العلاج الضوئي: أحدث الطرق لمعالجة العديد من الأمراض

العلاج الضوئي: أحدث الطرق لمعالجة العديد من الأمراض
العلاج الضوئي: أحدث الطرق لمعالجة العديد من الأمراض

العلاج الضوئي

يسعى العلاج الضوئي Phototherapy إلى علاج الأمراض عبر تعريض جسم المريض لمصادر الضوء الصناعي أو الطبيعي، بما في ذلك ضوء الشمس وضوء المصابيح الضوئية، وبعكس ما يعتقد به الكثيرين، فإن العلاج الضوئي ليس بالعلاج الحديث تمامًا، وإنما يرجع إلى أكثر من 3500 ألف سنة عندما كان الفراعنة والهنود القدماء يستخدمون ضوء الشمس لعلاج بعض المشاكل الجلدية، بما في ذلك البهاق، أما حديثًا فقد أصبح هنالك الكثير من أنواع العلاج الضوئي التي بوسع الأطباء توظيفها لعلاج المشاكل الجلدية؛ فهنالك ما يُعرف مثلًا بتقنية الأشعة فوق البنفسجية عريضة النطاق Broadband UVB التي تهدف إلى توظيف الأشعة البنفسجية بكامل طيفها لعلاج المشاكل الجلدية، بينما d,[] نوع آخر يعرف باسم تقنية الأشعة البنفسجية ضيقة النطاق Narrowband UVB، ,التي تهدف إلى توظيف جزء محدود من الأشعة البنفسجية لعلاج الأمراض، وهذا النوع في المناسبة هو النوع الأكثر استخدامًا بين الأطباء[١].


كيف يعمل العلاج الضوئي؟

تتباين طريقة أو آلية عمل العلاج الضوئي وفقًا لنوع المرض أو العلة الصحية التي يسعى الطبيب إلى علاجها؛ فمثلًا في حال أراد الطبيب علاج مشكلة الصدفية ومشاكل الجلد وبالبشرة باستخدام العلاج الضوئي، فإن عليه حينئذ استخدام مصابيح ضوئية قادرة على إصدار أشعة فوق البنفسجية، وسيكون من الضروري بالطبع تنقية أو فلترة هذا الضوء قبل تسليطه على جلد المريض لمنع تلف الجلد والعينين، أما في حال أراد الطبيب علاج مشكلة الاكتئاب الموسمية أو ما يُعرف بالاضطراب الوجداني الموسمي seasonal affective disorder، فإن عليه حينئذ مطالبة المريض بالجلوس أو العمل بالقرب من صندوق العلاج الضوئي الذي يصدر ضوء شبيه بضوء الشمس الطبيعي، وسيكون من الطبيعي أن يدخل الضوء إلى عين المريض بصورة غير مباشرة ليُصبح علاجًا فعالًا[٢].


استخدامات العلاج الضوئي

يُستخدم العلاج الضوئي لتخفيف حدة أعراض الكثير من الأمراض والمشاكل الجلدية والنفسية، منها[٣]:

  • البهاق: يتحدث الخبراء عن كون العلاج الضوئي قادرًا على جلب صبغة الجلد الطبيعية مرة أخرى عند المصابين بالبهاق وبنسبة تصل إلى 70%، سواء عند استخدام تقنية الأشعة فوق البنفسجية عريضة النطاق أو ضيقة النطاق.
  • الصدفية: يلجأ بعض الأطباء إلى العلاج الضوئي لعلاج قشور الصدفية التي تصيب فروة الرأس والأظافر، وراحة اليد أو أخمص القدم.
  • التصلب الجلدي: تمتلك بعض تقنيات العلاج الضوئي قدرة على التغلغل عميقًا في الجلد للوصول إلى المناطق الجلدية الصلبة التي أصابتها الندوب لجعلها أكثر نعومة وتقليل حدةالحكة الجلدية أيضًا.
  • الاضطراب الوجداني الموسمي: يُعرف هذا الاضطراب بكونه شكلًا من أشكال الاكتئاب الذي يحدث في نفس الموعد من كل سنة أو أثناء المواسم أو الأشهر التي لا يوجد بها ضوء للشمس، ويرجع سبب ذلك إلى الدور الذي يلعبه الضوء أصلًا في تحفيز الجسم على إنتاج مركبي الميلاتونين والسيروتونين، اللذان يلعبان دورًا مهمًا في تنظيم النوم والمزاج.
  • حب الشباب: ينظر الأطباء إلى العلاج بالليزر بصفته نوعًا من أنواع العلاج الضوئي، وعادةً ما تمتلك أضواء الليزر الحمراء والزرقاء قدرة على قتل البكتيريا وعلاج البثور، كما بوسع الضوء إزالة الزيوت الجلدية وخلايا الجلد الميتة المسؤولة عن انسداد المسامات الجلدية التي تؤدي إلى حب الشباب أصلًا، لكن العلاج الضوئي قد لا يكون متاحًا أو مفيدًا لجميع المصابين بحب الشباب.
  • الآلام البدنية: يوجد نوع خاص من العلاج الضوئي الذي يوظف الضوء الأحمر ذو الطول الموجي القصير الذي بوسعه علاج الآلام الناجمة عن المشاكل العظمية والعضلية، بما في ذلك آلام الظهر والآلام الرقبة وآلام بعض التهابات المفاصل وحتى آلام الأسنان أيضًا.
  • السرطانات: توجد بعض أنواع العلاج الضوئي القادرة على علاج بعض أنواع السرطانات عبر تسليط الضوء بالتزامن مع إعطاء المريض أنواعًا خاصة من الأدوية التي تحتوي على مركبات كيميائية بوسعها إنتاج نوع فعال من الأكسجين القادر على قتل الخلايا السرطانية، وقد يكون هذا العلاج مفيدًا لعلاج سرطان المريء وبعض أنواع سرطانات الرئة أيضًا[١].
  • مشاكل النوم: بمقدور صندوق العلاج الضوئي أن يعيد ضبط الساعة الداخلية لديك أو ساعة النوم واليقظة، وهذا قد يكون مفيدًا لك في حال كنت تعاني من مشاكل النوم.
  • الخرف: أشارت الدراسات العلمية إلى إمكانية تقليل حدة الهيجان ومشاكل النوم عند المصابين بالخرف عبر تعريضهم للضوء، مما حذا بالبعض إلى القول بأن العلاج الضوئي هو مفيد لمرضى الخرف.
  • الفُطار الفُطْراني Mycosis Fungoides: يتسبب هذ المرض بظهور طفحٍ جلدي وتقرحات، وهو يُعد أصلًا شكلًا من أشكال الأورام السرطانية التي تصيب الخلايا المناعية التائية، ومن المثير للاهتمام أن العلماء قد أثبتوا أن لبعض تقنيات العلاج الضوئي قدرة على قتل الخلايا السرطانية المسببة لهذا المرض بنسبة 60-90% تقريبًا.
  • القُشَيْعَة: يؤدي هذا المرض إلى نشوء بقع جلدية حمراء أو بيضاء صلبة فوق مناطق محددة من جسمك أو فوق كامل جسمك، لكن يبقى بوسع الأطباء علاج هذا المرض بالاستعانة بالأشعة فوق البنفسجية.  
  • استخدامات إضافية: استخدم الأطباء العلاج الضوئي في إنكلترا منذ 60 سنة لعلاج فرص يُعرف بفرط بيليروبين الدم عند الأطفال حديثي الولادة، لكن دراسة نشرت عام 2017 قد أفصحت عن تسبب العلاج الضوئي الكثيف بموت الأطفال الرضع ذوي الأوزان القليلة[٤]، وعلى العموم فإن هنالك علماء يبحثون حاليًا في مسألة استخدام العلاج الضوئي لعلاج مشاكل تساقط الشعر ومشاكل شبكية العين الناجمة عن السكري[١].


مخاطر العلاج الضوئي

على الرغم من كثرة استخدامات وفوائد العلاج الضوئي، إلا أن له الكثير من المخاطر أيضًا، منها[١]:

  • إحداث مشاكل في خلايا الجلد على المستوى المجهري والتسبب بظهور الشيخوخة الجلدية مبكرًا.
  • التأثير سلبًا على عمل المناعة الذاتية، مما يزيد فرص تعرضك للأمراض والسرطانات.
  • الشعور بالصداع والغثيان وربما الهَيَجان.
  • التسبب بحدوث تلف في العينين.
  • زيادة فرص إصابتك بسرطان الجلد.  


مَعْلوُمَة

يبقى السؤال القائم الآن بعد ذكر كلّ هذه الفوائد والاستخدامات للعلاج الضوئي هو: هل هذا العلاج فعّال أم ماذا؟ والحقيقة هي أن الخبراء ينفون كون العلاج الضوئي قادرًا على علاج الاكتئاب الموسمي والكثير من الأمراض المذكورة مسبقًا، لكنه ودون شك يمتلك القدرة على تخفيف حدة أعراض هذه المشاكل وزيادة جودة حياة المريض[٢]، وفي المحصلة فإن آثار العلاج الضوئي هي آثار مؤقتة وسيكون من الضروري أن يخضع المريض لجلسات علاجية بوتيرة مكررة، بل وقد يحتاج بعض المرضى إلى الخضوع لهذه الجلسات طيلة فترة حياتهم أحيانًا[١].


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج Casey Gallagher, MD (2019-11-24), "An Overview of Phototherapy", www.verywellhealth.com, Retrieved 2020-08-11. Edited.
  2. ^ أ ب "Light therapy", www.mayoclinic.org, 2017-08-02, Retrieved 2020-08-11. Edited.
  3. "Benefits of Light Therapy ", www.webmd.com, Retrieved 18-8-2020. Edited.
  4. Susumu Itoh , Hitoshi Okada , Toru Kuboi , et al (2017-09-01), "Phototherapy for neonatal hyperbilirubinemia", Pediatr Int. , Issue 9, Folder 59, Page 959-966. Edited.

فيديو ذو صلة :