محتويات
مفهوم الغيرة الزوجية
تُعدّ الغيرة رد فعل على شعور بالتهديد لأمٍر ما، سواء كان حقيقي أو من وحي الخيال، وهي من العواطف الطبيعية التي تحدث في العلاقات بين الأفراد، إنّ الغيرة مُتجذِّرة في أنفس البشر، وهي شعور مرغوب به، وعنصر مهم في العلاقة إلى حد مُعيَّن، لكنها كثيرًا ما تنقلب إلى واقع سيئ وشعور مُرعب ومخيف، وتحدث بسببها الكثير من المشكلات بين الأزواج وفي العلاقات العاطفية.
إنّ الغيرة التي ينتج عنها سلوكيات سلبية وخطيرة، تؤدي أحيانًا إلى الشعور بالخطر، مثل؛ الأذى الجسدي، واللفظي، والمطاردة، والتعنيف، ويلجأ الكثير من الأفراد إلى مستشارين الزواج والخبراء، للحد من هذه المشكلة التي من الممكن أن تُقرًّر مصير الزواج بشكل جدِّي وحاسم.[١]
نصائح للتغلب على غيرتك المفرطة على الشريك
يوجد الكثير من الأشخاص التي تعاني من فرط الغيرة، ممّا يُؤثر على حياتهم بالطريقة السلبية والمؤذية لهم وللمحيطين بهم، لذلك يوجد بعض النصائح التي يتوجَّب عليك القيام بها، ومنها:[٢]
- الجأ إلى دعم آخر: يُمكنك عند الشعور بالغيرة الكبيرة من أمر معين اتجاه الشريك، أن تلجأ إلى شخص ذو ثقة وحكمة في القرارات سواء كان من أفراد الأسرة أو أحد الأصدقاء المقربين، وتخبره عن مشاعر الغيرة التي تتملكك وتفرغها، النقاش والنصائح ستجعلك ترى الأمور من وجهة نظر أخرى، وتجعلك تهدأ وتخفف من الغيرة، لكن هذا الشيء يجب ألّا يُنسيك التكلم مع الشريك في الأمور التي تُزعجك.
- واجه الغيرة: يكمن الانتصار دائمًا بمواجهة المشكلة والاعتراف بوجودها، لذلك عليك أن تعترف بوجود غيرتك، وتقوم بتقييم درجتها، وإيجاد حلول لمحاول معالجتها.
- تعلًّم من غيرتك: تدرَّب على تهذيب مشاعر الغيرة المفرطة داخلك، ووجهّا من المسار السلبي الذي من الممكن أن يؤذي العلاقة نحو أمر إيجابي، بأن تُحسِّن من ذاتك وتطوِّرها فهذا يُخفف الكثير من التفكير السلبي المتعب، ويُقلل من الغيرة، وحتى أنّه يُلفت نظر الشريك لك بطريقة إيجابية.
- أطلق مشاعر الغيرة بعيدًا: تذكَّر دائمًا أن الغيرة المفرطة مشاعر سلبية لن تعمل إلا على تدمير العلاقة، لذلك دعها تخرج بعيدًا عن حياتك، تنفس بعمق دائما، هذِّب الشعور الإيجابي واجعله طاغيًا، تدرَّب على هذه العملية وحاول مرارًا ولا تستسلم، ستجد أنك قد تحررت من هذه المشاعر فعلًا وانتصرت عليها.
- تحكَّم في مشاعرك بشكل إيجابي: اعمل دائمًا على تقويم مشاعرك والسيطرة عليها وتحلَّى بالطاقة اللازمة للقيام بهذا الشيء ومن الأشياء التي من الممكن أن تساعدك لفعل هذا الشيء، تدوين ما يُزعجك، أو الاستماع للموسيقى المفضلة لك أو الرقص، التنزه وغيرها من الأشياء، وبعد أن تهدأ شارك مشاعرك وما يُزعجك مع الشريك، وسوف تشعر لاحقًا أنّ كل شيء تحت السيطرة وفي المسار الصحيح.
ما هي أسباب الغيرة في العلاقات؟
تتعدد أسباب الغيرة لكثير من الأمور التي تُؤثر في نفسية الشخص أو من أفعال سابقة تكون قد حصلت معه منها:[٣]
- عدم الشعور بالأمان: يكون ذلك في كثير من الأحيان حسب رأي الخبراء بسبب تجارب سابقة قد مررت أنت بها أو الشريك؛ كالتَّعرُّض إلى الخداع، أدَّت إلى انعدام الأمن في داخلكما، وبالمحيطين حولكما، والحل يكون دائمًا في الصراحة المطلقة، سواءً كانت بالمشاعر، السلوك، الظروف، أو الشخصية، وتنفيذ ما يجب فعله، وبذلك مع الوقت ستُبنى الثقة في العلاقة.
- تعلُّم الغيرة منذ الصِّغَر: يُؤدي النشوء في بيئة زرعت مفهوم الغيرة إلى ترسيخها لاحقًا والتأثير في العلاقات، وذلك من خلال مواقف أدَّت إلى التمسك بالحذر الزائد، وللحد من هذا الشعور، حاول أن تحل الأمر من داخل قلبك وعقلك، وحاول التفكير بروية سواء كنت أنت في هذا الموقف أو الشريك، وتجنب الأمور التي من الممكن أن تهز الثقة بينكما، وتكلم بحكمة فيها.
- عدم استيعاب التجارب السابقة: حاول أن تدرك التجارب السابقة التي مرَّ بها الشريك، وفهم واستيعاب خلفية هذه العلاقات، وتأثيرها عليه ومدى الأذى الذي تعرَّض له، إنّ هذا الشيء ليس بالأمر السهل لكن من المثابرة والصدق في التعامل، سيكون هناك نقلة نوعية كبيرة في معالجة هذه المشكلة.
- حماية النفس: يجب أن تُدرك أنّ من أسباب الغيرة بشكل كبير، عدم الشعور بالأمان، والثقة، أو السيطرة، وردّ الفعل يكون على صورة الحماية الذاتية، لتجنُّب أي نوع من الأذى لذلك، حاول تُدرك ما يجول في عقل الشريك، وإشعاره بالأمان والثقة.
- الشعور بالخوف: يُؤدي الخوف إلى كثير من ردود الأفعال السيئة في العلاقة ومنها الغيرة، لذلك عليك التحدث مع الشريك باحتياجاته على جميع الأصعدة سواء كانت عقلية، عاطفية، أو جسدية، ذلك سوف يُشعره بالأمان، ويُخفف من وطأة الغيرة.
سلوكيات الغيرة السيِّئة
تُؤدي الغيرة السيئة إلى خلق الكثير من السلوكيات السيئة التي تعمل على تشويه العلاقة، وتدميرها ومن هذه السلوكيات:[٤]
- حب التملُّك: يجب أن تدرك أن الشريك له العديد من الأصدقاء، والمعارف، والأمور الشخصية الخاصة به في حياته، واحترم هذا الشيء وأعطه المساحة الكافية لها، فالغيرة في بعض الأحيان تُخوِّل الشخص وتسمح له في فرض نفسه بطريقة سلبية وتعطيه الحق في طمس كل ما يتعلق بحياة الشريك وأنه أصبح ملكه ويجب أن يكون معه خلال كل نشاط أو عمل يقوم به، وهذا التملُّك لن يجعل العلاقة تستمر طويلًا.
- الاستغلال العاطفي: يحدث هذا الشيء في كثير من الأحيان بسبب الغيرة الشديدة، أو انعدام الثقة بالنفس أو الرغبة في الابتعاد عن الوحدة، أو حب التملك، فيجب ألَّا تستخدم العواطف والمشاعر كذريعة لتقويم شيء خاطئ، أو لتحديد قيمتك على نحٍو سيئ، فهذا الأمر لن يعمل على استمرار العلاقة.
