معنى إسم الأم

معنى اسم الأم

أم كل شيء أي معظمه، ويقال لأي شيء اجتمع إليه شي آخر فضمّه هو أُمّ له، قال الله سبحانه وتعالى: (فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ) [القارعة:9]، والأمومة هي عاطفة رُكزت في الأُنثى السوية، وتدفعها إلى المزيد من الحنان والحب والشفقة والرحمة، والأم في القرآن الكريم هي أم كل شيء أي أصله، وما يجتمع إليه غيره، وبهذا المعنى جاء تعبير "أم القرى"، "أم الكتاب"، فقد قال الله سبحانه وتعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ، وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" [لقمان:14-15]، وقال الله تبارك وتعالى كذلك: "وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا) [الأحقاف:15]، وأيضًا قال الله سبحان وتعالى: "فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا" [الإسراء:23]، وقد ورد في الحديث النبوي الشريف، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (إن أحب الأعمال إلى الله الصلاة في وقتها، ثم بر الوالدين، ثم الجهاد في سبيل الله) [ابن مسعود: خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح].[١]


حقوق الأم على أولادها

من حقوق الأم على أولادها الإحسان إليها، والإحسان كلمة شاملة تجمع إيصال كل منفعة إليها وإبعاد كل ضرّ عنها والمبالغة في ذلك لأمر الله تبارك وتعالى به، كما ورد في قول الله سبحانه وتعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) [الإسراء:23]، ووصيته سبحانه وتعالى به، كما ورد كذلك قول الله سبحانه وتعالى: (وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا) [العنكبوت:8]، ومن ذلك حسن المصاحبة؛ لأنها الأحق بها من غيرها، والأصل في ذلك كما جاء في الحديث النبوي الشريف أن رجلًا جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (يا رَسُولَ الله من أَحَقُّ الناس بِحُسْنِ صَحَابَتِي قال أُمُّكَ قال ثُمَّ من قال ثُمَّ أُمُّكَ قال ثُمَّ من قال ثُمَّ أُمُّكَ قال ثُمَّ من قال ثُمَّ أَبُوكَ) [أبو هريرة: خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح]، وحسن صحبة الولد لأمه هو شيء عام، فيجب أن يبذله لها في حال ضعفها وقوتها، وفي حال مرضها وعافيتها، وفي حال شبابها وهرمها، وفي حال عجزها وقدرتها، وفي حال إقامتها وسفرها، وفي حال كونها بعيدة عنه أو مقيمة عنده، فكل مرحلة من هذه المراحل لها صحبة تتوافق معها، ولا بد أن يؤديها الولد تجاه والديه، وحسن صحبة الولد لأمه يجب أن يستشعرها في حال حضورها عنده أو في حال غيابها عنه، فلا مواجهته الدائمة لها تقلل من هيبتها وتقديرها في قلبه، ولا يتذمر من كثرة مطالبها وأسئلتها أو ينشغل عن خدمتها بغيرها، وليس من حسن الصحبة جلوس أمه إليه فرحة وسعيدة به وهو مشغول عنها بهاتفه أو بصحيفته أو بحاسوبه أو بغير ذلك، فإن هذا من سوء المخالطة والمجالسة القادح في حسن الصحبة، وهو مع غير الأم سوء أدب، ويخشى أن يكون عقوقًا مع الأم، وذلك لأنه يدل على عدم الإهتمام بمجلسها، ولا سماعه لحديثها، وكم يقع الأولاد في مثل هذا وهم لا يشعرون، فقد كان حال رجل على ابن سيرين عندما يكون عند أمه وكأنه يشتكي من شيء، وقد كان -رحمه الله تعالى- عندما كان يتكلم مع أمه كان كمن يتكلم مع الأمير الذي لا ينتصف منه، وما كان ذلك إلا من هيبتها، توقيرها، وتعظيمها.[٢]


واجبات الأم

فمن واجبات الأم الداعية إلى الله تعالى التي تتعلق بأبنائها، أن يشبوا مسلمين ومسلمات، ولا يفخرون بشيء مثلما يفخرون بإنتمائهم إلى الإسلام، وأن يتأدبوا بأخلاقه وآدابه في كل كلمة تصدر منهم، وفي أي تعامل فيما بينهم أو مع أقرانهم في المسجد، أو البيت، أوالمدرسة أو غيرها، وهذا الواجب الذي يجب على الأبناء الإنتماء إليه، وتمثل آدابه وأخلاقه راجع إلى المرأة المسلمة ربة البيت مباشرة، وبصورة أكبر من وجوبه على الرجل؛ وذلك لأن الأم هي التي ترعى هذه التربية منذ الطفولة المبكرة، وتسهم أكثر من غيرها في توجيه أخلاقهم، وميولهم، واتجاهاتهم بطول وجودها معهم، على حين ينشغل الأب في الغالب بعمله، فيغيب عن البيت لأوقات ليست بالقصيرة.[٣]


المراجع

  1. "معنى كلمة الأم "، al-jazirah، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-22. بتصرّف.
  2. "من حقوق الأم على أولادها"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-22. بتصرّف.
  3. "واجبات الأم الدعوية نحو أبناءها"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-22. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :