شوربة الدجاج
منذ عصور ما قبل التاريخ رُبِّي الدجاج بشكل رئيسي للاستفادة من بيضه، ولكن الدجاج الكبير الذي يصعب مضغه كان يُغلَى من قبل جماعات في آسيا، وبولينيزيا، وإفريقيا، وأوروبا، ويُصنع منه حساء الدّجاج، وإنّ تناول هذا الحساء زاد من كمية الطعام المتوافرة، وأضاف تنوعًا في الغذاء، واستخرج المكونات المُغذِّية التي كانت ستُفقَد لولا ذلك.[١] واُعتُبِرت الشوربة علاجًا لدى القدماء، ويمكن أن يُعزَى ارتباطها الخاص بالصحة إلى نظام الطّب الخلطي أو طبّ الأخلاط (humoral system of medicine)، ووفقا لهذا النّظام فإنّ الشوربة تتمتع بخصائص تسهِّل الهضم؛ ولذلك أُوصِي المرضى بتناولها، وأُضِيفت إلى الشوربة مكونات أخرى، مثل: الجزر، والبصل، والكرفس، والجزر الأبيض، والمعكرونة (النودلز)، وقُدِّمت إلى المرضى كوصفة علاجية، ووُجِدت وصفات لشوربة الدجاج في مخطوطات الطبخ، ونُشِرت في أوائل كتب الطبخ المطبوعة ككتاب "Platina's On Right Pleasure and Good Health"، الذي اشتمل على وصفة لشوربة الدجاج يُوصَى بها كبار السِّن والضعفاء. ولم يكن مصطلح "شوربة الدجاج" مستخدمًا على نحو شائع حتى أواخر القرن التاسع عشر؛ إذ أنتج المُصنِّعون الأمريكييون العديد من أحسية الدجاج التجارية وروَّجوها، ومن أشهرها شوربة الدجاج بالنودلز.[١]
فوائد شوربة الدجاج
لشوربة الدجاج فوائد جمّة، فما هي هذه الفوائد؟:
- تخفيف الوزن: عندما يتعلق الأمر بتخفيف الوزن فمن المُؤكَّد أنّ لديك طرقًا عدة لتحقيق ذلك، وبعض هذه الطرق أكثر تعقيدًا من غيرها، ولكن إنْ كنت تتبع حمية صحية ذات سعرات حرارية قليلة، فقد تجد في البداية أن الجوع يجعل الالتزام بها أمرًا شبه مستحيل. غير أن شوربة الدجاج هي كل ما تحتاجه لتظلّ تشعر بالشبع؛ وبذلك يمكنك أن تخسر الوزن. ووفقًا لتقرير نُشِر في آب عام 2017 في مجلة "سلوكات الطعام" فإنّ تناول مُقبِّل قبل الوجبة الرئيسية يساعدك على أن تأكل بكمية أقل، وشمل هذا التقرير دراسة نُشِرت عام 2007 في مجلة "الشهية"، التي وجدت أن تناول الشوربة على اختلاف أشكالها قبل الوجبة ساعد المشاركين على تناول عدد أقل من السعرات الحرارية بنسبة 20% خلال وجبتهم المعتادة.[٢]
- تخفيف المرض: تقول ساندي ألونين، اختصاصية التغذية: "إنّ الدراسات بيّنت أنّ كوبًا من شوربة الدجاج قد يساعد على إزالة انسداد الأنف، وتخفيف أعراض الزكام، ويُعزَى ذلك إلى مُكوِّناتها"، وهي كالآتي:
- المرقة: عندما تصاب بالزكام فمن المهم أن تظل مُرتوِيًا، وتعدُّ الشوربة مصدرًا جيدًا للارتواء عندما تكون مريضًا ولا سيّما إذا كنت مصابًا بالتهاب الحلق.[٣]
- الملح والتوابل: قد تظن أنّ الملح والتوابل الأخرى غير ملائمة لك ولكنها باعتدال يمكن أن تساعد على تجنب عدم الشعور بالطعم، الذي يُعدُّ عرضًا شائعًا للزكام، وكغيره من مُطيِّبات النكهة فإنّ الملح جيد؛ كونه يجعلك تأكل على نحو أكثر.[٣]
- الدجاج: إنّ الدجاج غني بالتريبتوفان، الذي يساعد الجسم على إفراز السيروتونين الذي يُحسِّن مزاجك، ويمنحك الشعور بالراحة.[٣]
- النودلز: تُوفِّر النودلز الكربوهيدرات التي تساعدك على الشعور بالشبع، والكربوهيدرات مصدر الطاقة المُفضَّل لجسمك؛ لذا فإنّ الحصول عليها من الشوربة بالقدر المناسب يمكن أن يساعدك على تخفيف شعورك بالكسل.[٣]
- الخضروات: تشتمل الخضروات كالجزر، والكرفس، والبصل على فيتامين ج وفيتامن ك، وغيرها من مضادات الأكسدة والمعادن، التي لا تساعد على تقوية جهاز المناعة لمقاومة الفيروسات فحسب، وإنّما تساعده على التعافي من المرض بسرعة أكبر.[٣]
- البخار: على الرغم من أن البخار ليس مُكونًا إلّا أنه من المهم أن تُقدّم الشوربة ساخنة؛ إذ إنّ البخار الذي يتصاعد منها يمكن أن يكون مفيدًا لتخفيف انسداد الأنف؛ إذ إنّه يفتح المجاري التنفسية ممّا يسهِّل التنفس، فضلًا عن أنّ له أثرًا مضادًا للالتهاب الذي يساعد على استرخاء العضلات وتخفيف عدم الشعور بالراحة من جراء أعراض الزكام.[٤]
مضار شوربة الدجاج
إنّ لشوربة الدجاج بعض المضار، منها:
- تشتمل على مكونات لا فائدة لها:
- لحم الدجاج الداكن: نظرًا إلى أن اللحم الداكن أقل ثمنًا من اللحم الأبيض، فإنّ المطاعم تستخدمه عادة لإعداد شوربة الدجاج، ولكن اللحم الأبيض هو الخيار الأفضل، وتقول كيت لاتين، اختصاصية التغذية: "إنّ الدجاج المُقطَّع (أي اللحم الأبيض الخالِ من الدهون) يعدُّ بروتينًا ذا قيمة بيولوجية عالية، بمعنى أنّه يوفر البروتين اللازم الذي لا يستطيع الجسم أن يصنعه بنفسه">[٥]
- النودلز: تُحضر شوربة الدجاج غالبًا من الباستا البيضاء بدلًا من الحبوب الكاملة أو القمح الكامل ما لم تكن خالية من الغلوتين، وكذلك فإنّ النودلز الخالية من الجلوتين مصنوعة من الأرز ولا توفّر خيارًا غنيًا بالألياف.[٥]
- تحتوي على كميات كبيرة من الصوديوم: إنّ اختيار شوربة الدجاج المُعلَّبة يزيد بشكل كبير مقدار الصوديوم المُتناوَل، ويحتوي كل كوب منها على نحو 866 مليغرام من الصوديوم، وتوصي الإرشادات التغذوية للأمريكين لعام 2010 على إبقاء مقدار الصوديوم دون 2,300 مليغرام يوميًا، وكذلك فإنّ شوربة الدجاج المعلبة ذات الصوديوم المُخفَّض تحتوي على حوالي 429 مليغرام في كل كوب؛ وبذلك فإن تناولها دوريًا يمكن أن يتسبب في تجاوز الحد الأعلى لمقدار الصوديوم اليومي المُوصَى به، ومع مرور الوقت يزيد الصوديوم الفائض من خطر الإصابة بأمراض القلب وهشاشة العظام ويفضي أيضًا إلى أمراض الكلى.[٦]
قد يُهِمُّكَ
في حين أن شوربة الدجاج المنزلية تستغرق وقتا إلّا أنّ تحضيرها بسيط، وبإمكانك أن تجد العديد من وصفات شوربة الدجاج على الإنترنت، ويمكنك تحضير وصفة من الوصفات باهذه الخطوات[٢]:
- حوالي كيلو ونصف من الدجاج (مع الجلد والعظام واللحم).
- بصلتان كبيرتان مُقطَّعتان.
- عود كبير مُقطَّع من الكرفس.
- عودان كبيران مُقطّعان من الجزر.
- ورقة غار.
- سِنّ ثوم مفروم.
- عرق من الزعتر.
- عرق من البقدونس.
- ملعقة كبيرة من حبّ الفلفل الأسود.
أولًا انقع الدجاج في الماء البارد لساعة واحدة، ثمّ ضعه في المصفاة واشطفه، بعد ذلك ضع الدجاج وباقي المكونات في (كِفْت) قدر مُخصَّصة للمرق، واغمرها بالماء البارد، وضع القدر المملوءة على الموقد ودعها حتى تغلي، ثم اخفض الحرارة لتُطبَخ على نار هادئة واترك القدر مُغطَّاة جزئيًا لساعتين، بعد ذلك تذوِّق الشوربة وأضفْ الملح والتوابل بحسب الحاجة، ثمّ صفِّ الشوربة بمصفاة في وعاء له غطاء، وضعْه في الثلاجة، ودعْه طوال الليل لكي ترتفع الدهون إلى أعلى الوعاء وتتجمّد، ويصبح بإمكاتك إزالة الدهون، ومن ثمّ يمكنك التلذذ بشوربة الدجاج المنزلية.[٢]
المراجع
- ^ أ ب Andrew Smith (07-06-2020), "Chicken Soup"، Encyclopedia.com, Retrieved 19-06-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Jill Corleone (25-08-2019), "What Are the Benefits of Chicken Broth?"، Livestrong.com, Retrieved 19-06-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Robert Preidt (n/a), "The Secret Behind Chicken Soup's Medical Magic"، WebMD, Retrieved 19-06-2020. Edited.
- ↑ n/a (13-01-2020), "Just How Healthy is Chicken Noodle Soup?"، Newswise, Retrieved 19-06-2020. Edited.
- ^ أ ب Cathy Cassata (13-12-2018), "Why Chicken Noodle Soup Often Isn’t as Healthy as You May Think"، Healthline, Retrieved 19-06-2020. Edited.
- ↑ Sylvie Tremblay (n/a), "Is Chicken Noodle Soup Healthy for You?"، Livestrong.com, Retrieved 19-06-2020. Edited.