشيء سهل لتحسين صحتك، فلا تتراجع عن معانقة شخص تحبه، إنه يحسن يومك وصحتك، وفي بعض الأحيان، قد تحتاج لعناق أحد أفراد اسرتك أو أصدقائك للتعبير عن عاطفتك تجاههم، وفي أوقات أخرى يعد العناق جزءًا من التحية أو الوداع. ولكن هل تعلم أن الفوائد البيولوجية والحقائق العلمية للعناق؟، سنقدم لكَ فيما يأتي أبرز تلكَ الفوائد التي يمكنك أن تجنيها من عناق من تحب:[٣]
- يقل لديك التوتر والألم: غالبًا ما تخلق المعانقة شعورًا بالهدوء والاسترخاء، وذلك بسبب هرمون الأوكسايتوسين، الذي يُسمى أحيانًا "هرمون العناق"، إذ يُطلق الأوكسيتوسين عندما يترابط الناس اجتماعياً، ويمكن أن يكون لإصدار هذا الهرمون تأثير في جميع أنحاء جسمكَ، كما يمكن أن يساعدكَ الحصول على عناق قوي ومطمئن قبل أو أثناء حدث مرهق، مثل انتظار تلقي نتائج الفحص الطبي، على الحفاظ على الهدوء، لأنّ مستويات الأوكسايتوسين تكون مرتفعة.
- يجعلكَ العناق أكثر سعادة: يزيد المعانقة من هرمون السيروتونين، وهو ناقل عصبي يعرف باسم هرمون "الشعور بالرضا" الذي تنتجه الخلايا العصبية في الدماغ وتنشره، إذ يساعدك السيروتونين على الشعور بالسعادة والهدوء والثقة، عندما يتدفق السيروتونين في جسدك ستشعر بالرضا عن نفسك، والعكس صحيح عندما يكون هذا الهرمون غائباً، ويمكن أن يسبب انخفاض مستوياته الى اضطرابات النوم ويؤدي إلى السمنة. يُسوق العديد من مضادات الاكتئاب لزيادة إنتاج السيروتونين، ومع ذلك، هناك طريقة صحية أكثر، إنّها العناق!.
- يعزز العناق صحة قلبك: المعانقة مفيدة لصحة قلبك، في إحدى الدراسات قسم العلماء مجموعة من حوالي 200 بالغ إلى مجموعتين، كان لدى المجموعة الأولى شركاء يمسكون أيديهم لمدة 10 دقائق متبوعة بعناق لمدة 20 ثانية مع بعضهم البعض وكان لدى المجموعة الأخرى شركاء ظلوا صامتين لمدة 10 دقائق و 20 ثانية؛ إذ أظهر الأشخاص في المجموعة الأولى انخفاضًا أكبر فيما يتعلق بمستويات ضغط الدم ومعدل ضربات القلب عن المجموعة الثانية.[٤]ووفقًا لهذه النتائج ، فإنّ العلاقة العاطفية والعناق مفيدة لصحة القلب.[٥]
- يحميك العناق من المرض: في دراسة أجريت على أكثر من 400 شخص بالغ، وجد الباحثون أنّ المعانقة قد تقلل من فرصة إصابة الشخص بالمرض، فقد كان المشاركون الذين لديهم نظام دعم أكبر أقل عرضة للإصابة بالمرض، وأولئك الذين لديهم نظام دعم أكبر ومرضوا لديهم أعراضًا أقلّ حدة من أولئك الذين لديهم نظام دعم قليل أو معدوم.[٦][٥]
كم تحتاج من العناق في اليوم؟
العناق يجعلك تشعر بالراحة والهدوء والطمأنينة، ولكن كم من العناق تحتاج في اليوم؟.
أكدت المعالجة النفسية الأًُسريّة فرجينيا ساتير، حاجتكَ لـ 4 مرات من العناق في اليوم من أجل البقاء، و8 مرات من العناق للحفاظ على نفسك، و12 مرة من العناق للنمو، ووفقا لها، فنحن بحاجة لـ 8 مرات من العناق يومياً لنكون سعداء، والعناق يعدّ بحد ذاته علاجًا، ففي بحث أجرته جامعة كاليفورنيا، قام الباحثون بفحص أدمغة المشاركين أثناء تلقي الصدمات الكهربائية، رافقهم شركاؤهم أثناء الاختبار، وفي بعض الحالات سمحوا لهم بالقبض على أيديهم وبالتالي، فقد استطاعوا تنشيط مناطق الدماغ المسؤولة عن تخفيف الخوف، مما ساعدهم على التعامل مع ضغوط التجربة.
