محتويات
التهاب الكبد
يتعرض الكبد للعديد من المشاكل الصحية المؤقتة أو المزمنة ومن بينها الالتهابات التي تعود لشرب الكحول والأدوية العلاجية أو التعرض لأحد أنواع أمراض المناعة الذاتية بالإضافة للالتهابات الفيروسية التي تؤثر على سلامة وظائفه الحيوية، فالكبد هو أحد أعضاء الجسم الرئيسة ويقع في الجهة العلوية من البطن وله العديد من الوظائف المهمة والمسؤولة عن عمليات الأيض في جميع أنحاء الجسم، إذ يساهم في إنتاج العصارة الصفراوية الضرورية لعملية الهضم، وتنشيط الإنزيمات، وتنقية الجسم من السموم والمركبات الضارة، وتحطيم جزيئات الكربوهيدرات والبروتينات والدهون، وتصنيع بروتينات الدم كبروتين الألبومين، وغيرها من الوظائف الهامة، وقد صنف التهاب الكبد الوبائي إلى أنواع مختلفة حسب نوع الفيروس المسبب للالتهاب وهي النوع أ والنوع ب والنوع ج والنوع د الذي يعد من أخطر الأنواع وأقلها انتشارًا ويحدث فقط بالتزامن مع التهاب الكبد ب، والنوع هـ الذي ينتشر في الدول الفقيرة والمناطق التي تفتقر لمصادر نظيفة للماء والصرف الصحي.[١]
فيروس سي
يصنف التهاب الكبد الوبائي من النوع سي أو ج إلى التهابٍ حاد أو مزمن كما تختلف حدة أعراضه من مريضٍ لآخر لتتراوح مدة الإصابة به ما بين عدة أسابيع إلى احتمالية استمراره مدى الحياة، ويعد من العوامل الرئيسة لزيادة احتمالية الإصابة بمرض سرطان الكبد، وبحسب تقارير منظمة الصحة العالمية فإن الفيروس ينتقل بالعدوى من خلال عمليات نقل الدم دون فحصه، أو استعمال حقن المخدرات الملوثة، أو إصابة العاملين في مجال الرعاية الصحية عند التلوث بدم المصابين، أو الممارسات الجنسية التي تؤدي إلى التعرض للدم وغيرها من طرق الانتقال، ويصل عدد المصابين بالنوع المزمن في العالم إلى نحو واحد وسبعين مليون مصاب ويعاني أغلبهم من خطر تحول الالتهاب إلى مرض تليف الكبد أو سرطان الكبد والوفاة، إلا أن استعمال الأدوية المضادة للفيروسات تساعد في علاج 95% من الحالات المصابة بعد تشخيصها لكن لا يتوفر مطعوم خاص بالعدوى. [٢]
يسبب التهاب الكبد الوبائي من النوع ج الإصابة بالتهاب حاد أو مزمن، ولا تظهر عادة الأعراض الصحية عند الإصابات الجديدة منه، وقد لا يهدد المرض حياة بعض المصابين بالعدوى الحادة، إذ تشكل نسبة المصابين القابلين للتعافي التام من الفيروس خلال ستة أشهر دون علاج نحو 30%، إلا أن 70% من المصابين يعانون من خطر تطوره للنوع المزمن مع زيادة إمكانية الإصابة بتليف الكبد بنسبة تتراوح من 15%-30% خلال مدة عشرين سنة من الإصابة. [٢].
أما العلامات والأعراض الصحية التي تظهر لدى البعض في المدة التي تتراوح ما بين أسبوعين إلى 12 أسبوعًا من التعرض للفيروس كما يلي:[٣]
- فقدان الشهية والشعور بالغثيان والتقيؤ.
- آلام البطن.
- اليرقان؛ وهي حالة صحية يتحول فيها لون الجلد وبياض العين للأصفر.
- الإعياء وآلام المفاصل.
- تغير لون البول للونٍ داكن.
- الحمى.
تشخيص وعلاج التهاب الكبد سي
عادةً ما يتم التغاضي عن حالات الإصابة بفيروس ج المكتشفة أو اعتبارها نتيجة خاطئة لأنه من النادر تشخيصه في المرحلة النشطة، أما عن تشخيص الإصابة فيوجد اختبارات خاصة بالفئات المعرضة لخطر العدوى عبر تحليل الدم لاكتشاف الأجسام المضادة للفيروس خلال مدة قصيرة، ويكون الفحص عن طريق سحب الدم من الوريد ومعالجته في المختبر، وتشير النتائج السلبية للفحص إلى عدم تعرض الشخص للعدوى أما النتائج الإيجابية فتشير للتعرض للفيروس دون تأكيد استمرار الإصابة به، لذا يلجأ لفحص آخر يسمى ب PCR يساعد في التأكد من وجود الفيروس وعند إشارة الفحص لنتيجة إيجابية يجب مراجعة أخصائي أمراض الكبد لبدء العلاج اللازم، وتساعد الاختبارات الجينية للفيروس في تحديد الأدوية المناسبة ومدة العلاج ونسبة الشفاء، وفي حالاتٍ أخرى قد يطلب الطبيب أخذ خزعة من الكبد لتقييم المرض، أما عن الوسائل العلاجية المتوفرة حاليًا فتشمل مجموعة من الأدوية يعتمد اختيارها على النوع الوراثي من الفيروس، إذ يهدف استعمال مضادات الفيروسات إلى استهداف دورة حياة الفيروس لمنعه من التكاثر.[٤]
إدارة مرض التهاب الكبد سي
بالإضافة للدور الهام للأدوية المستخدمة في علاج الفيروس فإن تغيير النمط المعيشي وإحداث تغييرات بسيطة قد يؤدي لنتائج فعالة للتعامل مع المرض، ومن الأمثلة على ذلك:[٥]
- تجنب شرب الكحول: إن شرب الكحول مع الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي يعني زيادة مستوى السموم والمركبات الضارة المسببة لتلف الكبد، كما أن شرب الكحول يسبب زيادة في سرعة تطور المرض ويؤثر على استجابة الفيروس لتأثير العلاج.
- الإكثار من شرب الماء: يساعد شرب كميات كافية من الماء في التخفيف من الآثار الجانبية لاستعمال مضادات الفيروسات مثل جفاف الفم وجفاف الجلد.
- مراقبة الوزن: في حال الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري أو السمنة فإن خطر تراكم الدهون والإصابة بالكبد الدهني وتحوله مع مرور الوقت لمرض تليف الكبد أمرًا شائعًا، لذا ينصح بمراقبة عدد السعرات الحرارية المستهلكة ومحاولة خسارة 5%-10% من الوزن الإجمالي.
- النظام الغذائي: يساعد اتباع نظام غذائي صحي في خسارة الوزن الزائد وتحسين الصحة العامة وحماية الكبد من خطر الإصابة بالتليف وتقوية الجهاز المناعي، ويشمل النظام الغذائي السليم الحبوب الكاملة، وخبز القمح، والدجاج والأسماك لاحتوائها على البروتينات غير الدهنية، والأطعمة التي تحتوي على نسبة منخفضة من الدهون والسكريات والأملاح، خمس حصص يومية من الفاكهة والخضراوات.
- ممارسة التمارين الرياضية: تساهم الرياضة في خسارة الوزن الزائد وتحسين المزاج وتقليل التعب وذلك بعد استشارة الطبيب.
- النوم: يساعد الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم يوميًا في الحماية من السمنة وأمراض القلب والتقلبات المزاجية، ويشمل النوم الجيد النوم لمدة 7-9 ساعات ليلًا مع الحرص على تجنب استعمال الأجهزة الالكترونية قبل موعد النوم بساعة أو ساعتين، والنوم في غرفة بدرجة حرارة معتدلة، والانتظام في وقت النوم، وتجنب شرب الكافيين في فترة المساء.
المراجع
- ↑ Kahn ,Valencia Higuera (2017-5-9), "Hepatitis"، healthline, Retrieved 2019-8-16. Edited.
- ^ أ ب World Health Organization (2019-7-9), "Hepatitis C"، WHO, Retrieved 2019-8-16.
- ↑ Jennifer Robinson (2018-12-2), "Hepatitis C and the Hep C Virus"، WebMD, Retrieved 2019-8-16.
- ↑ Kathleen Davis (2017-9-28), "Everything you need to know about hepatitis C"، MEDICALNEWSTODAY, Retrieved 2019-8-16. Edited.
- ↑ Regina Boyle Wheeler, "Self-Care Tips to Manage Hep C"، WebMD, Retrieved 2019-8-16. Edited.