محتويات
الصداع التوتري
يشتهر الصداع التوتري بكونه الصداع الأكثر انتشارًا بين البالغين، ولقد دأب الباحثون على إطلاق وصف "صداع الانقباضات العضلية" على هذا النوع من الصداع في الماضي، لكن حاليًا يكتفي الباحثون باستعمال مسمى الصداع التوتري فقط، وعلى العموم يُمكن للصداع التوتري أن يظهر بوتيرة دورية أو أن يستمر لأقل من 15 يومًا في الشهر، أو يُمكنه أن يظهر بوتيرة مزمنة أو أن يستمر لأكثر من 15 يومًا في الأسبوع، وقد تبقى نوبات الصداع التوتري ل30 دقيقة أو حتى لأيام عديدة متتالية، ويتميز الصداع التوتري عن الصداع النصفي بكونه أقل شدة أو حدة منه، كما يُمكن له أن يظهر في كلا جهتي الرأس ولا تزداد شدته بالأنشطة البدنية، كما لا يوجد ترابط بينه وبين حساسية الضوء أو الأصوات، ولا يؤدي إلى الغثيان أو التقيؤ[١]، ويمتاز الصداع التوتري بأعراض وأسباب وأمور أخرى ستمر في الأسطر التالية.
أعراض الصداع التوتري
لا تظهر نوبات الصداع التوتري بكثرة أو بتكرار، كما عادةً ما تكون قصيرة وقد تختفي خلال بضع دقائق أو ساعات، بينما في حالات نادرة يُمكن لنوبات الصداع التوتري أن تبقى لعدة أيام متواصلة، ويُمكن لبعض الحالات النادرة أن تشكو من حساسية اتجاه الضوء أو الأصوات، وعلى العموم يُمكن وصف الألم الناجم عن الصداع التوتري كما يلي[٢]:
- تتباين شدة ألم الصداع التوتري المزمن بين الألم البسيط والشديد.
- يظهر الألم عادةً في الرأس ككل، لكنه قد يبدأ في مؤخرة الرأس أو أعلى حواجب العينين.
- يشعر بعض المصابين بوجود مشد أو رباط حول رأسهم، بينما قد يشعر آخرون بأن مصدر الألم هو توتر عضلي في الرقبة أو الكتف.
- يوصف الألم بأنه مستمر أو غير منقطع وله طبيعة شبيهة بالشعور بالضغط.
- يأتي الألم تدريجيًا وقد يكون شديدًا للغاية، لكنه لا يتسبب بالعجز أو الضعف حتى عند وصوله للذروة.
- بوسع معظم المصابين بالصداع التوتري تكملة أنشطتهم الحياتية على الرغم من شعورهم بالألم.
أسباب الصداع التوتري
تنشأ نوبات الصداع التوتري عن حصول انقباضات عضلية في الرأس والرقبة، ويُمكن لهذه الانقباضات أن تنشأ عن تناول أنواع محددة من الأطعمة، أو القيام ببعض الأنشطة البدنية، أو التعرض للمواقف المثيرة للتوتر، بل ويُمكن للبعض أن يشعروا بالصداع التوتري بعد التحديق بشاشة الحاسوب أو بعد قيادة السيارة لفترة طويلة أو حتى بعد التواجد في البيئات الباردة، وتتضمن بعض العوامل الأخرى المؤدية إلى الشعور بالصداع التوتري ما يلي[٣]:
- شرب الكحول.
- تعرض العين للإجهاد.
- جفاف العين.
- الإعياء.
- التدخين.
- الإصابة بالزكام.
- الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية.
- شرب الكافيين.
- اتخاذ الوضعيات الجسدية الخاطئة.
- التعرض للتوتر العاطفي.
- قلة شرب الماء.
- قلة النوم.
- تجاهل تناول الوجبات الغذائية.
مضاعفات الصداع التوتري
يؤثر الصداع التوتري على الإنتاجية وجودة الحياة لدى المصابين به، خاصة في حال كان صداعًا مزمنًا، بل وقد يتوقف البعض عن ممارسة أنشطتهم الحياتية نتيجة لهذا الصداع ويفضلون الجلوس في المنزل أو قد يُصابون بمشاكل وظيفية بسبب الصداع[٤]، ومن الجدير بالذكر أن دراسة أجريت عام 2012 قد أشارت إلى وجود بعض الدراسات الأمريكية والأوروبية السابقة التي تحدثت عن تسبب الصداع التوتري في تغيب الناس وعجزهم عن أداء أنشطتهم الحياتية بنسبة تفوق الصداع النصفي بحوالي ثلاث مرات، كما أشارت الدراسة كذلك إلى أن التكاليف غير المباشرة للصداع التوتري وأنواع الصداع الأخرى تفوق التكاليف غير المباشرة للصداع النصفي، وتزداد فرص الإصابة بالمشاكل والعجز تحديدًا عند الأفراد المصابين بالأمراض النفسية والبدنية الأخرى[٥].
