محتويات
الإقناع
كثيرًا ما تخوض نقاشات وجدالات مع أصدقائكَ وزملائك في العمل، قد تقتنع بوجهة نظرهم أحيانًا أو قد تتمكن أنت من إقناعهم بما تفكر فيه، والإقناع عبارة عن فعل أو عملية لتقديم الحجج لتحفيز أو تغيير آراء الجمهور المستمع إليك، وقد تحدث عنه الكثير من الفلاسفة القدماء منذ قديم الزمان كأرسطو، ويمكنك اللجوء للإقناع في تعاملك مع والديك باستثارة مشاعرهم، أو مع شعبك –إذا كنتَ رئيسًا- من خلال مناشدة شعورهم بالواجب والحديث عن القيم الوطنية، ويمكن للإقناع أن يكون ضمنيًا أو صريحًا، كما يمكن أن تكون آثاره إيجابية أو سلبية، ويتحكم عامل الدافع كثيرًا في أسلوب وكيفية الإقناع، فهو ينطوي على التحفيز أو القوة أو إحداث تغيير لدى الآخرين، كما يُعرف الإقناع من وجهة نظر أخرى بأنه العملية التي تتأثر من خلالها مواقف الشخص أو سلوكه وتصرفاته لكن من دون إكراه وإجبار، وذلك من خلال اتصاله وتواصله مع الآخرين، ومع الأسف فإن غالبية عمليات الإقناع تنطوي على التلاعب بالناس والكذب عليهم، مما يجعل المجتمع البشري مضطربًا مما يضر بالمستوى الأخلاقي لدى الأفراد.[١][٢]
طريقة الإقناع بالكلام
لربما دخلتَ في جدال مع أحد الأصدقاء في يوم ما، وكنتَ ترغب بشدة لو أنك تمكنت من إقناعه بوجهة نظرك ولكن الكلمات أو الوسيلة لم تمكنك من ذلك، حسنًا سنقدم لكَ في السطور التالية الطريقة الصحيحة لفعل ذلك في المرة القادمة:[٣]
- كُن جريئًا في عرضك لأفكارك في الحوار، وتوقف عن استخدام كلمات مثل (أعتقد أو أظن)، فهي تبين أنك تتحلى بالثقة المطلوبة لقول رأيك.
- تحدث بشكل سريع إذا شعرت أن جمهورك المستمع قد يقابل فكرتك بالرفض، أما إذا شعرت أنه سيميل لموافقتك تحدث ببطء.
- ابدأ بالتصريحات والافتراضات التي تعرف مسبقًا أن جمهورك سيوافق عليها، بدلًا من القفز مباشرة إلى نهاية الجدال والاستنتاج.
- كُن نفسك أثناء الكلام مع الآخرين، فذلك يدل على الأصالة ويجعلك تبدو أكثر إقناعًا، مما يمكنك من استخدام الكلمات الصائبة.
- استخدم الأسلوب المناسب في الإقناع، وذلك بمنح الآخر الوقت الكافي لمعالجة الكلام دون المطالبة بإجابة فورية للرد.
- ضع بعين الاعتبار أن هنالك وجهات نظر أخرى ونتائج كثيرة محتملة، لهذا قابلهم وجهًا لوجه وتحدث عن الأشياء التي يفكرون بها بالفعل.
- اختر الوسط الصحيح للتحدث فيه، إذ يجب أن تضع بعين الاعتبار أن ليست كل محادثة هي مسابقة معدّة للفوز فيها.
عوامل نجاح الإقناع بالكلام
يعتمد نجاحك في إقناع الآخرين على عدد من العوامل الضروية التوافر، والتي سنبينها فيما يلي بشيء من التفصيل:[٤]
- التبادل، فهو مفتاح من مفاتيح التحدث مع الآخرين وإقناعهم، إذ يميل العديد من الأشخاص بالشعور بضرورة تقديم معلومة أو فكرة أو نظرية مقابل ما يحصلون عليه.
- الإعجاب والود، فالأشخاص الذين يستلطفونك سيقبلون الحديث معك بصورة أكبر، وأنتَ بلا شك تميل إلى التقرب من الأشخاص الذين يشبهونك.
- النقص، فأنتَ بلا شك تريد الحصول على الشيء الذي لاتمتلكه، حتى ولو كان ذلك الشيء معلومة صغيرة تضيفها إلى خبراتك، والمفتاح لذلك يكون بجعل الآخرين يشعرون بتميزهم مما يجعلهم منفتحين عليك.
- السلطة، فإذا كنتَ من الأشخاص الذين يتمتعون بقوة وحضور قيادي فستكون مصدر ثقة في مجالك، ولا ضرر من الاتصال بالمؤثرين وقادة الفكر لاستقاء الأفكار وضمها في حوارك.
- التناسق ويعني ضرورة تجربة المنهج التجريبي في الوصول إلى إقناع الآخرين بوجهة نظرك، وذلك عن طريق شدّ اهتمام المستمعين لما تقدمه من نظريات وأفكار.
- الإجماع، إي ابحث عما يتفق الغالبية عليه منطقيًا، فمن غير المعقول أن تحاول إقناع الآخرين أن الأرض مربعة الشكل مثلًا.
مبادئ الإقناع
لا يقتصر تمكنك من إقناع الآخرين على معرفة الكيفية والعوامل المؤدية لذلك وحسب، إذ توجد مجموعة من المبادئ التي سيؤدي التزامك بها إلى تحقيق مطلبك:[٥]
- الإقناع لا يعني التلاعب بالآخرين، فالتلاعب يعني إجبارهم على فعل شيء لا يخدم ويعارض مصلحتهم.
- تحديد الأشخاص الذين يمكنك إقناعهم بوجهة نظرك وتركيز طاقتك واهتمامك عليهم.
- أخذ السياق والتوقيت بعين الاعتبار عند محاول الإقناع، فذلك يمكنك من التعرف على مبتغاك.
- فن الإقناع يمكن في معرفة كيفية التحدث مع الأشخاص وجلب اهتمامهم، وإلا فلن تقنعهم بشيء.
- إجبار الآخر على المعاملة بالمثل، فعندما تطرح وجهة نظرك عليه وتستمع إليه أنت تفرض عليه المثل.
- المثابرة والإصرار على معرفة غرض الشخص الآخر، فذلك سيمثل الركيزة الأساسية لتحدثك معه.
- الإطراء بصدق على الآخرين، فأنت بلا شك تتأثر إيجابيًا عندما يقدم أحدهم إطراءً لك.
- إدارة توقعات الآخرين فيما يتعلق بالوثوق بحكم، وذلك يعتمد على مدى تقبلهم وتصديقهم لك.
- اعرض ما تمتلكه من أفكار دون افتراضات مسبقة، إذ إن تحليلك للآخرين قد يفقدك تركيزك في طرح ما تريد قوله.
مَعْلومَة
يعد الإقناع من المفاتيح الأساسية التي تميّز البائع الذكي عن غيره، فالكثير من مهاراته تتبلور في مقدرته على الحديث وإقناع المشتري بما يملكه من سلع، ومن أهم المهارات التي عليكَ امتلاكها المعرفة بكافة جوانبها؛ كمعرفة الشركة التي تعمل بها وأهدافها، وكتابة كافة المعلومات والخبرات الجديدة التي تعلمتها، بالإضافة إلى إظهار المصداقية العالية في الطرح فيما يتعلق بالمنتج، كما عليكَ ألا تتوانى عن التدريب المستمر وتحصيل المهارات المتطورة التي من شأنها أن تحسن من مستواك المهني، وعليكَ أن تمتلك قدرات خطابية عالية تتميز بالثقة بالنفس والتنفس أثناء الحديث وأخذ الوقت الكافي الذي تحتاجه وتجنب الكلمات التي قد تحتمل الخطأ أو اللُبس، وكذلك الحرص على التواصل البصري مع الآخرين مباشرة، وبالتزامك بذلك ستكون البائع الناجح الذي لطالما حلمت به.[٦]
المراجع
- ↑ "What Is Persuasion?", lumenlearning, Retrieved 2020-6-15. Edited.
- ↑ "https://www.britannica.com/science/persuasion-psychology", britannica, Retrieved 2020-6-15. Edited.
- ↑ "9 Habits of Remarkably Persuasive People", jeff, Retrieved 2020-6-15. Edited.
- ↑ "6 Factors of Persuasion and How They Relate to PR", relevance, Retrieved 2020-6-15. Edited.
- ↑ "The 21 Principles of Persuasion", forbes, Retrieved 2020-6-15. Edited.
- ↑ "Effective Sales Techniques: How to be Persuasive in Sales", badgermapping, Retrieved 2020-6-15. Edited.