محتويات
الكذب في العلاقات العاطفية
قد يختلف الكثيرون في آرائهم حول العديد من العادات والخصال في الفرد، ولكن لا بدّ أنكَّ تتفق مع الجميع حول سلبيات الكذب وتصنيف صفةً مذمومةً منفرة، فلقد حرمتها الأديان السماوية ورفضتها فطرة الإنسان لما لها من أثر سلبي على العلاقات جميعها سواءً بين الأصدقاء أو الآباء والأبناء أو حتى بين الأزواج، فالعلاقة الزوجية تُبنى على الصدق والمصارحة بينك وبين زوجتك وما أن يدخل الكذب حتى تتهدد العلاقة، وتصبح هشة وآيلة للسقوط مهما كانت قوية من قبل، ناهيك عن المشاعر السلبية التي ستصاحبك عند الكذب مثل:[١]
- الخوف: فالخوف أكبر المشاعر وأكثرها تأثيرًا للكذب، وخاصة عندما تكون احتمالية وقوع المخاطر كبيرة، والجدير بالذكر أنك إذا كذبت للمرة الأولى فستشعر بخوف أكبر من المرات التي بعدها؛ إذ سيبدأ الشعور يختفي تدريجيًا، إلى أن يصبح الكذب عادة سلبية دائمة فيكَ.
- الشعور بالذنب: فعند التصريح عن الكذبة وقولها للآخرين سيغلبك شعور عارم بالندم وتأنيب الضمير، وخاصة عندما لا يمكن كشف الكذبة بسهولة ويكون احتمالية الإساءة فيها عالية، أو تضطر لمواجهة الشخص الذي كذبت عليه طوال الوقت مثل شريكتك.
- الشعور بالبهجة: وهي شعور مسموم ومخادع حول تمكنك من الكذب على الآخرين والإفلات من الأمور المترتبة على كذبتك، ويخلف ذلك الشعور بالازدراء بسبب التباهي والإحساس بالنصر عند قول الكذبة وتصديق الآخرين لها.
كذبات قد تدمر علاقتك العاطفية
عندما تدخل في علاقة عاطفية مع طرف آخر، فحاول التعامل معها بجدية مطلقة والحرص على إنجاحها بكل ما تملك من قوة، مما يعني أن تتجنب الكذب وخاصة بعض الكذبات التي لا تغتفر التي قد تدمر علاقتك وتنهيها نهائيًا، وهي:[٢]
- كذبة "لقد تزوجت الشخص الخاطئ": هذه واحدة من الكذبات الرائجة وغير الصحيحة، فأنت تمر بمرحلة معينة في حياتك تتطلب بعض التفكير والجهد من أجل تخطيها لا أكثر، وبدل أن تركز على إصلاح الطرف الآخر ركِز على نفسك، وحاول تطوير مهاراتك وقدراتك بما يتناسب وحياتك الزوجية.
- كذبة "أنا لا أحب شريكتي كما السابق": وهو أمر شائع جدًا، والبحث عن علاقة جديدة ليس الحل على الإطلاق، فبدل أن تبحث عن المتعة والمغامرة في علاقة أخرى حاول جلب الإثارة والحماس لعلاقتك وإحيائها من جديد.
- كذبة "زواجي لا يمكن إصلاحه": بالطبع فإن هنالك العديد من العلاقات التي تصل إلى زاوية ضيقة ولا يمكن إصلاحها، ولكن ليس جميعها، فغالبًا ينبغي بذل بعض الجهد من أجل إصلاح العلاقة وإحيائها ثانيةً.
- كذبة "هذا كله بسبب شريكي": فغالبًا لا يرغب أي من الطرفين بتحمل مسؤولية فشل العلاقة، وعندما تلوم شريكتك على ما عجزت عن إنجاحه أنت، فأنت بذلك تقودها بعيدًا عنك وتسمح لها بالمغادرة، فلربما كانت تشعر بقلة الثقة بالنفس وعدم التقدير وحسب، وأنت تُلقي باللوم عليها وتُحملها المسؤولية كاملة.
