محتويات
ما هي بكتيريا القولون؟
يحتوي الجسم على أعداد هائلة من البكتيريا والتي يتواجد غالبيتها في الأمعاء، وتلعب هذه البكتيريا دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة الجسم والأمعاء عبر التنسيق مع جهاز المناعة لمحارية العدوى، وإنتاج فيتامينات معينة ضرورية للجسم مثل فيتامين ك، فضلًا عن إتمام عمليات الهضم من خلال انتاج مواد كيميائية معينة تؤثر على الشعور بالشبع، لكن وعلى الرغم من هذه الأدوار المهمة، فإن بعض أنواع البكتيريا تتسبب بالأمراض أيضًا، خاصة عند اختلاف أعدادها داخل الأمعاء، ومن المثير للاهتمام أن أعداد البكتيريا في الجسم من المحتمل أن تكون أكثر بكثير من الخلايا البشرية؛ إذ تُشير التقديرات إلى أنه يوجد ما يقارب 40 تريليون خلية بكتيرية، في حين أن هنالك 30 تريليون خلية بشرية فقط لدى الرجل الذي يبلغ وزنه 70 كيلوغرام، وتعيش معظم هذه الخلايا البكتيرية في جزء من الأمعاء الغليظة يسمى بالأعور.[١]
ما أعراض الإصابة ببكتيريا القولون؟
تتسبب الاختلالات في أعداد وطبيعة بكتيريا الأمعاء في ظهور العديد من الأعراض الصحية، التي تشمل كل مما يلي[٢]:
- مشاكل المعدة: يعاني البعض من مشاكل المعدة وما يترافق معها من الغازات، والانتفاخ، والإسهال، والإمساك، وآلام البطن عند إصابتهم بالقولون العصبي IBS، التي من المتحمل أن تصيب الأمعاء الغليظة نتيجة لوجود اختلالات في بكتيريا الأمعاء أصلًا وفقًا لبعض الدراسات.
- التعب: أشارت دراسة نُشرت في مجلة أكاديمية اسمها Microbiome إلى أن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة التعب المزمن من المحتمل أن يكون لديهم اختلالات في بكتيريا الأمعاء، وقد يعاني نصفهم أيضًا من القولون العصبي.
- الرغبة الشديدة في تناول الطعام: يؤدي تناول الكثير المأكولات وخاصة السكريات إلى زيادة نمو البكتيريا الضارة في القناة الهضمية.
- تغيرات الوزن: تؤدي اختلالات البكتيريا في الأمعاء إلى السمنة، ويعود ذلك إلى كثرة تناول الأطعمة الغنية بالدهون والكربوهيدرات المكررة التي تعزز دور البكتيريا المعوية المرتبطة بالسمنة.
- نشوء الحساسية الجلدية: أظهرت الأبحاث وجود صلة بين مشاكل الجلد- مثل حب الشباب والصدفية والأكزيما والتهيج- وبين اختلالات بكتيريا الأمعاء؛ إذ من المحتمل أن تؤثر هذه الميكروبات في الجلد من خلال آليات مناعية معقدة، وقد وجدت دراسة وجود علاقة بين البكتيريا في الأمعاء والحساسية، بما في ذلك الحساسية التنفسية، والحساسية الغذائية، وحساسية الجلد.
- نشوء مشاكل المناعة الذاتية: أظهرت الدراسات أن هناك بكتيريا معينة في الأمعاء تنتج بروتينًا قد يؤدي إلى ظهور أمراض المناعة الذاتية؛ مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والتهاب القولون التقرحي، والتصلب المتعدد.
- نشوء اضطرابات المزاج: تؤثر الاضطرابات الهضمية على الدماغ مما يؤدي إلى اضطرابات المزاج والشعور بالقلق والاكتئاب.
- الصداع النصفي: يرتبط الصداع النصفي بمشاكل القناة الهضمية، لكن العلاقة بينهما ما زالت غير واضحة تمامًا وفقًا لمراجعة علمية نُشرت في عام 2020.
من المهم التذكير هنا بوجود بكتيريا داخل المعدة أيضًا، والتي يُمكنك التعرف على أعراضها عبر قراءة: أعراض بكتيريا المعدة.
تعرف على أسباب الإصابة ببكتيريا القولون
تتغير مستويات البكتيريا في الأمعاء يوميًا عند التبرز؛ فتخرج البكتيريا النافعة والضارة على حد سواء مع البراز، وتتجدد مستويات هذه البكتيريا من خلال تكاثر تلك الموجودة على جدار الأمعاء والتي تعيش هناك وتُشكل مخزنًا للبكتيريا، وهناك مجموعة من الأسباب التي تلعب دورًا في وجود اختلالات في أعداد بكتيريا الأمعاء، ومنها: [٣]
- النظام الغذائي: يؤثر نوع النظام الغذائي على توازن بكتيريا الأمعاء؛ إذ تتكاثر أنواع مختلفة من البكتيريا عند تناول الكربوهيدرات والألياف والبروتين، كما تؤثر أنماط الحياة الأخرى- مثل شرب الكحول والتدخين- في توازن بكتيريا الأمعاء أيضًا.
- المضادات الحيوية: يؤدي تناول المضادات الحيوية إلى خفض مستويات البكتيريا الجيدة في الأمعاء وفرط نمو البكتيريا الضارة، مما يؤدي إلى الالتهابات.
- الإجهاد البدني والنفسي: يؤثر الإجهاد البدني والنفسي على التوازن الميكروبي في الأمعاء؛ وذلك بسبب تثبيط المناعة وزيادة إفراغ الامعاء كجزء من استجابة الجسم لهذه المشاعر.
تعرف على وسائل علاج بكتيريا القولون
يجب معرفة السبب وراء حدوث اختلال بكتيريا القولون من أجل إيجاد العلاج الأنسب؛ ففي حالات اختلال التوازن البكتيري الناتج عن تناول العلاجات الدوائية من المنطقي أن ينصح الطبيب بالتوقف عن استخدام هذه العلاجات إلى حين استعادة التوازن، ويمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية المساعدة في إعادة التوزان إلى هذه البكتيريا، مثل:[٤]
- سيبروفلوكساسين، وهو مضاد حيوي يعالج التهابات الأمعاء الناتجة عن اختلال التوازن البكتيري.
- ريفاكسيمين، وهو مضاد حيوي يعالج أعراض متلازمة القولون العصبي IBS المرتبطة بوجود خلل في اتزان البكتيريا.
- الكوتريموكسازول، وهو مضاد حيوي يعالج التهابات الأمعاء والمسالك البولية التي تنتج عن الاختلال البكتيري.
أما في حالات الاختلال البكتيري الناتج عن سوء النظام الغذائي فإنه يمكن علاج المشكلة من خلال الحصول على ما يكفي من العناصر الغذائية التي تسهم في الحفاظ على توازن البكتيريا؛ مثل فيتامينات ب، والكالسيوم، والمغنيسيوم وبيتا كاروتين، والزنك؛ وذلك عبر التركيز أكثر على تناول الخضراوات الورقية الداكنة؛ كالسبانخ، والأسماك، واللحوم الطازجة، بالإضافة إلى التوقف عن تناول أطعمة معينة؛ مثل تلك التي تحتوي على مواد كيميائية ضارة؛ كاللحوم المصنعة والمملحة والمعلبة، والأطعمة الغنية بالكربوهيدرات السيئة؛ كالذرة أو الخبز، وبعض الفواكه؛ مثل الموز، والتفاح، والعنب، ومنتجات الألبان بما في ذلك الزبادي، والحليب، والجبن، والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر، لكن بالطبع قبل التوقف عن تناول أي من هذه الأطعمة يجب عليك مراجعة الطبيب لمعرفة السبب الدقيق وراء حدوث اختلالات البكتيريا في الأمعاء والقولون.[٤]
بوسعك التعرف على أفضل العلاجات المضادة للبكتيريا عمومًا عبر قراءة: أفضل علاج للبكتيريا.
قد يُهِمُّكَ: هل هناك مضاعفات من الإصابة ببكتيريا القولون؟
تؤدي اختلالات البكتيريا في الأمعاء إلى الأعراض المذكورة سابقًا، فضلًا عن مشاكل أخرى نظرًا إلى دور البكتيريا المعوية بأمور فسيولوجية كثيرة؛ كالقدرة على استخراج الطاقة من الطعام، مما يتسبب بمواجهة صعوبة في خسارة الوزن لدى البعض أكثر من غيرهم، كما يحدد نمط البكتيريا المعوية مدى تفاعل الجسم مع بعض الأدوية أيضًا ومدى نقص الفيتامينات في الجسم؛ فيمكن أن نرى أشخاصًا يملكون مستويات أفضل من فيتامين ج، وفيتامين ب2، وفيتامين ب5، في حين قد يملك آخرون مستويات أعلى من فيتامين ب1 وحمض الفوليك، ومن هناك يمكن معرفة مدى تأثير اختلال أنماط البكتيريا المعوية على الصحة والمضاعفات الناتجة عنها.[٣]
المراجع
- ↑ Ruairi Robertson (13/2/2018), "How Your Gut Bacteria Can Influence Your Weight", healthline, Retrieved 14/4/2021. Edited.
- ↑ Erica Patino (9/6/2020), "9 Signs of an Unhealthy Gut — and What You Can Do About It", everydayhealth, Retrieved 14/4/2021. Edited.
- ^ أ ب Dr Sarah Brewer (14/4/2021), "Identifying gut dysbiosis: What are the symptoms?", healthspan, Retrieved 14/4/2021. Edited.
- ^ أ ب Tim Jewell (1/2/2019), "What Causes Dysbiosis and How Is It Treated?", healthline, Retrieved 14/4/2021. Edited.