اعراض الاصابة بدودة الاسكارس

اعراض الاصابة بدودة الاسكارس
اعراض الاصابة بدودة الاسكارس

الإصابة بدودة الاسكارس

تشتهر دودة الاسكارس بأنها أحد أكثر أنواع الديدان انتشارًا بين البشر، وهذا الأمر ليس جديدًا أو حديثًا، إنّما يعود إلى قرون طويلة، بل إنّ المخطوطات المصرية القديمة قد أشارت إليها، وقد وجد الباحثون أدلة على وجودها حتى داخل المومياوات المصرية، كما جاء ذكر هذه الديدان على لسان آرسطو وأبقراط أيضًا.

تمتاز دودة الاسكارس بأنّها دودة خيطية تنتقل عبر التراب، ويُمكن لطول أنثى الاسكارس أن يصل إلى 20-30 سنتمتر، بينما يبلغ طول الذكر حوالي 15-20 سنتمتر، ويُمكن لها أن تأتي بلون أصفر، أو وردي، أو أبيض، كما يُمكن لدودة الاسكارس أنّ تعيش لسنة كاملة، ثم تموت، ثم تخرج وحدها من الجهاز الهضمي للإنسان.

ومن الجدير بالذكر أنّ هنالك أكثر من مليار حالة إصابة بهذه الديدان حول العالم، وقد تكون هذه الدودة سببًا فعليًا لوفاة 60 ألف إنسان سنويًا، ومن المعروف أنّ انتشار هذه الدودة يتركز في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية أيضًا، وتحمل دودة الاسكارس اسمًا آخر هو الصفر الخراطيني (Ascaris Lumbricoides)[١]، وهنالك بالطبع أعراض ومضاعفات كثيرة مرتبطة بهذه الدودة عند البشر، وهذا سيكون موضوع الأسطر التالية.


أعراض الإصابة بدودة الاسكارس

لا تظهر أيّ أعراضٍ عند معظم المصابين بدودة الاسكارس، لكن العدوى المتوسطة والشديدة لهذه الدودة يُمكن أن تؤدي إلى أعراضٍ كثيرة تختلف اعتمادًا على مكان وجودها في الجسم، سواء في الأمعاء أو الرئة، وبالإمكان شرح أبرز هذه الأعراض كما يأتي[٢]:

في الرئة

بوسع يرقات ديدان الاسكارس الانتقال من الأمعاء الدقيقة إلى الرئتين عبر الجهار اللمفاوي الدم، وهذا يُمكن أن يؤدي إلى ظهور أعراضٍ شبيهة بأعراض التهاب الرئة أو الربو؛ كالسعال المستمر، وضيق التنفس، والصفير أثناء التنفس، وغالبًا ما تتمكن يرقات الديدان من الذهاب إلى الحلق بعد مضي 6-10 أيام، وحينئذ سيبدأ المصاب بإخراج هذه الديدان عبر السعال، لكنه سيبلعها مرة أخرى، ومن بين الأعراض الأخرى الدالة على وجود الديدان في الرئة ما يأتي[٣]:

  • الحمى.
  • الشعور بالضيق في الصدر.
  • الإصابة بما يُعرف بالالتهاب الرئوي الشفطي (في حالات نادرة).

في الأمعاء

تتمكن يرقات ديدان الاسكارس من الوصول إلى مرحلة البلوغ أثناء وجودها داخل الأمعاء الدقيقة، وقد تتمكن الديدان البالغة من العيش داخل الأمعاء الدقيقة حتى يحين موعد موتها، ويُمكن لهذه الديدان أن تتسبب في حدوث أعراضٍ محدودة أثناء وجودها في الأمعاء في حال كانت العدوى ذات طبيعة متوسطة أو خفيفة؛ كآلام البطن الغريبة، والغثيان، والتقيؤ، والإسهال أو نزول الدم مع البراز، أما في حال كان هنالك أعداد كبيرة من هذه الديدان، فإن من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى أعراضٍ سيئة أو شديدة، مثل:

  • الشعور بالإعياء والتقيؤ.
  • الشعور بألم شديد في البطن.
  • فقدان الوزن أو سوء التغذية.
  • فقدان الشهية[٣].
  • عدم انتظام مواعيد التبرز[٣].
  • ملاحظة وجود ديدان في البراز أو في القيء.