تأثير الكذب على العلاقات العاطفية
قد تعتقد أنّه لا حرج في قول كذبة بيضاء صغيرة من هنا أوهناك، ولكن حاول التفكير في تداعيات ذلك وآثاره على العلاقة العاطفية التي تخوضها وعليكَ شخصيًا، وفيما الآتي سنلقي الضوء على أبرز تلك الآثار:[٣]
- يدمر الكذب الثقة، فالعلاقات جميعها مبينة على الثقة سواء أكانت رومانسية عاطفية أو لا، وعندما يدخل الكذب يؤدي إلى تآكل الثقة بين الطرفين ويدمر أحد أهم ركائز العلاقة الصحية، وسيكون من الصعب استعادة ذلك.
- يصبح الكذب أشبه بإدمان كبير لديك، فلا يمكن أن تكتفي بقول كذبة واحدة عندما تبدأ، فكل كذبة ستجر خلفها كذبات وكذبات، بسبب ظنك بأن قول الكذبة أسهل من الاعتراف بالحقيقة، مما يجعل من الصعب على الآخرين تصديقك.
- يؤذي الكذب الآخرين بشكل كبير، وذلك لأنهم سيشعرون بالخيانة من قِبلك، مما يؤدي إلى انهيار كامل في العلاقة، ويولد لديهم إحساس بالضعف، فبمجرد أن تبدأ بقول الأكاذيب سيفر الحب والسلام من العلاقة على الفور.
- تتخلل الأكاذيب جميع الجوانب في حياتك، فهل تعتقد أنك ستكتفي في الكذب على شريكتك وحسب؟، بالطبع لا، فعندما تكذب لتتستر على مشكلاتكَ المالية أو أمور أخرى، فلا تتفاجأ إذا كذبت في العمل والوظيفة أيضًا.
- يعود الكذب بالعديد من العواقب الوخيمة عليك، وذلك لأنه ليس إلا غطاء مؤقت سرعان ما سترفعه الحياة لتكشفكَ، فمهما اختلفت مستويات الكذب سيبقى كذبًا.
قد يُهِمُّكَ
قد تتساءل كيف أتخلص من الكذب؟، إذا كنتَ تشعر أن الكذب موجودٌ فيك، وأنك بالفعل انجرفت إليه في الأمور الكبيرة والصغيرة دون سيطرة، فحاول أن تتوقف عن ذلك على الفور، وفيما الآتي سنساعدك على ذلك بسرد مجموعة من الطرق والوسائل:[٤]
- اعترف بأن لديكَ مشكلة مع الكذب وهي الخطوة الأكبر والأكثر صعوبة، ويمكنك ذلك من خلال الجلوس مع شخص تثق به والاعتراف له بتلك المشكلة والخصلة فيك، وأخبره برغبتك بالعلاج والمساعدة في ذلك.
- حاول معرفة الأسباب التي تدفعك لقول الأكاذيب وتجنب قول الحقيقة، فكل كذبة تخرج من فمك لها سبب مباشر بالتأكيد، فالمدمن مثلًا يكذب لأنه يريد المال لشراء المخدرات وفعل ما يعلم مسبقًا أنه خاطئ، وأنتَ لماذا تكذب؟، واجه نفسكَ.
- اعترف للآخرين عندما تقول كذبة أمامهم، وبقدر ما سيجرح ذلك كبريائك إلّا أنه سيمنعك من قول الأكاذيب مجددًا، وهو أفضل من الكذب بالطبع، لهذا سارع إلى طلب الغفران من الشخص الذي كذبت عليه، وساعد نفسك على استعادة توازن روحك وسلامك الداخلي وكسر تلك العادة السلبية.
- طلب المغفرة من الله عز وجل، فمن الحكمة وحسن التفكير أن تتوب إلى الله عن الكذب وتسأله الثبات على الصدق، وعدم العودة إلى تلك العادة.
- كُن واقعيًا بشأن ما تعد به الآخرين، ولا تحمل نفسك أكثر من طاقتها من الوعود لكي تضطر للكذب بشأنها لاحقًا.
المراجع
- ↑ "Feelings about Lying to Someone", paulekman, Retrieved 2020-7-10. Edited.
- ↑ "These 5 lies will destroy your marriage ", theindusparent, Retrieved 2020-7-10. Edited.
- ↑ "5 ways lying destroys your relationship", jamaicaobserver, Retrieved 2020-7-10. Edited.
- ↑ "How To Stop Lying", thehopeline, Retrieved 2020-7-10. Edited.