السكري والصوم في رمضان

• ذات صلة
• تعرف على أبرز فوائد نبات العرعر لصحتك
• كل ما تود معرفته حول صيام كبار السن

مرضى السكري والصيام

يُعد موضوع الصيام عند مرضى السكري من بين أبرز المواضيع المثيرة للجدل بين الخبراء والناس الذين يتساءلون ما إذا كان الصيام آمنًا أو مفيدًا فعلًا لإنقاص الوزن، أو السيطرة على مستوى السكر، أو الحدّ من حاجة هؤلاء المرضى إلى أدوية السكري أصلًا، وعلى الرغم من وجود بعض الدراسات العلمية التي أكدت على كون الصيام مفيدًا لمرضى السكري، إلا أن الجمعيات والمنظمات الصحية الرسمية في الولايات المتحدة الأمريكية لم تؤيد استخدام الصيام كوسيلة لعلاج أو تحسين حالة مرض السكري، لكن على أية حال، تبقى هنالك الكثير من التساؤلات والمواضيع المتنوعة المتعلقة بالجدال حول السكري والصيام، وسنبين في الأسطر التالية أبرز هذه التساؤلات وسنقدم معلومات وافية حولها^[١].

نصائح لمرضى السكري قبل رمضان

تشتمل بعض أبرز الخطوات والتدابير التوعوية التي من الواجب على مرضى السكري التفكير بها جدّيًا قبل مجيء شهر رمضان على الآتي^[٢]:

• استشارة الطبيب من أجل تقييم مستوى خطر صيام شهر رمضان على الحالة الصحية، والالتزام بتجنب صيام هذا الشهر في حال نصح الطبيب بهذا الأمر.
• البحث عن خطط غذائية خاصة بمرضى السكري أثناء شهر رمضان، وبالإمكان إيجاد بعض هذه الخطط في بعض المواقع الطبية الموثوقة التي صممت لهذه الغاية.
• معرفة أوقات قياس السكر في الدم اللازمة أثناء شهر رمضان.

كيفية إدارة حالة السكري في رمضان

أشارت دراسة أُجريت عام 2007 إلى إمكانية السماح لمرضى السكري من النوع الأول بالصيام لفترات طويلة شريطة أن يُقللوا من جرعة الأنسولين كثيرًا ويلتزموا بالمعايير المتبعة لقياس مستوى السكر لديهم، وهذه الأمور وغيرها من الخطط يحددها بالطبع الطبيب المسؤول عن وصف الأنسولين والعلاجات الأخرى للمريض^[٣]، أما بالنسبة لمصاب السكري النوع الثاني فعلى الرغم من أن إحدى الدراسات قد أشارت إلى كون الصيام مفيد لمرضى السكري من النوع الأول لكونه يُساعد على إنقاص الوزن، إلا أن الخبراء ما زالوا يرون ضرورة في عدم الاستعجال أو اعتبار الصيام جزءًا من الخطة العلاجية لسكري النمط الثاني؛ لأن الدراسات المنشورة حول هذا الأمر تبقى محدودة ولا يوجد فرق كبير عمليًا بين الصيام وبين الحميات الغذائية التي تقوم على مبدأ الحدّ من السعرات الحرارية، لكن على العموم يبقى بوسع مرضى السكري الاستمرار في الصيام بعد استشارة الأطباء لتحديد جرعات الأدوية ونوعية الأطعمة المفيدة لهم^[٤]، وعلى العموم يجب على مرضى السكري الالتزام بالإرشادات الطبية التي ينصح بها الطبيب أو مقدمو الرعاية الصحية لمساعدتهم على صيام شهر رمضان والحيلولة دون وقوع مشاكل ومضاعفات صحية، وعادةً ما يهتم الأطباء بثلاثة أشياء رئيسية لإدارة حالة السكري أثناء رمضان، هي^[٥]:

• مواعيد إعطاء الأدوية: توجد أنواع كثيرة من الأدوية التي يصفها الأطباء للسيطرة على مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري، منها –مثلًا- السلفونيل يوريا، والميجليتينيدات، وحقن الأنسولين، وغيرها من الأدوية التي يجب على الطبيب تعديل جرعاتها ومواعيد إعطائها للمريض بما يلائم شهر رمضان وفترات الصيام.
• مراقبة مستوى السكر أو الغلوكوز: ليس هنالك داعٍ لحثّ مريض السكري على مراقبة مستوى السكر لديه باستمرار أثناء فترة الصوم ما لم يكن يواظب أصلًا على أخذ بعض أنواع أدوية السكري أو الأنسولين، وعلى العموم يبقى من الضروري توعية المريض بأعراض الانخفاض الحاد في مستوى السكر بالدم وتوعيته بأنظمة قياس مستوى السكر في الدم.
• شرب السوائل المناسبة: تزداد فرص الجفاف وانخفاض ضغط الدم عند مرضى السكري في شهر رمضان، خاصة في حال أخذهم لأدوية مدرّة للبول أو أدوية الضغط، وعليه فإن من الأنسب تزويدهم بكميات مناسبة من السوائل التي تحتوي على نسب مناسبة من السعرات الحرارية التي لا تتسبب في زيادة بمستوى السكر في الدم أيضًا.

المضاعفات المحتملة لمرضى السكري في رمضان

تضم قائمة المضاعفات المحتملة الناجمة عن صيام شهر رمضان عند المصابين بالسكري ما يلي^[٥]:

• حدوث انخفاض حاد في مستوى السكر بالدم، خاصة عند المرضى الذين يأخذون أدوية السكري.
• انخفاض مستوى البروتينات، أو المعادن، أو الفيتامينات في الجسم.
• انخفاض مستوى الطاقة في الجسم ككل.
• الإصابة بالجفاف.
• الإصابة بمضاعفات وأعراض أخرى؛ كالدوخة، والأرق، والصداع، والضعف.
• زيادة فرص الإصابة بأمراض أخرى؛ كأمراض القلب والرئتين والكلى.

وجبة السحور والسكري

ينصح الباحثون بضرورة ابتعاد مرضى السكري عن تناول الأطعمة الغنية بالسكريات أثناء وجبة السحور على وجه التحديد، وقد يكون من الأنسب كذلك حثّ هؤلاء المرضى على تأخير وجبة السحور قدر الإمكان أيضًا بما تسمح به المعايير الدينية التي يؤمنون بها، أما بالنسبة إلى الأدوية، فإن لكلّ منها مقادير وجرعات لا بد من أخذها عند وجبة السحور؛ فمثلًا يجب أخذ نصف الجرعة الصباحية من دواء الميتفورمين أثناء وجبة السحور، لكن يبقى الطبيب في النهاية هو المسؤول عن تحديد مقادير ومواعيد الجرعات لكلّ مريض بما يتلاءم مع حالته المرضية^[٦].

وجبة الإفطار والسكري

يرى الباحثون أن من الأنسب لمرضى السكري شرب السوائل الخالية من السكر عند مجيء موعد الإفطار، بما في ذلك عصائر الفواكه، وقد يكون من الأفضل لهم أيضًا الحدّ من تناول الزيوت والأطعمة المقلية والالتزام بالوسطية والاعتدال عند تناول وجبة الإفطار، والتركيز على شرب الماء لسدّ العطش، أما بالنسبة للأدوية فإن لكلّ منها مقادير وجرعات يجب الالتزام بأخذها عند مجيء موعد الإفطار، وسيكون من الواجب استشارة الطبيب لتحديد هذه الجرعات والمقادير^[٦].

الأنسولين والصيام

لا ينصح الخبراء مرضى السكري من النوع الأول بالصيام في حال كانوا يعتمدون على الأنسولين كثيرًا، بينما قد يتمكن مرضى آخرون من الصيام في حال كانت حالتهم الصحية عادية أو كانوا يعتمدون على حقنة أو حقنتان من الأنسولين يوميًا، خاصة من الأنسولين متوسط أو طويل المفعول، أما بالنسبة لمرضى السكري النوع الثاني الذين يحتاجون للأنسولين، فإن الأطباء عادةً ما يصفون لهم أنسولين طويل المفعول ليأخذوه أثناء مجيء موعد الإفطار، بالإضافة إلى أنسولين قصير المفعول ليأخذوه أثناء مجيء موعد السحور، وهذه الأمور قد تختلف من مريض إلى آخر اعتمادًا على شدة أو طبيعة المرض لديه، وهذا يحدده الطبيب بالطبع^[٦].