- إحباط المعنويات: تؤدي الغيرة في كثير من الأحيان إلى المنافسة السلبية بين الشريكين إذا كان أحدهما متفوِّقًا بشيء على الشريك الآخر ممّا يُؤدي إلى إحباط الشريك وفرض السيطرة على شخصيته، وعدم شعوره بالدعم المطلوب، لذلك حاول دائمًا أن تتقبل نقاط تفوُّق الشريك وتحويرها إلى نقاط فخر بما يحبه أو ينجزه، وأظهر هذا الجانب على الدوام وادعمه.
- التحكم: يجب أن تدرك أنّ الغيرة تُؤدي إلى فرض السيطرة بشكل غير مقبول وفي كثير من الأحيان بتحكم مخيف، لا تسمح بالشكوك والهواجس أن تُسيطر عليكـ وبالتالي أن تتحكم بحياة شريكك بطريقة سيئة، لأنّ ذلك من أكثر التصرفات المنفرة في العلاقة.
- التواصل المُنفر: تعمل الغيرة السلبية على خلق نوع من التواصل المُنفر القائم على التحدُّث المتواصل، وخلق اللقاءات بشكل مزعج ومريب دون التفكير في حرية الشريك، وهذا بسبب الخوف من الفقدان، كُن معتدلًا في التواصل وحاول السيطرة على مشاعرك، وإعطاء الشريك وقته لممارسة حياته الخاصة حتى لا تخسره.
كيف تعرف إذا كانت غيرتك مشكلة؟
يوجد الكثير من العلامات التي تستطيع مساعدتك في تحديد غيرتك إذا كانت مشكلة أم لا مثل:[٥]
- الغضب إذا قام الشريك بقيام أعمال أخرى دون وجودك معه أو الذهاب في نزهة أو قضاء حاجيات معينة، ولم تكن موجودًا، فإنّ ذلك يُعدّ دليلَا واضحَا على وجود مشكلة.
- التساؤلات والاستفسارات الكثيرة والمريبة التي تنم عن الشك عند دخول أيّ أحد إلى حياة الشريك أو حتى المحيطين من أصدقاء، وأسرة، وزملاء عمل، هذا الشك المزمن يدلّ على وجود مشكلة.
- ملاحقة الشريك على مواقع التواصل الاجتماعي، والتلصص، ومراقبة كل حركة، والعمل على تحليل ومناقشة أيّ فعل فهنا يُدق ناقوس الخطر، ويُنذر بوجود مشكلة.
- فقدان السيطرة على أعصابك، إذا قام الشريك بذكر أحد من أصدقائه أو معارفه في موقف معين، فإنّ هذا التصرف غير سليم، كما ينُمّ على وجود مشكلة.
- الشك في أصغر التفاصيل، واتهام الشريك بالخيانة أو بوجود تصرفات مريبة حتى لو لم تكن جادًا، إنّما تقصد المُزاح، فهذا دليل على وجود مشكلة.
- اختلاق المشكلات والجدال المستمر قبل خروج الشريك لأمر معين أو حتى مع أصدقائه دون سبب وجيه يرمز إلى وجود مشكلة.
عواقب الغيرة الزوجية
يُؤدي وجود الغيرة المُفرِطة إلى توابع قد تُنهي الحياة الزوجية، وتدمرها بطريقة سيئة، ومن هذه التوابع والعواقب:[٦]
- الإقبال على الشك في الشريك، وتحليل الأمور بمقياس خاطئ، والإتهام بصدق مشاعره وتصرفاته نحوك ممّا يُدمر العلاقة.
- استمرار الشعور بعدم القيمة، وأنّ وجودك غير مهم، وفقدان الثقة بالذات، ممّا يُشكل خطر على العلاقة.
- الشعور بالإرهاق والإحباط بسبب كثرة التفكير السلبي والهواجس والشكوك التي قد تخطر في ذهنك، ممّا يُؤدي إلى انهيار العلاقة.
- تولُّد رغبة الشعور بالتحكم وفرض السيطرة على الشريك، ممّا ينفره ويُؤدي إلى تدمير العلاقة.
- تأثُّر الرغبة الجنسية لديك، وذلك بسبب كثرة التفكير والشكوك، وعدم الثقة في الشريك، وهذا لاحقًا يُؤدي إلى إنهاء العلاقة.
