محتويات
الصرع عند الأطفال
تحدث النوبات الصرعية نتيجة لحصول تغيراتٍ شاذة في وظائف الدماغ، وهذا سيؤدي بالطبع إلى إحداث تغيرات في الحركة، والانتباه، والوعي، ولقد توصل الخبراء إلى وجود تباين في أنواع النوبات الصرعية اعتمادًا على المناطق الدماغية التي أصابتها هذه التغيرات، وقد تؤثر النوبات الصرعية على أجزاء محددة من الجسم أو على جميع أجزاء الجسم، وهنالك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الصرع عند الأطفال، كما أن طبيعة النوبات الصرعية عند الأطفال تتباين بتباين أعمار الأطفال؛ فالنوبات الصرعية التي تصيب الأطفال الرضع تختلف عن النوبات الصرعية التي تصيب الأطفال بعمر المدرسة والمراهقين، لكن على العموم تبقى تجربة تعرض الأطفال للصرع أحد التجارب المخيفة والمرعبة بالنسبة للوالدين، خاصة في حال كانت المرة الأولى التي يرون فيها طفلهم يتعرض لمثل هذه المشكلة، ولحسن الحظ فإن نسب التعرض للصرع عند فئة الأطفال بعمر أقل من 15 سنة هي قليلة نوعًا، كما أن نصف الحالات التابعة لهذه الفئة تُصاب بنوع من الصرع يُدعى بالنوبة الحموية، التي تحدث نتيجة للإصابة بالحمى، لكن طفلًا واحدًا من بين 100 طفل يبقى عرضة للإصابة بحالة متكررة من الصرع[١].
آثار ومضاعفات الصرع عند الأطفال
تتباين شدة الأعراض والعلامات المرتبطة بالصرع بتباين نوعية الصرع الذي أصاب الطفل، لكن عادةً ما يُصاب الطفل برجفان وهزات في الذراعين والساقين، وتصلب الجسم، وفقدان الوعي، والتحديق المستمر بالعين، والصعوبات التنفسية، وفقدان السيطرة على وظائف الأمعاء والمثانة البولية، وتوقف الاستجابة للمحفزات والأصوات الخارجية، وتحريك العينين بسرعة، بالإضافة إلى استمرار الإيماء بالرأس والارتباك[٢]. أما بالنسبة إلى آثار النوبات الصرعية ومضاعفاتها السيئة على حياة الطفل وعائلته، فإن بالإمكان شرحها كما يلي[٣]:
- آثار الصرع على تعليم الطفل: يمتلك معظم الأطفال المصابون بالصرع مستوى طبيعي من الذكاء والقدرات التحصيلية كما هو حال أقرانهم، لكن بعضهم قد يواجهون مشاكل وصعوبات في التعلم بسبب الاختلالات الوظيفية في الدماغ، وقد يُصاب بعض الأطفال بالصرع بجانب إصابتهم أصلًا بالتوحد أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، وقد يُلاحظ بعض أولياء الأمور حصول مشاكل في ذاكرة الطفل وقدرته على التفكير، وهذه الأمور بالمجمل قد تشير إلى حصول تأخر في نمو الطفل الذهني وربما حصول تخلف أو إعاقة ذهنية لديه.
- آثار الصرع على جسم الطفل: لا يؤدي الصرع إلى إحساس الطفل بالألم على الرغم من شدة النوبات الصرعية أحيانًا، لكن يبقى الصرع أحد الأمور المرعبة والمخيفة للطفال وأولياء أمورهم، كما يُمكن للطفل أن يفقد السيطرة على وظائف جسده ويبدأ بتنفيذ أمورٍ وحركات غير مقبولة اجتماعيًا، ومن المعروف كذلك أن الصرع يجعل الأطفال عرضة أكثر لإيذاء أنفسهم عند سقوطهم فجأة على الأرض، وعلى العموم ما زال العلماء في حيرة من أمرهم فيما يخص المضاعفات السيئة للصرع على الدماغ، لكن البعض منهم باتوا يلومون الصرع بالتسبب بأضرار في الدماغ على المدى البعيد[٤].
- آثار الصرع على عائلة الطفل: ينتقل الصرع من الآباء والأمهات إلى الأطفال أحيانًا، وهذا قد يُشكل مصدرًا للقلق عند الأزواج الراغبين بإنجاب أطفال، كما أن الأطفال قد يشعرون بالقلق من إصابتهم بالصرع عند معرفتهم بأمر وجود الصرع في عائلتهم من قبل، وقد يُعاني أولياء الأمور من العزلة، ووصمة العار، والمشاكل المادية، ومشاكل العمل بسبب إصابة طفلهم بالصرع، وهذه الأمور تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالقلق الشديد والاكتئاب.
- آثار الصرع على لعب الأطفال: يشعر الكثير من المدرسين والعاملين بالمدارس بالقلق عند السماح للأطفال المصابين بالصرع باللعب أو ممارسة الأنشطة الرياضية والترفيهية في المدرسة، وهذا الأمر بالطبع غير صحي أو وغير ضروري؛ لإن من النادر أن تؤدي الأنشطة البدنية إلى ظهور النوبات الصرعية، كما أن الأنشطة البدنية هي مفيدة لتعزيز صحة الطفل ومنع حصول النوبات الصرعية مستقبلًا.
مساعدة الأطفال المصابون بالصرع
بوسع أغلب الأطفال المصابون بالصرع التأقلم مع مشكلتهم وعيش حياة طبيعية دون الكثير من المشاكل، كما بوسع المربيون وأولياء الأمور مساعدة الطفل على التعايش مع الصرع عبر الحرص على أداء بعض الأمور البسيطة، مثل[٥]:
- تشجيع الطفل على أخذ الأدوية التي وصفها الأطباء له.
- تجنب تعريض الطفل للمحفزات؛ كالتوتر الشديد، وقلة النوم، وبعض أنواع الأدوية.
- البحث عن طرق لعلاج المشاكل السلوكية والتعليمية التي تواجه الطفل.
- الحرص على إبقاء الطفل في بيئة أو وضعية آمنة أثناء مجيء نوبة الصرع.
- الحرص على استشارة اخصائيين الأعصاب.
المراجع
- ↑ Scott H Plantz, MD, FAAEM,Francisco Talavera, PharmD, PhD,Thomas Rebbecchi, MD, FAAEM (6-12-2018), "Seizures in Children"، E Medicine Health, Retrieved 3-8-2019. Edited.
- ↑ "Seizures and Epilepsy in Children", Johns Hopkins Medicine, Retrieved 3-8-2019. Edited.
- ↑ "Epilepsy in children", Better Health,7-2019، Retrieved 3-8-2019. Edited.
- ↑ Dan Brennan, MD (19-7-2019), "Seizures in Children"، Webmd, Retrieved 3-8-2019. Edited.
- ↑ Harry T. Chugani, MD (8-2017), "Epilepsy"، Kids Health, Retrieved 3-8-2019. Edited.