سؤال وجواب

متى يمكن لمريض السكري الصوم؟

لا يخفى عن أحد أن صيام شهر رمضان هو أمرٌ صعب للكثير من الناس؛ بسبب طول مدة الصيام التي تمتد من شروق الشمس حتى مغربها، وفي الحقيقة فإن فترة صيام شهر رمضان تُعد من بين أطول فترات الصيام مقارنة بفترات الصيام التي فرضتها ديانات أخرى حول العالم، وهذا أدى إلى تساؤل الكثيرين حول ما إذا كانت هنالك إمكانية لصيام مرضى السكري الذين يُمكن لمستوى السكر أن يرتفع كثيرًا لديهم في حال لم يأخذوا أدوية السكري أو حقن الأنسولين أثناء فترة النهار، وقد يُصابون بما يُعرف بالحماض الكيتوني السكري نتيجة لهذا الأمر، لذا فإن الخبراء باتوا يؤكدون على ضرورة توعية مرضى السكري بضرورة الإفطار في حال كان الصيام يُشكل تهديدًا لصحتهم أو كانوا يُعانون من مضاعفات السكري، وقد يكون من الأنسب لمرضى السكري الراغبين بالصيام استشارة الطبيب لتحديد إمكانية الصيام وإيجاد حلول للمشاكل المرتبطة به، فضلًا عن الحرص على تناول الأطعمة التي لا تحتوي على الكثير من الغلوكوز قبل بدء الصيام واختيار الأطعمة المفيدة لهم^[٧].

ما هي فائدة الصوم لمرضى السكري؟

يؤثر الصيام على وزن الجسم وفقًا للكثير من الدراسات، كما يؤثر على مستوى الأنسولين في الجسم أيضًا، وهذا يجعل الصيام مفيدًا لتجنب أمراض القلب لدى مرضى السكري، وقد أظهرت بعض الأدلة العلمية أن للصيام مفعول جيد فيما يتعلق بالقدرات الأيضية والخواص الالتهابية في الجسم وغيرها من الأمور^[٥]، لكن تجدر الإشارة هنا إلى أن معظم الدراسات التي بحثت في فوائد الصيام قد أجريت على الحيوانات وليس على البشر، بما في ذلك الدراسات المتعلقة بمرضى السكري على وجه التحديد^[١].

متى يتعين على مريض السكري الإفطار؟

يجب على مريض السكري التوقف عن الصيام والمسارعة في الإفطار عندما يلاحظ ظهور أعراض انخفاض مستوى السكر في الدم لديه؛ كالتعرق، والرجفان، وفقدان التركيز، وبالإمكان علاج هذه الأعراض عبر تناول حبوب الغلوكوز، أو المشروبات السكرية، يليها تناول شطيرة أو وعاء من حبوب الإفطار، لكن يُمكن وعلى العكس أن يؤدي الصيام إلى حدوث ارتفاع حاد في مستوى السكر بالدم وليس انخفاضًا، وهذا الأمر يحدث عادةً عند المصابين بسكري النمط الأول، وقد يؤدي ذلك إلى إصابتهم بالحماض الكيتوني الذي ورد مسبقًا، ومن بين الأعراض الدالة على الإصابة بارتفاع مستوى السكر في الدم؛ الشعور بالعطش الشديد، وكثرة التبول، والتعب الشديد، وغيرها من الأعراض التي تتطلب مراجعة الطبيب^[٧].

المراجع

1. ^ ^{أ ب} Michael Dansinger, MD (27-12-2018), "Can You Fast If You Have Diabetes?"، Webmd, Retrieved 22-4-2020. Edited.
2. ↑ Tula Karras (31-5-2017), "Ramadan Fasting Can Be Dangerous for Muslim Diabetics…But a New Website Helps"، Endocrine Web, Retrieved 22-4-2020. Edited.
3. ↑ Reiter J, Wexler ID, Shehadeh N, et al (4-2007), "Type 1 diabetes and prolonged fasting", Diabet Med, Issue 4, Folder 24, Page 436-9. Edited.
4. ↑ Melinda Carstensen (11-10-2018), "Intermittent Fasting May Put Type 2 Diabetes in Remission, Small Study Finds"، Everyday Health, Retrieved 22-4-2020. Edited.
5. ^ ^{أ ب ت} Martin M. Grajower and Benjamin D. Horne (4-2019), "Clinical Management of Intermittent Fasting in Patients with Diabetes Mellitus", Nutrients, Issue 4, Folder 11, Page 873. Edited.
6. ^ ^{أ ب ت} Mohammed Abdul Jaleel, Syed Abbas Raza, Farah Naaz Fathima, et al (12-2011), "Ramadan and diabetes: As-Saum (The fasting)", Indian J Endocrinol Metab, Issue 4, Folder 15, Page 268–273. Edited.
7. ^ ^{أ ب} "Fasting and diabetes", British Diabetic Association, Retrieved 22-4-2020. Edited.