ألم جرح القيصرية

الولادة القيصرية

ينتظر الوالدان قدوم المولود الجديد بفارغ الصبر دائمًا، ولكن من ناحية أخرى فإن ذلك يؤثر بشكل كبير على الصحة العقلية والبدنية للأم في الأسابيع التالية بعد الولادة وخاصة عند إجراء الولادة القيصرية، وبالرغم من أن العملية القيصرية تتسبب بالألم وتحمل بعض المخاطر وتستغرق وقتًا أطول خلال عملية الشفاء، إلا أنها في بعض الحالات قد تكون الإجراء المنقذ لكل من الأم والطفل، وباتباع بعض إجراءات الرعاية الذاتية والتغييرات في أنماط الحياة اليومية يمكن تسريع عملية الشفاء[١][٢].


الآلام بعد إجراء العملية القيصرية

تتسبب العملية القيصرية بالألم والعديد من الآثار خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة كأي عملية جراحية أخرى، وفيما يلي مراحل الشفاء والأعراض المرتبطة بها[١]:

خلال الـ 24 ساعة الأولى من العملية

بعد انتهاء الولادة القيصرية خلال أول 24 ساعة تعاني الأم من الآلام والأعراض التي تتعرض لها أي أم بعد الولادة الطبيعية؛ مثل النزف المهبلي الذي يستمر بين 4 – 6 أسابيع، كما تبدأ مرحلة التكيف مع الطفل والرضاعة الطبيعية، وغالبًا ما تبقى الأم في المستشفى لمدة يومين إلى 4 أيام بعد الولادة، ولكن قد تحدث بعض المضاعفات والآثار الجانبية المحتملة والتي تشمل:

  • جلطات الدم: وهي إحدى أكبر مخاطر الولادة القيصرية والتي تحدث عند تكون جلطة دموية في الساق، وغالبًا ما تحدث هذه الحالة عند النساء اللواتي يعانين من زيادة الوزن أو النساء اللواتي لم يتحركن لفترات طويلة بعد العملية بسبب عدم قدرتهم على المشي، مما يعيق حركة الدم في الجسم ويتسبب بجلطات دموية.
  • التشنجات: قد تشعر بعض النساء في المراحل الأولى بعد العملية بالألم في موضع الجرح بالإضافة إلى التشنجات الناتجة عن تقلصات الرحم، والتي تكون أشبه بآلام الحيض ولكن أكثر شدة.
  • التعرض للعدوى: من المهم مراقبة جرح العملية القيصرية بعناية خلال الفترة الأولى بعد العملية، وملاحظة أي علامات تدل على وجود عدوى.

الأسابيع الأولى بعد العملية

يكون خطر تلقي العدوى كبيرًا خلال الأسابيع القليلة الأولى بعد العملية القيصرية، بالإضافة إلى احتمالية حدوث نزيف خطير خلال هذه الفترة، ومن المهم تجنب ممارسة التمارين الرياضية خلال 6 – 8 أسابيع من العملية بالإضافة إلى تجنب القيادة أيضًا خلال 4 إلى 6 أسابيع بعد العملية نظرًا إلى أنها غير آمنة. ويمكن أن يتعرض الجرح للالتهاب أيضًا والذي يستمر من أسبوع إلى أسبوعين بالإضافة إلى ضعف العضلات المحيطة بالجرح أيضًا، لذا فإنه من الممكن أن يصف الطبيب الأدوية المسكنة للألم خلال الأسبوعين الأولين. وتميل الأعراض للتحسن مع شفاء الجرح ورجوع الرحم إلى حجمه الطبيعي، كما يستخدم الأطباء الغرز القابلة للذوبان التي تختفي من تلقاء نفسها دون الحاجة لإزالتها في حين تحتاج الغرز غير القابلة للذوبان إلى الإزالة من قبل الطبيب بعد بضعة أسابيع من الولادة.

التعافي على المدى البعيد

يستغرق الشفاء من العملية القيصرية وقتًا أطول من الولادة الطبيعية، وعادة ما يستمر الألم خلال فترة الشفاء على المدى البعيد نتيجة الشعور بألم في العضلات مكان الجرح، بالإضافة إلى بعض الأعراض التي تظهر على المدى البعيد عند بعض النساء؛ مثل سلس البول بسبب ضعف عضلات قاع الحوض، لذا فإنه من المهم ممارسة بعض التمرينات التي تساعد في تقوية العضلات.


آثار ما بعد الحمل والولادة

يتسبب الحمل والولادة بالعديد من الآثار على الجسم، ويشمل ذلك كل مما يلي[٣]:

  • الإفرازات المهبلية: يبدأ الجسم بالتخلص من الغشاء المخاطي السطحي للرحم، مما يؤدي إلى تشكل إفرازات مهبلية بعد الولادة ناتجة عن هذا الغشاء بالإضافة إلى الدم أيضًا.
  • احتقان الثديين: بعد بضعة أيام من الولادة قد تشعر الأم بأن أثدائها ممتلئة جدًا وقاسية، وعادةً ما تخف حدة الاحتقان بعد الرضاعة الطبيعية، ولكن في بعض الحالات قد يسبب ذلك صعوبة على الطفل أثناء الرضاعة مما يتطلب استخدام مضخة الحليب اليدوية لاستخراج الحليب الزائد، كما يمكن استخدام كمادات دافئة أو أخذ حمام دافئ قبل الرضاعة لتخفيف الألم والقساوة بالإضافة إلى استخدام الأدوية المسكنة للألم.
  • تساقط الشعر وتغيرات الجلد: تزداد مستويات الهرمونات خلال الحمل مما يزيد من نسبة نمو الشعر مقارنة بتساقطه، ولكن سرعان ما تنخفض مستويات هذه الهرمونات بعد الولادة وهو ما يؤدي إلى تساقط الشعر لمدة تصل إلى خمسة أشهر بعد الولادة، بالإضافة إلى حدوث بعض التغيرات في الجلد مثل ظهور علامات التمدد والتصبغات على البشرة وهو ما يعرف بالكلف.
  • تغيرات في المزاج: تؤدي الولادة إلى مزيج من المشاعر القوية المتمثلة بكل من الشعور بالقلق وتقلبات المزاج ونوبات البكاء وصعوبة في النوم أيضًا.
  • اكتئاب ما بعد الولادة: تعاني الأمهات من تقلبات مزاجية حادة وفقدان الشهية والإعياء الشديد خلال فترة قصيرة بعد الولادة، مما يسبب اكتئاب ما بعد الولادة؛ وهي حالة عادةً ما تتلاشى من تلقاء نفسها خلال فترة قصيرة.
  • فقدان الوزن: تكسب النساء الوزن أثناء الحمل بشكل طبيعي بما في ذلك وزن الطفل والمشيمة والسائل الأمنيوسي، ولكن تبدأ بفقدان الوزن الزائد الناتج عن ذلك بعد الولادة؛ إذ يبدأ الجسم بالتخلص من السوائل الزائدة أثناء عملية الشفاء مما يسبب نقصان الوزن، كما يمكن اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة للمساعدة في العودة إلى الوزن الطبيعي.


المراجع

  1. ^ أ ب Zawn Villines (2 - 10 - 2018), "How to speed up recovery from a cesarean delivery "، medicalnewstoday, Retrieved 7 - 8 - 2019. Edited.
  2. Stephanie Watson (24 - 1 - 2018), "C-Section: Tips for a Fast Recovery"، healthline, Retrieved 7 - 8 - 2019. Edited.
  3. "Labor and delivery, postpartum care", mayoclinic,11 - 5 - 2018، Retrieved 7 - 8 - 2019. Edited.

فيديو ذو صلة :