مضاعفات الإصابة بدودة الاسكارس

لا تُؤدي الحالات الخفيفة من عدوى الاسكارس إلى ظهور أيّة مضاعفات عادةً، لكن الحالات الشديدة قد تكون فعلًا جد خطيرة، ويُمكن أن تؤدي إلى مضاعفات سيئة جدًا، مثل[٢]:

  • إبطاء النمو: تعجز أجسام الأطفال المصابين بدودة الإسكارس عن امتصاص الأطعمة التي يتناولونها، وقد يُصاب البعض منهم بفقدان الشهية أيضًا، وهذه العوامل يُمكن أن تُؤدي إلى تباطؤ في نمو أجسامهم.
  • انسداد وانثقاب الأمعاء: تتمكن ديدان الاسكارس من التجمع معًا في كتلة واحدة داخل الأمعاء، وهذا قد يؤدي بالطبع إلى انسداد الأمعاء وظهور أعراضٍ سيئة جدًا؛ كآلام البطن والتقيؤ، بل يُمكن للانسداد أن يتطور ليصل إلى حد انثقاب الأمعاء أو الزائدة الدودية، وستكون النتيجة؛ حدوث النزيف الداخلي، والتهاب في الزائدة الدودية.
  • انسداد القنوات: تمتلك ديدان الاسكارس مقدرة على الولوج داخل القنوات الخاصة بالكبد والبنكرياس، وهذا قد يتسبب في انسداد هذه القنوات، والشعور بآلام شديدة جدًا.
  • مضاعفات أخرى: يُمكن لعدوى الاسكارس أن تتطور إلى حد التسبب في حدوث التهاب في المرارة، أو التهاب الصفاق، أو انغلاف/انحشار الأمعاء، أو تقيح الكبد، أو حتى الوفاة والموت، ومن الجدير بالذكر أن هنالك حوالي 11 ألف حالة وفاة نتيجة للانسداد المعوي الناجم عن ديدان الاسكارس حول العالم، وأغلب هذه الحالات تحدث عن الأطفال تحديدًا[٤].


الوقاية من الإصابة بدودة الاسكارس

ينخفض خطر الإصابة بدودة الاسكارس في الدول والمناطق التي تتمتع بأنظمة صرف صحي ممتازة أو حديثة، لكن ومع ذلك، يبقى من المهم التركيز على غسل اليدين بعد استخدام الحمام وتنظيف الطعام جيدًا، كما قد يكون من الأنسب كذلك غسل أوعية الطعام بعد كل استعمال، فضلًا عن الالتزام ببعض النصائح عند زيارة الأماكن التي تفتقر إلى شبكات الصرف الصحي، مثل[٣]:

  • تفحص أمكنة تحضير الطعام، لأخذ نظرة عن مستوى النظافة الموجودة فيها.
  • غسل اليدين بالماء الدافئ والصابون قبل لمس الأطعمة أو تناولها.
  • تقشير الفواكه أو الخضراوات وطبخها جيدًا قبل تناولها، خاصة في حال جرى زراعة هذه الأصناف الغذائية في ظروف غير صحية.
  • مطالبة الأطفال بغسل أيديهم جيدًا بعد اللعب في الخارج.
  • تنقية وغلي الماء قبل شربه.


مَعْلُومَة

بمقدور أنثى الاسكارس وضع 200 ألف بويضة يوميًا، ممّا يُسهل على فنيي المختبرات التأكيد على وجود الاسكارس داخل عينات البراز، وفي الحقيقة فإنّ معظم بيوض الاسكارس تنزل مع البراز لتصل البيوض في النهاية إلى التربة مجددًا، ثم ومع توافر البيئة المناسبة والرطوبة، يُمكن لهذه البيوض أن تنضج لتصبح معدية خلال 2-8 أسابيع، بل يُمكن أن تكون قابلة للحياة لـ17 شهرًا بعد ذلك.

ومن المحتمل أن ينجح بعضها في الوصول إلى جسم الانسان مرة أخرى لتكرار نفس الدورة الطبيعية مجددًا، لكن ولحسن الحظ، فإنّ الدارسات القادمة من الدولة الآسيوية والأفريقية، قد أكدت إمكانية علاج عدوى دودة الاسكارس بنسبة 95% عبر إعطاء المريض جرعة واحدة فقط من دواء يُدعى البيندازول (Albendazole)[١].


المراجع

  1. ^ أ ب Daniela F. de Lima Corvino & Shawn Horrall (16-3-2020), "Ascariasis"، National Center for Biotechnology Informatio, Retrieved 23-5-2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Ascariasis", Mayo Clinic,17-5-2018، Retrieved 23-5-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Saurabh Sethi, M.D., MPH (3-7-2018), "Everything you need to know about ascariasis"، Medical News Today, Retrieved 23-5-2020. Edited.
  4. Melissa Conrad Stöppler, MD (17-9-2018), "Ascariasis"، Medicine Net, Retrieved 23-5-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :