أين تقع مدينة ممفيس الفرعونية

أين تقع مدينة ممفيس الفرعونية
أين تقع مدينة ممفيس الفرعونية

مدينة ممفيس

تُعد مدينة ممفيس عاصمة المملكة المصرية القديمة التي كانت قائمة منذ 2258 وحتى 3100 قبل الميلاد، وجدت مدينة ممفيس من قِبل مينا وهو أول حاكم لمملكة مصر المتحدة، وتقع هذه المدينة العريقة في بداية نهر النيل أي ما يبعد 18 كيلو متر عن مدينة القاهرة قديمًا، وكان أول آلهة لمدينة ممفيس هو الإله بتاح الذي ترك العديد من الآثار التي تدل على وجوده في المنطقة، وكانت مدينة ممفيس على مرّ العصور والحُكام إحدى أهم المدن في دولة مصر، لكن أهميتها انخفضت بعد أن فتح العرب دولة مصر وأوجدوا مدينة الفسطاط كم أن مدينة ممفيس تحولت إلى أنقاض مع مرّ العصور وتمت إزالتها لبناء الدولة المصرية الحديثة. [١]


موقع مدينة ممفيس الفرعونية

ممفيس أو مدينة ميف هي عاصمة مصر الفرعونية القديمة وكانت تمثل الإقليم الأول في مصر السفلي، تقع ممفيس على بعد 20 كم جنوب القاهرة عاصمة مصر على الضفة الغربية من نهر النيل، وتمتد مدينة ممفيس من قرية ميت رهينة وأبو صير ودهشور جنوب القاهرة الحديثة، وموقع المدينة يعد الحد الفاصل بين مصر العليا ومصر السفلى، والمدينة في الوقت الحالي غير مأهولة بالسكان، وأقرب بلدة مأهولة لها هي بلدة ميت رهينة، وتختلف التقديرات التاريخية لعدد سكان المدينة سابقًا، ووفقًا لعالم الآثار تشاندلر فعدد سكان المدينة كان يناهز 30 ألف نسمة؛ أي كانت أكبر مستوطنة في أنحاء العالم القديم حوالي عام 2250 ق.م.[٢][٣]


تاريخ ممفيس الفرعونية

ممفيس الفرعونية هي مدينة قديمة وعاصمة الحضارة الفرعونية منذ عصر العائلة الأولى حتى العائلة الثامنة، قبل أن تنقل العاصمة في عهد الأسرة التاسعة لمنطقة إهناسيا وكانت تسمى هيركليوبوليس، وفي عهد الأسرة 11 نقلت العاصمة لمدينة طيبة في الأقصر، ثم نقلت العاصمة لمنطقة شلت في عهد الأسرة 12، ثم نقلت الأسرة 14 العاصمة لمنطقة أورايس (مدينة زوران حاليًا)، ثم نقلتها الأسرة 17 لطيبة مرة أخرى، وفي عهد الأسرة 21 نقلت العاصمة السياسية لمدينة تانيس، وفي عهد الأسرة 22 نقلت العاصمة لمنطقة تل الضبعة، ثم انتقلت في عهد الأسرة 24 لمنطقة صالحجر، وعادت ممفيس كعاصمة رسمية للبلاد في عهد الأسرة 25، ولكن في عهد الأسرة 26 نقلت مرة أخرى لمدينة صالحجر، ثم أعادتها الأسرة 27 الفارسية كعاصمة مرة أخرى، وتميزت المدينة بموقعها عند مصب دلتا النيل، وكان نشطة جدًا بسبب الميناء الرئيسي بيرو-نفر، وكانت المدينة تحتوي على الكثير من المستودعات والمصانع والورش خلال عصرها الذهبي الذي كانت فيه مركزًا إقليميًا تجاريًا ودينيًا، وكان يعتقد بأن المدينة محمية من قبل الإله بتاح إله الحرفيين.[٤]

تأسست المدينة في عام 2925 ق.م من قبل الملك مينا العظيم موحد المملكتين العليا والسفلى، وكان اسم المدينة قبل التوحيد الجدران البيضاء نسبة لقصر الملك مينا المظلي باللون الأبيض، وكانت ممفيس بارزة في عصور المملكة الفرعونية الأولى من المقابر الواسعة التي بُنيت فيها من قبل الأسر الأوائل، وبقيت العاصمة الدينية والروحية لمصر الفرعونية بالرغم من نقل العاصمة السياسية منها لعدة مدن، وفي عام 332 ق.م ساعد أهالي ممفيس وعموم مصر القديمة الإسكندر المقدوني في السيطرة على مصر للتخلص من الاحتلال الفارسي الظالم، وقد استخدم الإسكندر مدينة ممفيس مقرًا له ووضع الخطط لبناء مدينة الإسكندرية، وبعد وفاة الإسكندر جلبت جثته لممفيس ودفنت في الإسكندرية، وبقيت ممفيس محتفظة بعالميتها حتى سيطر الرومان على مصر، وبدأت المدينة بالاضمحلال مع انتشار المسيحية وتنامي قوة مدينة الإسكندرية، وتضاءلت المدينة وبدأت بالاختفاء بعد الفتح الإسلامي لمصر عام 640م على يد القائد عمرو بن العاص، ثم تخلى عمرو عن ممفيس وأمر ببناء عاصمة جديدة اسمها الفسطاط.[٤]


لمحة تاريخية عن مدينة ممفيس

تعد مدينة ممفيس مدينة عريقة على المستوى التاريخي خصوصًا في فترة القرن الثالث ما قبل الميلاد وذلك ما بين 2465 وحتى 2650 قبل الميلاد ونذكر فيما يأتي حُكام هذه الفترة:[٥][٦]

السلالات القوية تاريخيًا

فيما يلي ذكر للسلالات القوية تاريخيًا:

  • عهد السلالة الثالثة: من الجدير بالذكر أن مدينة ممفيس وصلت إلى قمة ذروتها وقوتها تاريخيًا في وقت حكم السلالة الثالثة، وذلك يتضح من الأهرامات الكبيرة التي تضم مقابر الأسرة الحاكمة في تلك الفترة، ومنهم الحاكم زوسر الذي يلقب بجيسر وهو الملك الثاني من حُكام السلالة الثالثة فقد بنى هذا الحاكم أول رمز ملكيّ في مدينة ممفيس وأول هرم حجري في دولة مصر وهو الهرم المدرج الذي يقع في قرية سقارة، إذ أشرف على بناء هذا الهرم المهندس إمحوتب والذي يُعد أهم المستشارين لدى الحاكم زوسر، فقد اكتسب هذا المهندس المبدع شهرةً كبيرةً امتدت إلى وقتنا الحالي، فقد عُرف إمحوتب قديمًا بأنه رجلٌ حكيمٌ ومتزن ومعالج طبيّ مميز، إضافة إلى مهاراته الهندسية مما قاد الناس قديمًا للظن بأن هنالك قرابةً بينه وبين الإله الإغريقي القديم أسقليبيوس.
  • عهد السلالة الرابعة: أول حُكام السلالة الرابعة هو سنفرو الذي يعرف أيضًا باسم ساويرس، والذي قام ببناء هرمين كبيرين يحتويان على مقابر للحكام في قرية دهشور، ليأتي بعده ثلاثة من ألمع حُكام السلالة الرابعة وهم خوفو وخفرع ومنقرع الذين قاموا ببناء أكبر ثلاثة أهرامات في دولة مصر، ولكن خفرع لم يكتفي بذلك فقد بنى إحدى أهم الآثار التاريخية منذ تلك الفترة وهي ما يعرف بأهرامات أبو الهول، أما في نهاية السلالة الرابعة جاء الحاكم شبسس كاف والذي بنى مقبرته بنفسه، لكنها للمرة الأولى منذ العهد الثالث لم تكن مبنية بشكلٍ مثلث وإنما بناها بشكلٍ مستطيل وبزوايا منحدرة، لذلك فقد كان قبره مميزًا عما سبقه من الحُكام، وسمي هذا القبر بمصطبة فرعون، وبالرغم من أن شبسس كاف كان آخر حُكام السلالة الرابعة إلّا أن قبره ليس الأخير فهنالك القبر المخبئ لوالدة خوفو الملكة حتب حرس الذي وجد بالقرب من الهرم الأعظم في مدينة الجيزة، ولكن المثير للدهشة أنه عند اكتشاف التابوت الخاص بالملكة لم تكن جثتها موجودة داخله، ولكن كل المعدات الخاصة بجنازتها وممتلكاتها الخاصة والآثاث كان موجودًا في مكانه كما تُرك، وكانت كل هذه الآثار دليلًا على أن هذه الفترة تُعد إحدى الفترات المزدهرة بالأعمال اليدوية الفنية الرائعة والمميزة، كما تُثبت النقوش الموجودة على القبور الخاصة بهم هذا الفن المدهش الذي كان في تطور دائم في تلك الفترة، كما يُعتقد بأن القدرة والموهبة الفنية التي وصل إليها الأفراد في هذه الحقبة من الزمن لم يمر على دولة مصر مثيل لها.

السلالات الضعيفة تاريخيًا

فيما يلي ذكر للسلالات الضعيفة تاريخيًا:

  • عهد السلالة الخامسة: اختلفت الآثار في عهد السلالة الخامسة؛ وذلك بسبب انتقال الحُكام إلى الجزء الجنوبي من الجيزة، وبذلك تغير مصدر تركيزهم فكانت الأهرامات التي بنوها هناك أصغر حجمًا من أهرامات السلالات السابقة بكثير، ولكنّ ما ميز هذه الفترة هي معابد الشمس التي قاموا ببنائها وتزيينها بالنقش والرسومات.
  • عهد السلالة السادسة: في هذا العهد ضعف حكم الفراعنة بشكلٍ كبير، ولم تكن الأهرامات التي قاموا ببنائها مميزة على الإطلاق حتى أنّ أساليبهم في النقش لم تتطور أو تتحسن بل العكس، ويعود هذا لفقر الحُكام والدولة في تلك الفترة؛ وذلك بسبب المبالغ الطائلة والذهب الذي كانوا يدفعونها في السلالات السابقة لبناء هذه الآثار الرائعة، كما أنّ انتشار مبادئ الشرف والنُبل والكهنة كان له تأثيرٌ كبيرٌ أيضًا، ولذلك فقد انتهى عهد السلالة السادس بفوضى عارمة بعد موت الفرعون بيبي الثاني.
  • عهد السلالة السابعة والثامنة: تشابهت الأحداث في عهد السلالتين السابعة والثامنة والتي من الواضح أنها لم تكن فترة رخاء بالنسبة لتاريخ مدينة ممفيس، فقد كان الحكم فيها يتناقل بسرعة بين أفراد السلالة من شخص إلى الآخر، وذلك حتى عام 2160 قبل الميلاد حين انحلّ الحكم الفرعوني من مدينة ممفيس نهائيًا، وذلك ما أدى إلى الكثير من المصائب، فقد قامت حرب أهلية بين حكام المقاطعات على الحُكم كما ازداد الوضع سوءًا حين غزى البدو المدينة، فقادت هذه الحروب العديدة إلى انتشار المجاعات والأمراض بين السكان
  • عهد السلالة التاسعة والعاشرة: وهي الفترة المتوسطة في الحكم الفرعوني، فقد انحل حكمهم بعد السلالتين السابعة والثامنة من مدينة ممفيس، ولكنه عاد مرة أخرى في هاتين السلالتين بعد أنّ ظهرت مملكتين مختلفتين لتحكم المدينة والتي تفرع منها 17 حاكمًا، ولكن بالنسبة للفراعنة فقد كان مركز الحكم مختلفًا هذه المرة بعد أن انتقل إلى مدينة أهنيس لتصبح العاصمة بدلًا من مدينة ممفيس التي دمرتها الحروب، فقد قام الفراعنة في هذه السلالة بحكم منتصف دولة مصر ما بين ممفيس وطيبة، وبعدها قام إحدى أمراء طيبة بتوحيد مصر مرة أخرى.


آثار ممفيس

توجد في مدينة ممفيس الكثير من الأطلال الحية، وهذه الآثار تعطي للمدينة تاريخها الزائل القديم، ومن هذه الآثار:[٣]

  • هرم زوسر: الهرم الذي بُني عام 2700 ق.م من قبل الملك إمحوتب الذي يعود أصله للأسرة الثالثة أسرة زوسرن، وهو أول إهرام بني على شكل مدرج، ويتكون الهرم من ست مساطب ويسمى بهرم سقارة.
  • القصور الملكية.
  • معبد بتاح الكبير.
  • بقايا معبد حاتور حاتور.
  • معبد أمون.
  • معبد أتون.
  • معبد سخمت.
  • معبد أبيس.
  • تماثيل كبيرة: للملك رمسيس الثاني، وتمثال لـ أبو الهول مصنوع من الألبستر.


استكشاف ممفيس

في الفترة الممتدة من العصر الإسلامي للعصور الوسطى اندثرت المدينة ولم يعد لها أي تاريخ يذكر، وفي بدايات العصور الحديثة بدأ الاهتمام الأوروبي بالمنطقة وفي التنقيب عن الآثار كان أول زائر للمدينة القديمة السير فرانسوا القادم من مدينة بافي في القرن السادس عشر، ثم زارها عالم الجغرافيا الفرنسي اندرييه تيفه وعالم الرياضيات والفلك البريطاني جون جرفر، وفي النصف الأول من القرن التاسع عشر أرسلت بعثة فرنسية على رأسها العلماء جومار وريفو وديبو الذين استطاعوا رسم خريطة وجمع معلومات ثمينة عن المدينة، وكانت سجلات الزوجين الألمانيين أليس ليدر ويوهان من الأسباب الرئيسية لشهرة المدينة عالميًا وللطمع في كنوزها وعلمها من قبل جميع العلماء والباحثين عن الآثار، وبالرغم من الآثار القليلة التي وجدت في المدينة مقابل غيرها من المدن الفرعونية، إلا أن موقع ممفيس يعد من أهم المواقع الفرعونية في العالم والذي يبين التاريخ المصري القديم قبل التوحد وبعده.[٢]


المراجع

  1. "Memphis", encyclopedia, Retrieved 15-9-2019. Edited.
  2. ^ أ ب Editors of Memphis tours، " The Ancient City of Memphis"، memphistours، اطّلع عليه بتاريخ 22-08-2019.
  3. ^ أ ب مُحرري المعرفة، "منف"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 22-08-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب Barbara G. Mertz (08-05-2019), " Memphis "، britannica, Retrieved 22-08-2019. Edited.
  5. "memphis", britannica, Retrieved 15-9-2019. Edited.
  6. "Ancient Egypt", history, Retrieved 15-9-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :