محتويات
ماذا نعني بالأطعمة المصنعة؟
في حال كنت تعتقد بأن الأطعمة المصنعة هي فقط الأطعمة الجاهزة أو الأطعمة التي بحاجة إلى مايكرويف لتُصبح جاهزة، فعليك حينئذ التمهل قليلًا والتمحيص أكثر في الأطعمة التي تصادفها؛ لأن مفهوم الأطعمة المصنعة يشير حقيقةً إلى أي نوع من الطعام الذي جرى التلاعب به أثناء تحضيره، وهذا التلاعب قد يتضمن التجميد، والتعليب، وحتى التجفيف والخبز، ولقد اكتسبت الأطعمة المصنعة سمعة سيئة بين خبراء الصحة نتيجة لاحتوائها عادةً على نسب عالية من السكر، والملح، والدهون، لكن بالطبع يصعب القول بأن جميع الأطعمة المصنعة هي سيئة للصحة، كما غالبًا ما تحتوي ملصقات الأطعمة المصنعة على معلومات حول كمية السكر والدهون والملح الموجودة فيها، وهذا يوفر لك الفرصة لاختيار الأنواع الأقل سوءًا بينها، ومن الضروري الإشارة هنا إلى وجود منتجات أو أصناف صحية هي أصلًا بحاجة للمرور في عمليات تصنيع أو معالجة لتُصبح صحية، وخير مثال على ذلك الحليب، الذي تجب معالجته أو بسترته لإزالة البكتيريا الضارة منه[١].
تأثير الأطعمة المصنعة على صحتك
تحمل الأطعمة المصنعة الكثير من المساوئ والآثار السيئة على صحتك، خاصة في حال بالغت في تناولها، ومن بين أبرز هذه الأضرار[٢]:
- السمنة: تأتي الكثير من الأطعمة المصنعة وهي محملة بمستويات عالية من السكر دون أن تأتي ملصقاتها على ذكر هذا الأمر ذكرًا مباشرًا؛ لأن هنالك أكثر من 50 كلمة لوصف السكر دون القول بأنه سكر أصلًا؛ كاستخدام كلمات شراب الذرة، أو الملت Malt، أو الفراكتوز، أو الغلوكوز، أو الرحيق Nectar، ومن المعروف أن تناولك للكثير من السكر يعني تزويد جسمك بالكثير من السعرات الحرارية الإضافية التي تؤدي إلى السمنة، وبالتالي زيادة فرص إصابتك بمشاكل مزمنة كثيرة، كما يُمكن للكثيرين أن يقعوا ضحية للإدمان على السكر الموجود في الأطعمة المصنعة دون علمهم بذلك.
- المتلازمة الأيضية: المقصود بالمتلازمة الأيضية أنها الأمور والعوامل التي تؤدي إلى زيادة فرص إصابتك بأمراض القلب وسكري النمط الثاني؛ كزيادة مستوى الكوليسترول السيئ، والدهون الثلاثية، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة مستويات السكر في الدم، وغيرها من الأمور التي تؤثر على مقاومة الأنسولين داخل الجسم أيضًا.
- داء الأمعاء الالتهابي: يشير هذا الداء إلى مجموعة من الأمراض الهضمية، من بين أشهرها ما يُعرف بمرض كرون ومرض التهاب القولون التقرحي، ويرجع سبب العلاقة بين الأطعمة المصنعة وبين هذه الأمراض إلى حقيقة احتواء الأطعمة المصنعة على مركبات كيميائية تُدعى بالمستحلبات Emulsifiers، التي تستخدمها الشركات من أجل زيادة عمر المنتجات الغذائية والحفاظ على شكلها وملمسها لأطول فترة ممكنة، وفي المناسبة فإن المستحلبات توجد أيضًا في الصابون ومواد التنظيف أيضًا لغرض السماح للماء والزيت بالاختلاط معًا.
- أمراض المناعة الذاتية: تمكن العلماء من إحصاء أكثر من 100 نوع من أمراض المناعة الذاتية، وعادةً ما تنشأ هذه الأمراض عن مهاجمة الجهاز المناعي لخلايا الجسم الطبيعية بدلًا عن تركيز جهوده على الجراثيم الخارجية، ومن بين أشهر أمراض المناعة الذاتية: مرض الذئبة، والتصلب اللويحي، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وغيرها من الأمراض، وفي حال تساءلت عن العلاقة بين أمراض المناعة والأطعمة المصنعة، فإن الإجابة على ذلك تتلخص في حقيقة أن 70% من الجهاز المناعي يوجد أصلًا في الأحشاء أو الأمعاء، ويُمكن النظر إلى البطانة أو الطبقة الظهارية الموجود في الأمعاء بصفتها جزءًا من الجهاز المناعي لكونها تحمي الجسم من المواد الضارة، وللأسف تحتوي الأطعمة المصنعة على مركبات كيميائية يُمكنها إضعاف الوصلات الموجودة بين هذه الخلايا، وهذا يفتح المجال للمزيد من المواد الضارة بالولوج إلى الأمعاء وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المناعية.
