مناعة القطيع: ما هي؟ وهل هي حقاََ فعالة في مكافحة الأوبئة؟

مناعة القطيع: ما هي؟ وهل هي حقاََ فعالة في مكافحة الأوبئة؟
مناعة القطيع: ما هي؟ وهل هي حقاََ فعالة في مكافحة الأوبئة؟

مناعة القطيع

تُعرف مناعة القطيع بأنها الحماية غير المباشرة من الأمراض المعدية التي تحدث عندما يكون السكان محصنين تجاه الأمراض بطريقتين رئيسيتين وهما التطعيم أو المناعة التي طُوّرت بعد التعرض لعدوى سابقة، وهو ما يُساعد في النهاية على توفير المناعة لجميع الأشخاص حتى أولئك اللذين لم يحصلوا على التطعيم، إذ يتم حمايتهم بفضل تمتع الأشخاص من حولهم بمناعة ليكونوا بمثابة عازل بين هؤلاء الأشخاص والأشخاص المصابين، وبمجرد العمل بمناعة القطيع لبعض الوقت وإعاقة قدرة الأوبئة على الانتشار فإنه يمكن القضاء على المرض في نهاية المطاف.[١]


آلية مناعة القطيع

يوجد مساران رئيسيان لتحقيق آلية مناعة القطيع وهما:[٢]

  • اللقاحات: وذلك بتوفير اللقاح للمرض المنتشر فيسهم اللقاح بخلق مناعة دون التسبب في المرض أو التعرض للمضاعفات الناتجة عنه، وهو ما يؤدي إلى حماية السكان من المرض حتى الأشخاص الذين لا يمكنهم الحصول على التطعيم مثل الأطفال حديثي الولادة، وباستخدام مفهوم مناعة القطيع نجحت العديد من اللقاحات عبر الزمن في السيطرة على الأمراض المعدية الفتاكة مثل؛ الجدري وشلل الأطفال والحصبة الألمانية وغيرها الكثير، وبالرغم من الفوائد التي يمكن الوصول إليها عند اتباع اللقاح في مفهوم مناعة القطيع إلا أن هناك عيوبًا لهذه الطريقة، وتكمن في تضاؤل الحماية في بعض اللقاحات بمرور الوقت مما يتطلب إعادة التطعيم، كما يمكن ألا يحصل جميع الأشخاص على الحماية الكاملة التي يحتاجونها تجاه المرض، وتشكل معارضة اللقاحات تحديًا من ناحية أخرى، فيؤدي عدم الحصول على اللقاح من قبل البعض بسبب اعتراضات دينية أو مخاوف بشأن المخاطر المحتملة أو الشك بشأن الفوائد إلى سرعة انتشار المرض في حال كانت نسبة الأشخاص الذين تلقوا اللقاح في المجتمع أقل من عتبة مناعة القطيع، وهو ما حصل في الآونة الأخير عندما عادت الحصبة إلى الظهور في أجزاء عديدة من العالم؛ بسبب معدلات التلقيح المنخفضة نسبياً بما في ذلك الولايات المتحدة.
  • العدوى الطبيعية: يمكن تحقيق مناعة القطيع عندما يتعافى عدد كافٍ من السكان من المرض ويطورون أجسامًا مضادة ضدّ العدوى في أجسادهم تحميهم من العدوى المستقبلية، ولكن قد تحدث بعض المشاكل الرئيسية في هذه الطريقة ومنها؛ عدم معرفة ما إذا كانت الإصابة بالمرض تجعل الشخص ذو حصانة من الإصابة في المستقبل كما هو الحال بالأمراض المستجدّة مثل فايروس كورونا الحالي، إذ تُشير الأبحاث إلى أن الإصابة ببعض الفيروسات التاجية قد لا تمنع الإصابة المستقبلية، فتكون الإصابة ممكنة بعد فترة تبلغ شهورًا أو سنوات، فيحتاج الأمر إلى المزيد من الأبحاث لتحديد التأثير الوقائي للأجسام المضادة للأمراض المستحدثة، ومن ناحية أخرى قد يتوجب إصابة عدد كبير من الأشخاص بالمرض لخلق مناعة القطيع، على سبيل المثال تحتاج الولايات المتحدة الامريكية لإصابة ما يقارب 200 مليون شخص بفايروس كورونا المستجد والتعافي منه لوقف الوباء.


هل مناعة القطيع فعّالة في مكافحة الأوبئة؟

تساعد مناعة القطيع في في جعل جزء كبير من السكان محصنين ضدّ الفايروس أو الوباء المنتشر من خلال جعل انتشاره أكثر صعوبة، ولكن كلما كان الفيروس معديًا كلما كان زاد أعداد الناس التي بحاجة إلى المناعة لبدء التأثير الفعال لهذه الآلية، وقد يكون من الصعب الوصول إلى أرقام كبيرة دون وجود لقاح كما هو الحال في فايروس كورونا المستجد، إذ تُقدر نسبة المصابين التي يحتاج إليها المجتمع لخلق مناعة القطيع بـ 70%،[٣] ولكن من ناحية أخرى نجحت هذه الآلية في مكافحة العديد من الأمراض والأوبئة عبر الزمن بما في ذلك؛ الجدري والحصبة الألمانية وشلل الأطفال وغيرها الكثير.[٢]


عواقب محتملة لمناعة القطيع

كلما كان المرض معديًا زاد عدد الأشخاص ذوي المناعة المطلوبين لضمان مناعة القطيع، على سبيل المثال يمكن لمرض الحصبة شديد العدوى أن ينقل الإصابة إلى 18 شخصًا آخر، وهو ما يعني أن 95٪ تقريبًا من الأشخاص يحتاجون إلى أن يكونوا محصنين حتى تتمتع المجموعة الأوسع بمناعة القطيع، أما فيما يخص فايروس كورونا المستجد فإنه يحتاج إلى تطوير المناعة لدى حوالي 60٪ من السكان، ومع ذلك فإن مناعة القطيع الطبيعية دون وجود اللقاح قد تكون صعبة التنفيذ نظرًا لإمكانية ارتفاع معدل الأمراض الخطيرة والوفيات مع حدوث إرهاق شديد للنظم الصحية حتى لدى البلدان ذات الدخل المرتفع، ولهذا السبب عادة ما تُحقق مناعة القطيع باستخدام اللقاح، ولكن اللقاحات لا تحقق نتائج على المدى البعيد كما هو الحال في الأنفلونزا الموسمية التي تتحول بصورة متكررة تهربًا من الاستجابة المناعية للجسم، ومن ناحية أخرى يُشكل الأشخاص الذين لا يرغبون بالتطعيم خطرًا على مستوى الحصانة العامة، وهو ما يمكن أن يتسبب بفقدان الحصانة العامة مما يعرض الجميع للخطر.[١]


قَد يُهِمُّكَ

يمكنك تقوية المناعة الطبيعية لجسمك من خلال مجموعة من التغييرات في أنماط الحياة، وتشمل كلًّا مما يلي:[٤]

  • حاول الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، إذ تتسبب قلة النوم بزيادة خطر إصابتك بالأمراض، ويجب النوم ما لا يقل عن 7 ساعات كلّ ليلة.
  • تناول المزيد من الأطعمة النباتية الكاملة بما في ذلك الفواكه والخضروات والمكسرات والبذور والبقوليات الغنية بالعناصر الغذائية ومضادات الأكسدة، وهو ما يوفر الحماية ضدّ مسببات الأمراض.
  • تناول مصادر الدهون الصحية مثل؛ زيت الزيتون والسلمون التي تعزز بدورها استجابة الجسم المناعية لمسببات الأمراض من خلال تقليل الالتهاب المزمن الذي يمكن أن يثبط جهاز المناعة.
  • تناول المزيد من الأطعمة المخمرة أو تناول مكمل البروبيوتيك، وهي البكتيريا المفيدة التي تساعد الخلايا المناعية على التمييز بين الخلايا الطبيعية الصحية والكائنات الضارة.
  • مارس التمارين المعتدلة، فبالرغم من أن التمارين الرياضية المكثفة لفترات طويلة تثبط جهاز المناعة، إلا أن التمرين المعتدل يمكن أن يعزز المناعة؛ وذلك لدوره في التقليل من الالتهاب ومساعدة الخلايا المناعية على التجدد بانتظام.
  • حافظ على رطوبة الجسم.
  • احرص على الحدّ من مستويات الإجهاد.
  • تناوَل المكملات الغذائية.


المراجع

  1. ^ أ ب "WHAT IS HERD IMMUNITY?", gavi,16 - 6 - 2020، Retrieved 16 - 6 - 2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Herd immunity and COVID-19 (coronavirus): What you need to know", mayoclinic,6 -6 - 2020، Retrieved 16 - 6 - 2020. Edited.
  3. "Coronavirus Immunity and Reinfection", webmd,27 - 4 -2020، Retrieved 16 - 6 - 2020. Edited.
  4. SaVanna Shoemaker (1 - 4 - 2020), "9 Ways to Boost Your Body’s Natural Defenses"، healthline, Retrieved 16 - 6 - 2020. Edited.

فيديو ذو صلة :