أضرار صحية خطيرة للمواد الحافظة، تعرّف عليها

أضرار صحية خطيرة للمواد الحافظة، تعرّف عليها
أضرار صحية خطيرة للمواد الحافظة، تعرّف عليها

المواد الحافظة

لا شك أنك سمعت من قبل بمفهوم المواد الحافظة Preservatives وحجم الأضرار المرتبطة بها، مما جعلك تتساءل جديًا حول الحقائق والثوابت العلمية حول هذا الموضوع، وفي الحقيقة فإن مفهوم المواد الحفاظة يشير أساسًا إلى مجموعة من المركبات الكيميائية القادرة على إبطاء أو منع نمو البكتيريا في المنتجات الغذائية والدوائية ومنتجات الجمال وحتى الأخشاب أيضًا، وهذا يعني أو المواد الحفاظة لا توجد في الطعام فحسب، وإنما توجد أيضًا في الادوية ومنتجات أخرى، والهدف من إضافتها إلى هذه المنتجات هو بالطبع زيادة عمرها ومنع فسادها أو تلوثها، وفي المناسبة فإن المواد الحافظة لا تُساهم في منع البكتيريا من النمو داخل المنتجات فحسب، وإنما تمنع الفطريات، والفيروسات، والعفن أيضًا، كما أن بعض المواد الحافظة بوسعها الحفاظ على لون، وملمس، وطعم المنتجات الغذائية، لكن بالطبع يبقى هنالك الكثير من الأضرار والمشاكل المرتبطة بالمواد الحافظة، وهذا جعلها محل نقاش ودراسة ومتابعة حثيثة من طرف الجهات الصحية الرسمية في الكثير من الدول[١].


أضرار المواد الحافظة

على عكس ما يعتقد به الناس، فإن موضوع أضرار المواد الحافظة الموجودة في الأطعمة ليس موضوعًا حديثًا على الإطلاق؛ إذ توجد دراسة علمية ترجع إلى عام 1908 قد بحثت في هذا الموضوع، وهذا يعني أن الباحثين قد تابعوا هذه القضية منذ حوالي 115 سنة تقريبًا[٢]، وقد نشرت دراسة حول هذا الأمر كذلك عام 2015 في المجلة الدولية للمنشورات العلمية والبحثية، وجاء فيها أن لبعض المواد الحافظة أخطار صحية بكل تأكيد، وأشارت الدراسة إلى وجود تباين في نوعية هذه الأخطار وفقًا لنوع المواد الحافظة؛ فمركبات الكبريتيت Sulfites التي تُستخدم لحفظ الفواكه يُمكن أن تتسبب في إصابتك بالصداع، وخفقان القلب، والحساسية، وربما السرطان، بينما قد تتسبب مركبات البنزوات Benzoates في إصابتك بالربو والطفح الجلدي والحساسية، أما بالنسبة لمركبات النترات الشهيرة Nitrates التي تلاحظها بكثرة في بعض أنواع الأطعمة، فإن البعض يعتبرونها إحدى أنواع المركبات الضارة التي تؤدي إلى الإصابة بسرطان المعدة، وتوجد أنواع كثيرة أخرى من المواد الحافظة التي تحمل أضرارًا ومخاطر صحية، خاصة فيما يتعلق بمشاكل الحساسية، وهذا يعني في المحصلة أن من الأنسب فعلًا التقليل أو الامتناع عن تناول الأطعمة التي تحتوي على مواد حافظة[٣].


أخطر أنواع المواد الحافظة

قد يكون من الأنسب لك تجنب تناول أي من الأطعمة التي تحتوي على بعض المواد الحافظة المشهورة بكونها خطرة، مثل[٤]:

  • نترات الصوديوم: تستخدم نترات الصوديوم للحفاظ على لون وطعم اللحوم، لكن المشكلة في هذا المركب أنه يتحول إلى مركب آخر يُدعى بالنتروزامين عند تسخينه أو عند خلطه بأحماض المعدة، وقد ربط الباحثون بين النتروزامين وبين زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والبنكرياس.
  • الكبريتيت: منعت الجهات الصحية الرسمية في الولايات المتحدة الأمريكية إضافة الكبريتيت إلى الفواكه الطازجة بسبب قدرته على إصابة البعض بالربو، لكن بقي لهذه المادة تواجد في أنواع أخرى من الأطعمة، ويُمكنك التعرف على وجود الكبريتيت في المنتجات التي بين يديك عند قراءة المكونات على الملصقات مثل: ثاني أكسيد الكبريت، أو بيسلفيت البوتاسيوم، أو بيسلفيت الصوديوم، سلفيت الصوديوم.
  • بوتيل هيدروكسي الأنيسول Butylated Hydroxyanisole: يدخل هذا المركب في إنتاج وحفظ الزبدة وبعض أنواع اللحوم والزيوت النباتية وحتى الكعك والشيبس أيضًا، والهدف من وجوده هو منع إصابة هذه المنتجات بالنتن أو الفساد، لكن المشكلة أن لهذه المادة قدرة على التسبب بحدوث السرطانات لدى البشر.
  • بنزوات الصوديوم: يتواجد هذا المركب بكثرة في المشروبات الغازية والأطعمة الحمضية، بما في ذلك المخللات وعصائر الفواكه، وعلى الرغم من اعتباره مادة آمنة من إدارة الغذاء والأدوية الأمريكية، إلا أن دراسات كثيرة وجدت علاقة بينه وبين ارتفاع نسب الإصابة بفرط النشاط لدى الأطفال، كما أن خلط هذا المركب مع فيتامين ج يؤدي إلى تشكل مادة مسرطنة[٥].
  • مواد إضافية: ينظر البعض إلى الدهون المتحولة والزيوت المهدرجة جزئيًا على أنها من ضمن المواد الحافظة أو الإضافية التي تضاف إلى الأطعمة، كما تحدثت بعض الدراسات عن احتواء المايونيز وبعض أنواعالآيس كريم على مركبات قادرة على التلاعب بالبنية البكتيرية في الأمعاء وزيادة فرص الإصابة بالأمراض الالتهابية المعوية المزمنة.  


كيف تتجنب خطر المواد الحافظة؟

يعترف الخبراء بأن من الصعب على الناس تجنب المواد الحافظة نهائيًا؛ لأنها أصبحت متواجدة في كل مكان وفي مختلف الأصناف الغذائية تقريبًا، لكن يبقى بوسعك اتباع الخطوات التالية لتُجنّب نفسك وأطفالك خطر المواد الحافظة والمضافة إلى الأطعمة[٦]:

  • ركّز على شراء الفواكه والخضراوات الطازجة والقليل جدًا من اللحوم المصنعة.
  • لا تستخدم الأوعية البلاستيكية لوضع الأطعمة فيها داخل المايكروويف؛ لأن تعرض البلاستيك للحرارة العالية يزيد أكثر من تراكيز المواد الكيميائية الضارة في الطعام.
  • امتنع عن تناول الأطعمة والمشروبات المعلبة قدر الإمكان.
  • امتنع عن تناول الأطعمة السريعة والمصنعة أيضًا.
  • احرص على قراءة الملصقات الموجودة على الأطعمة لمعرفة محتوياتها.
  • تذكر أن المواد الحافظة توجد في منتجات العناية الشخصية؛ كالصابون والشامبوهات، لذا حاول استخدام منتجات طبيعية وخالية من الروائح الصناعية.
  • تعلم كيفية صناعة مواد التنظيف في منزلك بدلًا عن شرائها من الخارج، إذ قد تتفاجأ عند معرفتك بأن بوسعك الاستعانة بصودا الخبز والخل لإنتاج مواد تنظيف جيدة.  


مَعْلومَة

تنتمي المواد الحافظة أصلًا إلى فئة المضافات أو الإضافات الغذائية Food Additives التي تشتمل أيضًا على الألوان الصناعية، والمحليات الصناعية Artificial Sweeteners، ومُحسنات النكهات Flavor Enhancers، والمثخنات أو الأصماغ النباتية Thickeners And Vegetable Gums، والمثبتات Stabilizers، والمواد النافخة للأطعمة Raising Agents، والمواد الرغوية Foaming agents، والأحماض الغذائية Food acids، وغيرها الكثير من المواد السيئة التي للأسف باتت تنتشر بكثرة في الأطعمة الموجودة في الأسواق حاليًا، وقد اعترفت الجهات الصحية في أستراليا بأن 50-400 مادة حافظة مسموح بتداولها في أستراليا هي في الحقيقة لديها أخطار صحية لدى بعض الفئات من الناس[٧].


المراجع

  1. "Preservatives", www.chemicalsafetyfacts.org, Retrieved 2020-08-12. Edited.
  2. H. W. Wiley (1908-02-01), "Preservatives in Food and the Effect thereof on the Public Health", Am J Public Hygiene. , Issue 1, Folder 18, Page 27-30. Edited.
  3. Sanjay Sharma (2015-04-01), "Food Preservatives and their harmful effects", International Journal of Scientific and Research Publications, Issue 4, Folder 5, Page 1-2. Edited.
  4. Kirsten Nunez, M.S. (2019-06-23), "Harmful Effects of Preservatives in Foods", www.livestrong.com, Retrieved 2020-08-12. Edited.
  5. Rachael Link, MS, RD (2018-04-23), "12 Common Food Additives Should You Avoid Them?", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-12. Edited.
  6. Claire McCarthy, MD (2018-07-26), "Common food additives and chemicals harmful to children", www.health.harvard.edu, Retrieved 2020-08-12. Edited.
  7. "Food additives", www.betterhealth.vic.gov.au, 2012-09-01, Retrieved 2020-08-12. Edited.

فيديو ذو صلة :