ما هي أنواع الغيرة؟
تُقسَّم الغيرة إلى عدة أنواع، منها الجيد، ومنها السيء وتُصنَّف إلى:[٧]
- الغيرة الرومانسية: ينشأ هذا النوع من الغيرة بين المرتبطين عاطفيًا والأزواج وهي من أولى المعارك التي تحدث في العلاقة وهي من النوع الشديد بين الطرفين على بعضهما البعض.
- غيرة العمل: يحدث هذا النوع في أماكن العمل أو السلطة، ويكون إمّا من ترقية في الوظيفة أو في قيمة الراتب، وإمّا في أمر آخر يتعلق في بيئة العمل.
- الغيرة العائلية: يحدث هذا النوع غالبًا بين الأشقاء، إمّا لتمييز الأهل أحدًا منهم عن الآخر أو فقط لأسباب وهواجس من خيال الفرد.
- غيرة الصديق: يحدث هذا النوع غالبًا بين الأفراد في سن المراهقة، يخاف الفرد من فقدان صديقه أو دخول طرف آخر في دائرة الصداقة، وتأثيره على الوضع.
- الغيرة المرضية: تصنَّف هذه الغيرة بأنّها ليست من النوع الطبيعي، ممكن أن تحدث من قِبل أي أحد، وبعدة صفات سببها قلة الثقة بالنفس، أو انعدام الأمان أو الهوس بالسيطرة، وأحيانًا ترتبط بأمراض عقلية مثل؛ جنون العظمة، الفصام، أو اختلال التوازن الكيميائي في الدماغ وغيرها من الأمراض الأخرى، وتكون خطيرة في بعض الأحيان، وتٌؤدي إلى الأذية الجسدية والعنف.
عادات صحية للأزواج
يوجد الكثير من التخبَّطات التي تحدث بين الأزواج، ولكن مع ذلك ترى أنّ علاقتهم صحية وأقرب ما تكون إلى المثالية، وتوجد بعض العادات التي يُمكنك اتباعها للحصول على مثل هذه العلاقة ومنها:[٨]
- كن صريحًا: يجب أن تكون صادقًا وصريحًا حول كل ما تشعر وتفكر فيه، وألّا تظن أنّ الشريك يستطيع تنبأ كل ما يجول في خاطرك، لذلك ناقش وحاور دائمًا.
- أظهر مشاعرك: حاول دائمًا أن تُظهر عواطفك اتجاه الشريك قولًا وفعلًا، فهي من الأمور التي توطِّد المحبة في العلاقات.
- كن متعاونًا في المنزل: يجب دائمًا أن تشارك الشريك بقيام الأعمال المنزلية؛ فالتعاون المُشترك يُقوي العلاقة ويُشعر الشريك بالاهتمام.
- سامحها وتجاوز عن أخطائها: تعتمد العلاقات الزوجية الصحية على الصفح، لذا تعلم الاعتذار والمسامحة بصدق، وحاول التغلب على المشكلات التي تواجهكما، وتجاوزها لتبقى علاقتك بزوجتك قوية ومتينة.
المراجع
- ↑ "Jealousy in Marriage: How It Happens and What to Do", verywellmind, Retrieved 6-5-2020. Edited.
- ↑ "8 Healthy Ways to Deal with Jealousy", psychcentral, Retrieved 6-5-2020. Edited.
- ↑ "9 Reasons Your Partner Is So Jealous — And What You Can Do To Change It", bustle, Retrieved 6-5-2020. Edited.
- ↑ "11 Signs Your Partner Has Unhealthy Jealousy", bustle, Retrieved 7-6-2020. Edited.
- ↑ "11 subtle signs your partner is jealous", insider, Retrieved 7-6-2020. Edited.
- ↑ "Understanding healthy and unhealthy jealousy", focusonthefamily, Retrieved 7-5-2020. Edited.
- ↑ " What are the types of jealousy?", sharecare, Retrieved 20-5-2020. Edited.
- ↑ "11 Habits of Healthy Couples", theeverygirl, Retrieved 8-5-2020. Edited.