في أي شهر عيد الحب

عيد الحب

تعرضت الإمبراطورية الرومانية للغزو في القرن الثالث الميلادي، وفي نفس الوقت انتشر مرض الطاعون أو الجدري، ما أدى إلى وفاة ما يقارب الخمسة آلاف شخص يوميًا من بينهم الكثير من الجنود، وعبر القرون الثلاثة الأولى للمسيحية تعرض المسيحيون للكثير من أشكال الاضطهاد، فرموا بهم أحياء في الماء المغلي، وقطعت ألسنتهم وعُذبوا بطرق في غاية البشاعة، ودمرت الكثير من الكتب والسجلات التاريخية وأحرقت الكتابات المسيحية، وبسبب إتلاف العديد من السجلات فإن تفاصيل حياة القديس فالنتين شحيحة جدًا، ولم يعرف عنها سوى القليل جدًا، وكانت هذه المعلومات تنتقل من جيل لجيل حتى طبعت في كتاب عام 1493.

كان القديس فالنتين كاهنًا في روما، وقيل أيضًا أنه كان أسقفًا في تيرني في وسط إيطاليا، وقد وقف في وجه الإمبراطور وأغضبه عندما دافع عن الزواج التقليدي، وزوج الجنود في السر في الكنيسة، ولما طالب الإمبراطور كلوديوس المسيحيين بترك معتقداتهم والتخلي عنها، وطلب منهم العودة لعبادة الأصنام، رفض القديس فالنتين الاستجابة له، فألقي القبض عليه وحبس، وحكم عليه بالموت، وبدأ الأدباء منذ العصور الوسطى بربط اليوم الذي مات فيه القديس فالنتين بالحب، إلى أن أصبح في نهاية الأمر خلال القرن الـ18 أحد أهم التقاليد الإنجليزية والتي تتبادل خلالها الزهور والحلويات وإرسال بطاقات المعايدة بعيد الحب.^[١]

شهر عيد الحب

إن مناسبة عيد الحب تعبر عن الحب الكبير بين المحبين والعشاق في مختلف بقاع الأرض، ويحرص الكثير من العشاق على إحياء هذا الحدث المعروف، الذي يأتي موعده في الرابع عشر من شهر فبراير من كل عام، ليكون بمثابة تجديد للعهد بين المحبين وتجديد الإخلاص فيما بينهم، وليكون هذا اليوم شاهدًا على عشقهم الذي ينمو ويزدهر عامًا بعد عام، وليكون يوم الحب شاهدًا على رباطهم المتين الذي يقربهم من بعضهم البعض ويجعلهم أكثر تمسكًا وقوة، ويمنحهم القوة والشجاعة التي تساعدهم لمواجهة التحديات التي تواجه حبهم.

ولعيد الحب الكثير من المسميات الأخرى مثل يوم الحب العالمي، ويوم العشاق، والفلانتين داي، وجاء نسبة للقديس فلانتين الذي وإن كان لم يثبت إلى الآن السبب الحقيقي وراء قتله نتيجة للاضطهاد المسيحي آنذاك، والذي كان يحرص المسيحيون في بداية على إحياء ذكراه في 14/2 من كل عام مع ارتباطه منذ زمن القرن الرابع عشر بالرومانسية والاحتفال بالعاطفة والدعوة لنشر الحب وتحويله لاحتفالية عامة لا تقتصر على المسيحين وحدهم أو حتى المحبين، فأصبح عيد الحب أكثر شمولية وامتد مفهومه ليضم كافة أنواع وحالات الحب والصداقة وخلافه مما زاد من أعداد الراغبين في الاحتفال بهذا اليوم.^[٢]

الحب التزام عاطفي

لا يعد الحب عاطفة أحادية الجانب بل على العكس تمامًا، فدائرة الحب دائرة كبير جدًا، فهناك حب للأطفال، وحب للوالدين، وحب الأهل والاقارب، وحب الأصدقاء، وحب للوطن الذي ننتمي إليه، وحب الزوج لزوجته، وحب الزوجة لزوجها، وتشترك جميع أنواع الحب هذه في الالتزام العاطفي الذي لا بد من إمداده دائمًا بالعطف والحنان والاحتواء، والارتقاء والاستمرار به دائمًا، فالحب يدخل قلوبنا دون استئذان، ودون حتى أن نسعى إليه؛ فهو لا يعد مشاعر قوية وعواطف جياشة فحسب، بل هو أسمى من ذلك وأرقى؛ فالحب دون التزام جدّي اتجاه من تحب لن يكون إلا شيئًا عابرًا؛ فهو كالزهرة التي تذبل وتموت إذا ما سقيت بالحب والرعاية والاهتمام. ^[٣]

المراجع

1. ↑ فادية سنداسي (2017-2-17)، "في عيد الحب.. تعرف على القصة الحقيقية للفالنتين"، أسال أكثر، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-14. بتصرّف.
2. ↑ اميرة احمد، "موعد عيد الحب تاريخ الفلانتين 2019"، محتوى، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-14. بتصرّف.
3. ↑ "عيد الحب وأصل الاحتفال به"، فيدو، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-14. بتصرّف.