وبالتالي يُشعركَ الاتصال الجسدي بمزيد من الأمان، ممّا يقلل من تفاعلك مع التجارب التي قد تكون مهددة لك، ويجعلك أقلّ حساسية للألم الجسدي، فقد كشف بحث آخر أُجريَ في جامعة كارنيجي ميلون أن المعانقة يمكن أن تحسن بشكل كبير مزاجنا وتجعلنا نرى الأشياء من منظور أكثر إيجابية، حتى في أسوأ الظروف، اتصل هؤلاء الباحثون بـ 404 أشخاص كل ليلة لمدة أسبوعين للاستفسار عن صراعاتهم الشخصية في حياتهم، والاستفسار عن مزاجهم ومعرفة عدد العناق الذي تلقوه خلال النهار، أشار 93٪ من الأشخاص إلى أنهم تلقوا عناقًا واحدًا على الأقل خلال أيام التجربة، و69٪ واجهوا صراعًا واحدًا على الأقل مع شخص آخر في ذلك الإطار الزمني.
وقد وجد علماء النفس أن الناس شعروا بشعور أفضل من المعتاد في الأيام التي تلقوا فيها عناقًا واحدًا على الأقل، وأسوأ في الأيام التي كان لديهم فيها صراع مع أشخاص آخرين، ومع ذلك، إذا تلقوا عناقًا في نفس اليوم الذي تجادلوا فيه مع شخص ما، فإنّ مزاجهم كان أفضل.
ففي الواقع، كان للعناق تأثير وقائي عليهم عندما تلقوه، وكان لديهم صراع أقل في اليوم التالي وكان المزاج السيء لمشاكل الحياة اليومية طفيفًا.[٧]وتُظهر جميع هذه النتائج أن المعانقة لها تأثير قوي على دماغنا وتساعدنا على تحقيق حالة من الاسترخاء والرفاهية، كما تسمح لنا بالتعامل بشكل أفضل مع المواقف العصيبة التي نمر بها.[٨]
مَعْلُومَة
يسهم العناق في تحفيز النمو الجسدي لطفلك، ويسهم أيضاً في تطوره كما يساعد التحفيز الحسي على تطوير إبداع طفلك وقدراته المعرفية والمهارات الاجتماعية واستخدام حواسه الخمسة وأحدها اللمس، ويمكن للمعانقة مساعدة طفلكَ على تعلم المهارات الاجتماعية الإيجابية بالإضافة إلى تعليمه التعاطف مع الآخرين.
إنّ الأطفال الذين عانوا من صدمات في حياتهم، سواء كان ذلك باعتداء جنسي أو جسديً، قد يكونون أقل تقبلاً للعناق ولكن لا يزال بإمكانهم الاستفادة من اللمس، ولهذا في تلك الحالات، ينبغي على أحد الوالدين أو مقدم الرعاية أن يأخذ إشارات من الطفل، ويقيس ردة فعله إزاء العناق، ويحدد مستوى راحته، ويمكنه بعدها أن يبدأ بالتقرب من الطفل من خلال البدء بالجلوس جنبًا إلى جنب على الأريكة لمشاهدة فيلم، أو من خلال تربيت لطيف على الظهر، فبالرغم من أنها إيماءات صغيرة، إلا أنها طرق إيجابية لمساعدة الطفل على تقبل التقرب من الآخرين، كما أنّ العناق يساعد على بناء الثقة مع الأطفال، لذا احرص على عناق أطفالكَ كلما سمحت لك الفرصة.[٩]
المراجع
- ↑ "20 Amazing Benefits of Hugging According to Science (+10 Hugging Tips)", propelbusinessworks, Retrieved 2020-7-10. Edited.
- ↑ "8 Reasons Why You Need at Least 8 Hugs a Day", happify, Retrieved 2020-6-25. Edited.
- ↑ "4 Facts About Hugs: Why You Should Embrace the Embrace", dignityhealth, Retrieved 2020-6-25. Edited.
- ↑ Karen M Grewe, Bobbi J Anderson, Susan S Girdler وآخرون (29-3-2003), "Warm partner contact is related to lower cardiovascular reactivity", Behav Med, Page 123-130. Edited.
- ^ أ ب "What Are the Benefits of Hugging?", healthline, Retrieved 2020-6-25. Edited.
- ↑ Sheldon Cohen, Denise Janicki-Deverts, Ronald B. Turner وآخرون (19-12-2014), "Does Hugging Provide Stress-Buffering Social Support? A Study of Susceptibility to Upper Respiratory Infection and Illness", Psychol Sci, Page 135-147. Edited.
- ↑ Michael L M Murphy, Denise Janicki-Deverts, Sheldon Cohen (3-10-2018), "Receiving a hug is associated with the attenuation of negative mood that occurs on days with interpersonal conflict", PLoS One , Page 1000-1371. Edited.
- ↑ "How many hugs do we need to be happy?", psychology-spot, Retrieved 2020-6-25. Edited.
- ↑ "The Power of a Hug", rightturnne, Retrieved 2020-6-25. Edited.