هل أنت دائماََ مشغول: تعرف على أضرار الانشغال على صحتك

هل أنت دائماََ مشغول: تعرف على أضرار الانشغال على صحتك
هل أنت دائماََ مشغول: تعرف على أضرار الانشغال على صحتك

كثرة الانشغال

أصبح الانشغال أحد أبرز معالم العصر الحديث، ولم يعد من الغريب أن تسمع الناس بكافة الأعمار يشكون من كثرة انشغالهم في حياتهم، لكن ومع ذلك قد تتفاجأ بوجود عدد قليل من الدراسات العلمية التي بحثت في موضوع الانشغال عند الناس، كما أن الأبحاث الموجودة تفيد بوجود فوائد للانشغال، خاصة فيما يخص القدرات الإدراكية عند الرجال في أواسط العمر، لكن على أية حال، يبقى مفهوم كثرة الانشغال أحد المفاهيم المرتبطة بكثافة وكثرة وتنوع الأعمال والأحداث اليومية، وهذا قد ينعكس سلبًا على الأنماط الحياتية التي تعودت عليها، بل وقد يمتد الانشغال ليؤثر على شخصيتك ويجعلك تشعر بالعصبية، كما قد يحمل الانشغال آثارًا سيئة على ضغط الدم ودقات القلب لديك أيضًا، وهذا الأمر أكدت عليه إحدى الدراسات الحديثة التي أجريت عام 2019، ولقد توصلت هذه الدراسة أيضًا إلى شيوع كثرة الانشغال عند النساء أكثر من الرجال، وهذا بالطبع يرجع إلى أدوارهن المجتمعية وفي المنزل، والتي لا يُشارك بها الرجال عادةً[١].


تأثير الانشغال على صحتك

يتسبب انشغالك الدائم في جعلك أكثر عرضة لاختيار أو تفضيل الأنماط الحياتية السيئة؛ كإهمال التغذية الجيدة وتناول الأطعمة المصنعة والسريعة، وقلة الاسترخاء، وقلة ممارسة الأنشطة البدنية التي يجب التقيد بها للحفاظ على صحتك، وهذا الأمر يرجع بالطبع إلى الإرهاق العاطفي والاندفاعية في اتخاذ القرارات بسبب قلة الوقت والانشغال المستمر في حياتك، كما أن إهمال التلاحم الاجتماعي وقلة قضاء الوقت مع الناس الآخرين يؤثر على الصحة البدنية ويشعرك بالضغوطات الإضافية، ومن بين الآثار والانعكاسات البدنية التي من المحتمل أن تشعر بها نتيجة لكثرة انشغالك، ما يلي[٢]:

  • شعورك بالإعياء وآلام العضلات.
  • قلة النوم أو الأرق.
  • معاناتك من الصداع.
  • كثرة الإصابة بالالتهابات.
  • ستُلاحظ ضعف جهاز المناعة.
  • تغير في طبيعة رغبتك الجنسية.
  • إصابتك بالمشاكل الهضمية.
  • إصابتك بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ومما لا شك فيه أيضًا أن لكثرة الانشغال دورًا في جعلك تشعر أكثر بالقلق أو التوتر، ومن المعروف أن الشعور بالتوتر يحمل آثارًا سلبية وسيئة للغاية على الصحة الفسيولوجية لجسمك، وقد يتسبب في جعلك تشعر بالتهديد والخطر والترقب الدائم، وقد لا يخفى عنك أن الشعور بالتوتر سيدفع جسمك مباشرة إلى إفراز هرمون الأدرينالين، الذي يحث جسمك على التصرف سريعًا للهرب من المواقف التي وضعت نفسك فيها، وسيحاول جسمك إفراز هرمونات الإندورفين بجانب الأدرينالين، وهذه الاستجابات عمومًا ستدفع الأوعية الدموية في الجلد إلى الانقباض لمنع تسرب الدم، وستبدأ الغدد العرقية بإفراز المزيد من العرق لتبريد جسدك، وسيزداد معدل دقات القلب، وانقباض العضلات، وضغط الدم لديك أيضًا، وهذا في مجمله سيجعل حواسك وإدراكك أكثر متانة وتركيزًا لكنه لن يكون مفيدًا على المدى البعيد[٣].