تشخيص الصداع التوتري
لا يوجد فحص محدد لتأكيد الإصابة بالصداع التوتري، لذا سيعتمد الطبيب على أوصاف وأعراض الصداع الذي يُعاني منه المريض لتشخيص الصداع التوتري، مثل سؤال المريض عن حدة الألم وموقعه وخصائصه، فضلًا عن إجراء الفحوصات والاختبارات الجسدية والعصبية، وقد يلجأ الطبيب إلى التصوير المقطعي المحوسب والرنين المغناطيسي لغرض الكشف عن ألم الصداع والأعراض الأخرى المرتبطة به أيضًا في حال كان ذلك ضروريًا، وللكشف عن حالات مرضية قد تسبب هذا الصداع[٦][٤].
علاج الصداع التوتري
يحاول الأطباء علاج الصداع التوتري لدى المرضى عبر اللجوء إلى أمرين اثنين، هما[٧]:
- الحلول الحياتية البسيطة: يكتفي بعض الأطباء بحث المرضى على اتباع الأنماط أو الحلول الحياتية البسيطة؛ كممارسة أساليب الاسترخاء واليوغا، أو الأنشطة البدنية، أو التدليك، أو حتى وضع قطعة من القماش البارد فوق جبهة الرأس.
- الأدوية المسكنة للآلام: بالإمكان تناول دواء الباراسيتامول أو الأيبوبروفين لتخفيف حدة الصداع التوتري، كما قد يلجأ الآخرون إلى الأسبرين أحيانًا، لكن بالطبع يجب عدم إعطاء الأسبرين للأطفال بعمر أقل من 16 سنة.
الوقاية من الصداع التوتري
يُمكنك وقاية نفسك من الإصابة بنوبات الصداع التوتري عبر تجنب المحفزات التي تؤدي إلى ظهور هذه النوبات في الأساس، لكن هذا بالطبع يستوجب تحديد هذه المحفزات أولًا عبر الاستعانة بتدوين أو كتابة الأمور اليومية التي يُمكن أن تكون هي المؤدية إلى ظهور نوبات الصداع التوتري، لذا يجب تدوين الأطعمة التي تتناولها، والمشروبات، والأنشطة البدنية التي قمت بها، والمواقف الحياتية التي تعرضت لها، ثم إيجاد رابط بين هذه الأمور وبين نوبات الصداع، ثم تجربة التوقف أو تجنب الأمور التي من المفروض أنها المسؤولة عن حدوث الصداع[٣].
دواعي مراجعة الطبيب
لحسن الحظ فإن معظم نوبات الصداع هي نوبات عادية وليست خطيرة ومن النادر أن يكون الصداع ناجمًا عن مشكلة تتطلب تدخلًا طبيًا، لكن يجب مراجعة الطبيب في حال[٦][٤]:
- ظهر الصداع بعد التعرض لضربة على الرأس.
- صاحب الصداع حمى.
- صاحب الصداع مشاكل في الرؤية، او الكلام، أو تنميل في الأطراف.
- زيادة حدة الصداع مع الوقت.
- تسبب الصداع في اضطرابات في التفكير.
- الحاجة لاستعمال مسكنات الآلام في كل يوم أو أكثر من مرتين في الأسبوع من أجل التغلب على الصداع.
المراجع
- ↑ "Tension-Type Headaches", Cleveland Clinic,18-7-2014، Retrieved 3-5-2020. Edited.
- ↑ Charles Patrick Davis, MD, PhD (22-10-2019), "Tension Headache Symptoms, Signs, Relief, Causes, and Treatment"، Medicine Net, Retrieved 3-5-2020. Edited.
- ^ أ ب Alana Biggers, MD (26-9-2019), "Tension Headaches"، Healthline, Retrieved 3-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "Tension headache", Mayo Clinic,11-6-2019، Retrieved 3-5-2020. Edited.
- ↑ Debashish Chowdhury (8-2012), "Tension type headache", Ann Indian Acad Neurol, Issue Suppl 1, Folder 15, Page S83–S88. Edited.
- ^ أ ب "Tension Headache", Harvard Health Publishing,12-2018، Retrieved 3-5-2020. Edited.
- ↑ "Tension-type headaches", National Health Service,16-7-2018، Retrieved 3-5-2020. Edited.