محتويات
أهمية البروتين
تعد البروتينات جزيئات كبيرة البنية تؤدي دورًا مهمًا في تشكيل هيكل الجسم وتمكين خلاياه وأنسجته وأعضائه من أداء وظائفها؛ إذ تحتوي العضلات والجلد والعظام وأجزاء الجسم الأخرى على كميات كبيرة من البروتينات، من ضمنها الإنزيمات، مثل الأميليز، والهرمونات مثل الإنسولين، والأجسام المضادة، كما يتألف جسم الإنسان من 100 تريليون خلية تقريبًا، وتحتوي كل خلية من هذه الخلايا على الآلاف من البروتينات المختلفة لتمكينها من أداء وظائفها على أكمل وجه، لذا تساهم البروتينات في أداء جميع العمليات البيولوجية في الجسم تقريبًا، وتتمثل وظائفها الرئيسة ببناء الخلايا والأنسجة في الجسم وتعزيزها وإصلاحها أو استبدالها.
تتكون البروتينات من سلاسل طويلة من الأحماض الأمينية التي تشكل اللبنة الأساسية للبروتين؛ إذ إنّها تعد المسؤولة عن تصنيع البروتينات والمركبات المهمة في الجسم، مثل: الكرياتين الذي يقوّي الشعر، وهرمونات الببتيد، وبعض الناقلات، مثل الهيموجلوبين.[١]
أضرار نقص البروتين
يوجد البروتين بكميات متفاوتة في معظم الأطعمة، لذا يشكّل نقصه حالةً نادرةً في البلدان المتقدمة، ونقص البروتين هو حالة تنشأ عند عدم حصول الجسم على كميات كافية من البروتين الموجود في العديد من المصادر الغذائية، وتشيع هذه الحالة بشدة في وسط إفريقيا وجنوب آسيا نتيجة عدم تمكن الأشخاص من اتباع أنظمة غذائية غنية بالبروتين.
وينجم عن نقص البروتين نشوء عدد من المشكلات والأضرار الصحية، إذ يسبب النقص الحادّ في مستوياته حدوث تغيرات في تركيب الجسم وبنيته تتطور على مدى فترات طويلة الأجل، مثل الهزال وضمور العضلات، وتسبب الحالات الشديدة من نقص البروتين الإصابة بمرض الكواشيوركور الذي تشيع الإصابة به بين الأطفال في البلدان النامية؛ نظرًا لانتشار المجاعات وعدم التمكّن من الحصول على أنظمة غذائية متوازنة. ويُؤثر نقص البروتين على مختلف وظائف الجسم تقريبًا، ومن أبرز أضراره ما يأتي:[٢]
- الوذمة: يتمثل بتورم وانتفاخ في الجلد ومناطق الجسم، وتشكل الوذمة أحد أعراض حالة صحيّة تُسمى الكواشيوركور، وقد تنشأ نتيجة انخفاض مستويات بروتين الألبومين الموجود في بلازما الدم، والذي يؤدي دورًا مهمًا في الحفاظ على الضغط الجرمي، وذلك بسحب السوائل إلى داخل الدورة الدموية والحد من تراكمها بكميات كبيرة في الأنسجة أو أجزاء الجسم الأخرى، لذا يسبب النقص الشديد في البروتين تراكم السوائل داخل تجويف البطن واحتباسها.
- الكبد الدهني: هو حالة تختص بتراكم زائد للدهون في خلايا الكبد، وقد ينجم عن عدم تلقي العلاج المناسب لهذه الحالة الإصابة بمرض الكبد الدهني الذي يسبب التهاب الكبد وتندّبه، وبالتالي احتمالية الإصابة بفشله، وقد يسبب نقص البروتين تطور هذه الحالة نتيجة ضعف إنتاج البروتينات الدهنية في الجسم وتركيبها، ويشكل الكبد الدهني أحد أعراض الكواشيوركور عند الأطفال.
- مشكلات في الجلد والشعر والأظافر: مثل ظهور التجاعيد والقشور والتصبغات واحمرار البشرة، وترقق الشعر وبهتان لونه، وتساقط الشعر، وضعف الأظافر.
- فقدان كتلة العضلات: يميل الجسم إلى تعويض النقص الحاصل في البروتين بأخذه من الكميات المخزّنة في العضلات، مما يسبب ضعف العضلات وإصابتها بالهزال والضمور مع مرور الوقت، خاصّةً لدى كبار السن.
- زيادة خطر الإصابة بكسور العظام: إذ يسبب نقص البروتين ضعف العظام ويقلل من قوتها وكثافة المعادن فيها، مما يزيد من فرصة إصابتها بالكسور.
- الإصابة بالالتهابات والعدوى: إذ يسبب النقص الشديد في البروتين إضعاف جهاز المناعة وقدرته على أداء وظائفه في مقاومة العدوى، مثل نزلات البرد.
- زيادة الشهية وكميات السعرات الحرارية المتناولة: فتزداد رغبة الأشخاص في الحالات المعتدلة من نقص البروتين بتناول الطعام، مما يزيد من فرصة الإصابة بالسمنة والوزن الزائد.
- بطء التئام الجروح: إذ يعتمد على مستوى البروتين في الجسم، لذلك يُؤثّر نقصه على عملية التئام الجروح.[٣]
أسباب نقص البروتين
توجد بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى نقص البروتين في الجسم، منها ما يأتي:[٤]
- النظام الغذائي الذي يفتقر للبروتينات: يمكن للرجل أن يصاب بنقص البروتين بسبب عدم تناول الأطعمة الغذائية التي تمد الجسم بما يكفي منه، كالأشخاص النباتيين أو من يتبع نظامًا غذائيًّا نباتيًّا قاسيًا، وقد يؤدي أيضًا إلى الإصابة بمرض كواشيوركور، الذي يعد من الحالات الشائعة في الدول النامية التي تفتقر للبروتينات في الأنظمة الغذائية أو تعاني من المجاعة.
- سوء امتصاص الجسم للبروتينات من الأطعمة الغذائية: من الأسباب التي قد تؤدي إلى سوء امتصاص البروتينات من الجسم ما يأتي:
- الإصابة بمرض كرون.
- العدوى، كالعدوى الفطرية.
- تلف في البنكرياس.
- العمليات الجراحية، التي تتضمن عمليات تكميم المعدة، أو عمليات إزالة أجزاء من الأمعاء.
- مرض حساسية القمح.
- وجود خلل في الأمعاء.
- تلف الكبد: يُنتج الكبد بروتينًا يسمى الألبيومين، والذي يشكل 60% من مجموع البروتينات الموجودة في الدم، ويحمل الفيتامينات والهرمونات وغيرها من العناصر الغذائية إلى أنحاء الجسم، ويمنع تسريب السوائل خارج الأوعية الدموية، وإذا حدث تلف الكبد، فإنه يمنعه من إنتاج الألبيومين.
- تلف الكلى: تصفّي الكلى الدم من فضلات الجسم، وقد يؤدي تلفها إلى بقاء الفضلات في الدم، ويؤدي إلى تسريب البروتينات إلى البول، مما يؤدي إلى تراكمها فيه، الإصابة بتلف الكلى أو ما يسمى ببيلة بروتينية أو ما يُعرف بزلال البول.
علاج نقص البروتين
يخصص الطبيب مباشرةً العلاج اللازم لأسباب نقص البروتينات، ويعتمد نوع العلاج على النظام الغذائي للمصاب، والحالة الصحية، والعمر، والتاريخ الطبي، ويحتاج الطبيب إلى تنفيذ العلاج بناءً على التاريخ الطبي، والفحص البدني، والاختبار التشخيصي، ويتضمن العلاج ما يأتي:[٥]
- الشخص الذي يعاني من اضطرابات في تناول الأطعمة قد يحتاج إلى العلاج النفسي، بعد ذلك يجب الحفاظ على الصحة وتوازن النظام الغذائي؛ أي أن يحتوي على ما يكفي من البروتين.
- الشخص الذي يعاني من حساسية القمح قد يحتاج إلى اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين، مما يحفّز الأمعاء الدقيقة لامتصاص العناصر الغذائية كالبروتين.
- اضطرابات الكبد والكلى، قد يتطلب ذلك علاجات طبيةً واسعةً، والمزيد من المراقبة.
الأطعمة الغنية بالبروتين
يوجد البروتين في العديد من الأطعمة والمأكولات التي يمكن تناولها لضمان عدم الإصابة بنقصه، وتتحلل هذه الأطعمة الغنية بالبروتين إلى جزيئات تعرف بالأحماض الأمينية خلال عملية الهضم، وتؤدي هذه الأحماض دورًا مهمًا في المحافظة على صحة الجسم، ويوجد البروتين والأحماض الأمينية في عدد من المصادر الحيوانية والنباتية، منها ما يأتي:[٦]
- اللحوم.
- الحليب.
- الأسماك.
- البيض.
- فول الصويا.
- الفاصولياء.
- البقوليات، مثل الحمص.
- زبدة الجوز.
- بعض الحبوب، مثل: حبوب القمح، والكينوا.
الكمية الموصى بتناولها من البروتين
تتباين الكميات اليومية الموصى بتناولها من البروتين والتي يحتاج الجسم إلى الحصول عليها من المصادر الغذائية المختلفة تبعًا للعمر والوزن والصحة العامة للشخص، وتُقاس بوحدة الغرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم، وتبلغ الكمية اليومية الموصى بتناولها من البروتين حوالي 0.84 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم بالنسبة للرجال البالغين، بينما تزداد حاجة بعض الفئات مثل كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا إلى الحصول على كميات أكبر من البروتين تصل إلى حوالي 1 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم، فمثلًا تبلغ الكمية اليومية التي يحتاجها الذكور البالغ وزنهم 75 كيلوغرامًا حوالي 63 غرامًا منه يوميًا.[٧]
المراجع
- ↑ Yvette Brazier (24-8-2018), "How much protein does a person need?"، medicalnewstoday, Retrieved 28-12-2019. Edited.
- ↑ Atli Arnarson (31-10-2017), "8 Signs and Symptoms of Protein Deficiency"، healthline, Retrieved 28-12-2019. Edited.
- ↑ Darla Leal (2-10-2019), "The Importance of Amino Acids With Protein Deficiency"، verywellfit, Retrieved 18-12-2019. Edited.
- ↑ Stephanie Watson (19-9-2017), "Hypoproteinemia"، healthline, Retrieved 18-12-2019. Edited.
- ↑ Jennifer Berry (10-12-2019), "What to know about hypoproteinemia"، medicalnewstoday, Retrieved 18-12-2019. Edited.
- ↑ "Protein in diet", medlineplus,30-4-2019، Retrieved 28-12-2019. Edited.
- ↑ "Protein", betterhealth, Retrieved 28-12-2019. Edited.