محتويات
الطاعون الدبلي
يُعرف الطاعون الدبلي Bubonic Plague بأنه أحد الأنواع أو الأشكال الثلاثة الرئيسية لمرض الطاعون، والذي يصيب القوارض وينتقل عبر الحشرات إلى الإنسان، وعادةً ما يؤدي الطاعون الدبلي إلى التهاب وتورم وألم في العقد اللمفاوية، ويُمكن للطاعون الدبلي أن يتطور إلى شكل آخر من الطاعون يُدعى بطاعون "إنتان الدم"، والذي يؤدي بدوره إلى حدوث التهابات في سحايا الدماغ وتخثر للدم أيضًا، ويمتاز الطاعون الدبلي بمستوى عالٍ من الخطورة، وقد يكون مميتًا عند 50-60% من الحالات في حال إهمال أخذ علاجاتٍ مناسبة للتعامل معه وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، أما بالنسبة لمناطق انتشار هذ المرض، فإن الطاعون عمومًا يتواجد في المناطق التي تتكاثر فيها القوارض، بما في ذلك القوارض البرية التي تنتشر في وسط وشرق وجنوب القارة الأفريقية وجنوب القارة الأمريكية، لكن وعلى أية حال، فإن هنالك لقاح أو مطعوم يُمكن الحصول عليه للوقاية من الطاعون الدبلي، لكن هذا اللقاح غير متوافر بكميات تجارية في جميع بلدان العالم[١].
أعراض الطاعون الدبلي
يشتهر الطاعون الدبلي بكونه أكثر أنواع الطاعون شيوعًا بين البشر، وقد سمي بذلك لتسببه بحدوث تورم في العقد اللمفاوية وجعلها تبدو كالدبل أو الأورام المتدلية خلال الأسبوع الأول من الإصابة بالمرض، وعادةً ما تظهر هذه الدبل في منطقة الخصر أو تحت الإبط أو العنق، كما قد يصل حجم هذه الدبل إلى حجم شبيه بحجم بيض الدجاج، ومن المحتمل أن يشعر المريض بالألم عند ملامسة هذه الدبل، وقد يشعر بأعراض أخرى، مثل[٢]:
- الشعور بالحمى والقشعريرة المفاجئة.
- المعاناة من الصداع والإعياء.
- الشعور بتشنجات في العضلات.
طريقة انتشار الطاعون الدبلي
إنّ احتمالية انتشار الطاعون منخفضة كثيرًا لدى معظم الناس، باستثناء الأفراد الذين يزورون إحدى المناطق التي يكثر فيها الطاعون أو الذين يلمسون أجسام الحيوانات الميتة بكثرة؛ كالفئران، والسناجب، والأرانب، أو الذين يقضون الكثير من الوقت في البرية أو في التنزه في الطبيعة والصيد، أو الذين يقضون وقتًا طويلًا برفقة أحد المصابين بالطاعون[٣]، لكن على أية حال، فإن انتشار الطاعون الدبلي يحدث نتيجة لقرصات الحشرات التي تتغذى على القوارض، ومن النادر أن ينتشر هذا النوع من الطاعون من شخص إلى آخر[٤]، وغالبًا ما ينشأ الطاعون الدبلي بسبب التعرض لبكتيريا تُدعى باليرسينيا الطاعونية Yersinia Pestis التي تنتقل إلى البشر عبر الحشرات التي تعيش على القوارض، وعلى الرغم من الأخبار التي تحدثت عن ظهور حالات جديدة من هذا المرض مؤخرًا، إلا أن الطاعون يبقى مرضًا نادر الحدوث ولا يُصيب سوى بضعة آلاف من الناس سنويًا، ومعظمهم في أفريقيا، والهند، والبيرو، ومن المثير للاهتمام أن عدد حالات الطاعون في الولايات المتحدة الأمريكية لا يتجاوز 7 حالات سنويًا فقط، ومعظم هذه الحالات تظهر في الولايات الجنوبية التي تكثر فيها القوارض والفئران[٥].
علاج الطاعون الدبلي
على الرغم من السمعة السيئة والمهلكة للطاعون الدبلي والعدد الكبير للأرواح التي حصدها هذا المرض في الماضي، إلا أنه بات الآن أحد الأمراض القابلة للشفاء والعلاج لدى معظم الحالات، ويرجع سبب ذلك إلى وجودالمضادات الحيوية القادرة على مقاومة البكتيريا، خاصة عند أخذ هذه المضادات خلال 24 ساعة من ظهور أعراض المرض، ويُمكن للأطباء كذلك إمداد المريض بالأكسجين والسوائل الوريدية وغيرها من العلاجات المساعدة أيضًا، لكن يبقى من الأنسب دائمًا أخذ علاج الطاعون مبكرًا، كما قد يكون من الأنسب إعطاء المضادات الحيوية للأشخاص الذين تواصلوا مع المرضى المصابين بالطاعون أيضًا، وهذا في المحصلة يعني أنه حتى لو عاد الطاعون مرة أخرى وتسبب بحدوث وباء كما في السابق، فإن البشرية حاضرة وقادرة على إبراز أسلحتها الدوائية بوجه هذا المرض[٥].
الوقاية من الطاعون الدبلي
على الرغم من تأكيد منظمة الصحة العالمية على وجود لقاح أو مطعوم فعال للوقاية من الطاعون كما ورد مسبقًا، إلا أن الخبراء ما زالوا غير متيقنين تمامًا حول هذا الأمر وما زال العمل جاريًا للتأكد من تطور هذا المطعوم، وعلى العموم توجد الكثير من الأمور الاحترازية التي يُمكنك اتباعها للحدّ من فرص إصابتك بالطاعون، خاصة في حال كنت تعيش في أحد المناطق التي تكثر بها حالات الطاعون، ومن بين هذه الأمور، الآتي[٢]:
- اطرد القوارض من منزلك وتخلص من أماكن تكاثر الفئران؛ كالحجارة والخشب والخرداوات، وحاول ألا تسمح للقوارض بالاستيلاء على طعام الحيوانات الأليفة الأخرى في منزلك.
- تواصل مع المختصين لجلب منتجات كيميائية لمقاومة الحشرات التي تتغذى أو تعيش على جلود الحيوانات الأليفة في منزلك.
- احرص على ارتداء القفازات عند الرغبة بإزالة أجسام الحيوانات المتفسخة؛ وذلك لمنع ملامسة جلدك للبكتيريا المؤذية العالقة بها.
- استخدمالمبيدات الحشرية القادرة على طرد الحشرات والبعوض.
معلومة
لم يرد ذكر الطاعون الدبلي في الروايات القادمة من العصور الوسطى فحسب، وإنما ورد في العهد القديم أيضًا، وتحديدًا في سفر صموئيل الأول عندما أشار هذا السفر إلى إصابة الفلسطينيين القدماء بالطاعون، ومن الجدير بالذّكر أنّ علماء الآثار قد كشفوا عن وجود أدلة أحفوريه للحشرات المسؤولة عن نقل الطاعون في منطقة العمارنة المصرية، وهذا كان كافيًا بنظر البعض لتأكيد وجود الطاعون في هذه المناطق أثناء تلك الحقب الزمنية، بل وقد قدروا حدوث الطاعون في عام 1350 قبل الميلاد أيضًا، لكن أكثر ما أثار اهتمام علماء الآثار والمؤرخين كان حقيقة أن الفلسطينيين القدماء قد دأبوا على إرسال تماثيل صغيرة للفئران والأورام الناجمة عن الطاعون الدبلي إلى المناطق المجاورة لهم، وقد فسر العلماء هذا الأمر عبر القول بأن هذا كان تحذيرًا صادقًا إلى الناس الآخرين ليأخذوا حذرهم من الفئران المسببة للطاعون[٦].المراجع
- ↑ "Plague", www.who.int, Retrieved 2020-08-05. Edited.
- ^ أ ب "Plague", www.mayoclinic.org, 2019-02-05, Retrieved 2020-08-05. Edited.
- ↑ Jennifer Robinson, MD (2018-02-28), "What Is the Plague?", www.webmd.com, Retrieved 2020-08-05. Edited.
- ↑ Steven Doerr, MD (2019-11-27), "Plague (Black Death)", www.medicinenet.com, Retrieved 2020-08-05. Edited.
- ^ أ ب Julia Ries (2020-07-07), "Yes the Bubonic Plague Is Still Around Why You Dont Need to Worry", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-05. Edited.
- ↑ Frank R Freemon (2005-09-09), "Bubonic plague in the Book of Samuel", J R Soc Med., Issue 9, Folder 98, Page 436. Edited.