- سرطان القولون والمستقيم: تزداد فرص إصابتك بسرطان القولون والمستقيم عند تناولك للأطعمة المصنعة، خاصة اللحوم المصنعة؛ كالنقانق والهوت دوغ ولحوم اللانشون، واللحوم الأخرى التي جرى التلاعب بها كيميائيًا لحفظها لأطول فترة ممكنة، ولقد توصل الباحثون إلى ارتفاع فرص الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة تصل إلى 18%عند تناولك لقطعة صغيره من الهوت دوغ أو 50 غرامًا من اللحوم الحمراء المصنعة يوميًا.
- الاكتئاب والقلق: ربط الباحثون بين تناول الأطعمة المصنعة وبين ارتفاع فرص المعاناة من الاكتئاب والقلق، ولقد حاول العلماء تفسير هذا الأمر عبر القول بأن للسكر الموجود في هذه الأطعمة مقدرة على التلاعب في أمعائك، ومن المعروف أن الأمعاء هي مكان إفراز الكثير من هرمون السعادة أو السيروتونين، الذي يشتهر بأهميته الكبيرة للحفاظ على اتزان المزاج الذهني في الدماغ.
أسباب ضرر الأطعمة المصنعة
يرجع سبب كثرة الأضرار والمساوئ المرتبطة بالأطعمة المصنعة إلى حقيقة احتوائها على مركبات ومكونات سيئة للغاية للصحة، منها[٣]:
- الكثير من السكر: ينظر الخبراء إلى الأطعمة المصنعة بصفتها أحد أبرز مصادر السكر في النظام الغذائي لدى عامة الناس.
- الكثير من المكونات الصناعية: تحتوي الأطعمة المصنعة على ألوان صناعية، ونكهات كيميائية، ومواد حافظة، وقد تحتوي بعض هذه الأطعمة على مئات المواد الصناعية التي لم تُذكر على ملصقاتها أصلًا.
- الكثير من الكربوهيدرات المكررة: يتمكن الجسم من تحطيم الكربوهيدرات المكررة الموجودة في الأطعمة المصنعة سريعًا، مما يؤدي إلى زيادة متسارعة في مستويات الأنسولين وسكر الدم.
- القليل من العناصر الغذائية: تنخفض مستويات العناصر الغذائية بصورة ملحوظة في الأطعمة المصنعة مقارنة بالأطعمة الكاملة، وهذا يضطر بالمنتجين إلى إضافة فيتامينات ومعادن مصنعة من أجل تعويض النقص الملحوظ بالعناصر الغذائية داخل منتجاتهم.
- القليل من الألياف الغذائية: تفقد الأطعمة الصناعية محتوياتها من الألياف أثناء عمليات المعالجة أو التصنيع التي تتعرض إليها، ومن المعروف أن للألياف الغذائية أهمية كبيرة للجسم.
- الكثير من السعرات الحرارية والدهون المتحولة: لا يبذل الجسم كثيرًا من الطاقة عند محاولته هضم الأطعمة المصنعة، كما أن هذه الأطعمة تأتي محملة أصلًا بالكثير من السعرات الحرارية والدهون المتحولة الرخيصة التي تزيد من مستويات الكوليسترول في الجسم.
مَعْلومَة
تتوفر في الأسواق حاليًا الكثير من الأطعمة التي قد تعتقد للوهلة الأولى بأنها أطعمة ومنتجات عادية وربما صحية، لكنها على أرض الواقع تقع ضمن الأطعمة المصنعة غير الصحية، ومن بين أشهر الأمثلة على ذلك المكسرات المنكهة، وفشار المايكرويف، والفواكه المجففة، والسمن، فضلًا عن الكاتشب، الذي بات ينتشر كثيرًا في المطاعيم وقد ينظر الكثيرون إليها بصفته منتجًا طبيعيًا بسبب مجيئه من الطماطم، لكنه في الحقيقة يُعد غنيًا كثيرًا بالسكر والملح ولا يحمل الكثير من الفائدة لجسمك[٤].
المراجع
- ↑ "Eating processed foods", National Health Service (NHS),10-1-2020، Retrieved 26-6-2020. Edited.
- ↑ Kenneth Brown, MD (3-2-2020), "How Processed Foods Can Affect Your Health"، Very Well Fit, Retrieved 26-6-2020. Edited.
- ↑ Amy Richter, RD (14-5-2020), "How do processed foods affect your health?"، Medical News Today, Retrieved 26-6-2020. Edited.
- ↑ Gerhard Whitworth, RN (7-3-2019), "10 Processed Foods to Avoid"، Healthline, Retrieved 26-6-2020. Edited.