ما هي قرحة بورولي؟

ما هي قرحة بورولي؟
ما هي قرحة بورولي؟

قرحة بورولي

تنتمي قرحة بورولي إلى فئة الأمراض الجلدية الناخرة التي يُمكن أن تصاب بها بسبب تعرضك لأحد أنواع البكتيريا تُدعى بالمتفطرة المقرحة Mycobacterium ulcerans، وقد صنفت منظمة الصحة العالمية هذا البكتيريا كواحدة من بين أصناف البكتيريا التي تتسبب بحدوث أمراض جلدية مهملة في المناطق الاستوائية، وعادةً ما تظهر قرحة بورولي في البداية على شكل آفة جلدية لويحية أو عقدية صغيرة الحجم، ثم ما تلبث حتى تكبر حجمًا وتتحول إلى قرحة جلدية بارزة بوضوح، وتتميز هذه القرحة بأنها غير مؤلمة كثيرًا، وتظهر معظم حالات الإصابة بها في الجزء الغربي من القارة الأفريقية ومناطق استوائية أخرى، فضلًا عن بعض الدول شبه الاستوائية والمعتدلة أيضًا، وعلى الرغم من إمكانية التعامل مع هذه القرحة باستخدام المضادات الحيوية، إلا أن لها قدرة عالية على ترك آثار وتشوهات سيئة عند الحالات الشديدة من المرض، لذا فإن الكشف والعلاج المبكر لهذه القرحة له أهمية قصوى لمنع حدوث التشوهات والآثار السيئة مستقبلًا[١].


أعراض قرحة بورولي

لا أحد يعلم يقينًا كيف يُصاب البشر بقرحة بورولي، لكن الكثيرين يربطونها بالتعرض للسعات الحشرات وينفون أن تكون هنالك قدرة لانتقال هذه القرحة من إنسان إلى آخر، وعلى العموم فإن أعراض قرحة بورولي تطور تدريجيًا لديك على النحو الآتي[٢]:

  • أولًاتظهر بقعة جلدية شبيهة بقرصة البعوض أو العناكب على سطح جلدك، وغالبًا فوق الأطراف.
  • تنمو البقعة شيئًا فشيئًا وتُصبح أكبر حجمًا على مدى أيام وأسابيع.
  • تتحول البقعة إلى ما يُشبه القشرة التي لا تلتئم أو تشفى مع مرور الوقت.
  • تتطور القشرة لتصبح تقرحًا جلديًا ظاهرًا بوضوح.
  • يستمر التقرح بالنمو وتزداد رقعته، لكنه عادةً لا يؤدي إلى الشعور بالألم ولا تصاحبه أعراض أخرى؛ كالحمى مثلًا أو أي من الأعراض الدالة على وجود العدوى والالتهابات.
  • من المهم التذكر هنا بأن قرحة بورولي قد لا تظهر أصلًا كقرحة أو كبقعة ظاهرة على الجلد، وإنما تتخذ أحيانًا شكلًا آخر يتمثل في الإحساس بالألم الموضعي في منطقة من الجلد مع حصول تورم، وحمى، وربما انتفاخ أو زيادة في سماكة الجلد.

للأسف يُمكن لتقرحات بورولي أن تتمدد وتتوسع لتحتل 15% من السطح الكلّي لجلد المريض، كما يُمكن أن تنخر أو تنهش عميقًا أكثر في الجلد والأعصاب والأوعية الدموية، بل ويُمكنها أن تصل إلى العظام وتؤدي إلى ظهور آفات في العظام أيضًا[٣]، وتشير المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى احتمالية أن يؤدي إهمال المرض وعدم أخذ المضادات الحيوية مبكرًا إلى تطور أعراضه إلى درجة الإصابة بتشوهات وعجز في حركة المفاصل والتهابات في العظام، وربما التهابات بكتيريا ثانوية أخرى في الجلد[٤].


علاج قرحة بورولي

يلجأ الأطباء إلى الخيارات العلاجية التالية للتعامل مع حالات الإصابة بقرحة بورولي[٥]:

  • المضادات الحيوية: يحاول الطبيب عادةً وصف خلطات مختلفة من المضادات الحيوية وعلى مدى 8 أسابيع متتالية للقضاء على البكتيريا المسببة للمرض بغض النظر عن مرحلة المرض التي لديك، وقد تتضمن بعض هذه الخلطات –مثلًا- استخدام دواء الريفامبيسين مع دواء الستربتوميسين أو دواء الريفامبيسين مع دواء الكلاريثروميسين.
  • الجراحة: يُصبح الخيار الجراحي مهمًا لمنع الإصابة بالعجز وتسريع شفاء التقرحات، وقد تتضمن الجراحة إزالة التقرح كاملًا وإزالة بعض الأنسجة السليمة المحيطة بالتقرح أيضًا للتأكد من عدم رجوعه مرة أخرى، ومن المحتمل أن يلجأ الطبيب الجراح إلى استخدام الرقع الجلدية لإغلاق التقرح المفتوح في الجلد، لكن المشكلة أن بعض التقرحات بوسعها أن تعود مرة أخرى حتى بعد الجراحة، وهذا سيضطر الطبيب إلى إخضاع المريض لعملية جراحية مرة أخرى ووصف المضادات الحيوية أيضًا.


الوقاية من قرحة بورولي

ما زالت هنالك الكثير من الأمور المجهولة حول قرحة بورولي وكيفية انتقالها أو انتشارها بين الناس، لكن العلماء يؤكدون على تواجد البكتيريا المسببة لهذه القرحة بصورة طبيعية في التربة، وقد حذر الخبراء أيضًا من ضرورة الابتعاد عن قرصات الحشرات والجروح العميقة التي تنشأ عن أشواك الأشجار، وفي المناسبة فإن بعض الجهات الحكومة في بعض الدول -كأستراليا مثلًا- قد خصصت مزيدًا من المال لدعم الأبحاث المتعلقة بقرحة بورولي للتوصل إلى تفسير لقدرة البكتيريا المسببة لهذه القرحة على نخر الجلد والتهام لحم المصاب تدريجيًا، فضلًا عن كشف طرق انتقالها بين البشر وكيفية الوقاية منها، لكن وعلى العموم تبقى هنالك الكثير من الأمور التي يُمكنك اتباعها لحماية نفسك من هذه القرحة المؤذية، مثل[٦]:

  • استخدم البخاخات الطاردة للحشرات في منزلك.
  • لا تترك جروحك الجلدية مفتوحة أو متكشفة.
  • سارع في غسل وتغطية الكشوط الجلدية بعد التعرض للحوادث.
  • ارتدِ قفازات واقية عند رغبتك بالعمل في الحدائق، وحاول أيضًا أن ترتدي قمصان ذات أكمام طويلة وسراويل مناسبة لهذا النوع من الأعمال.
  • لا تسمح للبعوض والحشرات بالتكاثر في الأمكنة القريبة من منزلك.


مَعْلومَة

تحدث المكتشف الأسكتلندي جيمس أوغسطس جرانت لأول مرة عن قرحة بورولي في القرن التاسع عشر في كتاب له اسمه " المشي عبر أفريقيا"، ثم وفي نهاية القرن التاسع عشر جاء الطبيب البريطاني السير ألبرت كوك ليتحدث عن تقرحات جلدية موجودة في أوغندا، لكن وفي أربعينات القرن الماضي تمكن بروفيسور أسترالي يدعى بيتر ماك كالوم من تسجيل حالات المرض في أحد المناطق في جنوب غرب أستراليا، وقد تمكن العلماء بعد ذلك من البحث أكثر في نوعية البكتيريا المسببة للمرض، وقالوا بأنها تتوجد بكثرة في مياه المستنقعات والبحيرات وداخل بعض أنواع البعوض، لكن ما زالوا غير قادرين على معروفة الطريقة الدقيقة لانتشار المرض بين الناس إلى الآن، وفي المناسبة فإن العائلة التي تنتمي إليها البكتيريا المسببة لهذا المرض هي نفسها العائلة التي تنتمي إليها البكتيريا المسببة لمرض الجذام والسل، لكن ما زال مرض بورولي أحد أكثر الأمراض المهملة أو التي يندر الحديث عنها بين خبراء الصحة[٧].


المراجع

  1. Rie R. Yotsu, Koichi Suzuki,Rachel E. Simmonds, et al (2018), "Buruli Ulcer: a Review of the Current Knowledge", Curr Trop Med Rep. , Issue 4, Folder 5, Page 247–256. Edited.
  2. "Buruli ulcer", Better Health,10-2018، Retrieved 18-7-2020. Edited.
  3. Shannon C Brown, MD (6-2-2017), "Buruli Ulcer"، Medscape, Retrieved 18-7-2020. Edited.
  4. "Buruli Ulcer-Signs and Symptoms", Centers for Disease Control and Prevention (CDC),26-1-2015، Retrieved 18-7-2020. Edited.
  5. "Buruli ulcer-Treatment", World Health Organization (WHO), Retrieved 18-7-2020. Edited.
  6. "Buruli Ulcer", Mornington Peninsula Shire , Retrieved 18-7-2020. Edited.
  7. "Buruli (Bairnsdale) Ulcer", Encyclopedia,4-8-2020، Retrieved 18-7-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :