محتويات
الفقه
هو العلم بالأحكام الشّرعيّة العمليّة الذي يكتسب من أدلّتها التّفصيليّة، وهذا تعريف الفقه اصطلاحًا، ويُعرف أيضًا بأنّه؛ العلم الباحث لكلِ عملٍ عن حكمٍ له في الشرع (حكمه الشرعي)، والفقه في اللغة؛ فهم الشيء على حقيقته، قال ابن فارس: "كل علم لشيء فهو فقه، والفقه على لسان حملة الشرع علم خاص"، والفقه في اللغة كذلك؛ العلم بالشّيء والفهم له، بالإضافة إلى الفطنة فيه، قال تعالى: {قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ}[١].
وقيل في الفقه أنّه كلُّ معلومٍ تيقّنه أو أيقنه العالم عن فكرٍ وتدبّر، ويجدر ذكر أنّ أصول الفقه هي أدلّته الدّالّة عليه وفقًا للجملة، لا وفقًا للتفصيل، وهنا يكمن الفرق بين الفقه وأصوله، والصّلة بين الفقه وأصوله أنّ الفقه هو العلم بالأدلّة التّفصيليّة، وذلك لاستنباط الأحكام العمليّة منها، أمّا أصوله فيهتم بالأدلّة الإجماليّة وفقًا لدلالتها على الأحكام الشّرعيّة.[٢]
أهم كتب الفقه
تتعدد المصنّفات والكتب التي تتحدث في الفقه، منها ما هو مخصوص بذكر فروع أحد المذاهب الأربعة مع ذكر الدليل أو دون ذلك، ومنها ما خُصَّ بجمع أقوال العلماء والفقهاء في المسألة الواحدة مع ذكر دليل كل قول، وفيما يأتي ذكرٌ لأبرز كتب الفقه لدى كل مذهب من المذاهب الإسلامية الأربعة:[٣]
- كتب الفقه في المذهب الحنفي: حوى هذا المذهب على كمٍَّ من الكتب الفقهية أبرزها؛ ردّ المحتار على الدر المختار، لابن عابدين رحمه الله، وكتاب بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع لأبي بكر مسعود بن أحمد الكاسائي، إضافة لكتاب فتح القدير لكمال الدين بن عبد الواحد بن الهمام.
- كتب الفقه في المذهب المالكي: ومن أهم الكتب الفقهية لدى المالكية كتاب المدونة لسحنون، وقد روى فيه سحنون أقوال الإمام مالك رحمه الله بواسطة عبد الرحمن بن القاسم، وعند الرغبة في نقل المذهب ونشره بين الناس لعلّ أهم الكتب عند المالكية هو مختصر خليل، وعليه شروح عديدة أبرزها؛ الشرح الكبير لأبي البركات الدردير، وعليه كتاب حاشية لابن عرفة الدسوقي.
- كتب الفقه في المذهب الشافعي: أحد أبرز كتب هذا المذهب هو كتاب الأم للإمام الشافعي رحمه الله، ومن أهم الكتب المعتمدة لنقل هذا المذهب منهاج الطالبين للإمام النووي رحمه الله، ولعلّ أهم الشروحات لهذا المنهاج ما يأتي:
- نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج، للعلامة محمد بن شهاب الدين الرملي.
- تحفة المحتاج في شرح المنهاج، للعلامة أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي.
- كتب الفقه في المذهب الحنبلي: أبرز الكتب في هذا المذهب كتاب الإنصاف للمرداوي رحمه الله، بالإضافة لكتاب الفروع لابن مفلح رحمه الله وهو كتاب معتمد مشهور لدى الحنابلة، وفي ذكر بعض الكتب للمتأخرين نذكر كشاف القناع عن متن الإقناع لمنصور بن يونس البهوتي، ولا يُمكن حصر جميع الكتب في هذا المقال، إنّما توجد مؤلفات خاصة بذكر مصطلحات كلِ مذهب، وكتبه ككتاب المدخل للشيخ بكر أبو زيد، وهو خاص بمذهب الحنابلة، وكتاب الفوائد المكّية فيما يحتاجه الطلبة الشافعية للسقاف، وهو خاصٌ بالشافعية.
الاختلاف الفقهي
سنَّ الله سبحانه وتعالى الاختلاف بين الفقهاء للتخفيف على خلقه، وقد اختلف الأنبياء في مثل هذا النوع من الاختلاف، وهم أكرم الخلق وأنزههم، فقد قال الله عن داود وسليمان في الغنم التي أكلت حرث القوم: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا}[٤].
واختلف الصحابة كذلك في عهده صلى الله عليه وسلم في عدة أمور، فيكون الاختلاف هنا في الفروع الاجتهادية فقط بعيدًا عن أصول الدين، فالأصول ثابتةٌ لا يمكن الاختلاف فيها، ولم يختلف بها أي أحد من أهل السنة سابقًا، ومن رأى في نفسه القدرة على معرفة الأدلة واستنباط الأحكام الشرعية؛ فعليه اتباع ما صح من القول، والفعل، والتقرير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخبر متواترًا أو غير متواتر، ومن لم يمتلك القدرة على ذلك؛ فلا حرج عليه أن يتبع أحد المذاهب الأربعة المعروفة لتُيسر عليه.[٥]
فوائد أصول الفقه
تتعدد الفوائد المترتبة على الفقه، وفيما يأتي أبرزها:[٦]
- توضيح الوجه الصحيح للاستدلال؛ إذ إنّه ليس كل دليل صحيح يكون الاستدلال به صحيحًا أيضًا.
- تسهيل وتيسير الاجتهاد، وإعطاء كل جديد ما يناسبه من الأحكام.
- ضبط أصول الاستدلال من خلال التفريق بين الأدلة الصحيحة والزائفة.
- بيان الضوابط الشرعية للفتوى إلى جانب شروط المفتي.
- معرفة مسببات الخلاف بين الفقهاء والتماس الأعذار لهم.
- ترك التقليد الأعمى، والتعصّب، والتوجه نحو اتباع الدليل أينما وُجِد.
- حماية العقيدة الإسلامية من خلال حماية أدلتها، والرد على الشبهات.
- ضبط القواعد الخاصة بالمناظرات والنقاشات.
- توضيح سماحة وتعاون الشريعة الإسلامية، ويُسر الدين الإسلامي.
مصادر الفقه الإسلامي
يستمد الفقه أصوله من مصادر موثوقة ومتعددة، وتُشير هذه المصادر إلى أنّ الشريعة الإسلامية، قد استمدت أحكامها وأصولها من مصادر قوية وثابته، ويُمكن إجمال هذه الصادر فيما يأتي:[٧]
- القرآن الكريم: وهو كلام الله عز وجل، المدوّن والمنقول إلينا بالتواتر، وقد حفظ الله تعالى كتابه إلى يوم الدين، أي أنه غير قابل للتحريف أو التبديل، وقد اشتمل القرآن الكريم على أصول الشريعة الإسلامية التي تُبني عليها الحياة البشرية بمختلف فروعها، قال تعالى: {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ}[٨].
- السنّة النبوية: وهي الوارد من أقوال النبي وأفعاله وصفاته عليه الصلاة والسلام، وهي مصدر وحجة، لا يمكن الاستغناء عنها تحتَ أي ظرفٍ من الظروف؛ لأنّها تفسر القرآن الكريم وتشرحه عمليًا، إضافةً إلى كونها تبين أحكامه وتفصل ما جاء به من أحكام مجملة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}[٩].
- الإجماع: وهو اتفاق العلماء والمجتهدين على الحكم الشرعي لشيءٍ ما في كل عصر من العصور التالية لوفاته صلى الله عليه وسلم.
- القياس: والقياس هو إلحاق فرع ما بأصلٍ في حكم شرعي لسبب أو علة ما تجمع بينهما؛ كتحريم الخمر، لأنّه يذهب العقل، وقد ورد نصٌ صريحٌ في ذلك، وتحريم المخدرات لنفس السبب؛ وهو ذهاب العقل، ولم يرد أيّ نص صريحٍ بتحريم المخدرات.
المراجع
- ↑ سورة هود، آية: 91.
- ↑ "فقه إسلامي"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 2-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "أهم الكتب الفقهية الرئيسية في المذاهب الأربعة"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 2-6-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنبياء، آية: 78-79.
- ↑ "الاختلاف الفقهي سنة من سنن الله في خلقه"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 2-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "فوائد أصول الفقه والأدلة الشرعية"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "مصادر الفقه الإسلامي"، lahaonline، اطّلع عليه بتاريخ 2-6-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنعام، آية: 38.
- ↑ سورة gkshx، آية: 59.