كيف يؤثر النوم على صحة دماغك؟

• ذات صلة
• الصيام الجاف: ما هو؟ وما فوائده؟
• إصابات العضلة الضامة وطرق علاجها

النوم

لا شك أن للنوم أهمية كبيرة في حياة كل رجُل يرغب في العيش بصحة جيدة، ولقد تحدث الكثير من الخبراء والجمعيات والجهات الصحية عن أهمية النوم وضرورة الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم في كل يوم، لكن ومع ذلك، فإن الخبراء لاحظوا ارتفاعًا ملحوظًا في نسب المعاناة من قلة النوم، بل إن أحد التقارير التي أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية قد كشفت عن معاناة 40 مليون شخص في أمريكا من 70 نوعًا مختلفًا مناضطرابات النوم، وللأسف فإن معظم هذه الاضطرابات يجري تجاهلها ولا تخضع للعلاج المناسب، ولقد كشفت التقارير كذلك عن اضطرار 40% من البالغين إلى النوم في النهار لتعويض النعاس الذي ينتابهم، ومن المعروف أن نوم النهار ينعكس سلبًا على مقدار الإنتاجية المتوقعة للفرد، وهنالك بالطبع أضرار وآثار سيئة كثيرة لقلة النوم على الدماغ وعلى الصحة النفسية والعقلية أيضًا^[١].

كيف يؤثر النوم على صحة دماغك؟

من الطبيعي أن تقضي ثلث وقتك تقريبًا في النوم؛ فهذا شيء صحي لجسمك ولا يختلف كثيرًا عن حاجتك لتناول الطعام والشراب، وتكمن أهمية النوم في الأثر المحوري الذي يلعبه فيما يتعلق بصحة الدماغ تحديدًا، فالنوم مهم للحفاظ على تواصل الخلايا العصبية أو العصبونات وتشكيل ذكريات جديدة داخل الدماغ وتعلم أشياء ومهارات جديدة أيضًا، وبعكس ما يعتقده الناس فإن الدماغ لا يتوقف عن العمل أثناء النوم، وإنما يدخل في مرحلة جديدة الهدف منها هو تخليص الخلايا العصبية من السموم التي تراكمت في الدماغ أثناء ساعات النهار^[٢]، ومن المحتمل أن تؤثر قلة النوم كثيرًا على عمل دماغك، خاصة فيما يتعلق بقدرات التفكير والتركيز لديك، وقد يظهر ذلك على بالتجليات التالية^[٣]:

• مواجهتك لصعوبة في التركيز وتوجيه اهتمامك نحو الأشياء، وهذا قد ينعكس على آدائك الوظيفي أو المدرسي.
• إبطاء وقت الاستجابة العصبية لديك، مما يجعلك غير قادرٍ على قيادة السيارة مثلًا، وهذا بالطبع سيؤدي إلى وضعك في مواقف صعبة وخطيرة للغاية.
• خفض قدراتك على الاتيان بالأفكار الجديدة والابداعية؛ لأن التفكير الإبداعي وحلّ المشكلات يحتاجان إلى النوم الكافي.
• خفض قدرتك على تذكر الأحداث أو الأمور التي تعلمتها حديثًا؛ لأن النوم يقوي التواصل بين خلايا دماغك ويجعلها قادرة على تخزين المعلومات.
• شعورك بالتعب، وحدة الطباع، ومشاكل المزاج، وربما الاكتئاب ومشاكل نفسية أخرى، ومن الجدير بالذكر أن إحدى الجمعيات المعنية بالصحة النفسية قد وجدت بأن قلة النوم تجعلك أكثر عرضة للمعاناة من الاكتئاب بنسبة ثلاثة أضعاف وأكثر عرضة للاقدام على الانتحار بنسبة 2.6 أضعاف أيضًا^[٤].

ومن الجدير بالذكر أن عملية النوم تستدعي تظافر أجزاء كثيرة من الدماغ، وهي^[٢]:

• تحت المهاد Hypothalamus: يقع تحت المهاد عميقًا داخل الدماغ، وهو يحتوي على الكثير من الخلايا العصبية المختصة بإتمام عمليات النوم واليقظة، ومن المثير للاهتمام أن الوطاء يحتوي على مركز عصبي يُدعى بالنواة فوق التصالبة Suprachiasmatic Nucleus، التي تختص باستقبال المعلومات الضوئية من العينين، وفي حال أصيبت هذه النواة بالضرر، فإن من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى جعلك تنام أكثر في ساعات النهار.
• جذع الدماغ Brain Stem: يتواصل جذع الدماغ مع الوطاء لتنظيم النوم واليقظة، وهو يحتوي على أجزاء فرعية كثيرة، وتظهر وظيفة هذا الجزء عند دخولك في مرحلة من النوم تُدعى بمرحلة حركة العين السريعة، ويختص كذلك بإراحة العضلات أثناء نومك حتى لا تحرك نفسك أثناء النوم.
• المهاد Thalamus: يستقبل المهاد المعلومات الحسية القادمة من القشرة الدماغية، وعادةً ما يدخل المهاد في حالة من الصمت أثناء النوم ليجعلك تفقد الإحساس بالعالم الخارجي وتنكب فقط على الأحلام التي تراها في نومك، لكنه ما يلبث حتى يستيقظ أثناء دخولك لمراحل النوم المتقدمة لإمدادك بالمعلومات اللازمة لجعل أحلامك تبدو أكثر واقعية.
• الغدة الصنوبرية Pineal Gland: تلعب هذه الغدة دورًا في إفراز هرمون يُدعى بهرمون الميلاتونين، الذي يحفزك على النوم بعد انطفاء النور.
• أجزاء أخرى: يتأثر الدماغ بالنوم نتيجة لوجود أجزاء أخرى كثيرة فيه لديها دورٌ في إتمام عملية النوم واليقظة، ومن بين هذه الأجزاء ما يُعرف بالدماغ الأمامي القاعدي Basal Forebrain وما يُعرف أيضًا باسم اللوزة Amygdala التي لها دورٌ محوري في تشكيل العواطف.  

الآثار النفسية لقلة النوم

ربط الباحثون بين قلة النوم وزيادة خطر إصابتك بالكثير من الأمراض والمشاكل النفسية، من أبرزها^[٥]:

• التوتر: يُعاني المصابون بقلة النوم من التوتر وتغيرات أخرى في المزاج، وقد يظهر هذا الأمر على شكل غضب وعدم تحمل تصرفات الآخرين حتى وإن كانت بسيطة.
• الاكتئاب: كشف الباحثون عن حقيقة أن قلة النوم أو الآرق هي من بين علامات الاكتئاب أصلًا، لكن هذا لا ينفي كون قلة النوم هي من الأمور التي يُمكن أن تؤدي إلى الاكتئاب في الدرجة الأولى أيضًا.
• القلق: تجعلك قلة النوم أكثر عرضة للشعور بالقلق، كما أن إصابتك بقلة النوم ستجعلك أقل قدرة على التأقلم مع القلق في الأساس.
• اضطراب ثُنائي القطب: ينتمي هذا الاضطراب إلى فئة الأمراض النفسية الشهيرة، وعادةً ما يشكو المصابون به من مرورهم بنوبات متبادلة من الاكتئاب والبهجة.
• نقص الانتباه واضطراب فرط الحركة: ينتشر هذا المرض بالفئة العُمريّة المُمتدة من 6-17 سنة، وقد ربط الباحثون بينه وبين الإصابة بقلة النوم أيضًا. 

قَد يُهِمُّكَ

قد تحوم في ذهنك الآن تساؤلات حول الأمور أو النصائح البسيطة التي يُمكنك اتباعها لتنعم بنوم صحي وتبعد عن نفسك شرّ مشاكل واضطرابات النوم السيئة التي تؤثر على وظائف دماغك، ولحسن الحظ فإن هنالك الكثير من الكثير من النصائح التي تمكنك من الوصول إلى هذا الهدف، منها^[٦]:

• التزم بجدول منظم للنوم وحاول أن توفر 7 ساعات من النوم لنفسك في كلّ يوم.
• لا تذهب إلى السرير وأنت تشعر بالجوع أو وأنت ممتلئ إلى حدّ التخمة.
• ابتعد عن تناول منتجات النيكوتين، والكافيين، والكحول قبل النوم.
• اختر النوم في غرفة مظلمة وباردة نوعًا ما، وحاول إغلاق مصادر النور من حولك.
• تجنب النظر إلى الشاشات التي تصدر أضواء ساطعة قبل النوم.
• لا تسرف بالنوم أثناء النهار أو بأخذ القيلولة في النهار.
• مارس بعض الأنشطة البدنية في ساعات النهار.   

المراجع

1. ↑ "Why sleep is important", www.apa.org, 2020-05-05, Retrieved 2020-08-05. Edited.
2. ^ ^{أ ب} "Brain Basics: Understanding Sleep", www.ninds.nih.gov, 2019-08-13, Retrieved 2020-08-05. Edited.
3. ↑ "How Lack of Sleep Impacts Cognitive Performance and Focus", www.sleepfoundation.org, 2020-07-28, Retrieved 2020-08-05. Edited.
4. ↑ "How Important Is Sleep?", www.sleepassociation.org, Retrieved 2020-08-05. Edited.
5. ↑ Amy Morin, LCSW (2020-02-24), "How Does Sleep Affect Mental Health?", www.verywellmind.com, Retrieved 2020-08-05. Edited.
6. ↑ "Sleep tips: 6 steps to better sleep", www.mayoclinic.org, 2020-04-17, Retrieved 2020-08-05. Edited.