محتويات
النظام العالمي الجديد
النظام العالمي الجديد هو عبارة عن مفهوم ظهر أثناء حرب الخليج الثانية عندما كانت الولايات المتحدة الأمريكية تقصِف بغداد والبصرة عام 1990 ميلاديّ، إذ أعلن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأب في كانون الثاني عام 1991 ميلاديّ، عن بداية نظام عالمي جديد تسير وفقه دول العالم، والمقصود بالنظام العالمي الجديد بداية حقبة جديدة في العلاقات الدولية، وحدوث تغييرات جذريّة في الأنظمة الدولية، وظهور منظّمات دولية جديدة تلعب الكثير من الأدوار، كما أن من أهداف النظام العالمي الجديد توحيد أُمم العالم ضمن مبدأ مشترك، وتحقيق السلام والحرية في جميع دول العالم، وبالتالي تحقيق مصالح البشرية أجمع، وعلى عكس النظام العالمي القديم فقد جاء النظام العالمي الجديد لإنهاء تعدّدية الأقطاب المختلفة حول العالم، كما أن هذا النظام ساهم في القضاء على الاتحاد السوفيتي الذي كان المنافس الأقوى للولايات المتحدة الأمريكية، وبذلك أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية هي القوى العظمى والمتحكّمة في العالم، ضمن إطار النظام العالمي الجديد.[١]
الجهات التي تُشرف على النظام العالمي الجديد
تقوم مجموعة من الجهات الكبرى حول العالم بإدارة النظام العالمي الجديد، ومن أبرز هذه الجهات، صندوق النقد والبنك الدولي، وتتلخَّص الخدمات التي يقدمها كل من صندوق النقد والبنك الدولي بإقراض الدول الفقيرة مع تطبيق الشروط الخاصة بهم والتي تُفيد تحقيق مصالحهم، كما أن من الجهات الأخرى التي تُشرف على النظام العالمي الجديد وتُديره الشركات الكبرى التي يُطلق عليها اسم الشركات عابرة القوميّات، وهي الشركات التي توجد لها العديد من الفروع في دول مختلفة من العالم، وتمتلك هذه الشركات ميزانيّات ضخمة قد تفوق ميزانيّات بعض الدول الكبرى أو ميزانية مجموعة دول صُغرى، وكان من أبرز أصحاب هذه الشركات الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، إذ أنه كان يمتلك شركتين كُبريتين، وهما شركة زابتا البترولية والشركة المتحدة للفواكه، وبالتالي بالنّظر إلى السياسات التي تستخدمها الجهات الكبرى التي تتحكم بإدارة النظام العالمي الجديد نرى أن الهدف من ذلك هو مادّي بحت لإرضاء أصحاب رؤوس الأموال والشركات، وصندوق النقد، والبنك الدولي، تحت ستار تقديم العون للدول الفقيرة حول العالم. [١]
أهم خصائص النظام العالمي الجديد
يتميّز النظام العالمي الجديد بالعديد من الخصائص، من أهمها:[٢][٣]
- هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على النظام العالمي الجديد من الناحيتين السياسية والعسكرية، فعلى المستوى السياسيّ فإن أمريكا هي المتحكِّم الأساسي بكافة القرارات السياسية، وذلك تبعًا للقوة العسكرية التي تملكها، إذ أنها تنفرد بإصدار القرارات العسكرية دون الرّجوع إلى الشرعية الدولية والالتزام بقوانينها، إذ تُعدّ المتحكِّم الأساسي في العالم، ومتّخذة القرارات المختلفة بصورة منفردة دون الرجوع إلى أحد من دول الحلفاء، وهذا ما أُطلق عليه بالقطبية الأحادية.
- على الصَّعيد الثقافيّ نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية أخذت بنقل وتسريب ثقافتها لكافة دول العالم، وهيمنت ثقافتها الغربية على مختلف دول العالم من خلال وسائل الإعلام المختلفة وغيرها من الطرق، وذلك ما أُطلق عليه مفهوم العولمة.
- يتميَّز النظام العالمي الجديد بأنه نظام متعدّد الدول، إذ يضُمّ حوالي 203 دول تشمل جميع القارّات حول العالم، ويُتوقَّع أن يزيد عدد الدول الدّاخلة فيه.
- عدم التزام النظام العالمي الجديد بالقانون الدولي والتّناقُض في تطبيق سياسات مخالفة له، وذلك بعدم تطبيق ما ينُصّ عليه سواء في مجال حقوق الإنسان أو في مجال حماية الطبيعة والبيئة أو في مجال تحقيق السلام العالميّ، فقد حدثت العديد من الحروب والحصارات على بعض الدول بشكل عارضَ ونافى ما ينُصّ عليه القانون الدوليّ، فعلى سبيل المثال ولعلَّه من أبرز الأمثلة التي نُشاهدها في واقعنا الحاليّ، الانتهاكات التي تحدث في فلسطين، في العديد من المجالات، سواء في القصف العشوائيّ على بعض المد، ومن أبرزها قطاع غزّة، أو من خلال الإساءة الشديدة في معاملة المساجين والتّنكيل بهم وعدم التزام القوانين الدولية في التعامُل معهم.
- ساهم النظام العالميّ الجديد في تفجير ثورة تكنولجية هائلة احتاجت لأقل من ربع قرن لتنتشر في مختلف أنحاء العالم، والتي كانت سببًا في انفتاح دول العالم على بعضها البعض حتى الدول الصغيرة والفقيرة منها، كما وساهمت في عولمة العديد من المشاكل والقضايا التي تعيشها بعض الدول؛ كمشاكل الفقر، والبطالة، والحروب، والتعدّديات والعديد من مشاكل العالم المختلفة.
- يميل النظام العالمي الجديد إلى التكتُّلات الدولية، إذ ظرت العديد من التكتُّلات الدولية الكبرى من أبرزها، تكتُّلات الدول الأوروبية التي تُشكّل قوة اقتصادية من أقوى القوى الاقتصادية حول العالم، وتسعى التكتُلات الدولية إلى تحقيق مصالح مشتركة على الصَّعيد الاقتصادي، والثقافي، والسياسيّ، وتطمح للسيادة الدولية، وتشكيل كتل سياسية كبرى.
المراجع
- ^ أ ب عبد الرحمن ناصر (4-8-2014)، "من يدير العالم؟ (ما هو النظام العالمي الجديد ؟)"، ساسةsasa post ، اطّلع عليه بتاريخ 6-8-2019. بتصرّف.
- ↑ حسين موسى (6-7-2015)، "النظام العالمي الجديد .. خصائصه وسماته"، المركز الديمقراطي العربي، اطّلع عليه بتاريخ 6-8-2019. بتصرّف.
- ↑ عمار علي حسن (28-7-2017)، "النظام الدولي.. سمات وقسمات"، العربية ، اطّلع عليه بتاريخ 6-8-2019. بتصرّف.