تأثير الانشغال على علاقتك

تؤثر كثرة الانشغال على عواطفك وتجعلك تشعر بالقلق، والإحباط، وربما الحزن والغضب والذنب والوحدة أيضًا، وقد يؤدي الانشغال كذلك إلى التأثير سلبًا على علاقتك بالآخرين؛ لأن العلاقات الناجحة بلا شك ستحتاج إلى الوقت والطاقة لبقائها واستمراريتها، كما أن الانشغال الكثير يجعلك صعب المنال ويمنع الراغبين بالتقرب منك من الوصول لك أصلًا، وقد يجعل البعض يشعرون وكأنك غير راغب بهم على الرغم من إمكانية أن يكون في قلبك رغبة في القرب منهم، ومما لا شك فيه أن الانشغال المتكرر سيجعل التواصل مع الآخرين أمرًا خاليًا من المعنى، وفي حال حاولت إصلاح هذا الأمر عبر التواصل مع شخص ما بسرعة، لكنك وفي اللحظة الأخيرة امتنعت عن القدوم لرؤيته، فإنه عادةً سيشعر بالإحباط وقد يمتنع عن غفران ذلك لك مستقبلًا، وفي المناسبة فإن تأثير الانشغال لا ينحصر بعلاقاتك العاطفية أو المهنية، وإنما قد يصل إلى علاقاتك بأفراد عائلتك وربما بأطفالك أيضًا[٢].


كيف تقلل من كثرة الانشغال؟

أصبح البعض ينظرون إلى كثرة الانشغال بصفتها مرضًا سيئًا يجب إيجاد حلولٍ له، بل إن البعض صاروا يقارنونه بالإدمان أحيانًا، لكن لحسن الحظ يبقى هنالك بعض النصائح والأمور التي يُمكنك اتباعها للتقليل من آثار وانعكاسات الانشغال على حياتك وصحتك، مثل[٤]:

  • الإقرار أولًا بأنك مدمن على أشغالك وأن لكثرة انشغالك آثارًا سيئة لا بد لك من الاعتراف بوجودها؛ فهذه الخطوة الأساسية الأولى التي لا مفر منها.
  • خصص بعض الوقت لسؤال نفسك عن أسباب انشغالك وهل النجاح أم العمل هو مقياس فعلي لقيمتك، أم أنها فقط أمور تستخدمها لتجنب مواجهة المشاكل الحقيقة التي تتهدد حياتك، أو أنك تحاول إشغال روحك أو نفسك لتبعدها عن أمور أخرى؟
  • راجع برنامجك اليومي وصارح نفسك حول الأمور التي يُمكن لك فعلًا التخلي عنها وتلك التي يجب أن تستمر تحت أي ظرف من الظروف.
  • حاول التواصل مع أحد أخصائيي علم النفس أو الخبراء الذين بمقدورهم مساعدتك على تخطي العقبات المرتبطة بانشغالك الدائم.
  • تمهل قليلًا وامنح نفسك بعض الوقت لتفقد حال جسمك ووظائفك التنفسية والبدنية وتذكر بأن صحتك هي الكنز الحقيقي لك وليس الأعمال التي يُمكن أن تذهب وتأتي بعد ذلك بسهولة.


قد يُهِمُّكَ

على الرغم من الطبيعة السيئة لكثرة الانشغال على صحتك وعلاقتك، إلا أن إحدى الدراسات عام 2016 قد استنتجت بأن لكثرة الانشغال آثارًا إيجابية على القدرات الذهنية أو الإدراكية، خاصة لدى الرجال بعمر 50-89 سنة، ولقد حاول الباحثون تفسير ذلك عبر طرح أمثلة من دراسات سابقة أكدت على أن تعلم الأشياء الجديدة أثناء انشغالك يوفر الفرصة لدماغك لبناء خلايا عصبية جديدة؛ لأن الانشغال سيدفع الإنسان إلى تعلم المزيد من المعلومات والأشياء وفي ظروف مختلفة كل يوم تقريبًا، وفي المناسبة فإن الدراسة المذكورة قد أكدت على وجود آثار إيجابية للانشغال على وظائف الذاكرة تحديدًا، وهذا بالطبع شيء مهم للغاية للرجال الكبار بالسن[٥].


المراجع

  1. Sara B. Festini,Christopher Hertzog,Ian M. McDonough, et al (6-2019), "What Makes Us Busy? Predictors of Perceived Busyness Across the Adult Lifespan", J Gen Psychol. , Issue 2, Folder 146, Page 111–133. Edited.
  2. ^ أ ب Steven Gans, MD (25-6-2019), "How the Glorification of Busyness Impacts Our Well-Being"، Very Well Mind, Retrieved 6-7-2020. Edited.
  3. Sherrie Bourg Carter Psy.D. (20-8-2012), "Too Busy to Read This? Then You Probably Should"، Psychology Today, Retrieved 6-7-2020. Edited.
  4. Chaunie Brusie (18-4-2019), "The “Disease” of Being Busy"، Healthline, Retrieved 6-7-2020. Edited.
  5. Sara B. Festini, Ian M. McDonough, and Denise C. Park (2016), "The Busier the Better: Greater Busyness Is Associated with Better Cognition", Front Aging Neurosci., Issue 8, Page 98. Edited.

فيديو ذو صلة :