هل القولون يسبب صداع ودوخه

هل القولون يسبب صداع ودوخه
هل القولون يسبب صداع ودوخه

القولون العصبي

يتسبب القولون العصبي في حصول الانتفاخات، وتشنجات البطن، والإسهال والإمساك أيضًا، ويُعرف هذا المرض بكونه مرضًا وظيفيًا، ينجم عن حصول اختلالاتٍ في التواصل بين الدماغ والأمعاء، وقد حاول العلماء تفسير حدوث القولون العصبي عند المصابين عبر التنبؤ بوجود حساسيّة لدى هؤلاء الناس من بعض أنواع الأطعمة أو نتيجة لتعرضهم للتوتر النفسي.

لكن على أيّة حال، يبقى وجود للقولون العصبي عند ما نسبته 12% تقريبًا من البالغين القاطنين في الولايات المتحدة الأمريكية، وتزداد فرص الإصابة بهذا المرض عند النساء تحديدًا، ويُمكن للقولون العصبي أن يُؤدي كذلك إلى الشعور بالإجهاد البدني، وآلام المفاصل، والتوتر[١]، وقد يتساءل البعض أحيانًا عمّا إذا كان بمقدور هذا المرض التسبب في حدوث صداع ودوخة لدى البعض، وهذا سيردّ بمزيدٍ من التفصيل في الأسطر التالية.


هل يُسبب القولون صداعًا ودوخة؟

يتسبب القولون العصبي في ظهور أعراضٍ هضمية عند معظم المصابين؛ كالإسهال، والإمساك، وآلام البطن، وربما الحرقة، والغثيان أيضًا، لكن أعراض القولون العصبي لا تتوقف عند ذلك، وإنّما تمتد لتتضمن على أمورٍ أخرى بعيدة عن الجهاز الهضمي أصلًا؛ كالصداع، والدوخة، والإعياء، وآلام الظهر، فضلًا عن أعراض غريبة؛ ككثرة التبول، وخفقان القلب، ورائحة الفم الكريهة، ومشكلات النوم، وربما الشعور بالألم أثناء الانخراط في الأنشطة الجنسية أيضًا.

وللأسف فإنّ الأعراض الغريبة والإضافية المرتبطة بالقولون العصبي؛ كالصداع والدوخة، كثيرًا ما يتجاهلها الأطباء؛ وذلك لكونها ذات صبغة أو طبيعة غريبة، وليس من المنطق أصلًا أن تظهر لدى هذه الفئة من المصابين، بل قد يصل الأمر ببعض الأطباء إلى محاولة اقناع المرضى بأنّ هذه الأعراض توجد فقط داخل عقولهم، أو أنّ هنالك مشكلة في تشخيص القولون العصبي، أو أنّ المريض المسؤول عن نشوء هذه الأعراض.

لكن على أيّة حال، حاول الخبراء والعلماء، وضع الكثير من الفرضيات والنظريات لتفسير نشوء الأعراض الغريبة لدى مرضى القولون العصبي، وكان من بين هذه النظريات؛ القول بأنّ سبب نشوء هذه الأعراض يرجع إلى وجود مشكلة في النواقل العصبية في الدماغ أو نتيجةً لوجود مشكلة في تنظيم الجسم لاستجابات الألم الداخلية[٢].


أسباب القولون العصبي

ما زال العلماء في حيرة من أمرهم فيما يتعلق بالأسباب الحقيقة وراء الإصابة بالقولون العصبي، لكنّ الكثير من الآراء تُرجح أن يكون هنالك مجموعة من العوامل وراء نشوء هذا المرض؛ كحصول تغيرات في الحركة الهضميّة، أو زيادة الحساسية للآلام، أو شذوذ إشارات الجهاز العصبي، أو عدم تحمل بعض الأطعمة، ومن بين العوامل الأخرى التي يُمكن أن يكون لها ضلع في نشوء المرض، ما يأتي[٣]:

  • وجود مشكلات في حركة القولون أو الأمعاء الدقيقة؛ كأن يتحرك الطعام بسرعة داخلها أو أن يتحرك بجهد أو بقوة أكبر.
  • الحساسية المفرطة من الألم الناجم حتى عن الغازات أو عن امتلاء الأمعاء بالطعام.
  • الحساسية من الطعام نتيجة لضعف قدرات الجسم على امتصاص السكر أو الأحماض من الطعام.
  • الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء، الذي ينشأ عن العدوى البكتيرية أو الفيروسية.
  • وجود اختلالات أصلًا في مستويات الهرمونات الجنسيّة أو النواقل العصبية.
  • الإصابة بالمشكلات النفسية؛ كالتوتر أو الاكتئاب.
  • زيادة أعداد البكتيريا في الأمعاء الدقيقة.
  • وجود القابلية الجينية أصلًا.


أسباب الصداع والدوخة

يُمكن أن تكون أعراض الصداع والدوخة ناجمةً فعلًا عن الإصابة بالقولون العصبي كما ورد سلفًا، لكن هنالك أسباب محتملة أخرى لتفسير نشأة الصداع والدوخة معًا، منها مثلًا[٤]:

  • الإصابة بمشكلات الدماغ الطارئة: يرجع سبب الشعور بالدوخة والصداع إلى الإصابة بأحد مشكلات الدماغ الطارئة أو الخطيرة؛ كانتفاخ شرايين الدماغ أو الجلطة الدماغية، لكن لحسن الحظ؛ فإنّ هذه الأمور نادرة.
  • الصّداع النّصفي: تتسبب نوبات الصداع النصفي بنوبات صداع شديدة في جهة أو في كِلا جهتي الرأس، ويُمكن لهذه النوبات أن يُرافقها شعور بالدوخة أيضًا فضلًا عن أعراضٍ أخرى؛ كالغثيان، والحساسية من الضوء، ومشكلات الرؤية البصرية.
  • إصابات الرأس: يُمكن للصداع والدوخة أن يحدثا نتيجة للتعرض لضربات مباشرة استهدفت الدماغ، وقد تنشأ هذه الإصابات عن حوادث الوقوع، أو الحوادث الرياضية، أو حوادث السيارات، وقد يشعر المصاب بأعراضٍ أخرى في حال حدث ارتجاج في الدماغ؛ كفقدان الوعي، أو رنين الأذن، أو حتى مشكلات الذاكرة، وقد تتطور الأمور إلى الأسواء في حال حدوث كسر في الجمجمة.
  • العدوى: تظهر أعراض الصداع والدوخة أحيانًا نتيجة لمحاولة الجسم القضاء على العدوى البكتيرية أو الفيروسية؛ كتلك المسؤولة عن الإصابة بالأنفلونزا، والزكام، والتهاب الجيوب الأنفية، والتهاب الرئة، والتهابات الأذن، وغيرها من أنواع الالتهابات التي قد يكون بوسع الطبيب إيجاد حلولٍ لها عبر الاستعانة بالمضادات الحيوية أو الأدوية الأخرى.
  • الجفاف: ينجم الجفاف أحيانًا عن كثرة التقيؤ، أو الاسهال، أو الحمى، أو حتى بسبب أخذ بعض أنواع الأدوية، أو لأيّ من الأسباب والعوامل الأخرى التي تُؤدي إلى فقدان الجسم للكثير من السوائل، ويُمكن أن يكون الصداع والدوخة أحد أهم العلامات الدالة على الإصابة بالجفاف كما هو معروف لدى الكثيرين، ومن الأعراض الأخرى الدالة على الإصابة بالجفاف-مثلًا-؛ الشعور بالعطش الشديد، وتغير لون البول، والارتباك الذهني.
  • أسباب إضافية: قد يكون سبب الصداع والدوخة راجعًا أحيانًا إلى الإصابة بانخفاض مستوى السكر في الدم، أو بسبب فقر الدم، أو بسبب مشكلات النظر، أو حتى بسبب الإصابة بالقلق أو أخذ بعض أنواع الأدوية؛ كمضادات الاكتئاب، أو أدوية الضغط، أو المضادات الحيوية.


مَعْلُومَة

تتمكن العلاجات الخاصة بعلاج الصداع من تخفيف حدة الدوخة عادةً، لكن في حال كانت الدوخة ناجمة عن الإصابة بأمراض أخرى، فإنّ من الأنسب مراجعة الطبيب أو الاستعانة بعلاجات خاصة أخرى، وعلى أيّة حال؛ تتضمن أبرز علاجات الصداع والدوخة على الآتي[٥]:

  • أدوية ومسكنات الآلام دون وصفة طبية.
  • أدوية الصداع النصفي التي يصفها الطبيب.
  • الأدوية التي تمنع الصداع النصفي.
  • مضادات الاكتئاب.
  • أساليب الاسترخاء.
  • أساليب الارتجاع البيولوجي.
  • الالتزام بنظام غذائي صحي أو متوازن ومنظم.


المراجع

  1. Alana Biggers, M.D., MPH (23-1-2019), "10 signs and symptoms of irritable bowel syndrome"، Medical News Today, Retrieved 31-5-2020. Edited.
  2. Robert Burakoff, MD, MPH (23-1-2020), "Irritable Bowel Syndrome (IBS) Symptoms Beyond the Gut"، Very Well Health, Retrieved 31-5-2020. Edited.
  3. Melissa Conrad Stöppler, MD (5-12-2019), "8 Irritable Bowel Syndrome (IBS) Causes, Symptoms, Diet, and Treatment"، Medicine Net, Retrieved 31-5-2020. Edited.
  4. Seunggu Han, MD (18-4-2018), "What’s Causing My Headache and Dizziness?"، Healthline, Retrieved 31-5-2020. Edited.
  5. Lindsey Marcellin, MD, MPH (3-10-2010), "Headaches and Dizziness"، Everyday Health, Retrieved 31-5-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :