كل ما تحتاج معرفته عن متلازمة الآلام المزمنة

كل ما تحتاج معرفته عن متلازمة الآلام المزمنة
كل ما تحتاج معرفته عن متلازمة الآلام المزمنة

متلازمة الآلام المزمنة

يعترف خبراء الصحة بوجود انتشارٍ كبير لمتلازمة الآلام المزمنة Chronic Pain Syndrome بين الناس ويصفونها بأنها تحدٍ كبير لمقدمي الرعاية الصحية بسبب طبيعتها المعقدة وصعوبة علاجها، وفي الحقيقة تُعد هذا المتلازمة من بين المتلازمات الغامضة في الطب؛ فبعض المراجع تصفها بأنها الشعور بالألم المستمر لأكثر من 6 أشهر، بينما تكتفي مراجع أخرى بمعيار 3 أشهر فقط لتشخيصها عند الناس، وتوجد مراجع وخبراء آخرون يرفضون هذه الأوصاف ويقولون بأنها الآلام التي تستمر لمدة زمنية أطول مما ينبغي أو التي تتعدى فترة الشفاء الطبيعية، لكن على أية حال، يُجمع بعض الخبراء على القول بأن متلازمة الآلام المزمنة هي في الحقيقة مجموعة من المتلازمات وليس متلازمة واحدة، وتتميز هذه المتلازمات بعدم استجابتها للعلاجات الطبية المتوفرة، وللأسف تشير التقارير إلى معاناة 35% من السكان في الولايات المتحدة من أحد أنواع أو عناصر الآلام المزمنة، وهنالك 50 مليون شخص قد أصيبوا بالعجز الجزئي أو الكلي نتيجة للآلام المزمنة، وفي المناسبة فإن نسب الإصابة بالآلام المزمنة تظهر أكثر عند النساء، وليس عند الرجال[١].


أسباب متلازمة الآلام المزمنة

ترتبط متلازمة الآلام المزمنة بأنواع كثيرة من المشاكل والعلل الصحية المشهورة بكونها سببًا أصلًا لإصابتك بالآلام المزمنة والمستمرة، مثل[٢]:

  • التهاب المفاصل: توجد أنواع كثيرة من التهابات المفاصل المؤدية إلى حدوث متلازمة الآلام المزمنة، منها ما يُعرف بالفصال العظمي، الذي ينشأ عن تآكل الغضاريف الموجودة بين العظام، كما يُمكن لالتهاب المفاصل الروماتويدي أن يؤدي إلى الآلام المزمنة أيضًا.
  • آلام الظهر: يرجع سبب الإصابة بآلام الظهر إلى حدوث شد في عضلات الظهر أو إلى أسباب أكثر خطورة؛ كانضغاط أحد الأعصاب أو إصابة العمود الفقري بالتضيق أو التهابات المفاصل.
  • داء الأمعاء الالتهابي: يتسبب هذا المرض في حدوث التهاباتٍ مزمنة في السبيل أو الجهاز الهضمي، وهذا يؤدي إلى شعورك بآلام وتشنجات في الأمعاء.
  • الفيبروميالغيا Fibromyalgia: ينتمي هذا المرض إلى فئة الأمراض العصبية التي تُسبب آلامًا في أنحاء مختلفة من جسمك.
  • أسباب إضافية: يربط بعض الخبراء بين متلازمة الآلام المزمنة وبين الإصابات الناجمة عن الخضوع للعمليات الجراحية، كما يُمكن لهذه المتلازمة أن تنشأ عن تكسر العظام، أو الإصابة بالسرطان، أو التعرض لضربات على نفس المكان لأكثر من مرة، أو الإصابة بمرض يُدعى بمرض لايم، أو القولون العصبي، أو حتى نتيجة لإصابتك بقرحة المعدة او ارتجاع أحماض المعدة[٣].


أعراض متلازمة الآلام المزمنة

من الطبيعي أن تشعر بالألم بعد تعرضك لإصابة أو مرضٍ ما، لكن في حال استمر الألم لأكثر من 6 أشهر، فإنه يُصبح بلا شك ألمًا مزمنًا، ويُمكن لهذا الألم أن يؤدي إلى مضاعفات ثانوية أحيانًا، مما يزيد من شدة الألم أكثر، وعندها قد تحدث متلازمة الآلام المزمنة، لذا يُمكن النظر إلى متلازمة الآلام بكونها حلقة مفرغة من الآلام التي تؤدي إلى آلام وهكذا؛ فالأمر قد يبدأ بشعورك بألم في منطقة معينة من جسدك، ثم ما يلبث حتى يتسبب هذا الألم في حدوث مشاكل في عادات نومك، وهذا يؤدي في المحصلة إلى شعورك بالمزيد من التعب، وقد تفقد صبرك من الألم والمعاناة حتى بعد تجربتك لكافة الأساليب الممكنة في التأقلم مع هذه الآلام، وهذا للأسف قد يجعلك تتوقف عن عملك، مما يؤدي إلى خسارتك لمصدر دخلك، وبالتالي زيادة حجم الهموم والآلام التي تشعر بها ويُصبح النوم أمرًا تفتقده في الليل بسبب كثرة التفكير، وقد تنعكس هذه الأمور بمجملها على عائلتك وعلاقتك بأطفالك وربما بأصدقائك أيضًا[٤]، وهذا يعني في المحصلة أن لمتلازمة الآلام المزمنة آثارًا وأعراضًا ليست بدنية فحسب، وإنما نفسية واجتماعية أيضًا، وتتضمن هذه الأعراض كذلك[٣]:

  • شعورك بالقلق أو الاكتئاب.
  • شعورك بالذنب وحدة المزاج.
  • فقدانك الرغبة الجنسية.
  • شعورك بالتنميل أو الحرقة في أنحاء متفرقة من جسمك[٥].
  • مشاكل في عائلتك وزواجك.
  • إدمان العقاقير المخدرة.
  • الصداع وآلام المفاصل والظهر[٥].
  • الأفكار الانتحارية.


تشخيص متلازمة الآلام المزمنة

يُحاول الطبيب عادةً تشخيص متلازمة الآلام المزمنة عبر سؤالك أولًا عن موعد بداية ظهور الآلام لديك، وكيفية شعورك بهذه الآلام، وموقعها، وماهية الأمور أو الأشياء التي تزيد من حدتها أو تُقلل منها، وبما أن هنالك الكثير من الأسباب المحتملة وراء إصابتك بهذه المتلازمة، فإن الطرق التشخيصية ستتباين بالطبع وفقًا لهذه الأسباب؛ فمثلًا قد يلجأ الطبيب إلى استخدام تقنية الرنين المغناطيس لتشخيص الديسك في حال كان هو السبب المحتمل وراء إصابتك بالآلام، بينما قد يكتفي بالأشعة السينية لتشخيص إصابتك بالفصال العظمي، وفي حال وجد الطبيب أن الألم الذي تشعر به لا يتناسب مع طبيعة السبب الموجود، فإنه قد يكتفي بالقول لك حينئذ بأن الآلام التي تشعر بها قادمة فقط من رأسك أو مخيلتك، وهذه بالطبع قد لا تكون الإجابة التي تبحث عنها، لذا سيتوجب عليك البحث عن بدائل لعلاج الآلام أو لتشخيص مصدرها مرة أخرى[٢].


علاج متلازمة الآلام المزمنة

تتوفر الكثير من أنواع الأدوية التي قد يصفها الطبيب لعلاج الآلام المزمنة لديك، لكنها ليست الخيار الوحيد المتاح لك، كما أنها قد لا تكون كافية لمجابهة الآلام التي تشعر بها، مما يعني أنك ستضطر إلى الاعتماد على مجموعة أو مزيج من العلاجات لتخفيف حدة هذه الآلام، ومن بين العلاجات المطروحة لهذا الأمر:[٥]:

  • الأدوية المسكنة للآلام، بما في ذلك الأدوية المضادة للالتهابات، ومضادات الاكتئاب، والأدوية المخدرة القوية.
  • العلاجات السلوكية أو النفسية؛ كالعلاج المعروف -مثلًا- باسم العلاج المعرفي السلوكي.
  • العلاج بالإبر الصينية.
  • الارتجاع البيولوجي.
  • التنويم المغناطيسي.
  • العلاج الوظيفي.
  • الخُضوع للعلاج الطبيعي.
  • وسائل الاسترخاء والتأمل والتنفس العميق.
  • العلاجات الجراحية في حال كان ذلك ضروريًا.


قد يُهِمُّكَ

على الرغم من توافر الكثير من العلاجات المقترحة للتعامل مع متلازمة الآلام المزمنة، إلا أنها قد لا تكون كافية لك، مما يضطرك إلى البحث عن وسائل للتعايش مع هذه المشكلة، ولقد طرحت الجمعية الأمريكية لعلم النفس بعض النصائح لمساعدتك على التأقلم مع مشكلة الآلام المزمنة، مثل[٦]:

  • حاول إيجاد طرق عملية وناجعة للتعامل مع التوتر الحياتي؛ كالنوم الكافي أو المناسب لك، والتركيز على الأطعمة الصحية فقط، وممارسة الأنشطة البدنية.
  • تحدث مع نفسك بأسلوك إيجابي وحاول إقناع نفسك –مثلًا- بأن حدة الألم اليوم هي أخف من الألم الذي كان موجودًا البارحة.
  • أوجد طرقًا مفيدة لتشتيت ذهنك عن الألم؛ كالانخراط مثلًا في النشاطات أو الهوايات التي تحبها.
  • تحدث مع الناس الآخرين لدرء الشعور بالوحدة الذي قد يعتريك أثناء مجابهتك للآلام المزمنة.
  • تحدث مع أحد أخصائيي علم النفس.


المراجع

  1. Manish K Singh, MD (14-1-2020), "Chronic Pain Syndrome"، Medscape, Retrieved 25-6-2020. Edited.
  2. ^ أ ب J. Keith Fisher, MD (30-11-2018), "What Is Chronic Pain Syndrome?"، Healthline, Retrieved 25-6-2020. Edited.
  3. ^ أ ب Brunilda Nazario, MD (28-11-2018), "What Is Chronic Pain Syndrome?"، Webmd, Retrieved 25-6-2020. Edited.
  4. Murray J. McAllister, PsyD (8-9-2016), "Chronic Pain Syndrome"، Institute for Chronic Pain (ICP), Retrieved 25-6-2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Chronic Pain Syndrome", Department of Neurology-Columbia University, Retrieved 25-6-2020. Edited.
  6. Nancy Molitor, PhD, Alan Keck, PsyD, and Katherine Nordal, PhD (2011), "Coping with chronic pain"، American Psychological Association, Retrieved 25-6-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :