محتويات
تعرف على طرق زراعة الكلى
تُعرف زراعة الكلى بأنها عملية جراحية تنقل من خلالها كلية سليمة من متبرع حي أو متوفى لشخصٍ آخر لا تعمل كليته بصورة طبيعية، ويترتب على اضطراب وظيفة الكلية حدوث مشاكل في تنقية الدم وتخليصه من الفضلات والمعادن والسوائل عن طريق البول، ونتيجةً لذلك تتراكم هذه الفضلات الضارة في الدم والجسم مُسببةً ارتفاع في ضغط الدم، ومع تفاقم الوضع قد تتوقف الكلية المصاب عن العمل بنسبة 90% وهي ما تُعرف بمرحلة الإصابة بالفشل الكلوي،[١] وتتطلب عملية زراعة الكلى مجموعة من التحضيرات والاستعدادات المُسبقة، ويشمل ذلك تحاليل دم مُحددة للتأكد من تطابق أنسجة كلية المُتبرع مع أنسجة المُتلقي، وفيما يلي الخطوات التي يتبعها الطبيب لإجراء زراعة الكلى:[٢]
- يخدر أحد أعضاء الفريق الطبي المُتبرع والمُتلقي تخديرًا عامًا، وتركيب خط تغذية وريدية في يديهما أو ذراعهما.
- يشق الطبيب البطن بعد التخدير لأخذ كلية المُتبرع ونقلها إلى داخل جسم المُتلقي.
- تثبت الكلية في جسم المُتلقي من خلال توصيل الشرايين والأوردة المرتبطة بالكلى مع الشرايين والأوردة الرئيسية المحيطة بها، مما يسمح بتدفق الدم عبر الكلية الجديدة.
- يوصل الطبيب حالب الكلية الجديدة بالمثانة ليتمكن المُتلقي من التبول طبيعيًا، علمًا أن الحالب هو الأنبوب الذي يربط الكلية بالمثانة.
- يبقى المُتلقي تحت المراقبة لفترة من الزمن للتأكد من أن الجسم تقبّل الكلية الجديدة، ولم يعاني من أي مضاعفات بعد العملية مثل ارتفاع ضغط الدم أو العدوى.
ما الفحوصات والتحاليل اللازمة قبل عملية زراعة الكلى؟
يحتاج كل من المُتبرع والمُتلقي لإجراء مجموعة من التحاليل قبل الإقدام على إجراء عملية زراعة الكلى، بهدف معرفة نوع الدم وتحديد ما إذا كان هناك تطابق بين أنسجة كلية المُتبرع والمُتلقي أم لا، وفيما يلي الفحوصات والتحاليل الواجب إجراؤها قبل عملية زراعة الكلى:[٣]
- فحص فصيلة الدم: يهدف هذا الاختبار الأساسي إلى معرفة فصيلة دم المُتبرع والمُتلقي، فمن الضروري أن يكون لديهما نفس فصيلة الدم أو أن تكون فصائل دمهم متوافقة، وفيما يلي قائمة فصائل الدم المتوافقة بين المُتبرع والمُتلقي:
- فصيلة دم المُتلقي A تتوافق مع فصيلة دم المُتبرع من نوع A أو O.
- فصيلة دم المُتلقي B تتوافق مع فصيلة دم المُتبرع من نوع B أو O.
- فصيلة دم المُتلقي O تتوافق مع فصيلة دم المُتبرع O.
- فصيلة دم المُتلقي AB تتوافق مع فصيلة دم المُتبرع من نوع A أو B أو AB أو O.
- اختبار توافق الأنسجة: وهو اختبار دم يُعرف باسم اختبار الدم لمستضدات كريات الدم البيضاء البشرية "HLA"، علمًا أن المُستضدات تتواجد في العديد من خلايا الجسم وتختلف من فرد لآخر، ويحتاج المُتلقي إلى أن تكون أنسجته متطابقة مع أنسجة المُتبرع بنسبة معينة، إلا أنه من الأفضل أن يكون التطابق تامّ لتتمكن الكلية من العمل لسنوات أطول.
- فحص الفيروسات: تجرى عدة فحوصات للكشف عن عدة فيروسات مثل فيروس نقص المناعة البشرية المعروف بالإيدز، وفيروس التهاب الكبد، والفيروس المضخم للخلايا، وذلك لاختيار الأدوية الوقائية المناسبة بعد الزراعة، والمساعدة في منع انتشار المرض من المُتبرع للمُتلقي.
- اختبار الجسم المضاد التفاعلي PRA: يقيس هذا الاختبار مستوى الأجسام المضادة لمستضدات كريات الدم البيضاء البشرية "HLA" في الدم، التي تتواجد في الجسم جراء التعرض لنقل الدم أو الولادة أو الخضوع لعمية زرع عضو أخر فيما سبق، وكلما زاد عدد الأجسام المضادة لـ"HLA" في الدم زادت نسبة "PRA"، وإذا كان لدى المُتلقي مستوى مرتفع من الأجسام المضادة لـ"HLA" فقد يكون من الصعب العثور على كلى مناسبة له.[٤]
- اختبار توافق الدم: يجري كل من المُتبرع والمُتلقي هذا الاختبار عدة مرات بما في ذلك قبل عملية الزراعة مباشرةً، ولإجراء الاختبار تخلط خلايا من المُتبرع بمصل المُتلقي، فإذا كان المصل الخاص بالمُتلقي يحتوي على أجسام مضادة ضد خلايا المُتبرع، فإن الأجسام المضادة سترتبط بخلايا المُتبرع وتكشف باستخدام طريقة الكشف الفلورية، وإذا كان مستوى الأجسام المضادة مرتفع ستدمر خلايا المُتبرع مما يعني أن التطابق إيجابي وأن عملية الزراعة لا يمكن أن تتم، وفي حال أجريت الزراعة فلن يتقبلها جسم المُتلقي وسيرفضها فورًا.
مضاعفات ومخاطر عملية زراعة الكلى
كغيرها من العمليات الجراحية يمكن أن يرافق عملية زراعة الكلى بعض المضاعفات والمخاطر، علمًا بأن نسبة هذه المخاطر انخفضت في الآونة الأخيرة مع التطور في الطب، وفيما يلي أبرز المضاعفات التي يمكن أن ترافق عملية زراعة الكلى سواء خلال إجراء العملية، أو نتيجةً لاستخدام أدوية معينة، أو لخطأ معين في الكلى المنقولة:[٥]
- إصابة المُتلقي بعدوى ما بعد عملية زراعة الكلى، وقد تكون هذه العدوى بسيطة مثل التهابات المسالك البولية، والإنفلونزا، أو خطيرة مثل الالتهاب الرئوي والفيروس المضخم للخلايا.
- يمكن أن يُصاب المُتلقي بتجلط الدم في الشرايين المتصلة بالكلى المُتبرع بها، وتبلغ نسبة الإصابة بذلك 1% من مجموع عمليات زراعة كلى.
- تضيّق الشريان المتصل بالكلية المُتبرع بها، ويمكن أن يرافق هذا الأمر ارتفاع في ضغط الدم.
- انسداد الحالب.
- تسرب البول من موضع التقاء الحالب بالمثانة، مما يؤدي إلى تجمّع السائل في البطن أو تسربه عبر الشق الجراحي.
- رفض الجهاز المناعي للكلى المُتبرع بها، ويبدأ فجأة بمهاجمتها على اعتبار أنها جسم غريب، لكنها حالة لا تستدعي للقلق ويمكن علاجها ببساطة بواسطة الأدوية المثبطة للمناعة، لكن هذه الأدوية ذات أثار جانبية تتمثل بإضعاف جهاز المناعة وزيادة خطر الإصابة بالعدوى، وزيادة خطر كل مما يلي:[٦]
- انتفاخ الوجه.
- زيادة الوزن.
- ارتفاع نسبة السكر في الدم.
- ارتفاع ضغط الدم.
- أمراض العظام.
- إعتام عدسة العين.
- حموضة المعدة.
- تغيرات في الجلد.
- ظهور حب الشباب وشعر الوجه.
- يمكن أن يؤدي استخدام مثبطات المناعة لفترة طويلة إلى زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، أو تلف الكبد أو الكلى.
أهم النصائح الواجب اتباعها قبل عملية زراعة الكلى
قبل الخضوع لعملية زراعة الكلى على المُتلقي والمُتبرع إجراء التحاليل المخبرية السابق ذكرها للتأكد من مطابقة الأنسجة، إضافةً إلى ضرورة التزام المُتبرع ببعض النصائح العامة قبل العملية، ومن أهمها:[٧]
- ممارسة التمارين الرياضية بما في ذلك المشي، وركوب الدراجة، والسباحة يوميًا للمحافظة على جسمه ورئتيه بصحة جيدة، وهذا بدوره يُساعد على التعافي بعد العملية بصورة أسرع.
- اتباع نظام غذائي صحييحتوي على الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، والبروتينات الخالية من الدهون، وتجنّب استهلاك الكحول قبل العملية وبعدها.
- تجنّب التدخين قبل 4 أسابيع على الأقل من العملية، فمن الممكن أن يزيد التدخين من خطر حدوث مضاعفات ما بعد العملية، ويؤخر أيضًا من التئام الجرح.
- مناقشة المتبرع للطبيب حول تناول الأدوية، إذ يجب أن يتوقف عن تناول الأسبرين والأيبوبروفين ومميعات الدم لمدة أسبوع قبل العملية.
- معرفة كل ما يتعلق بمخاطر العملية، وماذا يجب على المُتبرع فعله لتخفيفها، ومقدار الألم الذي قد يتحمله، وكيف تؤثر العملية على حياته فيما بعد.
- التحضير النفسي للعملية بممارسة النشاطات التي يفضلها المتبرع وأن يمارس تمارين الاسترخاء كاليوغا.
مَعْلومَة: تعرف على العلاج المستخدم بعد عملية زراعة الكلى
يحتاج مُتلقي الكلى لفترة من الراحة بعد إجراء العملية، ومتابعة جيدة من قِبل الأطباء للتأكد من تقبّل الجسم للكلية الجديدة، وعدم وجود أي مضاعفات أو آثار جانبية مترتبة على العملية، ومن الإجراءات التي يخضع لها المُتلقي بعد زراعة الكلى ما يلي:[١]
- مراقبة عمل الكلية الجديدة؛ فبالرغم من إمكانية الجسم بعدها على إنتاج البول وتصريفه، إلا أنه في بعض الحالات قد تحتاج الكلى لعدة أيام لبدء وظيفتها، وفي هذه الحالة سيحتاج المُتلقي لغسيل كلوي مؤقت إلى أن تبدأ الكلى الجديدة بالعمل كما ينبغي.
- إجراء فحوصات دورية خلال فترة التعافي؛ لمراقبة كفاءة عمل الكلى، والتأكد من أن الجسم قد تقبّلها.
- تناول أدوية مخصصة لمرضى زراعة الكلى التي تمنع الجهاز المناعة من مهاجمة ورفض الكلية الجديدة، كما تساعد أدوية إضافية في تقليل خطر حدوث مضاعفات أخرى مثل العدوى، وتُقسم مثبطات المناعة إلى ثلاثة مجموعات وهي:[٨]
- عامل الحث: دواء قوي مضاد للرفض الكلى من قبل الجهاز المناعي، ويُستخدم بالعادة قبل عملية الزراعة وبعدها مباشرة.
- عوامل المحافظة أو الوقاية: الأدوية المضادة لرفض العضو المزروع، وعلى المُتلقي تناولها يوميًا طوال فترة ما بعد زراعة الكلى.
- عوامل الرفض: الأدوية التي تستخدم في علاج نوبات الرفض.
المراجع
- ^ أ ب Mayo Clinic Staff (25/2/2020), "Kidney transplant", Mayo clinic, Retrieved 23/2/2021. Edited.
- ↑ Debra Stang (31/5/2018), "Kidney Transplant", Healthline, Retrieved 23/2/2021. Edited.
- ↑ "Kidney Transplant", University of California San Francisco - Department of Surgery, Retrieved 23/2/2021. Edited.
- ↑ Annette M. Jackson and Ed Kraus (31/1/2017), "Blood Tests for Transplant", National Kidney Foundation, Retrieved 23/2/2021. Edited.
- ↑ "Kidney transplant", National Health Service, 20/8/2018, Retrieved 23/2/2021. Edited.
- ↑ Dr. Ananya Mandal (19/4/2019), "Complications of kidney transplant", News-Medical, Retrieved 23/2/2021. Edited.
- ↑ Minesh Khatri (19/11/2020), "Preparing for Kidney Donor Surgery", WebMD, Retrieved 23/2/2021. Edited.
- ↑ "Care After Kidney Transplant", National Kidney Foundation, 11/12/2020, Retrieved 23/2/2021. Edited.