محتويات
القولون العصبي
يُعرف مرض القولون العصبي علميًّا باسم "متلازمة القولون المتهيج"، وهو يشير إلى معاناة الفرد من مجموعة من الأعراض الهضمية المزمنة كالانتفاخاتٍ، وآلام البطن، ونزول كميات كبيرة من المخاط مع البراز، وتغيراتٍ في عادت التبرز، بالإضافة إلى الإسهال أو الإمساك، ولحسن الحظ فإنّ المرض لا يجلب الكثير من المضاعفات الخطيرة عند المصابين به، كما أنّ الأطباء يجدون إمكانيةً كبيرةً في تعليم المرضى كيفية التعامل مع أعراض المرض باتباع أنماطٍ غذائية صحية؛ كتجنب بعض أنواع المأكولات والمشروبات كالكحول، والمشروبات السكرية، والقهوة، بالإضافة إلى وصف بعض أنواع الأدوية الخاصة بعلاج أعراض المرض، كملينات الأمعاء في حال كان المصاب يُعاني من الإمساك، وعمومًا فإنّ الأطباء ينفون وجود علاجٍ نهائيّ لهذا المرض، كما ينفون وجود طريقة محددة لتشخيص المرض، لهذا فإنّ الأطباء يلجؤون إلى إجراء الكثير من الفحوصات للتأكد من عدم معاناة الفرد من أمراضٍ أخرى مسببة لنفس أعراض القولون العصبي[١]، لكن ما هي الأسباب التي تقع وراء الإصابة بهذا المرض في الأصل؟ وهل توجد أمراضٌ أخرى يُمكنها أن تتسبب بحدوث أعراضٍ شبيهة بتلك الناجمة عن القولون العصبي؟
أسباب الإصابة بالقولون العصبي
يبقى السبب الحقيقي وراء الإصابة بالقولون العصبي مجهولًا في نظر أغلب الخبراء، لكنّهم يرون في الوقت نفسه أنّ العديد من العوامل يُمكنها أن تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض، منها[٢]:
- انقباضات عضلات الأمعاء: يُلقي بعض الخبراء باللوم على الأنسجة العضلية داخل جدران الأمعاء بالتسبب بحدوث حالات القولون العصبي؛ فمن المعروف أنّ هناك طبقةً من الأنسجة العضلية المبطنة لجدران الأمعاء التي يُمكنها الانقباض بقوة ولفترة زمنية طويلة أحيانًا، وهذا قد يؤدي فعلًا إلى حدوث بعض الانتفاخات والإسهال، بينما قد تنقبض هذه العضلات ببطء أو بصورة ضعيفة أحيانًا، وهذا قد يُفسر معاناة بعض مرضى القولون العصبي من الإمساك.
- اضطرابات أعصاب الأمعاء: تؤدي الإصابة بمشكلات في الأعصاب المغذية للأمعاء إلى الشعور بالانزعاج عند وجود الغازات أو الفضلات داخل الأمعاء، كما قد يعاني العديد من الأفراد من الإمساك أو آلام البطن عند زيادة استجابة الأمعاء للإشارات العصبية القادمة من الدماغ.
- التهاب الأمعاء: تتواجد كميات كبيرة من الخلايا التابعة للجهاز المناعي في الأمعاء عند الكثير من المصابين بالقولون العصبي، وهذا يُمكنه أن يفسّر شكواهم من الآلام والإسهال أحيانًا، وقد يُصاب البعض بهذه الأعراض بعد تعرضهم لأشكالٍ من العدوى البكتيرية أو الفيروسية أيضًا.
- اختلالات تمس البكتيريا المعوية: تقطن في الأمعاء أنواعٌ مفيدة من البكتيريا التي لها دورٌ هامٌّ في العمليات الهضمية الطبيعية، لكنّ بعض الدراسات توصلت إلى نتيجة مثيرة للاهتمام تتمحور حول حقيقة أنّ نوعية البكتيريا التي تستوطن الأمعاء عند مرضى القولون العصبي تختلف عن مثيلاتها عند الأفراد غير المصابين بالمرض.
- التعرض للمحفزات: يشكو العديد من المصابين بالقولون العصبي من ظهور أعراض المرض فقط بعد تعرضهم لمحفزاتٍ محددة، كتناول أنواعٍ معينة من الأطعمة أو المشروبات، بما في ذلك الفواكه الحمضية، والبقوليات، والملفوف، والحليب، والمشروبات الغازية، كما أنّ البعض تظهر عليهم أعراض المرض عند تعرضهم للمواقف الحياتية التي تتسم بالتوتر، ويشير الخبراء من ناحية أخرى إلى كون النساء معرضات أكثر للإصابة بالقولون العصبي بمقدار الضعف تقريبًا، وهذا يرجع بحسب الكثيرين إلى التغيرات الهرمونية الحاصلة في أجسام النساء، خاصةً أثناء الدورة الشهرية.
الفرق بين القولون العصبي وداء الأمعاء الالتهابي
يخلط الناس كثيرًا بين مرض القولون العصبي وبين ما يُعرف بداء الأمعاء الالتهابي بسبب التشابه الكبير بين أعراض كِلا المرضين، وفي الحقيقة فإنّ بعض الخبراء لا يُصنفون القولون العصبي كمرض بحد ذاته وإنّما كاضطرابٍ وظيفي يؤدي إلى نشوء مجموعة من الأعراض التي سبق ذكرها، وهو لا يتسبب مطلقًا بحدوث المضاعفات التي يُمكن أن تظهر عند الإصابة بداء الأمعاء الالتهابي، كنزيف الأمعاء، والقرحة، والضرر الدائم في جدران الأمعاء[٣]، وعادةً ما يصنّف الأطباء مرض كرون، ومرض التهاب القولون التقرحي على أنّها أنواعٌ تابعة لداء الأمعاء الالتهابي وليس القولون العصبي كما يظن الكثيرون، وعلى العموم يبقى سبب الإصابة بداء الأمعاء الالتهابي غير معروفٍ أيضًا كما هو الحال عند القولون العصبي، لكنّ الباحثين يؤكدون على احتمالية تورّط عوامل جينية ومشكلات الجهاز المناعي في حدوث داء الأمعاء الالتهابي[٤].
المراجع
- ↑ University of Illinois-Chicago, School of Medicine (18-12-2017), "What is irritable bowel syndrome (IBS)?"، Medical News Today, Retrieved 21-2-2019. Edited.
- ↑ "Irritable bowel syndrome", Mayo Clinic,17-3-2018، Retrieved 21-2-2019. Edited.
- ↑ Bhupinder S. Anand, MBBS, MD, DPHIL (OXON) (2-11-2018), "Irritable Bowel Syndrome (IBS) Test, Symptoms, Diet, and Treatments"، E Medicine Health, Retrieved 21-2-2019. Edited.
- ↑ Deborah Weatherspoon, PhD, RN, CRNA (28-9-2018), "Inflammatory Bowel Disease (IBD)"، Healthline, Retrieved 21-2-2019. Edited.