وسائل القران في تثبيت العقيدة الاسلامية

وسائل القران في تثبيت العقيدة الاسلامية
وسائل القران في تثبيت العقيدة الاسلامية

مفهوم العقيدة الإسلامية

يمكن تعريف العقيدة الإسلامية بمفهوم واسع وشامل، بأنها الإيمان التام والجازم بالله تعالى وصفاته وأسماءه الحسنى وألوهيته ووحدانيته، والتصديق بأركان الإيمان الستة وهي الإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، ولا يتحقق الإيمان في نفس المسلم إذا لم يؤمن بها جميعها، وتظهر العقيدة في إدراك وحدة الرسالات السماوية ودعوتها إلى توحيد الله تعالى وعبادته، ولا تقبل الأعمال عند الإخلال بمبدأ التوحيد، كما يجب تأكيد أن صلاح العقيدة يعني الفوز بالجنة ورضا الله تعالى، وفسادها يؤدي إلى استحقاق عذابه عز وجل في الآخرة، والمسلم يتمسك بعقيدته الصحيحة لتقوية صلته مع الله تعالى فهي وسيلة للتقرب إليه، وتكمن أهمية العقيدة الإسلامية في تخليص المسلم من شكوكه وأسئلته حول قضايا عديدة كالبعث والحساب وصفات الله تعالى وغيرها وهي أساس الدين وفيها بدأت الدعوة الإسلامية في مكة المكرمة، وهي سبب للسعادة في الدنيا والآخرة، ولا يتحقق صلاح الأمة إلا بصلاح عقيدتها، وتحتاج في ذلك إلى وسائل لتثبيتها وإبعاد الأفكار التي تفسدها.


وسائل القرآن الكريم في تثبيت العقيدة

يعد القرآن الكريم المعجزة الخالدة لسيدنا محمد-صلى الله عليه وسلم- وقد تضمن في آياته الكريمة منهاجًا كاملًا لحياة الأمة الإسلامية في كل زمان ومكان، ولذلك يجب فهم آياته وتطبيق أحكامه الشرعية للفوز برضا الله تعالى، ولا يقتصر ذلك على الاكتفاء بتلاوته، بل بتطبيقه وتثبيت العقيدة السليمة في نفس المسلم باستخدام وسائل عديدة منها:

  • إجابة القرآن الكريم على الكثير من تساؤلات العقل البشري، وذلك من خلال الحث على التفكر والتدبر في آيات الكون وما يحيط بالمسلم من مظاهر طبيعية، كالليل والنهار والشمس والقمر والظواهر الطبيعية ونزول المطر وتزيين السماء بالبروج وغيرها من المظاهر، كقوله تعالى: "فاطر السموات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجًا ومن الأنعام أزواجًا".
  • التأكيد على وحدانية الله تعالى وقدرته وهو ما يظهر في خلقه وتدبيره لأمور الكون، كما تذكّر الآيات القرآنية بضرورة استشعار مراقبة الله تعالى الدائمة لأعمالنا، ليحافظ المسلم على أداء العبادات ويخشى الخالق في أقواله وأعماله، كقوله تعالى: "وهو معكم أينما كنتم".
  • بيانه لمصير كل من المؤمن به الذي يفوز برضى الله تعالى والجنة، ومصير الكافر الذي يعذب في نار جهنم، كما يذكر القرآن الكريم في مواضع عديدة أمثلةً لمصير الأمم السابقة التي عصت الله ولم تتبع رسالة أنبيائه، كقصة فرعون مع سيدنا موسى، وقصة عاد وثمود وغيرها الكثير.
  • إظهار العقيدة بشكلها الصحيح وإبطال ما سواها، وذلك من خلال إعطاء أدلة واضحة تساعد في طمأنة قلب المسلم ليزداد تمسكًا بعقيدته ويرفض كل ما يفسدها من أفكار مضللة.
  • تذكير المسلم بنعم الله تعالى عليه، التي لا تعد ولا تحصى، فالله وحده القادر على نزعها وإعطائها ولا قدرة لمخلوق على ذلك، وهو صاحب الفضل في كل أمر، كقوله تعالى: "يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر".


أهمية القرآن الكريم في حياة الأمة الإسلامية

يجمع القرآن الكريم في آياته بين العقيدة والأحكام الفقهية والعبادات ومظاهر قدرة الله تعالى، وتساعد جميعها في الحفاظ على قوة المجتمع وتماسكه وقيام الأمة الإسلامية وازدهارها، ففضل كتاب الله يشمل الفرد والمجتمع، ويكون ذلك بالحرص على تلاوة آياته وتعليمها ونشر معانيها وتطبيق الأحكام الشرعية الواردة فيها الخاصة بالعبادات والزواج والميراث والقضاء، وغيرها من الأحكام الهامة للحفاظ على صلاح المجتمع، وكلما زادت علاقة المسلم بالقرآن زاد معه ثبات العقيدة في النفس واطمئنان القلب لنيل رضا الله في الدارين، كما تجب الإشارة إلى فضائل تلاوته التي ذكرت في مصادر التشريع، فكتاب الله يأتي شفيعًا يوم القيامة لأصحابه، وهو وسيلة للتقرب من الله تعالى ونيل ثوابه العظيم، فالمؤمن يحرص على التدبر في معانيه واستشعار قدرة الخالق والإيمان بما جاء فيه وأخذ العبرة منه.

فيديو ذو صلة :